عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-18-2018, 03:17 PM   #191

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي الهم الأخضر

الهم الأخضر (!)
قبيل القضاء على العدو الأحمر-الشيوعية- والإجهاز عليه كان ينبغي أن يُعد لوجود عدو أكثر شراسة وأشد فتكا؛ خلفا له.. ولكي يكون الإيجاد طبيعي شارك افراد مغمورون في هذا الإجهاز.. وأسند لهم مهام وأدوار في مخطط بعيد المدى؛ ثم جاء الإعلام وأنشأ لجماعة مسمى «التكفير» و «الهجرة».. وهذا ليس اسمها الحقيقي وقامت بعمليات سطو على تجار الذهب المسيحيين وقتل لسياح أجانب.. وفي الظل كانت هناك جماعة تتحين الفرصة للظهور لتمتطي ظهر الأرنب الحبيس.. وفئة ارتدت مسوح رهبان التاريخ تسعى للتمقعد على سلم المنابر للوعظ والإرشاد.. دون إعمال عقل أو إدراك فحوى نص.. وبما أن الساحة الإسلامية خالية من العلماء الربانيين وفارغة من القادة الحقيقيين فكل من سمع شريط كاسيت صار إماماً.. ومن تصفح كتابا صار داعية..
بدء يُنظر إلى الوهم الأخضر باعتباره الخطر القادم.. وجاء الخطاب الوعظي لإغراض سياسية يهاجم الغرب.. وسمح له في حدود.. بل صار يناوشه في عقر داره بجهاد القديس الذي فقد معبده ونتيجة لحالة الضعف الشديد الاقتصادي والفقر المدقع في غالبية دول عربية أو مَن يسكنها مَن كُتب في بطاقته التعريفية «مسلم» أتجهت الأنظار للدول الغنية.. إما دول النفط الخليجية يجاورها العراق أو الدول الرأسمالية الغربية فشد الرحال لهذه وتلك.. الحال تغير الأن..
فصارت غالبية سكان الدول العربية تريد الهجرة لهذه الدول ومهاجرة الحالة السيئة التي تعيشها.. وإرسال الفتات لأم عجوز أو زوجة غائب..
المواطن العربي أو مَن يسكن بقعة رسمت جغرافيا أنها أرض «إسلام» لا يحمل وجهة نظر في الحياة؛ وإن علم أن بعد الموت حياة.. ولا يملك مبدأ اساسي تنبثق منه كافة معالجات مسائل الحياة.. وليس لديه مجموعة أفكار يتمكن من خلالها الإجابة بتبيان عن الحياة الإنسان والكون.. ولم يناقش حزمة القيم الإنسانية والتي يشاركه فيها غيره ولا لديه كتلة من المفاهيم ليتمكن من تحويلها إلى سلوك سلبي بالإمتناع عن فعل أو إيجابي بالقيام بفعل.. فقط يريد تغيير الواقع السئ الذي يعيشه.. فليس أمامه سوى ترك قريته أو مدينته والذهاب إلى هناك(!).. بغض النظر عن الكيفية.. أو الوسيلة وبغض النظر عن طبيعة العمل أو كيفية الحياة.. والغالبية لا تدري لغة بلاد المهجر.. ولا ثقافتها ولا القانون.. المهم الترك والمغادرة والذهاب إلى هناك.. والذي يواجه الغربي أن هذا القادم العربي أو غيره ليس لديه ثقافة يستند إليها في سلوكه أو مجموعة من القيم يعتمد عليها في حياته أو مبادئ وأفكار وقناعات.. يكفي أن يقول-دون علم- هذا ما افعله وأقوم به موجود في كتابي المقدس «القرآن» وفي نفس اللحظة فهو مستعد أن يقوم بأي شئ مقابل تحصيل نفع مادي .. أو حتى متعة محرمة وفق التقاليد في بلاده وحسب الموروث الإجتماعي في عائلته.. أكثر من خمسين في المائة من حالات التعدي الجنسي على فتيات غربيات.. الفاعل من أصول عربية أو منطقة وفق التقسيم الجغرافي والسرد التاريخي كانت «إسلامية»... ولا نغفل التحرش الجنسي في بلاد يرفع فيها الأذان خمس مرات مسموعات..
إذاً فلا توجد ثقافة عند هؤلاء قائمة على اساس مبدئي أو قيمي أو عقائدي أو قناعة أو مفهوم.. بل موروث إجتماعي وعادات وتقاليد..
فلا يوجد ما يطلق عليه صراع أو صدام أو لقاء حضارات.. وفوكوياما حين وضع نطريته جاءت خالية من الأدلة المقنعة.. إلا إذا كان الحديث عن تاريخ الخلافة زمن مجدها ووقت عزها وما رافقها أو لحقها من حروب صليبية أو حروب للإستيلاء على مناطق أو ايجاد نفوذ في منطقة ما لموقعها الجغرافي والإستراتجي كـ «مِصر» مثلا..
فالقادم من الأناضول أو من مناطق أهملت في تلك البلدان ليس لديه ثقافة بمفومها الصحيح تؤثر في سلوكه العام وليس في مسألة بعينها من المسائل وليس لديه وجهة نظر في الحياة ولا يملك مجموعة من القيم أو الأفكار .. بل على أحسن الأحوال عادات متوارثة من جيل العجائز وتقاليد تعاقبت عليها أجيال تتلوها أجيال لا يملك القدرة على طرحها وليس لديه الاستطاعة في مناقشتها أو الحوار حولها أو الجدال في صحتها أو خطئها.. أو تقديم الدليل المقنع عليها؛ لعله في الجانب الأكاديمي.. وأصحاب الياقات البيضاء ومَن لديه إطلاع على تاريخ..
ومن الخطأ أن ننظر إلى سلوك فردي لنوسمه بأنه ثقافة منبثقة من دين.. أو سلوك مبني على نص مقدس.. ما يحدث في الشارع أو أماكن العمل أدنى من ذلك بكثير.. تصرفات لا تعتمد الخطاب الصحيح.. و«إسلام» هؤلاء جميعاً إما هو «إسلام» المواسم.. كموسم الصيام في رمضان أو موسم الحج والعمرة.. وعليك أن تتابعه وتراقب سلوكه بعد إنتهاء الموسم.. أو «إسلام» المناسبات كالعيدين أو الهجرة وعاشوراء فالمولد.. أو «إسلام» الذكريات أو بعض الشعائر والمناسك.. أي بقايا البقايا مما تحدثت عنه الأنبياء.. أو ما تبقى من أساطير الأولين أو ما علق في الذهن من حكاية الجد الكبير أو العم الهرم.. وهذا لا يسمى إسلاماً..
فمسألة صراع أو صدام الحضارات مقولة ساقطة في الإعتبار أو الأخذ بها.. والتغني بحضارة الرافدين أو الفرعونية أو الحديث عن اليمن السعيد أو بلاد الشام يخجل المرء أن يتحدث عن حال من يسكن هناك..
الحضارة مجموعة من الأفكار؛ وكتلة من المفاهيم؛ وحزمة من القيم؛ وسلسلة متشابكة من القناعات بنيت على اساس مبدئي تتحول جميعها لحظة التطبيق إلى سلوك لحظي يومي في الحياة المعاشة..
فهل هذه الفتاة التي ترتدي لباسا ما لا يقبله الآخر يندرج تحت أنه فكرة أو قناعة أو قيمة أو مفهوم.. أم أنه موروث.. أم أنه شئ مغاير.. أو إنتماءا إلى فكر جماعة.. والهام هنا ليس فقط مسألة اللباس وتترك بقية القضايا والمسائل.. المتعلقة بحياتها وعيشها.. فلما التركيز على قطعة من قماش-مثلاً- وإهمال بقية السلسلة المتشابكة من القناعات التي تغيب تماماً وإهمال بقية المجموعة من القيم الإنسانية وإهمال بقية الكتل من المفاهيم ولا وجود لها في حياتها اليومية.. كذلك الشاب في مظهره الخارجي العام.. أفقط مظهر أم يجاروه ويرافقه جوهر..
لم تستطع آحدى مدرسات التعليم المتوسط أن تدرك الفارق بين سلوك فردي مبني على عادات بيئية موروثة وتقاليد عائلية متحكمة في قول أو فعل أو سلوك أو تصرف والفارق بين قناعة عقلية بإستنارة وقيمة ذهنية بوعي ومفهوم مبني على اساس عقائدي متين.. إشكال المتابع في الغرب خاصةً أنه توجد العديد من الشرائح الإجتماعية والتي لا تمثل إلا المنطقة التي جاءت منها ولا تمثل «الإسلام».. وهنا مكمن الخطر!؟؟







  رد مع اقتباس