 يا أخي لا تكن كالنعامة !!!!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في موقف النعامة
لعلك تدري أن النعامة تدفن رأسها في الرمال, حاسبة أنها- وقد حجبت عينيها عن الصياد- فقد إختغت عنه, وما دامت لا تراه فإنه لا يراها!!!!!!
إن بعض الناس يقفون من حقائق الحياة الثابتة هذا الموقف الأحمق, فحسبون أنهم ما داموا يجهلون الحقائق فستجهلهم هي الأخرى, ولن تفرض عليهم قوانينها,ولن تُنزلهم على حكمها!!!!!!
وهذا ضلال بعيد, فأن السائر في طريق يجهل أن بها هاوية محفورة سيظل يمشي حتى تصل قدمه إلى حافة الهاوية, فينزلق لا محالة.
ولو أجمع الناس على خطأ ينافي الواقع, فإن الواقع لن يتغير قيد أنملة جبراً لخاطر الغافيلن عنه.
بل سيظل الواقع على حاله حتى يصل الناس إلى معرفته.
ولقد كان العالم يوماً يجهل ن هناك قارات-لما تكتشف- فهل اخنفت هذه القارات المجهولة, أم بقيت في مكانها العتيد حتى رست على شطآنها سفائن الملاين المكتشفين؟؟؟؟؟؟
إن الحق لا يغلب على أمره قط, ولكنه يغلب الناس على أوهامهم حتماً.
ولو نزل الحق على أوهام الناس لحظة لا ختلت نظم العالم, ولا نقلبت قوانينه الدقيقة إلى فوضى شاملة.
{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)}[المؤمنون: 70 ,71]
والقرآن الكريم يذكر عن نفسه أنه جاء للفت أنظار الناس إلى الحق,وربط قلوبهم به, وأن آية من آياته لم تزغ في غرضها عن هذا الحق المبين.
{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}[الأسراء:105]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
نقل عن أحد كتب الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله-
|