ولأبي طالب يد كريمة لمَا كَانَ يَتَعَاطَاهُ أَبُو طَالِبٍ مِنَ :
الْمُحَامَاةِ ، وَ
الْمُحَاجَّةِ ، وَ
الْمُمَانَعَةِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَ
الدَّفْعِ عَنْهُ ، وَ
عَنْ أَصْحَابِهِ ، وَ
مَا قَالَهُ فِيهِ مِنَ الْمَمَادِحِ وَالثَّنَاءِ ، وَ
مَا أَظْهَرَ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ مِنَ :
الْمَوَدَّةِ وَ
الْمَحَبَّةِ وَ
الشَّفَقَةِ فِي أَشْعَارِهِ التِي أَسْلَفْنَاهَا ، وَمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الْعَيْبِ وَالتَّنَقُّصِ لِمَنْ خَالَفَهُ وَكَذَّبَهُ ، بِتِلْكَ الْعِبَارَةِ الْفَصِيحَةِ ، الْبَلِيغَةِ ، الْهَاشِمِيَّةِ ، الْمُطَّلِبِيَّةِ ، التِي لَا تُدَانَى وَلَا تُسَامَى ، وَلَا يُمْكِنُ عَرَبِيًّا مُقَارَبَتُهَا ، وَلَا مُعَارَضَتُهَا ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ يَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَادِقٌ ، بَارٌّ ، رَاشِدٌ ، وَلَكِنْ مَعَ هَذَا لَمْ يُؤْمِنْ قَلْبُهُ .
فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو طَالِبٍ ، نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَطْمَعُ بِهِ فِي حَيَاةِ أَبِي طَالِبٍ ، حَتَّى اعْتَرَضَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاءِ قُرَيْشٍ ، فَنَثَرَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ،
ترابٌ فوق رأس مَنْ !؟
صاحب الحوض المورود، و
اللواء المعقود، و
المقام المحمود،
صاحب الغرّة والتحجيل،
المذكور في التوراة والإنجيل،
المؤيّد بـ جبريل،
حامل لواء العزّ في بني لؤي،
وصاحب الطود المنيف في بني عبدمناف بن قصي،
أشرف من ذُكر في الفؤاد،
وصفوة الحواضر والبوادي،
وأجلّ مصلح وهاد،
جليل القدر،
مشروح الصدر،
مرفوع الذكر،
رشيد الأمر،
القائم بالشكر،
المحفوظ بالنصر،
البريء من الوزر،
المبارك في كل عصر،
المعروف في كل مصر،
في همة الدهر،
وجود البحر،
وسخاء القطر،
صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه، ما نجمٌ بدا،
وطائر شدا،
ونسيم غدا،
ومسافر حدا.
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
أعمل ماشئت كــ ما تدين تدان
والتائب من الذنب كــ من لا ذنب له