[محمود الصاروخ]

أسعد آندي موراي من جديد شعبا بأكمله بعد عقود غابت فيها الابتسامة عن وجهه في عالم التنس. فاللاعب المولود في جلاسجو الاسكتلندية قبل 28 عاما عاد ليضع بريطانيا في أسمى المراتب باللعبة البيضاء بعدما أعاد إليها لقبا طال انتظاره لأجيال وأجيال كأس ديفيز، ليلقب بـ"السوبر هيرو". فقد حمل موراي بمفرده راية التحدي وقاد منتخب بلاده للفوز 3-1 على بلجيكا في مباراة النهائي، حيث فاز بلقائي الفردي روبن باميلمانس وديفيد جوفين وأيضا في لقاء الزوجي مع شقيقه جيمي، ليسعد أبناء جيله مجددا، بعد 79 عاما غاب فيها هذا اللقب عن البلاد. وبهذا يزيح موراي صورة آخر فريق بريطاني يفوز بلقب كأس ديفيز عام 1936 والمكون من (بوني اوستين وباتريك هوجس وفريد بيري وريموند توكي) وكانت حينذاك بالأبيض والأسود. وكرر موراي ما سبق وحققه في 2013 عندما أهدى لبلاده لقب بطولة ويمبلدون الكبرى المقامة في بريطانيا، ليصبح أول لاعب من البلد يفوز بها منذ 77 عاما، والتي لطالما اشتاق لها الجمهور، حيث كان فريد بيري آخر فائز بذهبية أوليمبياد في عالم التنس البريطاني في نفس العام أيضا. ولتحقيق هذا الإنجاز خاض موراي مباراة عصيبة من الناحية النفسية أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول وقتها والآن أيضا، بثلاث مجموعات نظيفة، ليؤكد بعدها أن ما حققه هو "قمة التنس". وبالمثل أيضا انفرد "السوبر هيرو" في 2012 برسم الابتسامة الكبرى على وجوه أنصاره بعدما فاز بالميدالية الذهبية في منافسات فردي التنس بأوليمبياد لندن 2012 ، في إنجاز لم يحققه أي لاعب من البلد منذ 104 أعوام وتحديدا منذ عام 1908 عندما حقق جوسياه ريتشي هذا الإنجاز، وبعدها منح موراي بلاده الميدالية الفضية في منافسات التنس المختلط. واحتاج موراي لتجاوز "المايسترو" السويسري روجيه فيدرير في نهائي منافسات الفردي بالأوليمبياد بثلاث مجموعات نظيفة أيضا، ليحقق هذا الإنجاز، والذي كان اللقب الكبير الأول في مشوار اللاعب الاسكتلندي. وبهذا يزيد موراي سطرا جديدا في مشواره الذهبي كلاعب والذي يمتليء بإجمالي 35 لقبا، منها اثنين في الجراند سلام: أمريكا المفتوحة 2012 وويمبلدون 2013، وكل هذا ولم يتجاوز عمره الـ28 عاما.