٢.] تتملك الإنسان منذ مولده في مهده إلى موته ولحين يرقد في لحده حالة جوع تتطلب إشباعاً؛ سواء جوعة المعدة -تتطلب إشباعاً حتمياً؛ فإذا لم تشبع يهلك الإنسان- أو الفرج -ويتطلب إشباعاً غير حتمي؛ وفي حالة عدم الإشباع يحدث اضطراب وقلق؛ لكن لا يؤدي إلى الموت-؛ بيد أن وجهة النظر في الحياة وما يتبعها من الثقافة وحالة التمدن تعطي إهتماماً لمسألة دون آخرى؛ فبعض المجتمعات تبرز أهمية الإشباع الجنسي وتعطه أولوية؛ وإن كان جميع افراد البشر في إحتياج غير حتمي لإشباعه، ومجتمع آخر تبرز فيه الناحية الروحية وتضعه على قمة رأس القيم، وإن كان جميع افراد البشرية تحتاج لإشباع ما للجانب الروحي، ويرافق حالة الجوع هذه مظاهر نقص متعددة وجوانب إحتياج متفاوتة... ثم يعلو الإنسان فينتقل من إشباع جوعات الجسد -المعدة والفرج- ومن إكمال نقائص الجسم -كالتنفس؛ وإخراج الفضلات والنوم- إلى إشباع جوعة العقل والفكر والنفس والروح... يرتقي الإنسان قليلاً فيسمو فيكون هناك فكر مستنير مبني على معلومات صحيحة، ومصارف لإشباع جوعة الروح؛ فهما -جوعة العقل وجوعة الروح- يتطلبا إشباعاً... الإشكالية التي تواجه الإنسان بصفة عامة تكمن في كيفية الإشباع وأدواته: فهناك إشباع سوي؛ وآخر خاطئ؛ وثالث شاذ. فنأتي بمثال على الإشباع الأول -السوي- علاقة الذكر بالأنثى؛ والتي تتطلب إشباعاً غير حتمي وليس بضروري، أو الميل الطبيعي من الذكر لأنثى والميل الطبيعي من أنثى لذكر فيتم زواج؛ فيشهد عليه أفراد من المجتمع ويعلن؛ والإشباع الثاني -الخاطئ- حالة زنا؛ الواقعة تخفى عن الأنظار ويتستر فاعلها، وإن وجد في مجتمع ما قبول للعلاقة من باب قبول الأمر الواقع، أما الإشباع الشاذ فـ كـ المثلية كفعل قوم لوط أو السحاق؛ أو إشباع مع حيوان؛ أو عبث بـ طفلـ(ــــة).
|