أتنقل فى حياتى مابين حصد المكاسب وإحصاء الخسارات
إنتصارات تشعرنى بالفخر وكبوات أتوراى بعدها خجلا
رسمت خططاً كثيرة أغلبها لم تنفذ
وتمتعت كثيراً بتحقيق أحلام فوق التوقعات
وضعت نقاط فى آواخر سطور عدة
وبدأت بعدها بمنتهى القوة والإرادة والثبات
وضعت أيضا فواصل أكثر بينى وبين العديد من الشخصيات
وترفعت عن كثير من السخافات والتفاهات
تعلمت أن أصنع الدواء لنفسى وأعالج جروحى فى ثبات أمهر الجراحين
أوفيت بعهود مع آخريين كلفتنى الكثير من العناء والمشقة
وتجرعت مرارة الخذلان ونكران الجميل مع الأكثر منهم
عرفت مذاق الندم وكيف لانجد علاج يجدى معه ومع ذالك لم أنهار
أحيانا أبدو كـ تلك الطفلة الوديعة صاحبة الإبتسامة البريئة
وأحيانا أخرى تلك الشرسة التى لاتتنازل عن كرامتها وتأبى الإنصياع
لكن مع كل هذا حافظت على نقاء تلك المضغة التى تسكن بين ضلوعى
حافظت على هذا القلب من أن يلوث بأى كراهية أو حقد و أنانية
تشبعت العطاء وجعلتة أسلوب حياة يمدنى بالطاقة التى أعيش عليها
شربت الإثار حد الإرتواء ولم أكتفى
تعلمت كيف تكون التضحية وكيف تقتنص منا أروع اللحظات
وأقدمها بنفس راضية دون شكوى أو ندم
إمتلأت صبراً وارتديت أثواب الثبات والقوة عند أصعب المواقف
مررت بتجارب قاسية وأحاسيس متناقضة
أغلبها كانت تحت تأثير صراع دامى
بين مبادىء أومشاعر وبين متطلبات الغير
كل ماسبق يوحى بأننى مثالية...؟
لا,,لست مثالية
إكتشفت أنى أمتلك حق الإعتراض والتمرد على تصرفات بعض البشر
قررت أن أرفض وعرفت أن للصبر مقدار ونهاية
عرفت معنى عدم الصفح والنسيآن
علمت جيدا أن لكرامتى حق علىّ وكان واجباً أن أعطيها إياه
جربت أحاسيس الكره والظلم والكِبر والقسوة
تعلمت النوم وأنا لاأقلق على أحد ولاأفتقد أحد..
تعلمت كيف يكون الإستغناء واللامبالاة
تخلصت من تلك الدمعه الحائره بين الجفون
تجمدت واستقرت فى مكانها الطبيعى ساكنة
كنت أظن أننى عندما أصل لهذه الحالة من التغيير
أن أشعر بالتيه أو الإستغراب
لكننى رأيت نفسى سعيدة مرتاحة لعدم مثاليتى
عشقت سلبيتى أمام بعض العلاقات
وشطبت كلمات الخذلان وخيبة الأمل فيهم
تأقلمت مع هذا القلب القاسى وعقدت معاهدة مع الأنكسارات
وأقتنصت حريتى منها..
إنتصرت على شخصيتى وكانت أكبر الإنتصارت
فأنا أحيا فى عالم موحش لايعرف معنى المثالية
وبالفعل كان يوجد فى شخصيتى عيب وعالجتة
وفى قلبى أعوجاج وقومتة..
وسأشكر المواقف والأشخاص التى ساعدتنى
على إكتشاف هذا الخلل ومعالجتة
وبرغم أننى فى مرحلة التعافى وأخشى الإنتكاسات
لكننى واثقة أننى لن أعود لتلك المرحلة العمرية الساذجة
ويجب أن أوثق هذة النتيجة فى خانة الإنجازات .
mena_hassan