الفضائيات والإسفاف الممنهج أختلطت المفاهيم والمعايير وتشابكت ...
حتي سقطت الأخلاق والتربية ...
والأصول المهنية والأدبية ...
في بئر سحيق ...
وللأسف لم يتوقف الأمر عند درجة بعينها ...
بل وصلت إلي أعلي درجات الإنحدار ...
حتي باتت السوقية ...
عنوان الفضائيات ...
وأصبحت الشاشات مجال خصب للترهات ...
للهزل الفارغ الممل للمناوشات ...
والصوت العالي والسباب ...
للنكات الفجة والقفشات الخارجة والإيحاءات المؤذية ...
والأستظراف السمج الثقيل ...
والخروج عن النص ...
بات شطارة وفهلوة ومواكبة العصر الركيك في فنونه وآدابه ...
وأستخدام المنابر الأعلامية ...
في تصفية الحسابات والتعالي والتطاول علي بعضهم البعض ...
وإطلاق مقذوفات الردح بلغة سوقية متدنية ...
من أفواة المفترض فيها أن تكون واعية مدركة خطورة هذا البث ...
علي آذان وعيون المشاهدين كبارا كانوا أم صغار ...
المفترض فيها ...
أن ترتقي بنا ... أن تغربل السفاسف ... وتعيد نسجها ...
أن تقرب المسافات ... لا أن تقصي مفاهيم وتبقي علي أخري ...
أن تبلور الحقائق ... بلغة حية راقية بسيطة تصل للأكثر لا لفئة دون غيرها ...
أن تبتعد عن المؤثرات الخارجة عن المنطق ...
عن التشوهات العالقة في أذهان مرتادي القبور والدجالين ...
وتجار السبق الصحفي وخدام القرش ...
أن ترفع يدهها عن المحروسة ...
كفاها مالاقت من هذيانكم ...
ونشر الغسيل الوسخ علي شرفات المنابر ...
والخوض في الأعراض ...
وإستضافة الشتامين المتباهين ...
ومداخلات المنافقين المتلونين ...
ولا حياء ...
بل إستنطاع ممهور بإستفزاز ...
وكأنه ممنهج ...
يسعي لفرض القبيح ...
ومحو الطيب من لغات التعبير ...
وصدور العامة ...
اللهم بلغت ...
اللهم فأشهد ... فتحي عيسي
|