قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
" ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَةَ وَأَبَا طَالِبٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ ، فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمَصَائِبُ ، بِــــــــــــ هــــُلْكِ خَدِيجَةَ ، وَكَانَتْ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ عَلَى الْإِسْلَامِ ، يَسْكُنُ إِلَيْهَا ،
وَ
بِـــــــــــ
هُـــــــــــلْكِ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ لَهُ عَضُدًا وَحِرْزًا فِي أَمْرِهِ ، وَمَنَعَةً وَنَاصِرًا عَلَى قَوْمِهِ ، وَذَلِكَ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِــ ثَلَاثِ سِنِينَ .
يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يَمْتَدِحُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا قُرَيْشٌ لِمَفْخَرٍ ** فَـ عَبْدُ مَنَافٍ سِرُّهَا وَصَمِيمُهَا
فَــ إِنْ حُصِّلَتْ أَشْرَافُ عَبْدِ مَنَافِهَا ** فَــ فِي هَاشِمٍ أَشْرَافُهَا وَقَدِيمُهَا
وَإِنْ فَخَرَتْ يَوْمًا ** فَــ إِنَّ
مُحَمَّدًا
هُوَ الْمُصْطَفَىٰ
مِنْ سِرِّهَا وَكَرِيمُهَا
تَدَاعَتْ قُرَيْشٌ غَثُّهَا وَسَمِينُهَا عَلَيْنَا ** فَــ لَمْ تَظْفَرْ وَطَاشَتْ حُلُومُهَا
وَكُنَّا قَدِيمًا لَا نُقِرُّ ظُلَامَةً ** إِذَا مَا ثَنَوْا صُعْرَ الْخُدُودِ نُقِيمُهَا
وَنَحْمِي حِمَاهَا كُلَّ يَوْمٍ كَرِيهَةٍ ** وَنَضْرِبُ عَنْ أَجْحَارِهَا مَنْ يَرُومُهَا
بِنَا انْتَعَشَ الْعُودُ الذَّوَاءُ وَإِنَّمَا ** بِــ أَكْنَافِنَا تَنْدَى وَتَنْمَى أُرُومُهَا