عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-02-2009, 03:18 PM   #1

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي كثيراً ما يصبح الفم مزرعة للحب

فم لا يفهم






وقف أعرابي مشوه الفم أمام أحد الولاة يلقي قصيدة يمدح فيها هذا الوالي، التماساً للمكافأة، ولكن الوالي لم يأمر بها، بل سأله: ما بال فمك معوجاً؟ فقال الأعرابي: لعله عقاب من الله، فقال الوالي: ولأي شي عاقبك الله؟ قال الأعرابي: لكثرة ما كذبت بالثناء بالباطل على بعض الناس.

وفي تقديري هناك ارتباط يجمع بين الفم والعقل و البديهة فكثيراً ما يصبح الفم مزرعة للحب و الكلمات عندما نكون في صفاء أما عند انقلاب الحال يتفيهق في الكلام فيتسع ويمتلئ حتى يفغى. ويفسر لسان العرب الفهم على انه معرفة الشيء بالقلب وعقلنته وفهرسته ليصبح سهل التصور جوهري المنطق. لذا تأتي لحظات الغضب بأهمية بالغة فهي تعكس مفاهيم و ثقافة وحضارة الغاضب و تحصره للتعامل مع مشاعره معتبراً الزمان والمكان لوحة تسمو من خلالها الألوان أو تكفهر. ويحكي لنا توفيق الحكيم في كتابه طعام الفم والروح والعقل ان الانسان يمر بثلاث مراحل تمكنة من الارتقاء بمكانته كآدمي ففي مرحلة الطفولة يساعده فمه في سد ثغرة الجوع الذي يدعم نمو الجسد و تطوره فإذا شبّ إلى مرحلة الصبا والشباب اختلف طلبه فطعام الفم وحده لايلبي احتياجه المستجد ألا وهو طعام الروح، الذي يغذي وجدانه. وفي المرحلة الأخيرة من العمر يترك الشاب الروح وملحقاتها لتتمحور مضامينه في مرحلة الرجولة والكهولة حيث يستقر تركيزة على طعام العقل الذي ينعش دماغه و يدغدغ ما ينتج من أفكار.

ويقول توفيق الحكيم إن تلك المرحلة الأخيرة أشبه بتاريخ المجتمعات التي لم تتجاوز مرحلة الفم شأنها في ذلك شأن الطفل، فإذا ارتقت الشعوب إلى درجة معينة في سلّم التحضر الاجتماعي ظهر اهتمامها بالغذاء الوجداني، إلى أن تبلغ الدرجة العليا في النضج الإنساني، فإذا اهتمامها يتجه إلى الغذاء العقلي. وينتابني هلع عندما أستمع الى مايحكيه لنا الأطباء من سوالف ماتسرّ ،كما نقول بالعامية، عن تلك المؤشرات والارقام المخيفة بأن ربع السكان يعانون من مرض السكري الذي يبدأ من الفم وتكرس وجوده أساليب الحياة المرفهة والمحفزة على الخمول و قلة الحركة اضافة الى عادات الأكل السيئة وخاصة تلك الوجبات الخالية حتى من الحب وكل ذلك يجرفنا الى وادي التخمة ومستنقع السمنة و حقول الإفراط ومن ثم الى منحدر نوبات القلب وأمراضه التي تؤدي الى التهلكة. اذن ماهي وضعيتنا من مرحلة الفم التى يتحدث عنها توفيق الحكيم؟

الإجابه الرمزية لهذا السؤال: من مزايا الفم أن به أضراس العقل التي يُفترض نضوج الإنسان بوجودها وعندما يشق الضرس لنفسه وأقرانه العقلاء طريقاً للبزوغ يأتي لغرض ضم الأسنان ورصها وإغلاق مسافات تمنع تآكلها وايضا اهتراءها. ولكن عندما لاتجد هذه الأضراس مكاناً بالفم تكتفي بأن تبقى مدفونة وقد تحاول أحياناً البزوغ جزئياً فلايبدو منها الا ماتريد إظهاره. الفم فن وذوق ومهارات...وهو عالم ذو مسؤولية ويتوجب علينا أن نفهمه!







  رد مع اقتباس