الغَد سَيكون أفضَل
ها هي عقارِب تِلكَ الساعة المُعلقة على ذَلِكَ الحائط
تُعلِنَ إنتصافَ الليل
وها هي تِلكَ النسائِم المسائية تَهبُ
لِتُبعَثِر تِلكَ الأوراق المُلقاة على تِلكَ الطاولة
المُلَطَخة بِغُبار ذَلِكَ اليوم الذي مَضى
وها أنا ذا لا أجِد مفَراً مِن الإمساكَ بِقَلمي
فَبعد أن تبعثرت تِلكَ الأوراقَ تبعثرت معها
أحاسيسَ نفسي الدفينة بينَ أضلُعي
فَصِرتُ كَمركبٍ تائهٍ بينَ بِحورَ الكلِماتِ
وصارَ قَلمي يَذرِفُ جروفُه على صِدرَ صفحاتي البيضاء
المُلطَخة بِحبرَ قَلمي وَهمسات نَفسي
التي تَخفي أعذبَ الكلِماتِ
ففي هذا المساء
صارَ كُل شيءٍ يَعزِف مَعي ألحان الهدوء والسكينة
فعلى الرغم مِن ذَلِكَ الحُزن الذي أشعرُ بِه بين لحظةٍ وأُخرى
أشعرُ بالأمل والتفاؤل وأنَ الغدَ سيكونَ أفضلْ
إنه حقاً مساءً يَحمِلَ بين جنباته أحاسيساً رائعة
لم أشعرُ بِها مِن قَبلْ
هذيان قلمي المجنون
أبو عصام