عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-08-2015, 07:36 AM   #1

أبو المعالي
عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي على طريق المطار

على طريق المطار



كنت تاركاً للصلاة كلهم نصحوني.. أبي.. إخوتي، لم أكن أعبأ بأحد، رن هاتفي يوماً فإذا بشيخ كبير يبكي ويقول: أحمد؟ قلت: نعم. قال: أحسن الله عزاءك في خالد وجدناه ميتاً على فراشه.. صرخت : خالد؟! كان معي البارحة.. بكى وقال: سنصلي عليه في الجامع الكبير .




أغلقت الهاتف وبكيت.. خالد! كيف يموت وهو شاب! أحسست أن الموت يسخر من سؤالي، دخلت المسجد باكيا لأول مرة أصلي على ميت، بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة أما م الصفوف لا يتحرك، صرخت لما رأيته.

أخذ الناس يتلفتون فغطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي وحاولت أن أتجلد.



جرني أبي إلى جانبه وهمس في أذني : صل قبل أن يصلى عليك! فكأنما أطلق ناراً لا كلاماً، أخذت أنتفض وأنظر إلى خالد لو قام من الموت ترى ماذا سيتمنى؟ سيجارة! صديقة! سفر! أغنية! تخيلت نفسي مكانه وتذكرت (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )).

انصرفنا للمقبرة، أنزلناه في بره أخذت أفكر: إذا سئل عن عمله ؟ ماذا سيقول: عشرون أغنية. ستون فلماً، وآلاف السجائر.. بكيت كثيراً، لا صلاة تشفع، ولا عمل ينفع، لم أستطع أن أتحرك، انتظرني أبي كثيراً فتركت خالد في قبره ومضيت أمشي وهو يسمع قرع نعالي.



كان يظن أن السعادة في تتبع الفتياتوفي كل يوم له فريسة، يكثر السفر للخارج ولم يكن موظفاً فكان يسرق ويستلف وينفق في لهوه وطربه.



كان حالي شبيهاً لحاله لكني – والله يشهد - أقل منه فجوراً.



هاتفني يوماً وطلب إيصاله للمطار، ركب سيارتي وكان مبتهجاً يلوح بتذاكره، تعجبت من ملابسه وقصة شعرة فسألته: إلى أين؟ قال:... قلت : أعوذ بالله. قال: لو جربتها ما صبرت عنها... قلت : تسافر وحدك! قال: نعم لأفعل ما أشاء.




قلت: والمصاريف؟ قال: دبرتها.. سكتنا.. وكان بالمسجل شريط عن التوبة فشغلته فصاح بي لإطفائه فقلت: انتهت " سوالفنا " خلنا نسمع ثم سافر وافعل ما شئت.



تحدث الشيخ عن التوبة وقصص التائبين ، فهدأ صاحبي وبدأ يردد: أستغفر الله.. ثم زادت الموعظة فبكى ومزق تذاكره وقال: أرجعني للبيت، وصلنا بيته بتأثر شديد نزل قائلاً: السلام عليكم... بعدما كان يقول baaay ..

ثم سافر لمكة وعاد بعدها وهو من الصالحين لم أره إلا مصلياً أو ذاكراً وينصحني دائماً بالتوبة والاستقامة، مرض أخوه بمدينة أخرى فسافر إليه وبعد أيام كانت المفاجأة " خبر موته " .



المصدر: كتاب: هل طرقت الباب . د. محمد العريفي .





يا له من دين







  رد مع اقتباس