عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-20-2009, 12:03 AM   #5

Mohammed ali
مشرف التنميه البشريه سابقا
 

 رقم العضوية : 11856
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 العمر : 35
 المكان : مصر
 المشاركات : 1,909
 النقاط : Mohammed ali will become famous soon enough
 درجة التقييم : 64
 قوة التقييم : 1

Mohammed ali غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى Mohammed ali إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mohammed ali
أوسمة العضو
افتراضي

41 ) استيقظ على الجانب السليم منذ طفولتي وأنا تسيطر عليّ فكرة أن بإمكان المرء أن يحيا يوماً عظيماً فقط من خلال الإستيقاظ على الجانب السليم من السرير ، وبعد أيام الطفولة وخلال الأعوام التي عشتها ككاتب أغنيات ناجح للغاية ، كان من بين النجاحات القليلة أغنية على موسيقى الروك الريفية والتي شاركني كتابتها "فريد نايب" وكان اسم الأغنية ( الجانب السليم للسرير الخطأ ).


أما الآن فلم أعد أهتم بالجانب السليم من الرير قدر اهتمامي بالجانب السليم من الرأس أو الجانب السليم من العقل وذلك لكي أكون أثر دقة.


وفي الثلاثينات اكتشف جراحو المخ الوظائف المختلفة لنصفي المخ ، وذلك أثناء عملهم مع المرضى المصابين بالصرع ، وفي عام 1950 حقق "روجر وسبيري" من جامعة "شيكاغو" ، وبعد ذلك جامعة "جاك تيك" ، أعظم نجاح باكتشافة أن الأحلام والطاقة والآراء الإبداعية تأتي من الجانب الأيمن من المخ بينما يأتي التفكير المنظم المنطقي القصير المدى والقصير النظر من الجانب الأيسر من المخ.


وأفضل شرح بين كيف يفوق التفكير بحانبي المخ التفكير بالشق الأيسر أو الشق الأيمن تجده في كتاب الفيلسوف البريطاني "كولين" وأسماه ( قلعة فرانكشتاين ) ويكشف ويلسون أننا نستطيع أن نتحكم في استخراج الطاقة الحيوية والأفكار الإبداعية من الشق الأيمن أكثر مما كنا نعتقد وأكثر ما يحفز الشق الأيسر هو أن يكون لدى الشخص حس هدفي عالٍ.


فإذا حملت كيسا ضخماً من الرمال عبر المدينة فقد ينزعج مخك الأيسر ويخبرك بأنك تفعل شيئاً مملأً ومجهداً ، وأما إذا أصيب ابنك اصابةً بالغة وكان وزنه نفس وزن هذا الكيس من الرمال فسوف تحمله نفس المسافة إلى المستشفى في ظل موجة مفاجأة من الطاقة الحيوية ( أرسها إلى المخ الأيمن ) وهذا هو ما يفعلة الهدف بالمخ . كما أن التحفيز الذاتي ينشط أكثر وأكثر عندما يتحسن المخ الأيسر أكثر وأكثر في اخبار المخ الأيمن بما يفعل.


( 42 ) دع المخ كله يلعب تقل معدلات الانتحار خلال الحروب لأن الكثير من الناس يبدأون في الشعور بالأهمية وأن هناك تحديات تواجههم مرات كافيه خلال اليوم ، وهذا بدوره يشجعنا على استخدام كلا جانبي المخ بشكل متناغم. أما خلال الأوقات التي لا تزخر بكثير من الأحداث يميل الناس إلى استخدام جانب واحد من المخ ويقعون في مخ الشعور بعدم الأهمية.

والكثير من الناس ينتظرون بشكل لا شعوري حدوث الأزمات وذلك كحدوث إفلاس وشيك أو هجوم على الشارع أو احتراق منزلهم على غر رغبتهم أو حرب وذلك حتى يفكروا بكل عقلهم.

أما سوء الإستخدام السلبي للمخ فيؤدي إلى حياة تعتمد على رد الفعل لا المبادرة ، وعندما قال "أوليفر هولمز" ( يذهب معظم الناس إلى قبورهم ومازالت موسيقاهم داخلهم ) كان يمكنه أن يقول بسهولة إن معظم الناس يعيشون في عقلهم الأيمن فقط ، وعندما قال "ثوريو" ( يعيش معظم الرجال حياة اليأس التام ) ، إنما كان يصف شكل الحياة إذا ظللت مقيداً في شرك التفكير الأيسر المنظم القصير النظر.

والغريب أن العقل الأيمن نال سمعة سلبية أكثر مما ينبغي لا لشيء إلا لأن الناس يظلون محبوسين بداخله ، وحينما يعرف الناس أن العقل الأيسر إنما وجد ليتصل بالعقل الأيمن هنا يتطلع العقل إلى سلطة ووظيفة جديدة. أما عندما يظل المرء محبوساً داخل العقل الأيسر ذي التفكير المنطقي المنظم والسطحي ولا يعمد أبداً إلى تنشيط الجانب الأيسر المبدع من العقل فإنه بذلك يفقد حبه للحياة ، والعقل الأيمن ينشط ليلاً أثناء الحلم في الوقت الذي يكون فيه العقل الأيسر نائماً ، ومع هذا فمن الممكن ( ويشهد لذلك الفنانون والشعراء والأذكياء ) أن تجعل العقلين يتفاعلان معاً كما كنا نفعل ونحن أطفال ، وذلك أثناء اليقظة ، وما علينا إلا أن نديره من خلال استخدام العقل الأيسر في استدعاء العقل الأيمن ، وهذا هو ما يحدث عندما نجامع ، أو نلعب ألعاباً أو نكتب شعراً أو نحتضن رضيعاً أو نواجه أزمة وشيكة ، حيث يطلب العقل الأيسر من العقل الأيمن أن ينشط ويتدخل , بهذا تحصل على تفكير العقل كله ، أو ما يسميه عالم النفس "إبراهام مالسو" خبرات الذروة.

وأفضل ثلاث طرق لتنشيط تفكير جانبي العقل هي :

1) تخيل الهدف.

2) العمل الممتع.

3) اللعب المنشط.

وبدلاً من أن تنتظر حدوث أزمة خارجية ، اصنع لنفسك تحديات داخلية - أهدافاً وغايات - تجعلك تنمو إلى أن تصبح الشخص المتحفز الذي تريد أن تكونه.

والإثارة الحقيقية في الدراسات المرتبطة بقوة العقل الأيمن إنما تكمن في إشارة هذه الدراسات إلى وجود أساس عصبي للتحول الذاتي ، ونحن حينما نقول إننا نتمتع بطاقة إبداعية غير محدودة وإن بإمكاننا أن نستخدمها لنصنع الحياة التي نريدها فليس هذا مجرد شطحه تحفيزية أو تبشير علمي.
وكتب "كولين ويلسون" قائلاً : ( في الحقيقة بإمكان كلٍّ منا أن يحيا وهو يتمتع بمستوى عال من السلطة ، وهذه في وظيفة العقل الأيسر ، فبُعد نظره يعطية القدرة على أن يحوز هذه السلطة ومع هذا فقلما يستفيد هذا العقل من هذه القدرة ويمكن تشبيهه بشخص لديه آلة سحرية يمكنها أن تصنع عملات ذهبية ، بحيث يمكنه لو أراد أن يدفع الدين القومي ويزيل الفقر من البلاد ولكنه كسول ولكنه كسول وغبي لدرجه تجعله لا يأبه بصنع أكثر من عملتين يومياً ، بما يكفي حاجته حتى المساء.. أو أنه قد لا يكون كسولاً ولكنه يخشى من أن تفرغ الآلة ، وإذا كان كذلك فإن الخوف لا داعي له لأنها آله سحرية لا يمكن تفريغها.

ومعظم الناس ينظرون إلى عقلهم الأيمن من التعجب ، وهم يعتقدون أن الأفكار الإبداعية ( جاءتهم على نحو غير متوقع ومفاجئ ) حيث يقولون ( الليلة الماضية حلمت بأغرب حلم ) وهم لا يعرفون مدى قدرتهم الهائلة على السيطرة على الآلة السحرية.

( 43 ) دع نجومك تضيء

"تيري هيل" كاتب سافر إلى جميع أنحاء العالم وقد ابتدأت صداقتي به منذ أن قابلته ونحن في الصف السادس في "بيريمنجهام بميتشجن".

وفي قصته القصيرة ( المقاهي إعاقة ) تظهر شخصية ذكية تسمى "جو ورنز" والذي يحب أن يحكي القصص عن سباق الخيول.

ويحكي "جو ورنز" قصته حينما كان في غرفة الصحفيين في بيلمونت حينما حصل "سكرتاريته" على التاج الثلاثي لفوزه في السباقات الثلاثة بفارق قدرة 31 طول.

وبينما كان "سكرتاريت" يسير على مضمار السباق نظرت بجانبي إلى كل أولئك الصحفيين المخضرمين لأجد الدموع تنزل على وجناتهم كالأطفال ( ولا شك أنني لم أستطيع أن أرى بوضوح بسبب الدموع التي كانت في عيني وكنت وقتها في الثالثة والعشرين من عمري ، وكانت هذه هي أول مسابقة أحضرها للتاج الثلاثي ، تخيل هذا ).

وقد قربتني هذه القصة أكثر للسؤال الذي طالما ألح عليّ طوال حياتي. لماذا نبكي عندما نرى إنجازاً ضخماً ؟ لماذا نبكي في حفلات الزفاف ؟ لماذاً أبكي عندما تقفز بنت عمياء بفرسها في فيلم "القلوب البرية لا يمكن أن تنكسر" ؟ أو عندما يكسب الجبارون المباراة في فيلم "تذكر الجبارين" ؟ لماذا بكى أولئك الصحفيون عندما رأوا ذلك الحصان يكسب بفارق 31 طول ؟

إليك نظريتي : إننا من أجل الفائز بداخل كلًّ منا ، ففي هذه اللحظات المؤثرة نبكي لأننا متأكدون أن هناك شيئاً داخلنا يمكن أن يكون عظيماً بقدر العظمة التي نشاهدها ، وفي هذه اللحظة نحس أن بداخلنا عظمة كتلك التي نراها ولكنها غير مستغلة ، ولذلك نبكي لأننا نعرف أن هذه العظمة غير متحققة في الواقع ، فبإمكاننا أن نكون مثل هذا الذي نراه ولكننا لسنا كذلك.

ويقوم "تيري هيل" بإلقاء كلمات عن الإبداع وقد فاز خلال سنوات عمله بالإعلانات والعلاقات العامة بجوائز لا تحصى كما هو متوقع فهذا الرجل يقدم في هذه الكلمات بعض الوصفات المقعدة والعلمية للإبداع ، ولكنه ينهي كل كلماته بقول إنه من السهل أن يكون المرء مبدعاً فكل ما عليك فعله هو أن ( تدع نجومك تضيء ، بهذا يمكنك أن تستغل ما هو غير مستغل فيك ).

ويشير في هذا الصدد كتاب "سيمور" مقدمة والذي كتبه "ج.د.ساليجر" حيث يكتب خطاباً إلى أخيه الذي اختار أن يحترف الكتابة ، ويقول "سيمور" لأخيه : ( إن الكتابة كانت دائماً أكثر من مجرد مهنة وإنما كانت إلى حد كبير كدين بالنسبة لك ) وهو يقول إن أخي يسأل سؤالين عميقين عما كان يكتبه وذلك حين وفاته ، الأول هو ( هل تركت كل نجومك تضيء؟ ) والثاني : ( هل انشغلت بكتابة كل ما كان في قلبك ؟ ).


وينصح"تيري هيل" جمهوره في موضوع الإبداع أن يتأكدوا من أنهم اظهروا كل نجومهم ، وهو بهذا إنما يريد أن يقول لهم بأن يدعوا ما بداخلهم من نجوم تضيء طواعية وأن لا يقسروها قسراً ، فما عليه إلا أن يتركها تضيء.

وعلى الرغم من أن جمهور "هيل" عادةً ما يكون من العاملين في مجال الإعلانات والمؤلفين ، فإن نصائحه تنطبق علينا جميعاً ، فحياتنا هي حياتنا نشكلها كيف نشاء. هل نريد أن نشكلها بشكل باهت ، أو هل نريدها حياة تغرس فينا الحماسة والإثارة ؟ وعندما نكتب خططنا وأحلامنا فلابد أن نكتب كل ما في قلوبنا فمن رام النجوم لابد أن يكون برّيّاً بعض الشيء ، فالقلب لا يمكن أن ينكسر.


( 44 ) ما عليك إلا أن تخترع كل شيء


أثناء ندواتي.. أحياناً ما أطلب من الحاضرين أن يرفعوا أيديهم إذا اعتقدوا أنهم مبدعون ، ولم يزد على الذين يرفعون أيديهم أبداً عن ربع الحاضرين.


فأسألهم بعد ذلك كم واحد منهم استطاع اختراع الأشياء عندما كان صغيراً مثلاً يخترع أسماء لعرائسه ، يخترع لعباً يلعبها ، يخترع قصة لوالديه عندما لا تجدي معهم الحقيقة.


إذن فما الفرق ؟ هل اخترعت أشياء وأنت طفل ولكنك لست مبدعاً في الكبر؟ الفرق هو أننا حملنا كلمة ( مبدع ) معنى غريب حقاً ، فـ"بيكاسو" كان مبدعاً وكذلك "ميرلي ستريب" و "وايكليف جين" ولكن ماذا عني ؟


ومن الطرق التي تمكنك من البدء في خلق الأهداف وخطط العمل أن تخترع هذه الأشياء كما كنت تفعل وأنت طفل وفكر في عملية الخلق أو الإبداع بمعانيها البسيطة فكِّر فيها على أنها شيء يفعله كل الناس بسهولة. يقول عالم النفس الفرنسي "إيميل جو" :


( أنظر دائماً إلى ما تفعله على أنه سهل ، وسوف يكون كذلك ).

( 45 ) تعامل مع الأمور بمنطق اللعب

لقد كنت أكره المذاكرة للامتحان أثناء دراستي الثانوية ، وكان ذلك أكثر ما يصيبني بالملل ، ولكنني في يوم ما قررت أنا "وتيري هيل" أن نجعل من المذاكرة لعبة ، فقررنا أن نتحدى بعضنا من خلال وضع امتحانات صورية لبعضنا ، وكانت قواعد اللعبة الوحيدة هي أن علينا أن نسأل ثلاثين سؤالاً ولا بد أن تكون الإجابات في النص الذي سنمتحن فيه في اليوم التالي.

ولأن كلينا كان يحب التنافس واللعب ، فقد عملنا جاهدين على وضع أصعب ثلاثين سؤالاً وذلك مثل : ما هو الاسم الأوسط "لماجيلان"؟ كم عدد بنات "كاستور"؟ ما هي الكلمة الثالثة والعشرون في خطاب "جيتيسبرج"؟ وكنا أيضاً نحاول التنبؤ بأصعب الأسئلة التي يمكن أن يأتي بها الآخرون ونعرف الإجابات الغامضة.

وفي صبيحة الامتحان الحقيقي كان كلٌ منا يقدم للآخر امتحانه ودائماً ما يكون ضعف صعوبة الامتحان الحقيقي ، وبينما يقوم كل منا بحل امتحان الآخر كان الجو يمتلئ صياحاً وضحكاً ، ولكن بحلول موعد الامتحان الآخر كان الجو يمتلئ صياحاً وضحكاً ، ولكن بحلول الامتحان الحقيقي في المدرسة كنا نبدو أكثر من جاهزين بل كنا ننظر لبعضنا عبر الفصل معبرين عن إزدرائنا من سهولة وغباء الامتحان الحقيقي.

ومن خلال تحويل المذاكرة إلى لعبة للتحدي ، انتزعنا مفهوم العمل من المهمة وأبدلناه باللعب ، فهل في هذه الحالة نعمل بجد عما كنا قبل ذلك ؟ بل أكثر جداً ، حيث أننا بتحويلنا العمل إلى لعب زدنا من طاقتنا ومن حس الإبداع لدينا.

ومعظم الذين يعلبون الجولف ، أو التنس يعملون بجد في مبارياتهم أكثر مما يكونون عليه أثناء العمل والناس كلها تعمل بجد أكثر عندما يلعبون أكثر مما يكونون عليها أثناء العمل لأنه في اللعب لا يكون هناك مقاومة من داخلهم ، فلاعب الجولف يعمل بجد في الملعب أكثر مما يعمل بجد في المهنة التي يمتهنها ، ودائماً ما لا ينتبه هو لذلك ( بالرغم من أن زوجته تنتبه له ) لأنه لا يشعر أن اللعب عمل ، وإنما يشعر بأنه لعب ومتعة ، كما أنه يضفي مزيداً من الحيوية والإبداع والمتعة على ما يقوم به في الملعب لأنه لعب ، كما يكون لديه إلتزام دائم بأن يزيد من مهاراته في اللعب. فكل شخص يهتم بأن يتحسن ويتطور في اللعبة التي يعلبها.

وفيما يتعلق بتأثير اللعب على الطاقة انظر إلى مجموعة من الأشخاص يلعبون الورق طوال الليل ، فلأن الورق لعبة يمكن للناس أن يلعبوها طوال الليل إلى أن تشرق الشمس وعندما يعودون في نهاية الأمر إلى المنزل ليناموا فقد نشعر برغبة في أن نسألهم. ( كيف استطعتم أن تسهروا طوال الليل؟ هل كنتم تشربون القهوة وغيرها من المنبهات؟ ) فسيردون قائلين بأنهم كانوا يشربون البيرة ، فإذا قلت لهم ( أليست البيرة تجعلك تشعر بالكسل والتعب ؟ ) فسيردون ليس ذلك حينما نلعب. بل إنك قد تعرف أيضاً أنهم كانوا يتناولون وجبات دسمة ويدخنون السيجار وكلها أشياء لا تُعد عموماً بأنها منبهات، أما ما نبههم طوال الليل فكان اللعب أو متعة المنافسة.

وذات مرة قال الكاتب المسرحي "نويل كاورد" ( إن العمل أكثر متعة من اللعب ) وقد ذكرت هذا الاقتباس في دليل إحدى الندوات التي عقدت لأحد فرق المبيعات منذ عام ، فما كان من أحد المشاركين الجالسين في المؤخرة إلا أن رفع يده وقال: ( "ستيف" من هو "هونويل كاورد" ؟ إنني أعتقد أن اقتباساً مثل هذا إما أن يكون من لاعب جولف أو نجم أفلام إباحية ) .

هذه المزحة أثارت قدراً كبيراً من الاستهزاء بي ، ولكنني كشفت حقيقة ( وهو الحال غالباً مع أي مزحة ) فالناس يعتقدون أن الوظائف الممتعة دائماً ما تكون في غير وظائفهم ، وتراهم يقولون آه لو أنني استطعت أن أحصل على وظيفة مثل هذه؟ ( آه لو كنت لاعب جولف محترفاً ) . أما الحقيقة فهي أن العمل الممتع الذي يرضى رغباتك يمكن تجده في أي شيء ، وكلما عمدنا إلى إدخال عناصر اللعب على عملنا ( وضع قائمة بأفضل النتائج لكل شخص ، الأهداف ، الإطار الزمني ، المنافسة مع الذات ، أو مع آخرين ، تسجيل النتيجة ) أصبح النشاط الذي تقوم به ممتعاً.


وقد عملت مؤخراً في مشروع أحد الشباب في "فينكس" وكان يبيع معدات مكتبية أكثر ثلاث مرات من متوسط ما يبيعه مندوب المبيعات في فريقه ، وقال لي إنه لا يفهم زملاءه الذين يحبطون بسهولة . ولا يتحملون الرفض ويجدون صعوبة في البيع.

ثم ابتسم قائلاً : ( أنا لا آخذ هذه الأمور بتلك الجدية ، فأنا أحب التحديات التي تواجهني وأنا أبيع ، وكلما كان العميل صعباً كلما استمتعت بعملية البيع ، وبالنسبة لي ليس هناك أي شيء في هذا آخذه بشكل شخصي ، أو يوهن من عزيمتي ، فعندما أقابل أي عميل جديد ، فهي بالنسبة لي مباراة شطرنج ).


فأياً كان ما تفعله ، سواء كان مشروعاً كبير في العمل ، أو عملية تنظيف ضخمة في المنزل لو أنك حولته إلى لعبة ، فسوف تظهر لديك مستويات أعلى من الطاقة التحفيزية .



( 46 ) اكتشف الإسترخاء الفعال

هناك فرق كبير بين الإسترخاء الفعال والإسترخاء السلبي ، فعندما تلعب ألعاب الفيديو أو ألعاب الكمبيوتر أو نلعب الورق أو نلعب في الحديقة أو نخرج في جولة أو ندخل حجرة المناقشة أو نلعب شطرنج فإننا نتفاعل مع غير المتوقع وتستجيب عقولنا لذلك وكل هذه الأنشطة تزيد من الإبداع الشخصي والتحفيز العقلي إذ أنها جميعاً نشاطات فعالة.

فالإسترخاء الفعال ينعش الذهن ويحييه ويجعله يتميز بالمرونة ، والقوة اللازمة للتفكير وقد أدرك كبار المفكرين هذا السر منذ وقت طويل فكان "وينستون تشرشل" يرسم حتى يسترخي وكان "ألبرت وينستون" يعزف الأركرديون وكان بإمكانهم أن يرخوا جزءً من المخ مع إثارة جزء آخر وعندما كانوا يعودون إلى أنشطة العمل اليومي يكونون أكثر نشاطاً وذكاءً عن ذي قبل.

ومعظمنا يحاول أن يخدر العقل حتى يسترخي فترانا نستأجر شرائط فيديو لا هدف من ورائها ونقرأ الأدب المثير ونشرب وندخن ونأكل حتى نشعر بالإنتفاخ والبلادة والمشكلة في هذا النوع من الإسترخاء أنه يصيب الروح بالبلادة ويجعل من الصعب الرجوع إلى حالة الوعي مرةً أخرى.

وقد اكتشفت صدفةً القدرات التنشيطية لألعاب الكمبيوتر والفيديو وذلك عندما لعبت بعضاً منها مع ابني الذي كان يبلغ من العمر وقتها تسع سنوات ، وما بدا عليّ أنه طريقة لجعله سعيداً وأن قضاء بعض الوقت معه أصبح نشاطاً لخلق تحدٍ للمخ ، وتعقيد ألعاب كرة القدم والسلة والهوكي في الكمبيوتر يفوق تعقيد الشطرنج وأكثر الكلمات المتقاطعة تعقيداً فمثل هذه الألعاب تتطلب التفكير الإستجمامي.

يقول "هنيري فورد" : ( إن التفكير هو أصعب شيء نقوم به لهذا نجد أن الذين يقومون به قلائل أما عندما نجد طريقة للربط بين التفكير والإستجمام فإن حياتنا تزداد ثراء وبهذا نصبح لاعبين في مباراة الحياة ولسنا مجرد مشاهدين ) .



( 47 ) اجعل من يومك رائعة من الروائع ينظر معظمنا إلى حياته على أنها حياة تراكمية ، فكل منا ينظر إلى حياته على أنها مرتبطة ببعضها كقطار بضاعة طويل ينفس دخاناً..
بحيث يمكننا أن نضيف له عربات بضاعة جديدة عندما نشعر أننا على ما يرام وتفرغ العربات الأخرى في محطة تفريغ فرعية إذا كان شعورنا خلاف ذلك.

أما عندما قال والد أسطورة السلة "جون وودين" له : ( اجعل كل يوم في حياتك رائعتك ) أرد "وودين" شيئاً عميقاً أن الحياة الآن وليست بعد الآن وكلما نومنا أنفسنا تنويماً مغناطيسياً بحيث نعتقد أن لدينا كل الوقت في العالم الذي يكفينا لنفعل ما نريده سرنا ونحن نائمون بعيداً عن أهم فرص الحياة ، فالتحفيز الذاتي إنما ينبع من الأهمية التي نعطيها ليومنا الذي نعيشه.

وقد كان "جون وودين" أنجح مدرب سله في دوري الجامعات ، فقد فازت فرقه بعشر بطولات قومية على مدار اثنى عشر عاماً ، وقد كون "وودين" قدراً كبيراً من فلسفته الحياتية والتدريبية من فكرة واحدة - جملة واحدة قالها له أبوه عندما كان صغيراً - ( إجعل كل يوم رائعتك ) .

وبينما يحاول غيره من المدربين أن يوجهوا اهتمام لاعبيهم إلى المباريات المهمة المستقبلية نجد أن "وودين" كان دائماً ما يركز على (اليوم) ، فقد كانت جلسات التدريب بنفس أهمية أي مباراة في البطولة ، وطبقاً لفلسفته ليس هناك داعً لكي لا تجعل من اليوم ( أكثر يوم تفتخر في حياتك أي تجعل منه رائعتك . ليس هناك داع لكي تلعب بجد في التدريب كما تفعل في المباراة ، فقد أراد من كل لاعب أن أن يذهب لينام كل ليلة هناك وهو يقول ( اليوم كنت في أحسن حالاتي ) .

ومع هذا نجد أن معظمنا لا يريد أن يكون بهذه الطريقة فإذا سألنا شخصاً ما إذا أمكنه استخدام هذا اليوم كنموذج نحكم به على كل حياتنا ، فسوف يصيح قائلاً ( لا إنه يوماً من أفضل أيام حياتي . أعطني عاماً أو اثنين ، وسوف أعيش يوماً يمكن أن أجعله نموذجاً لحياتي ).

فمفتاح التحول الشخصي يكمن في رغبتك في فعل الأشياء الصغيرة للغاية ولكن اليوم فالتحول ليس لعبة الكل وإلا لا شيء فهو عمل مستمر فلمسة صغيرة هنا ولمسة صغيرة هناك تجعل يومك ( وبالتالي حياتك ) عظيماً ، فاليوم هو عالم مصغر لكل حياتك ، فهو حياتك كلها ولكنها مصغرة ولذلك فنحن نولد عندما نستيقظ ونموت عندما ننام وإنما كان الأمر كذلك بحيث يكون باستطاعتك أن تحيا حياتك كلها في يوم.


( 48 ) استمتع بمشاكلك لكل حل مشكلة.
فلا يمكن أن يكون إحدهما دون الآخر ، إذن لماذا نقول إننا نكرة المشاكل؟ ولماذا نطالب بحياة خالية من المشاكل ؟ وعندما يكون شخص ما مريضاً عاطفياً لماذا نقول ( لدية مشاكل ).

ونحن نعرف في أعماقنا حيث تقبع الحكمة أن المشاكل مفيدة لنا ، فعندما يتحدث معي مدرس ابنتي خلال اليوم المفتوح في مدرستها ويخبرني أن ابنتي سوف تقوم بحل مزيد من المشاكل في مادة الرياضيات أكثر من العام الماضي ، فسوف أعتبر هذا أمراً رائعاً ، إذن لماذا أعتبر الأمر رائعاً عندما يكون لدى ابنتي مزيد من المشاكل التي يحب أن تحلها إذا اعتبرت أن المشاكل مشكلة ؟ .
إننا نفعل ذلك لأننا بشكل أو بآخر نعرف أن المشاكل مفيدة لأبنائنا ، فمن خلال حل المشاكل تزيد نسبة الإكتفاء الذاتي لدى الأطفال ، فسوف ينظرون إلى أنفسهم على أنهم حلالي مشاكل.

أما نحن فمن منطلق ما نحمله في أذهاننا من خرافات بشأن المشاكل إلى الهروب منها بدلاً من أن نحلها فقد جعلنا من المشاكل شياطين إلى حد اعتبارها وحوشاً تعيش تحت السرير ، ولأننا لا نحلها خلال النهار نرتعش بسببها في الليل.

وعندما كان الناس يعرضون مشاكلهم على عملاق التأمين الأسطوري "كليمينت ستوني" كان دائماً ما يصيح قائلاً : ( ألديك مشكلة ؟ هذا عظيم ! ) والغريب أن أحداً لم يقتله ، في ظل ثقافتنا المليئة بالخرافات عن المشاكل ، ولكن المشاكل ليست شيئاً مخيفاً ولا هي لعنات ، فما هي إلا مباريات صعبة لرياضة العقل والرياضي الحقيقي ما يتوق إلى استمرار المباراة.

ومن الموضوعات الرئيسية في كتاب "م.سكوت بيك" ( الطريق الذي طالما يسافر فيه الناس ) موضوع أن ( المشاكل ستجمع شجاعة الفرد وحكمته ) .

ومن أفضل الطرق في التعامل مع المشكلة أن تتعامل معها بروح اللعب كما تتعامل مع مباراة شطرنج أو مع تحدٍّ بأن تلعب مباراة سلة مع غيرك ( رجل لرجل ) ، ومن بين أفضل الطرق التي أستخدمها للّعب بالمشاكل وخاصة تلك التي تبدو لا أمل في حلها أن أسأل نفسي ( ما هي الوسائل المضحكة لحل هذه المشكلة ؟ وما هو الحل الذي سيكون مرحاً ؟ ) ولم يخذلني أبداً هذا السؤال في إيجاد طرق جديدة للتفكير .

يقول "ريتشارد باتش" مؤلف كتاب ( أوهام ) : ( إن كل مشكلة في حياتك تحمل في داخلها هدية ) ، وهو محق في هذا ولكن علينا أن نفكر أولاً بهذا الإسلوب وإلا فلن تظهر لنا الهدية أبداً .

وفي دراساته عن الشفاء الطبيعي والتي كشفت عن أشياء مهمة ينصح "اندرويل" بأن ننظر حتى إلى المرض على أنه هدية ، وكتب في الشفاء التلقائي قائلاً : ( وحيث إن المرض قد يكون حافزاً قوياً على التغيير فقد يكون أيضاً الشيء الوحيد الذي يجبر بعض الناس على حل أعمق صراعاتهم ، والمريض الناجح هو الذي يعتبر المرض أعظم فرصة للنمو والتنمية الذاتية ، فهو هدية بحق ، والنظر إلى المرض على أنه محنة - وخاصة إذا كان الإعتقاد بدون داع - قد يعوق نظام الشفاء أما إذا نظرنا إلى المرض على أنه هدية وفرصةً للنمو فقد يؤدي هذا إلى الشفاء ) .

وإذا نظرت إلى مشاكلك على أنها لعنات فسيصعب إيجاد الحافز الذي تبحث عنه في حياتك وإذا تعلمت أن تحب الفرص التي تقدمها لك المشاكل فسوف تزداد طاقتك التحفيزية .

( 49 ) ذكر عقلك

ربما لاحظت فكرةً في هذا الكتاب أو في أي كتاب آخر قرأته مؤخراً وتريد الإحتفاظ بهذه الفكرة وقد تدرك هذه الفكرة لحظة قراءتها بأنها ستكون مفيدة لك دائماً وربما وضعت خطاً تحتها كي ترجع إليها بعد ذلك.

ولكن ماذا سيحدث لو وضعت الكتاب على رف أو قام أحد الأصدقاء باستعارته وأصبح للأبد بعيداً عن العين والبال ؟ هذا الأمر يحدث كثيراً وهناك علاج له وهو : ابدأ في التعامل مع أفكار التحفيز الذاتي كما لو كانت أغاني.

وبإمكانك أن تجد من الطرق ما يساعدك على إعادة هذه الأفكار المرة تلو المرة حتى لا تقدر على إخراجها من ذهنك وبهذا الإسلوب يتم إعادة هيكلة الأنظمة الإعتقادية بحيث تتناسب مع أهدافنا . ضع الفكرة التي تريد أن تتذكرها في مسار الأغاني في مخك بحيث لا تخرج بعد ذلك ، ويمكنك أن تخلق ذاتاً جديدة من خلال تعلم المعتقدات التي تريد أن تعيش بها هذه الفكرة كل مرة . تعلم هذه الأفكار كما تتعلم كلمات أغنية ستؤديها على المسرح . كان لي صديق يتعلم أدوارة المسرحية الغنائية من خلال وضع بطاقات مفهرسة مع كلمات الأغنية في جميع أنحاء المكتب والمنزل ومرآة الحمام وأحياناً ما كان يضع هذه الكلمات على الزجاج الأمامي للسيارة. لماذا ؟ لأنه بذلك يقوم بمجهود بصري واعٍ حتى يصل إلى مؤخرة عقله.


والمهم كيف تجعل هذا التحفيز مستمراً وكيف تغذي روحك بالأفكار التفاؤلية التي تريد أن تعيش عليها. إذا أردت هذا فأي مرة تجد فكرة أو جملة أو فقرة تبعث فيك الحماسة أو تطلق شرارة تفكيرك فعليك أن تمسك بها كالفراشة في الشبكة ثم تطلقها بعد ذلك في حقل وعيك.

أما بالنسبة لي فإن اكتشاف فكرة مثيرة في طيات كتاب أو مجلة هو عندي بمثابة ذروة الخبرة الحقيقية ، هي تجعل العالم مضيئاً ومبهماً وأشعر بشيء يدفعني وينتابني ذلك الشعور وكأنني وجدت ضالة. إنني محظوظ فكلما عمدت إلى ملء ذهني بالكلمات العبارات التي أثارت لدي في البداية ذروة الخبرة أصبح من السهل أن أتذكر أن الحياة رائعة.

وفي كتابه ( مسارات جديدة في علم النفس ) كتب " كولين ويلسون" قائلاً : ( هذا هو السبب الذي يجعل الناس الذين تأتيهم إحدى خبرات الذروة قادرين على تكرار هذه الأفكار . لأن الأمر ببساطة هو عبارة عن تذكير نفسك بشيء رأيته قبل ذلك بالفعل وتعرف أنه حقيقي وخبرة الذروة بهذا المعنى مثلها مثل أي إدراك آخر يتضح لك ومن ذلك على سبيل المثال إدراك عظمة مؤلف موسيقي أو فنان رأيته من قبل غامضاً وغير مفهوم أو إدراكك لكيفية حل مشكلة معينة ، وبمجرد أن يظهر لك هذا الإدراك يصبح من السهل إعادة الإتصال به لأنه يقبع هناك مثل بعض الممتلكات الذي ينتظرك لتعود إليه ) .

وعند إنهاء كلماتي عن التحفيز الذاتي كثيراً ما يوجه لي السؤال الآتي ( كيف تجعل هذا الأمر يستمر فأنا أحب ما تعلمته اليوم ولكنني غالبً ما أذهب إلى الندوات التي تحفزي وبعدها بأيام قليلة أعود لذاتي المتشائمة وأفعل ما كنت أفعله من قبل بالضبط ).

فإن كنت في حالة مزاجية تجعلني فظاً فسوف أجيب على السؤال بالآتي : ( إذا أحببت ما تعلمته عن التحفيز الذاتي إذن لماذا تسألني عن كيفية استمراره في حياتك ؟ إن أكثر شخص يمكنه الإجابة على هذا السؤال هو أنت ولهذا أسألك كيف تجعله يستمر في حياتك ؟ ) إنني أراهن أن بإمكانك أن تقدم لي عشرة طرق يمكنك القيام بها وأراهن أنه لو كانت هذه الأفكار التحفيزية لغة أجنبية عليك أن تتعلمها فسوف تحدد لها قدراً معيناً من الوقت كل يوم للمراجعة ، ستشتري شرائط واسطوانات كمبيوتر تسمعها في السيارة بل إنك سترتب مجموعات دراسية صغيرة لهذا فإن السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو : هل إدارة فن التحفيز مهم كأهمية تعلم لغة أجنبية أم لا؟

بل إن عبارة واحدة لو وضعت بشكل بارز في المنزل أو المكتب يمكن أن يكون لها أثر كبير على حياتك فقد كان "آرنولد شوارنجز" في طفولته يعيش في منزل بإحدى المدن الفقيرة في النمسا وقام والده ببروزة كلمات بسيطة وتعليقها ، وكانت هذه الكلمات هي ( السعادة من خلال القوة ) وليس صعباً عليك أن تدرك كيف كان أثر هذه العبارة على حياة "أرنولد".

وذات مرة عندما حضرت ندوة "لويرنز إيرهاند" كان أمامي وقت فراغ - خلال الراحة - ولذلك قمت لكتابة خطاب لنفسي وكتبت فيه كل الأفكار التي أردت أن أتذكرها من الندوة ثم وضعته في مظروف وأخذته معي إلى المنزل وبعد شهر أرسلته لنفسي وعندما فتحته أثناء عملي وقرأته بدا وكأنه تجربة جديدة تماماً.

وقد أعجبت بشدة من مدى فاعلية هذا الأمر بالنسبة لي ، بما جعلني أطبق تلك الفكرة في إحدى ندواتي فجعلت جميع الحضور يكتبون الأفكار المهمة التي تلقوها في الندوة وما هي الأشياء المختلفة عن ذي قبل والتي ينوون فعلها في حياتهم منذ تلك اللحظة وعند انتهائهم من هذه المهمة طلبت منهم أن يضعوا الخطاب في مظروف أعطيتهم إياه وأن يوجهوا الخطاب إلى أنفسهم وأخبرتهم بأنني سأحتفظ بالخطابات معي لمده شهر وبعد ذلك سأرسلها لهم.

وكانت التقارير التي وصلتني منهم بعد ذلك رائعة فقال بعضهم إن رؤية تلك الأفكار مكتوبة لأنفسهم وبخطهم جعلتهم يتذكرون الندوة كلها وشعروا بنوبة من الإثارة والتزام جديد بالتحرك والعمل.

هل ترغب في أن تذكر نفسك بأن تعاملها على قدر أفكارك ؟ هل تريد أن تنصب مصائد وكمائن بصرية بحيث ترى دائماً الكلمات والأفكار التي تريد أن تتذكرها؟






( 50 ) اهتم بالأهداف الصغيرة

كلما كانت الأهداف التي تضعها كل يوم قليلة ، كلما شعرت بأن الناس والأحداث اتلي تخرج عن نطاق سيطرتك يتسببون في تخبطك هنا وهناك ، وأنت بهذا تعاني من الشعور بقلة الحيلة فبدلاً من أن تخلق الواقع الذي تريده فكل ما تفعله هو أنك تستجيب للعالم من حولك ، ولتعلم أن باستطاعتك التحكم في نشاطاتك اليومية أكثر مما تظن.

وقد أصبحت هناك قناعة تامة لدى العاملين في نظام المشروعات الحرة بفاعلية وضع الأهداف الكبرى والبعيدة المدى لأنفسهم ، فأهداف المرء في حياته العملية ككل والأهداف السنوية وأهداف الأداء الشهري دائما ما تكون في ذهن الشخص الطموح.

ولكن غالباً ما يتغاضى هؤلاء تماماً عن قوة الأهداف الصغيرة تلك الأهداف التي توضع خلال اليوم ، وتوفر طاقة لليوم وشعوراً بتحقيق الكثير من الانتصارات الصغيرة عبر الطريق.

وفي رائعته ( سيكولوجية الخبرة المثلى ) يشير "ميهالي" إلى الأهداف الكبرى على أنها أهداف نهائية وإلى الأهداف الصغرى على أنها أهداف مرحلية وجمال الأهداف المرحلية يكمن في أنها دائماً تكون في نطاق قدرتك على المباشرة على التحقيق وعلى سبيل المثال قد تضع هدفاً مرحلياً بأن تجري أربعة اتصالات هاتفية هامة قبل الغداء ثم تقوم برسم أربعة مربعات في ورقة وكلما تقوم بمكالمة تقوم بملء مربع وبعد الإنتهاء من المكالمات الأربع قم بوضع الورقة في ملف الأهداف قم اذهب لتنغم بالغذاء لأنك كسبته لإجرائك المكالمات الأربع.

ويمكنك أيضاً أن تضع هدفاً مرحلياً قبل إجراء حوار مع شخص ما ويكون الهدف ( أن أعرف هذه الأشياء الثلاثة ) أو أسأل هذه الأسئلة الأربعة أو أطلب هذين الطلبين وأن أقدم للعميل إطراء قبل أن يرحل.

والأهداف المرحلية توفر لك التركيز الكامل فعندما تقوم دائماً بوضع أهداف مرحلية تصبح أكثر تحكماً في يومك وتشعر ببراعة التحفيز الذاتي.

وفي نهاية اليوم أو بداية اليوم التالي يمكنك مراجعة مدى تقدمك نحو الأهداف النهائية وتعديل أهدافك المرحلية بحيث تقربك من النتائج النهائية التي تريدها ولتحافظ دائماً على الإنسجام بين هذين النوعين من الأهداف.

دعنا نفترض أنك الآن في نهاية يوم طويل وشاق . وأمامك نصف ساعة حتى يحين موعد العودة للمنزل، فإن لم يكن لديك عادة وضع أهداف مرحلية ، فقد تقول ( أعتقد أن عليّ القيام ببعض الأعمال الورقية ) أو قد تقلب أرقام الهاتف بلا هدف وفجأة يأتي شخص إلى مكتبك ليتبادل معك أطراف الحديث وحيث أنك لم تحدد شيئاً معيناً تقوم به فستوافقه على ما يريد وتستغرق الحديث لتجد أن النصف ساعة قد انتهت وأن عليك أن تعود إلى المنزل وبالرغم من أنك لم تترك شيئاً معيناً ولم تنجزه ، فإن لديك شعوراً خفيّاً بأنك أضعت الوقت.

والآن ماذا يحدث لو أنك استخدمت نصف هذه الساعة في تحديد هدف مرحلي وتحقيقه ؟ من ذلك على سبيل المثال ( قبل أن أذهب للمنزل الليلة سوف أقوم بإرسال خطاب تعريف وأضمنه كل أدواتي التسويقية ) والآن أصبح أمامك هدف مرحلي ولديك نصف ساعة فقط كي تحققه فيها.

وعندما يأتيك الشخص ليتحدث معك فسوف تقول له إنك ستحدثه بعد ذلك لأن أمامك شيئاً لابد من إنجازه بحلول الثانية.

والذين يشغلون أنفسهم بوضع الأهداف الصغيرة طوال اليوم يقولون إن مستويات الوعي والطاقة عندهم تزيد كثيراً . إنهم كالرياضيين الذين يدربون أنفسهم بشكل دائم من خلال مباراة مستمرة ومثل هؤلاء الأشخاص يكونون سعداء لأن يومهم صنعته قوة كامنة في عقولهم وليس قوة العالم المحيطة بهم .







  رد مع اقتباس