صفحات ممزقة اضواء قاتمة تكاد تعتم الجو من ورائها ،
وفي ركن تلك الزواية ، فتاة تكورت على نفسها ،
دفنت وجهها بين رجليها وتاهت من جديد بين تلك الذكريات كعادتها كل ليلة .
نفس التساؤلات ، نفس الإستفهامات ،
تكاد ان تسبب في تفجير خلايا دماغها .
وتعود بها ذاكرتها للايام الخوالي ،
ايام جمعت بينها وبين اخوة واصدقاء ،
بين احباب تمركزت اسماؤهم على شغاف قلبها ، اصبحوا فقط من الماضي !
تخونها ذاكرتها لتعيد نفس السيناريو كل مرة .
في ما مضى ، كانت فتاة مليئة بالحياة
تحب الابتسامة ، تعشق التفاؤل ،
وتقارن كيف اضحت فتاة فارغة .
الخيانة ، النفاق ، الظلم والانكسار
جملة من الاحاسيس الممزقة للكيان مورست عليها كصفعات حياة ،
لتعلمها اولا ولتقتل براءتها من جانب اخر .
لم انا ؟ ما السبب ؟ ماذا ما فعلت ليكون هذا جزائي ؟
اسئلة تراودها كل ليلة ...
تعود بها الذاكرة لاؤلئك الذين ابتسموا لها فصدقتهم كالبلهاء ،
فتبدأ الدمعات تذرف واحدة تلو الثانية .
منحتهم جزء من قبلي فخانوني وكسروا معالم الثقة ،
عاملتهم كإخواني فظلموني وشتتوا اواصر المحبة ،
كنت لهم كتابا مفتوحا فنافقوني ودمروا ما تبقى .
عم الصمت المكان ،
حتى اصبحت تلك الانات والآهات ،
فقط هي من تعلن ان وسط تلك الظلمة .. هناك حياة !
وفجأة تبدأ ضحكاتها تملأ الزوايا ، بابتسامات ميتة وعبرات صامتة
تحرق وجهها بتلذذ .
ما الذي جعلني اصل هذه المرحلة ؟
أهو ضعف في شخصي ، ام انني تعلقت بهم اكثر من اللازم ، او سذاجتي المفرطة ؟
أيها السبب الحقيقي ؟
لا اجابة !
رتبت سريرها لعل النوم يزورها فينقذها من نفسها .
وكلماته تتردد على مسامعها : انت قوية !
لا تتركي للهزيمة مجال ، سنتجاوز هذا معا !
ثقي بي ..
تضغط على صدرها لعل تلك الحرقة تسكن فترتاح روحها قليلا .
وتبدأ تلك الابتسامة تأخذ الطريق على شفاهها ، ولربما ابتسامة انتصار .
يا لهم من اغبياء ، كسروني فصرت اقوى
لقنوني درس لا تتعلقي باحد ،
بت اجيد اللامبالاة بامتياز .
تحول كل لشي لصالحي ، كما اخترت انا كما اردت انا .
تردد هذه الكلمات بهمس بينها وبين ذاتها .
تتقلب على جانبها الأيمن
تغمض عينها .. والى عالم الاحلام .
|