الموضوع: دع عنك التفكير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-13-2009, 02:11 AM   #3

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي

قياس تمثيلي : ثقتك بوجود السعادة سيجذبها إليك


لنفترض أنك تملك زوجا من الجوارب البرتقالية اللون ، ولكنك في ظروف ما فقدتها والآن ترغب في ارتدائها . إن كنت متأكدا إنك كنت تملكها بالفعل وتعرف شكلها تماما وترغب بشدة بالعثور عليها فإن احتمال عثورك عليها ستكون كبيرة جدا . أما إن كنت شاكا في أنك كنت تملك مثل تلك الجوارب فإن نسبة الاحتمال بالعثور عليها ستتدنى إلى قدر ضئيل جدا ، إذ كيف ستعثر على شيء لا تعرف ماهيته ؟

هذا بالضبط ما سيكون عليه حالك مع البصيرة فكلما تيقنت منها وأيقنت بوجودها ، كلما أتحت الفرصة لها لتعمل وتتطور فإنها ستقوم بواجبها وستعمل على طرد التعاسة من حياتك ، بالضبط مثل ضوء الشمس الذي سيعيد الحياة لنبات ترك في الظلام . فالضياء أقوى من الظلمة ، وأنت لن تجلب الضياء والنور لحياتك مهما فكرت وحللت ، لن تجلب الضياء إلا حين تسمح لذلك النور أن يتسلل لحياتك فيضيئها شيئا فشيئا . إن كان هناك جانب مظلم في حياتك لا تهرب منه ، بل واجهه واعترف به ، ثم اعمل على إضاءته !!

تصور معنا مباراة كرة القدم واللاعب يهم بتسديد ضربة جزاء أمام ما يقارب 15000 متفرج من الجمهور يهتفون تشجيعا له أو تثبيطا له ، يف تتصور حال ذلك اللاعب في مثل هذا الموقف الحرج والدقيق ؟ لا شك أنه على اللاعب أن يتصرف وكأنه لا يسمع كل تلك الصيحات ... عليه أن يركز نظره على الهدف فقط ، وأن يتفادى أدنى قلق أو تردد ، وإلا أثر ذلك على أدائه حتما . إن هذا الأداء المتقن يتطلب من اللاعب الماهر تمرينا مكثفا في السيطرة على تفكيره بحيث يوجهه إلى حيث يريد ، وكذلك عليه ألا يطيل التفكير في الأخطاء الماضية التي وقع فيها ... مطلوب منه أن يعرف الخطأ الذي وقع فيه ، لكن دون أن يجعل نفسه أسيرا لذلك الخطأ .

إن أردت الحصول على السعادة والراحة الذهنية عليك أن تفعل مثل ذلك اللاعب ، مع فارق بسيط هو أن اللاعب يقوم بذلك في لعبة وأنت تقوم بذلك في جوانب أهم من حياتك .




عامل الوقت


تعلمنا منذ الصغر أن ( الوقت هو علاج لآلامنا وأحزاننا ) الواقع أن العلاج ليس في الوقت بحد ذاته ، وإنما في تضاؤل حجم تفكيرنا بتلك الآلام والأحزان مع مرور الوقت . ولو كان الوقت هو فعلا الذي يعالج آلامنا وجراحنا لكان ينبغي أن نتغلب عليها جميعا في نفس الفترة الزمنية ، لكننا نعلم أن الأمر ليس كذلك .

إن ماضيك مجرد خيالات أو ذكريات في عقلك ، وكذلك مستقبلك ، ولا حقيقة إلا اللحظة التي تعيشها الآن . وكونك تعلمت دروسا عديدة من الماضي لا يعني أن تعيش في معاناة بسبب ذلك الماضي !! فلا تلم نفسك كثرا على الأخطاء التي وقعت بها ، وتذكر أن الوقوع في الخطأ نعمة ، لأننا نتعلم من أخطائنا ، ولولا الخطأ لما تعلمنا الصواب . وحتى صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم رضوان الله عليهم كانوا يخطئون ولذلك قال في حديثه الشريف : عن حنظلة الأسيدي قال : قلت : يا رسول الله ، إنا إذا كنا عندك كنا ، فإذا فارقنا كنا على غير ذلك . فقال : والذي نفسي بيده لو كنتم تكونون على الحال الذي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة ولأظلتكم بأجنحتها ( مسند أحمد حديث رقم 18567 ) .

ليس هناك بالتأكيد ما يعيب رغبتك في التطور والارتقاء بنفسك ، ولكن دون أن تؤذيها بتكرار التفكير بأخطائك الماضية ، وإلا فإنك بدلا من أن تعيش منفتحا على الحياة مستمتعا بها ، سوف تعيش حالة من النقد المستمر لذاتك .... مصرا على أن تظل أسير أخطاء وقعت بها ، أو أفكار سلبية طالما سيطرت على حياتك .

إن قبول الماضي والاستمتاع به يضفي ألوانا على الحاضر ، أما الانشغال به والتعليق بأهدابه فيسلب من المرء مجالات جديدة . من الطبيعي أن يشعر المرء بالإحباط لما فشل فيه ، وبالذنب للأخطاء التي اقترفها ولكن يجب أن نقبل أن الإنسان غير معصوم من الخطأ وأن نتحرك قدما . لقد فعلنا أفضل ما كان بوسعنا ، فإن سلمنا أنفسنا للأسى على الماضي فسوف نسلب أنفسنا الحياة التي لا تزال ولا بد لنا أن نحياها .

ليس من الضروري أن تجعل حياتك حلبة منافسة مستمرة لترى كم عدد الإخفاقات التي ستمر بها !! وبدلا من أن تلبي نهم عقلك للتفكير بالمشاكل التي حدثت تدرب على كيفية تجاهل تلك المشاكل ... بدلا من أن تحمل هم مشاكل ستقع مستقبلا ، أو تسترجع أخطاء وقعت فيها في الماضي ، عود نفسك أن تعيش اللحظة الراهنة !! وستلاحظ بنفسك كيف أن اعتيادك على أن تعيش اللحظة الراهنة هو في حد ذاته كفيل بحل جميع مشاكلك . لذا كان سلفنا الصالح يقولون ( كن ابن وقتك ) فلا تأس على ماض ، ولا تحمل هم ما هو آت ، إذ من الصعب عليك أن تشعر بقيمة الشيء الذي بين يديك طالما أنت مشغول طوال الوقت باكتشاف عيوبه لا بتطويره !!

كم هي اللحظات الجميلة في حياتنا والتي لا نحسن الاستمتاع بها كما يجب لقلقنا ولتفكيرنا بالمستقبل !! تقول لوشان : ( بدلا من أن أتمتع بمراقبة ابنتي وأن أشاهد العالم من جديد من خلال عينيها ، وبدلا من أن ابني معها قصورا من الرمال أو استنشق معها عطر زهرة ، كنت أدون الملاحظات الخاصة بمقالي القادم عن تربية الأطفال . وبدلا من الاستماع إلى تطور حديثها والتمتع بما تعلمه لي عن روعة الوجود وجمال أن تراقب وتنظر وتصغي إلى الحياة من حولك ، كنت أشعر بالضيق لضياع وقتي . كم كنت غبية وكم أنا نادمة على لحظات الحب الخاص التي أهدرتها !! ) ( كتاب أزمة منتصف العمر الرائعة / ايدي لوشان ) سئل أحد العظماء عن سر نجاحه فقال : ( عندما أمشط شعري فإني لا أفكر إلا بتمشيط شعري ) أي أنه يعيش اللحظة الراهنة ... يعيش متعة العمل الذي يقوم به مهما كانت بساطة ذلك العمل .

إذا كنت في الصلاة ركز تفكيرك في صلاتك ، وإن كنت تتناول طعامك فكر فقط فيما تتناوله ، ولا شك أن ذلك ليس بالأمر السهل في البداية فالعقل كما أسلفنا يهوى التفكير الدائم ، لذا فالأمر يحتاج منك إلى تركيز وتكلف في البداية حتى يتحول إلى عادة وسجية في النهاية ، ويصبح التركيز عملية يقوم بها عقلك البطن دون أي تكلف منك . كثيرا ما نسمع شخصا يشتكي من عدم خشوعه في صلاته وأسباب ذلك وعلاجه جمعها الإمام الغزالي رحمة الله في مصنفه الرائع ( إحياء علوم الدين ) باب الخشوع في الصلاة ، ولسنا هنا بصدد معالجة الأسباب وطرق العلاج ، بيد أن أحد أهم سبل العلاج هو أن تتكلف الخشوع في الصلاة في البداية حتى يصير سجية وطبعا ، بمعنى أن تعيش الوضعية التي أنت بها ، تعيش اللحظة الراهنة ، فالعبادات القلبية والطباع والسجايا ، تكون تكلفا في البداية ، ثم تصبح عادة وسجية في النهاية وكما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ) .




لا تتحسر على ما فات




دعنا نتوقف قليلا عند حديث شريف اعتبره الإمام النووي مدارا أساسيا في الدين ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ( صحيح ابن حيان 5722 ) . فأول خطوة ينبغي اتخاذها في طريق السعي للسعادة هي : ترك التحسر على ما فات . إننا نعلم جيدا أن ما حدث لك من مواقف صعبة ، وذكريات أليمة ، ومشاكل واجهتك مع هذا الشخص أو ذلك هي أمور قد حدثت لك بالفعل ، لكن الحقيقة الأجمل من ذلك أنها حدثت وانتهت !! ... انتهت بكل ما صاحبها من مشاعر حزن أو ألم أو غضب . وبالتالي فإن التفكير بها لن يجدي ، فعلام تصر على التفكير بها ؟


ما دامت قد انتهت لم تصر على أن تعيدها للواقع مره أخرى ؟ إنك بتفكيرك المستر بتلك الأحداث تعيدها للواقع من جديد ، وبعودتها يتجدد في نفسك ما صاحبها من مشاعر ألم وحزن !! .. وقديما قيل : ( ما مضى فات ، والمؤمن غيب ، ولك الساعة التي أنت فيها ) المطلوب أن تركز على ( الآن ) ... أن تنفصل عن الماضي والمستقبل وتعيش الحاضر ، وإذا تركنا العقل يجول في هذين العالمين تحصل الكارثة ، لأن أحدهما يتغذى على الآخر ، ويضخم مفعوله وضرره . اقطع وقود الوقت عن التفكير حتى يتوقف الإمداد . أما إذا سمحت للتفكير أن يتجول في الوقت ، فإن حياتك سوف تتأرجح ما بين ذكريات الماضي بندمه وحسرته ، أو حتى بأمجاده الأمجاد الشخصية وليس التاريخية أو في ترقبات المستقبل ، والخوف منه ، والقلق مما يحمل ، والحصيلة هي انشغال كامل ومستمر بالماضي والمستقبل ، ومن ثم انعدام القدرة على إعطاء اللحظة الحاضرة حقها من الاهتمام !! .


الكثير منا يقع تحت سيطرة التفكير والوقت ، لأنه يشعر أن الماضي يعطيه الهوية والثقل الذي يركز عليه ليصف نفسه ، والمستقبل يقدم له الأمل بالخلاص أو المعجزة ، وكلاهما وهم !! إن ترك التكفير ليس بالأمر الهين ، ويتطلب من النفس المجاهدة ، ولكن مع استمرار المجاهدة تحصل على نتيجة طيبة بإذن الله . قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } " سورة العنكبوت – 69 " تيقن أن كل لحظة تنفقها في الخوض في عالم الماضي أو المستقبل فإنك تسرقها من لحظة ( الآن ) وهي أغلى ما تملك







  رد مع اقتباس