[العاشق الذى لم يتب]

كنت أسير فى أحد الشوارع المزدحمة على جنباته العديد من المحلات والبقلات والمطاعم والكيفهات فيه يكثر المارين والمارات والمتسوقين والمتسوقات ازدحام وضجيج وصرخات ونداءات ضوضاء ولمبات ولاعات زاهايات أدخنة تعم وروائح تشم مشويات ومقليات فائحات وبخور عاطرات كلهن أجتمعن على أبواب المناخيرات (جمع مناخير أى أنف) وبين هاديك التخبطات واللكمات والكدمات من هؤلاء الصبية وتلك البنات ومن قبلهم الشباب والشابات والمائعين والمائعات والنحيفين والنحيفات والتخينات موت كمدا وغيظا مما ترامى إلى مسامعى من كلمات مقرفات مقهرات ذاك يستظرف وتستحسنه النسوة المشخلعات وترى المتحرشين والمتحرشات آهٍ أنا الضعيف العاجز قليل الحيلات ناهيك عن المطبات والعثرات فى الطرقات وجدت عضلاتى منهكات وأعصابى تاعبات أخذت أنفاسى زفير وشهيق متلاحاقات وخرج العرق منى صبا وقطرات غزيرات مددت يدى فى جيبى لأخرج منديل من الورقات فلامست أصابعى زجاجة عطرٍ نسيتها آخر المرات مسحت العرق وسكبت منها بعض القطرات فإذا بالجميع يرمقنى بالنظرات وتحملقات غريبات وألتف القوم حولى فى تجمعات وسمعت منهم كلمات وتمتمات وهيهات هيهات أيقنت أنى من الهالكين ولامنجيات وشاهدتهم مهاجمينى ولا مفرات ففرت مسرعا بالخطوات بقدر ما أعطيت من قوات أتساءل ماجريرتى وما أرتكبت من فعلات فلاحقونى وأمسكوا بجلابيبى المبتلات وماحيلتى وأنا الوحيد وسط الجماعات قلت لهم ماتريدون منى لا أحمل مفرقعات ولا دولارات ولا حتى جنيهات مصريات قالوا فقط نريد أن نعرف من أين أتيت بتلك الراوئح العطرة الفاخرات ألتقطت أنفاسى وحمدت الله على السلامات وقلت منك لله يامراتى وبناتى العزيزات لو كنتم أخذتموها لرحمتمونى من العذابات هو ده اللى حصلى بالظبط ودى مش شعرولاخاطرة ولايحزنون