الموضوع: دع عنك التفكير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-13-2009, 02:08 AM   #1

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي دع عنك التفكير

نيل السعادة غاية يسعى لها كل فرد منا ، وكل فرد منا قادر على أن يجلب لنفسه العادة المرجوة ! كيف ؟ الجواب بسيط . يتميز الإنسان بكونه مخلوقا يفكر بصورة مستمرة فقد خلقة الله تعالى بهذه الصفة . و لأن عملية التفكير تجري في عقله ، باستمرار فإنه ينسى هذه الخاصية ، وهي أنه مخلوق دائم التفكير ، ودوام التفكير هذا يسبب اختلاط الأمور في ذهنه ، ويصعب عليه أن يدرك حينها أن مشاعر الفرح أو الحزن التي انتابته إنما هي نتيجة ما جال بذهنه من أفكار وخواطر ، ولتوضيح ما ذكرنا ، نطلب منك القيام بتجربة ، وهي أن تحاول أن تشعر بالغضب دون أن تفكر بأمر يثير غضبك . كيف وجدت الأمر ؟ ستجد أنه يستحيل عليك أن تشعر بالغضب أو الألم دون أن تكون قد فكرت فيما يغضبك أو يؤلمك ، فشعورك بالغضب ، وبدون الأول لن يحدث الثاني . إذا فكرت بموقف سلبي مررت به ، مثل زواج فاشل ، أو رسوب في امتحان أو غيرة ، وواصلت التفكير بهذا الموقف فإن ذلك يعني المزيد من المشاعر السلبية التي ستعتريك . ولو حللنا تفكير البشر لوجدنا أن 80 – 90 % من هذا التفكير سلبي وضار ، بالإضافة لكونه متكررا . الكثير منا يعيش ومعه جلاد في داخل ذهنه يضربه بسياط باستمرار ، ويمتص الطاقة من جسده وروحه ، بل نكاد نقول : إن التفكير قد أصبح داء !! والمشكلة أحيانا ليست في سوء استخدامنا للعقل بقدر ما هي في استخدام العقل لنا !! وهنا يكمن الداء .
يقول ابن القيم رحمة الله : ( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ) ، ذلك لما قد يسببه التفكير السلبي من امتصاص للطاقة من الجسد والروح ، وكأنه سيارة فقدت السيطرة على فراملها .
يقول الفيلسوف الأمريكي إيمرسون : ( إن الفكرة هي أصل كل فعل ) .


ويقول ماركوس اوريليوس الإمبراطور والفيلسوف الروماني : ( إن حياتنا ما هي إلا حصائد أفكارنا ) فكيفما تفكر تكون ، لذلك علينا أن نحرص دوما على أن نحرر العقل من الأفكار السلبية . نفذ الخطوات التي نشير بها عليك في السطور التالية ، وثق أنك لن تندم مطلقا واعلم أن ثمن السعادة أن تتحمل مسئولية كل فكرة من أفكارك . لا بد من بذل الوقت في إصلاح النفس والأفكار ، وأي تهاون في هذا الأمر بدعوى الانشغال بمطالب الحياة هو بمثابة التهاون في ملء سيارتك بالوقود ، بدعوى انشغالك بالقيادة ، وفي النهاية لابد من أن يقع المحظور وينفذ وقودك !


عندما تنوي بناء منزل جديد فإنك تحرص على الاهتمام بالتصميم الهندسي وحسن انتقاء مواد البناء ، فكيف الحال مع منزلك العقلي ؟ لاشك أن منزل أفكارك أولى بالاهتمام !! يقول ابن القيم رحمة الله تعالى في كتاب الفوائد : ( فالفكر والخواطر والإرادة أحق شيء بإصلاحه من نفسك ، فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي تبتعد بها أو تقرب من إلهك ومعبودك الذي لا سعادة لك إلا في قربه ورضاه عنك ... وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإرادتك ، فإنه يفسدها عليك إفسادا يصعب تداركه ، ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة ، ويحول بيتك وبين التفكير فيما ينفعك ، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك . نمثلك معه حمل رحى يطحن فيها جيد الحبوب ، فأتاه شخص معه حمل تراب وبعر وفحم وغثاء ليطحنه في طاحونته ، فإن طرده ولم يمكنه من إلقاء ذلك في الطاحون أفسد ما فيها من الحب وخرج الطحين كله فاسدا! ) .


تفكيرك لا يستطيع أن يخلصك من الشعور بالكآبة .... قال المدرب الأمريكي المشهور فينس لمباردي إصرارك على تكرار العمل الخاطئ يستحيل أن يصل بك إلى نتيجة سليمة ) . لا تصدق الفكرة الشائعة بأن الحديث عن المشاعر السلبية يساعدك على التخلص من تلك المشاعر . كما أن أغلب الناس تفعل ذلك على مر العصور ، إذ من عادة المرء أن يحكي للمقربين منه عن آلامه وأحزانه ولكن القليل منهم من ساعده ذلك البوح على أن يتخلص من مشاعره السلبية ... الغالبية ظلت تحتفظ بمشاعرها السلبية رغم إفصاحها عنها للآخرين .

المطلوب أن يرتفع الإنسان فوق مستوى الفكرة ... أن يصل لمرحلة يستخدم فيها التفكير بشكل مركز ونافع ، وفي نفس الوقت يتحرر من ذلك النقاش الداخلي الذي يشل الإنتاجية . حين تكون مكتئبا لن تستطيع أن تفكر بصورة سليمة . ففي حال الاكتئاب تكون معنوياتك منخفضة ، والسبب في ذلك التفكير السلبي المسيطر عليك ، وكلما استغرقت أكثر في ذلك التفكير السلبي ، كلما استجابت له نفسك أكثر ، وكلما ساءت أحوالك أكثر وأكثر .

إن عدم القدرة على إيقاف التفكير السلبي والسيطرة عليه مشكلة خطيرة تمنع من تحقيق السعادة وتحصيل الراحة النفسية وهدوء البال ، ولا بد أن نتعلم كيفية إيقافه . دعني أسألك : لنفرض أنك أصبت بجرح عميق في ذراعك ، فهل سترش الملح على ذلك الجرح وأنت تعلم يقينا أن رش الملح عليه سيسبب لك آلاما مضنية ؟ هذا بالضبط ما يحدث لك حين تفكر وأنت مكتئب ، يكون الأمر وكأنك ترش كمية كبيرة من الملح على جرح ينزف بغزارة !!








  رد مع اقتباس