قصتي مع الفقيه المالكي
كنت عائداً بسيارتي في الصباح وتحديداً في الساعة الثامنة فمررت بطريق تكثر حولها المزارع، ومن بعيد رأيت شاباً يقف على جانب الطريق ينتظر أوقفت السيارة
فقلت له: أين تريد؟
فأخبرني أنه يريد البلد فقلت له: اركب، طريقنا واحد.
أثناء الطريق سألته : الأخ من أي البلاد ؟
فأجابني : من السودان - حفظها الله من كل سوء وشر - ما اسمك ؟
أجاب : علي.
سألته : ماذا تعمل ؟
فأجابني : راعي أغنام .
واستمر الحوار وكانت المفاجأة أن صاحبي ليس مجرد راعي غنم بسيط
وإليكم قصة علي كاملة كما يرويها :
أنا شاب من أسرة ملتزمة ولله الحمد والمنة وجدي رحمه الله كان مفتي القرية وخطيبها والإمام الأول.
أما الوالد فتوفي وأنا صغير فقضيت طفولتي في كنف جدي وتعلمت على يديه أصول مذهب الإمام مالك رحمه الله وحفظت القرآن على يديه وتمر الأيام ويتوفى جدي وأنا في المرحلة المتوسطة.
وبعد التخرج من المرحلة الثانوية قررت الالتحاق بالجامعة والتخصص في الشريعة وبالفعل قبلت في الجامعة ولكن لم أدخلها بسبب " الفقر " فقررت الهجرة وطلب الرزق فأمضيت في دولة الإمارات عاماً واحداً ثم اتجهت لهذه البلاد الطاهرة وأنا الآن أعمل فيها.
مقتطفات من كلام علي ( الفقيه المالكي ) :
- عندي نسخة من القرآن الكريم بخط اليد كتبها جدي بيده .
- عندي نسخة لتفسير الجلالين مكتوبة بحبر مخلوط بمادة تشبه الذهب.
- أحتفظ بمكتبة جدي كاملة في السودان ولو أعطوني مال قارون فلن أبيع منها كتابا واحداً.
- أختي تقوم بتنظيف المكتبة يومياً وعرض الكتب في الشمس حتى لا تأكلها الأرضة.
- عندما أنتهي من جمع المال سأعود لأكمل دراستي الجامعية بإذن الله.
- في النهاية هذه أبيات تعلمتها من جدي أهديها لك :
تعلم ما استطعت تكن أميرا ولا تك جاهلاً تبقى خسيرا
تعلم كل يومٍ منه حـرفا ترى الجهال كلهمُ حميـرا
وقفة سريعة : شكراً علي لقد أحييت الهمة أسأل الله أن ينفع بك الأمة.
يا له من دين