الموضوع: دع عنك التفكير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-13-2009, 02:16 AM   #6

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي

المزاج..!!

إن ما يسمى بالمزاج أو الهوى هو أحد الخصائص المهمة في النفس البشرية ، وكلنا يتعرض بين الفينة والأخرى لصعود وهبوط في مزاجه ، وحتى أسعد الناس يكون عرضة لذلك . فهو إذن حال طبيعي يمر به كل الناس . إن مستوى مزاجك يتأثر بما تفكر به ، وبفرصة الاختيار التي استقر رأيك عليها . عندما تفهم جيدا طبيعة مزاجك وقدرته على تضليلك سيسهل عليك أن تسترخي بدلا من أن تتصارع مع شعورك بالاكتئاب وعدم السعادة .

يمر المزاج بحالة من التغير مستمرة مثل حال المد والجزر في البحر ، ففي بعض الأحيان يكون المزاج عاليا جدا ، وفي أحيان أخرى منخفضا ، وحينا يكون وسطا وكل ذلك دون شعور أو وعي منك . لكي تتخلص من حالة سلبية يمر بها ذهنك حاول أن تتعرف على نقطة بداية وإثارة المزاج المتعكر لديك ، متى ما تعرفت عليها بادر بالتخلص من أسبابها . كأن تتجنب الجدال أو ما يثير غضبك إن كان لهما تأثير على مزاجك .

اتصف أحمد بكونه شخصا سريع الانفعال وكانت المناقشات في العمل تثير غضبه باستمرار وتتركه مستاء طوال اليوم لذا اتخذ قرارا بأن يتجنب تلك المناقشات قدر الإمكان ليحتفظ بمزاجه طيبا ، وفي الوقت نفسه درب نفسه في خلواته على أن يتخيل نفسه يتناقش بهدوء ودون انفعال في الاجتماعات ( تمرين جونسون : استلق في مكان هادئ وخذ نفسا عميقا عدة مرات ثم أخل في حال استرخاء وبعدها تخيل نفسك بالوضيعة التي تريد تحقيقها وكرر ذلك يوميا صباح ومساء لمدة ربع ساعة ) . إذا تعلمت كيف تفعل مثله ستجد مزاجك في صعود وهبوط مثل سائر الناس ، وسيكون هذا أفضل من البقاء في حال قبض مستمر . وتذكر أن الأفكار التي ستنتابك في حال القبض وإن بدت لك وكأنها حقيقية ، إلا أنها في الواقع ليست كذلك ، بل هي غالبا ما تكون أفكارا غير منطقية ومشوشة ، ولا تتعدى كونها موجة ارتفعت وسوف تهبط .

إذا أدركت أنه من الخير لك أن تتجاهل أفكارك السلبية حين تكون منقبضا يكون بمقدورك وسيسهل عليك تجاهل تلك الأفكار وتجنبها بنفس الأسلوب الذي تتجنب به طبق الحلوى الذي أمامك لرغبتك في الحفاظ على صحتك ، وبهذه الطريقة ستغدو حياتك أسهل وأقل تعقيدا . إذا آمنت أنك قادر على التخلص من حال القبض الذي تمر به سيكون الأمر مثل وقوفك أمام المرآة الخادعة التي توضع في الأماكن الترفيهية والتي تظهرك بصورة مغايرة لما أنت عليه في الحقيقة ، كأن تظهرك أكثر بدانة أو أقل نحافة ، فأنت حين ترى صورتك فيها تعلم يقينا أنك لست كذلك ، فكلاهما وهم وليس حقيقة !! وقبضك هو أيضا وهم وليس حقيقة .



تعلم كيف تعيش اللحظة الراهنة
لعل أفضل وأقدم نصيحة تقدم لمن يريد أن يعيش حياة هانئة خالية من الشقاء ، هي أن يعيش اللحظة الراهنة . هذا ما ينصح به كل شخص حكيم فاضل عبر جميع العصور ، والشخص السعيد الفطن يدرك أن الحياة ما هي إلا أيام معدودات ومن الخسارة ألا نعيشها بكل ما فيها من متع وتجارب . إن الأطفال هم النموذج الأمثل الذي يعرف كيف يعيش اللحظة الراهنة ، فاللحظة الراهنة تستغرقهم بالفطرة وهم يعيشونها بكل أحاسيسهم وانفعالاتهم .

أما الكبار فقد وقعوا في أسر عادة الأسى على الماضي ، والقلق على المستقبل ، ومن ثم صار يصعب عليهم كيفية الاستمتاع بحاضرهم . ومن هؤلاء ليلى التي كانت تعيش في قلق دائم خوفا من اقتران زوجها بأخرى ، فبدلا من أن تسعد بزواجها ظلت تقلق لأمر هو في علم الغيب ، وعانى زوجها الكثير بسبب شكوكها التي لم تتحقق قط !!

من خلال العيش في اللحظة الراهنة نتعلم التسامح والتغافر ، فأنت حين تعفو عن أحدهم تكون بذلك قد عفوت عن نفسك ... كأنك تقول لنفسك : ( لقد انتهى الماضي ) وليس بإمكان أحد – بما في ذلك أنت – أن يعيد أحداثه . عندما تتبنى منهج العفو والتسامح مع الآخرين ، فإنك بذلك تكافئ نفسك أولا ، ولذلك فقد أوصى الإمام الغزالي رحمة الله في كتابه إحياء علوم الدين ( من يريد تعلم هذا المنهج عليه أن يجلس بعد تلقته الإساءة مباشرة من الطرف الآخر ويدعو له ، فهذا الفعل . على صعوبته ، كفيل بأن يمتص مشاعر الغضب والألم من قلبه ) .

إذا كان الماضي الذي عشته قد سبب لك مرارة وألما ، فإنك برفض مبدأ العفو والتسامح في حاضرك تسبب لنفسك المزيد من الآلام ، لذلك حاول بقدر المستطاع أن تتعلم من ماضيك لا أن تعيش أسيرا له .


لا تعجل
إن أحد أسرار الحصول على الحياة هانئة خالية من التعاسة هو ألا تقع أسيرا لعادة أخرى ، ألا تظل دوما في عجلة من أمرك !!.. العجلة عادة سيئة ، أصبحت تطغي على حياتنا بشكل مزعج والمشكلة ليست في جدول الأعمال المزدحم بالواجبات وإنما في نمط التفكير . هنالك العديد من الأشخاص من أصحاب المشاغل والمسؤوليات الكثيرة ومن ذلك فهم ليسوا في عجلة من أمرهم إطلاقا !!.. فإن تكون مشغولا وصاحب مسؤوليات متعددة لا يستوجب أن تكون دوما في عجلة من أمرك . ومن العجب أن الأشخاص أصحاب المشاغل الأقل هم الذين يشكون أنهم الأكثر انشغالا !! تذكر أن الحياة ليست سلسة من الظروف الطارئة المستمرة ، ومن ثم لا يتوجب علينا إنجاز جميع الأعمال بأسرع وقت .

تقول ايدا لوشان : ( وأدهشني أنا التي كان جدول أعمالها لأكثر من خمسة وعشرين عاما يحسب بالدقائق – أن أجد الآن أن أهم حدث في يوم مشرق قد يكون مراقبة الطيور خلف كوخي على الشاطئ ، وفي إبريل ومايو أراقب البط البري وهو يشرع في بناء بيته ، وأصغي إلى عراك الذكور وأراقب زهوهم جلبتهم في محاولة الإعلان عن مزاياهم ، وأرى الطريقة الوقورة الهادئة التي تسكن بها الإناث إلى الحقائق العلمية للحياة . وتسخرني التجهيزات التي تعد للحياة الأسرية . اكتشفت في نفسي ظمأ إلى البحر ، رغبة عميقة لئلا أفعل شيئا البتة بل فقط أراقب تلاطم الأمواج والضياء والظلال والرذاذ ، وأن أستمع إلى أصواتها الرعدية . اكتشفت أن أعظم لحظات السعادة هي أن ( أكون " لا أن " أفعل ) . " كتاب أزمة منتصف العمر الرائعة "







  رد مع اقتباس