الموضوع: دع عنك التفكير
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-13-2009, 02:17 AM   #7

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي

الضغوط والأمراض
يقول هامز سيلي في كتابه ( ضغوطات الحياة ) : ( إن إفراز الأدرينالين يحدث بسبب توتر عاطفي شديد ، مثل شعور عميق باليأس أو العذاب . ويصف تأثير العديد من المشاعر السلبية على كيمائية الجسد ) ، وتقول لوشان : ( ولكي يكون في مقدوري أن أركز انتباهي إلى عملي تحولت إلى أفضل مدير في العالم أخطط وأنظم وأدير كل شئ طوال الوقت ، ولم يخطر ببالي وقتها أن آلام الظهر المزمنة ترجع إلى العبء الثقيل الذي أحمله ، والأدوار العديدة التي أضطلع بها ، وليس إلى أي سبب عضوي . إذا أردنا الحياة فيجب أن نحافظ على الصلة القوية بين أجسادنا ومشاعرنا فلذلك أثره المذهل على السلامة البدنية . إن حياة المدينة الحديثة بمعاناتها تهد قوانا وما الإرهاق والتوتر والأرق وآلام الظهر التي نشعربها إلا أعراض لذلك ) . " كتب أزمة منتصف العمر الرائعة "

إذا عشت حياتك دون توتر وبدون قلق على الماضي أو المستقبل فإنك بذلك تبطئ من عملية الشيخوخة في الجسم . إن باطنك في هذه الحالة سيتوقف عن تجميع الزمن وسلبياته في خلاياه ، لأن هذه إن تجمعت أعاقت تجديد الخلايا وسدت منافذها ، فإذا تحررت النفس منها هدأ تسارع الشيخوخة في الجسد الخارجي .

الحياة بدون توتر تدعم جهازك المناعي وتزيده قوة . إذا ما اضطرك الأمر للوقوف أمام الإشارة الحمراء في الشارع ، افعل ذلك دون أن تضرس بأسنانك ، فإن ذلك الضرس لن يجعل الإشارة الحمراء خضراء ، ولن يجعلك تنطلق بسيارتك بعيدا عن ازدحام السيارات !! كذلك تفكيرك المستمر بالمرض الذي أصبت به لن يجعلك تتعافى من ذلك المرض ، بل في الواقع سيزيد من سوء حالتك . هذه الأفكار التي يحملها عقلك هي التي تسبب انزعاجك من المرض ، وليس المرض ذاته أو حتى الموت !! فكلاهما لا يؤثر على مشاعرك .. أفكارك هي التي تؤثر ، وكما بينا فإن الضغوط النفسية لها أثر سلبي شديد على جسم الإنسان وتؤثر على وظائفة الحيوية ,

من المؤسف أن هناك الملايين من الناس الذين يقضون يومهم وهم في حالة خوف وقلق من أمر قد لا يقع أبدا !! ووفقا للدراسات الحديثة فإن 97% من توقعاتنا السيئة لا تحدث مطلقا !! إن القلق الذي يعيشون وهم في تلك الحال يكون مساويا للذين يعيشون في هم مرض حقيقي !! فانظر إلى أي مدى تتحكم فينا أفكارنا ووساوسنا !!

اعلم أن نوعية حياتك تتحدد بنوعية الأفكار المسيطرة على عقلك ، وبإمكانك أن تتخلص من تلك الأفكار السلبية وتلقي بها بعيدا بنفس البساطة التي تذب بها الذباب عن وجهك !! الأمر لن يكون صعبا إلا إذا أصررت أنت على أنه سيكون كذلك ، ومتى ما قررت أنه بسيط وبمقدورك القيام به فإنه سيكون كذلك بالفعل . أما إن كنت تؤمن بأن الأمر ليس بتلك البساطة ، وأن المشاكل التي تمر بك تحتاج لتفكير عميق ، فثق أن مشاكلك ستكون أعقد مادمت مصرا على التعامل معها بإسلوب " التحليل المعقد " مما يزيد من تعقيدها ، ولذلك قال آنيشتاين : ( إن حل المشكلة لن يكون بتاتا بنفس مستوى التفكير الذي نشأت عنه تلك المشكلة ) أي أن التفكير في المشكلة لن يساعد مطلقا في التغلب عليها . وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( أحيوا الحق بذكره ، وأميتوا الباطل بتركه ) ،أي بتجاهله وتركه يموت ويندثر .

قد لا تصدق أن تجاهل المشاكل أحيانا هو خير حل لها ، إلا أن قصة منال بسبب الملابس الغريبة والفاقعة الألوان واللافتة للنظر التي كان كان يصر أن يرتديها ، حتى إنه لم يعد يبالي بكلامها ولا بنصاحئحها ولا بصيحات الغضب التي تنتابها بسبب ذلك . نصحها المختص الذي لجأت إليه أن تكف عن محاولاتها وأن تفوض أمرها إلى الله - تعالى – بعدما أعياها الوضع . ولأن منال كانت قد تعبت بالفعل فقد آثرت الصمت رغم ألمها ، ولدهشتها وجدت ابنها بعد فترة يعزف عن ارتداء تلك الملابس !!

تقول لوشان : ( أعرف سيدة بدأت دراستها للمحاماة في سن السادسة والخمسين رغم أنها كانت تعمل بوظيفة رائعة كان يمكنها أن تستمر بها ، إلا أنها بعد أن كبر الأبناء وتوفى الزوج راودها حلمها القديم . كان رد فعل معظم الناس هو : " أن دراسة القانون تستغرق وقتا طويلا ، فمتى ستمارس المهنة " ؟ لو فكرنا في الأمر لوجدنا أنه تساؤل غبي خال من أي معنى ، إذ طالما هي تفعل شيئا تريده طوال حياتها ، وتستمتع بكل دقيقة من العملية ذاتها فماذا يهم بعد ذلك ؟ قد يبدأ الشاب في الثانية والعشرين في دراسة القانون ثم تصدمة سيارة بعد عام ، فهل هذا الاحتمال يمنعه من مواصلة حياته ؟ لا توجد أية ضمانات من أي نوع في أي سن . يجب أن يكون المعين الرئيسي في عملية اتخاذ القرار هو : " هل أريد هذه الخبرة لنفسي " الآن سواء حققت أو لم أحقق أهدافا بعيدة المدى ؟ )

إن النفس بفطرتها نزاعة للتدبير ، تضع نفسها في وضع المدبر لكل شؤونها ، وهي رغم ضعفها تظن أنها قادرة على حل جميع مشاكلها وتحقيق كل أهدافها ولذا لا يصفو لها عبادة ولا يهنأ لها عيش . يتعين علينا أن نمارس ونطبق مفهوم التوكل بصورة أقوى في حياتنا .

أن نؤمن أن حل ما يعترض حياتنا من مشاكل وعقبات بيد الله عز وجل لا بأيدينا ، فهو سبحانه أمر ببذل الأسباب دون أن نقلق بشأن نتائجها ، لكننا مع الوقت ننسى ذلك فنحمل هم الأسباب والنتائج ... ننسى أن في التسليم لقدرة الله – تعالى – عبادة لم تأخذ حقها كما يجب في القلوب الكثير من المسلمين .

إنك بتطبيق مبدأ التفويض والتسليم في حياتك تكون قد وفرت على نفسك ألم الصراع الداخلي ، والرفض النفسي المتواصل . قال صلى الله عليه وسلم : ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إن الخير كله في الرضا ، فإن استطعت أن ترضي ، وإلا فاصبر ) . وقال الشيخ الحارث المحاسبي رحمة الله : ( الرضا هو سكون القلب تحت مجاري الأقدار ) . قال الشيخ على الدقاق رحمة الله : ( التوكل ثلاث درجات : توكل ثم تسليم ، ثم تفويض فالتوكل صفة المؤمنين ، والتسليم صفة الأولياء ، والتفويض صفة الموحدين ) .

يتوجب علينا أن نكون أكثر تفاعلا مع مفهوم التوكل وتفويض الأمر إلى الله – تعالى – في حياتنا ، فالإنسان ذلك المخلوق الضعيف ، يغفل عن أن هناك أمور ومجالات كثيرة خارج نطاق سيطرته ولا يملك إلا أن يسلم لها ، وأن خير ما يمكنه عمله هو تفويض أمرها إلى الله – تعالى – والرضا بقضائه ، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحه ، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه ، ولذكره ، وحوارحه لطاعته " .

إذن بعد أن تأخذ بكل الأسباب المتاحة لك ، فوض أمرك إلى الله تعالى وكفى به وكيلا .


شكر النعم ..
إن شكر النعم والإقرار بالفضل وعرفان الجميل هو الترياق الكفيل بإخراجنا من دائرة الإكتئاب . فهو شعور إيجابي قوي ينبثق من التفكير مثله مقل المشاعر الأخرى ، وعليك أن تفوي هذا الشعور بداخلك وتزيل عنه التراب حتى يكون أكثر فاعلية في حياتك . كيف ؟ ولتقريب الصورة نضرب المثال التالي :
لو أن أحدهم أخبرك أنه سيقدم لك ألف دينار مقابل كل نعمة تذكرها وتنعم بها في حياتك ، فماذا ستقول له ؟ وكيف ستتصرف ؟

لاشك أنك ستفكر وتكتشف مئات النعم في حياتك !! ستفعل ذلك لأنك الآن صرت تفكر بأسلوب هادف ... بأسلوب إيجابي . ستذكر بمزيد الفضل والعرفان مئات النعم التي تيسرت لك وستشكر الباري عز وجل عليها : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم } " سورة النحل – 18 " .

من الجميل أن تعود نفسك على شكر الله دائما على نعمه ، فالقلب الشاكر قريب من الله تعالى دائما احرص أن تشكر خالقك صباحا ومساء على ما وهبك من نعم ... خصص يوما في الأسبوع أو الشهر تسمية يوم الشكر والهج فيه بحمد الله تعالى على كل شيء ، وإن كان بسيطا ، مقتديا في ذلك بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول في الحديث الشريف : " أفلا أكون عبدا شكورا "







  رد مع اقتباس