ميلاد موسى و محنة الأم مع وليدها ولد موسى عليه السلام في ظلِ تلكَ الأوضاعِ القاسية، ولد والخطرُ مُحدِقُ به، والموتُ يتربص به، والشفرةُ مشرعةٌ على عنقِه، والسيف يلمع أمام عيون الأمهات ؛ والقتلة تهم أن تحتز رأسه؛ وهاهي أمهُ حائرةٌ به، خائفةٌ عليه، تخشى أن يصلَ أبنها إلى سفاكي الدماء؛ وترتجف أن تتناولَ عنقَه السكين، هاهي ذي بطفلِها الصغيرِ في قَلْب المهلكة، عاجزةٌ عن حمايتِه؛ عاجزةٌ عن إخفائِه، هاهي ذي وحدَها ضعيفةٌ عاجزةٌ مسكينة؛ هنا تتدخلُ رحمةُ الله : " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى : أَنْ أَرْضِعِيهِ ؛ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ ؛ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " (القصص:7)
|