[إيلاانا]

اقسم أني سأمر بتلك الأماكن

حيث كان اللقاء الأول والنظرة الأولى ، والمصافحة الأولى

وقبل الرحيل منها وقبل أن أسير في الطرقات القديمة

أميرة مهزومة تجر أقدام الخيبة بعد أن ماتت أحلامها تحت عجلات الأهمال

والسير في أزقة الضياع أتلمس دفء أحاديث حب أشعر فيه الصدق

اعود إلى طاولة الحنين لا شيء معي منهم سوى ذكريات .....

حاملة فوق أكتافي من الحنين ما يثقلني

سأعود لتلك الأماكن باحثة عن ذلك الذئب الذي أكل رجلا أحببته .

رجلا كان يعزف لي تحت شرفات قلبي .

يسهر الليل يسمعني عبدالحيم وأم كلثوم

رجلا أستيقظ صباحا على رسالة صباحية منه (حبيبك المخلص للأبد)

سأعود إلي حيث كنّا كي أهمس لها أحببته وأني حملت حبه وهن على وهن

حتى أحسست بنبضه في قلبي

سأهمس لها أني كلما حل المساء دخلت غرفتي وحيدة .

أطفىء مصابيحي حتى يحيط الظلام كل الأركان فيظهر طيفه

من خلف الستائر المسدلة يسير نحوي يجلس على الطرف الآخر من سريري

يضع رأسه على تلك الوسادة الملاصقة بوسادتي يرفع بأنامله خصلات

من شعري المسدلة ويترك قبلة على جبيني يحكي لي حكاية حب

لأمل شاعر فأنام مبتسمة بين يديه

سأهمس لها أني لن أبالي بأعراف وتقاليد مهما طال العمر بي

وتسلل الشيب شعري وضعف نظري

سأظل أنادبه بأبواق الحنين بصوت الأمل على طرقات أحلامي

التي تنتهي بي حيث أجلس وحيدة

أنصت لقرع نعال الوحدة القادمة نحوي لاشيء معي الا عصا

أهش بها قطيع أحلامي التي تفرقت وتاهت

سأهمس لها بأن تخبره أني تركت له رسالة هناك على طاولة الحنين

أقول فيها أعدك أن أرمم ما بقي مني لأجلك سأركض حافية القدمين

على شاطىء البحر سأصنع طائرة ورقية تحمل أسمي وأسمك

سأرقص وأغني في عيد ميلادك وأضع صورك على مكتبي وسريري

وذلك المقعد سأشعل الشموع وأنثر الورود فهل ستشعر بي

هل سيسمع نبض قلبك صوتي وأنا أردد كل عام وأنت بخير

أم سيخضلك أم اتخذ هو أيضا طريق الأهمال واللا مبالاه .