[ahmed 22]

عزيزي ترامب

بأمانة لست ادري لما العالم العرب باعلامه وحكامه يبدو عليه الدهشة مما فعلته بنقل
السفارة الامريكية للقدس وبالتالي الاعتراف الكامل بأن القدس هي عاصمة اسرائيل
لاننا حتي في دهشتنا نبدوا كممثلين فاشلين ليس أكثر وكأننا كنا لا ندري ما سيحدثه الزمن
سواء بك أو بغيرك من رؤساء أمريكا ...

ولا اخفي عليك ان انشغالنا بقضايانا سواء كانت طائفية او ارهابية او اختلال لهوية الدول العربية بين ظاهر اسلامي
وشكل ليبرالي جعل الوجه العربي مشوه غير واضح الملامح اوحتي الانقسامات الداخلية
لاصحاب الشأن انفسهم في فلسطين بين فتح وحماس وهذا الصراع الذي لا ينتهي وكأنه لعب اطفال
بين صلح وخصام ..
فنحن انشغالنا بخلافاتنا واختلافتنا قد فاتنا قطار ملاحقة الحضارة منذ زمن ...
فما كانت من الحضارة الا غضبت علينا بأن تجعل ممن لا ماضي لهم يتوهمون بأنهم يتحكمون
بمستقبلنا ...

فنحن في داخلنا نعي جيدا أننا لسنا بأصحاب قرار او يد عليا فيما يخص الشأن الفلسطيني
نحن فقط اصحاب صوت عالي بدون أفعال تأيده .. اصحاب شعارات بدون طفرات
تجعلنا ند بالند لهؤلاء الذين يتحكمون في مقدرات العالم من أمثالك الذين يسخرون القوة لمن لا يستحقونها ..

نعلم أنك رئيسا لأمريكا ,,, وامريكا قراراتها نابعة من عقيدة اصولية واضحة
وخصوصا في الشأن الفلسطيني الاسرائيلي ... مع ضغط اقتصادي للوبي يهودي يتحكم في القرار الأمريكي وبالتالي قرارك ..
وهذا كلام اصبح مكرر ومعروف ومفهوم ومللنا منه ووجب أن يرسخ في عقولنا ليس أكثر ..
فليس عليك عتب صدقني ...

امريكا ولو جائها رئيسا اصوله عربية سيكون اتجاهه منصب في مصلحة اسرائيل
نقطة وانتهي ... وعلينا أن نتعامل معكم علي هذا الاساس .. ولكن سامحني فأننا
لم نتعلم الدرس مطلقا .. فلكم سحر خاص .. وحكامنا يحبون السفر الي بلادكم
فأن بلاد ديزني خاصتكم ما هي الا رفاهية خاصة لحكامنا واغنياء دولتنا الأعزاء ..
ونعلم أنك تعاملون دولنا العربية بالقطعة فتعطون مصر ما تريده ..
وتعطون السعودية ما تريده وغيرهم تعطونهم ما يجعلهم هامدين في اماكنهم ...
تتحكمون بالقوي في المنقطة بطريقة ناعمة
تجعلكم نافذين بدون اي ارهاق ... وتجعلونهم يتعاطون المسكنات
بدون اي ارهاصات للتعافي المبكر ... انتم فقط اذكياء في تعاملاتكم
ولن نلومكم علي ذلك .. فرق بالعطاء تسد بدون عناء ...

حقا لا اعاتبك فنحن دائما نأمل من الشيطان أن يصبح ملاكا ذات يوم
فقط لأننا ضعفاء ليس الا ولا نريد أن نصلح من هذا الضعف ..
ونريد الطريق الأسهل دائما وهو التشبث بأمل بدون عمل
اوان تصالحنا اقدارنا وتخدمنا الصدفة او نتعثر بمن يعطف علي أوضاعنا
..

ولكن يا زميلي أعلم انك رجل مال واعمال وأنك محب للصفقات
فإن اردنا من أمريكا أن تنصاع وجب علينا أن نملك ما نساوم بيه رئيسها ..
لو كنا سنساوم بأسم الانسانية وحقوق الانسان والحريات ...
فأنا اعلم أن العالم لا يعترف بأنسان تبلدت إنسانيته وأصبحه دم رخيص في ذات شأنه
فما بالك بغريب يظن انه يحكم العالم بقرارات هوجاء علي بعد ملايين الكيلومترات من بلادنا

ولو كنا سنساوم باسم المال فنعلم أنك تعرف أن في خليجنا المال ولا تحتاج ان تفاوضهم فيه
فانت تطلبه فقط وهم يزيدون عليك بكل اريحية فأنك تحميهم به بقواعدك العسكرية ...

ولو كنا سنساوم باسم القوة فنعلم أنك تعلم أن من كان لهم قوة انشغل حكامهم بقهر شعوبهم
حتي قهرتهم شعوبهم وأصبحوا اذلاء وباتوا مقتولين او سجناء او هاربين او ومازالوا حتي الآن يلملمون شتات محنتهم ..
ونعلم أنه أن استقووا ستحاول ان تضعفهم .. وان لم تتدخل
فسيضعفون أنفسهم بأنفسهم فلا تقلق ...

دونالد ترامب أنا لا اعتب عليك لنقلك العاصمة فهذا عملك وهذا شأن دولتك
وهذا قرارك الذي تتخده اولا واخيرا وتظنه في صالح دولتك والمبرر لذلك
أنك قادر علي هذا ... فقط قادر .. فلن يحاسبك أحد بمن فيهم شعبك فهم اصلا مغيبون اعلاميا
عن شئونهم الخارجية ولا يعني المواطن الأمريكي شئ فيما يحدث خارج بلده ..

وإن استجدوك العرب باسم انسانيتك ..
فأعلم أنك ستكون حقير أن عززت انسان فقد انسانيته منذ زمن
لأنه استجدي الشفقة من دولة حقيرة اسمها امريكا اهدرت وتلاعبت بكرامة العرب طوال خمسين سنة
طويلة ينتظرون فيها العطف ممكن كانوا ومازالوا هم المغتصبين الحقيقيين لدولة فلسطين...
فما كانت اسرائيل الا بأمريكا ..
وما كانت أمريكا الا بأموال صهاينة اسرائيل ...

اخيرا .. كم احييك انت ومن سبقوك من الرؤساء علي هذا الأداء التمثيلي الرائع
وتلك القوة في الاستراتيجية التي اتبعتموها في معاملاتكم في القضايا العربية
فأنت اقنعت العرب وجعلتموهم يتعاملون معكم علي اساس
أن امريكا هي الداء و الدواء في نفس الوقت
الجاني والمنقذ .. معا ..
انت الشقاء والرجاء في نفس الوقت ..
يالا الروعة

فتلك معجزة .. ولا يقع فيها أكبر اغبياء العالم
فما بالك أن تجعلهم يعتنقون تلك القناعة ويسيرون علي نهجها سنين طوال..

أتعلم أنا لست غاضب .. فنحن مازلنا نحب ذلك ..
فهذا هو الادمان يا رجل ..

وفي الختام
عزيزي كرامب .. رسالتي لن تصلك
فتمنياتي بالشفاء العاجل لمن أصابه عضلك ..
ونعلم أنك لست محبوبا كثيرا في بلادك
فنتمني أن تستضيفك سجونها ذات يوم
فأنت اهلا لذلك ...