عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-05-2014, 09:04 PM   #4

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

تمهيد :

التركيبةُ الأصلية حين خُلق عليها الإنسان منذ البداية كـ كائنٍ حي تتطلبُ إما إشباعاً حتمياً وبدون هذا الإشباع يشرف المرء على الهلاك ويموت ؛ أو تتطلب إشباعاً ليس بحتمي؛ فإن لم يشبع أصاب الإنسان حالةً من الإزعاج وشكلاً من القلق.

فـ الإنسانُ يحتاج لـ سد جوعةِ المعدة بـ الطعام والشراب؛ فـ إن لم يأكل شيئاً ما ؛ أو يشرب سائلاً ما : يموت جوعاً أو عطشاً؛ فـ هذه الجوعة أو الحاجة العضوية تتطلب إشباعاً حتمياً ضرورياً ؛ ولابد من إشباعها؛ وأي شئٍ يصلح أن يمضغ ويبلع لـ يصل إلى المعدة والتي تقوم بـ هضمه تمكنه من البقاء حياً فـ يرتاح الإنسان؛ يتناوله.

وسمح الخالق - سبحانه - للإنسان المسلم الذي سيشرف على الهلاك أن يتناول ما يسد به جوعته مِن ما حرمه في حالة الإستقرار الأصلية وتوفر الغذاء المباح في الحالات العادية؛ فـ من وُجد في مجاعة أو صحراء عليه أن يأكل لحم خنزير - وهو نجس - إن وجد أمامه ؛ ووجب عليه أن يتناوله كي لا يموت جوعاً ؛ أو مَن لا يجد سوى الخمر – وهو محرم – يروي به ظمأه عليه بـ شربه؛ بل لحم الميتة سواء أكان إنسان أو حيوان في حالة الإضطرار والإشراف على الهلاك عليه أن يأكل ما يكفيه وليس عليه أدنى حرج أو محاسبة... ليتمكن بعد ذلك من البحث عن الطعام الطيب الحلال بعد ذلك كي يحافظ على حياته.

والإنسانُ بـ طبيعته الأصلية لديه حاجات عضوية وغرائز ؛ الفارق بينهما أن الحاجةَ العضوية كـ الجوع تتطلب طعاماً وشراباً؛ وبالتالي بعد الهضم يحتاج إلى إخراج الفضلات التي لا يحتاجها الإنسان سواء البول/العرق أو الغائط... وعليه إخراجها من جسده وإلا قتل نفسه .. كذا تنفس الهواء ن خلال الرئتين ؛ ولبس الثياب الواقي من حر الصيف القائظ وشدة البرد القارص؛ هذه الحاجة تحتاج إلى إرتداء ما يحميه من ثياب.


أما الغريزة بـ مظاهرها المتعددة فـ لا تتطلب إشباعا حتمياً بـ الضرورة؛ فـ غريزة الأمومة أو الإبوة لا تتطلب إشباعاً حتمياً .. قد يحدث قلق نفسي للعاقر ولكن لا تشرف على الهلاك المرأة التي لا تلد ؛ قد ينزعج الرجل العاقر ولكنه لن يموت لعدم إنجابه ولد .. وكذلك التملك فـ لن يموت الفقير لـ فقره ولن تزداد أيام حياة الغني لغناه بل ينزعج الفقير لـ عدم وجود قدر كاف من الأموال أو الأمتعة أو الثياب يمتلكها... وهكذا فـ هناك غريزة لها مظاهر من خلالها تشبع هذه الغريزة أو تلك وليست بالضرورة.

ومن مظاهر غريزة النوع ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى الرجل؛ وعدم إشباعها لا يتأتي منها موت أو إفناء للشخص ذاته؛ بل فقط حالة من الإزعاج أو حالة من القلق.

وسائل الإعلام وطبيعة الحياة العصرية أعطت لإشباع مظهر من مظاهر غريزة النوع - الجنس - الصدارة الأولى في الإشباع .. وهذا ما أصابنا بتلك اللوثة في البحث عن الجنس كيفما كان ومع مَن كان... والتحرش الجنسي صورة وضيعة لإشباع ليس بـ حتمي أو ضروري لـ غياب الإشباع السوي من خلال التزاوج ؛ والذي من خلاله – الزواج – تحدث الطمأنينة القلبية والهدوء النفسي؛ والراحة الجسدية ... ومَن يتحرش بـ النساء يصيبه حالة من عدم الإستقرار الذهني والقلق النفسي لتجرئه على فعل ما؛ الفاعل بدخله يرفضه؛ كـ هرة تسرق ما لم تعطه لها ربة البيت؛ أو بائع السمك في السوق.

﴿«كتاب النظام الإجتماعي»
الفخر محمد الرمادي من الإسكندرية
السبت 5 جمادى الثانية 1435







  رد مع اقتباس