وَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُبْتَدِئُ بِحَمْدِ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ حَامِدٌ،
وَ
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،
الرَّبُّ الصَّمَدُ الْوَاحِدُ،
الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَمُوتُ
ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ؛
وَالْمَوَاهِبِ الْعِظَامِ
وَالْمُتَكَلِّمُ بِالْقُرْآنِ،
وَالْخَالِقُ لِلْإِنْسَانِ،
وَالْمُنْعِمُ عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ،
وَالْمُرْسِلُ رَسُولَهُ بِالْبَيَانِ :
مُحَمَّدًا ﷺ ؛
مَا اخْتَلَفَ الْمَلَوَانِ،
وَتَعَاقَبَ الْجَدِيدَانِ؛
أَرْسَلَهُ بِكِتَابِهِ الْمُبِينِ،
الْفَارِقِ بَيْنَ الشَّكِّ وَالْيَقِينِ؛
الَّذِي أَعْجَزَتِ الْفُصَحَاءَ مُعَارَضَتُهُ،
وَأَعْيَتِ الْأَلِبَّاءَ مُنَاقَضَتُهُ،
وَأَخْرَسَتِ الْبُلَغَاءَ مُشَاكَلَتُهُ؛
فَلَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا.
جَعَلَ أَمْثَالَهُ عِبَرًا لِمَنْ تَدَبَّرَهَا،
وَأَوَامِرَهُ هُدًى لِمَنِ اسْتَبْصَرَهَا؛
وَشَرَحَ فِيهِ وَاجِبَاتِ الْأَحْكَامِ،
وَفَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ،
وَكَرَّرَ فِيهِ الْمَوَاعِظَ وَالْقِصَصَ لِلْأَفْهَامِ،
وَضَرَبَ فِيهِ الْأَمْثَالَ،
وَقَصَّ فِيهِ غَيْبَ الْأَخْبَارِ؛
فَــــ قَالَ تَعَالَى:
﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾
[آيَةُ: 38 ؛مِن سُّورَةِ: „الأنعام‟].
الخميس 11 ربيع الأول 1436~ 01. 01. 2015