[ahmed 22]

دائما ما تخيلت نفسي في هذا الركن الهادئ
ممسكا الكتاب في يدي اليسري ..
ارتشف كوبا من القهوة
تحاصرني من كل زواياها عطرها الفواح
وما فيه من عبق فريد ..

تلك البساطة كانت لتكفيني
لا أريد مزيدا من التعقيد ولا تفاصيل المريد
فقط كنت لأود أن يكون هذا المشهد حقيقي

لكن لطالما اعترتني تلك الدهشة لهذا الجفاء بيننا !
فأعود لدنياي و أقول تبا لي .. لا أحب القهوة
فلم استسغ طعمها يوما مهما حاولت ..
حتي ظننت يوما أن جفائنا كان خطأها
وعذابي في أنني لا أشتهيها ..

فمهما تخيلته
لم يقبل بي صديقا
لم تحببني حروفه كما أحب قلبي
ذكراه المصطنعة فيٍ ...

لا أدري لماذا ..؟
فمهما نظرت لهذا الكتاب المفتوح
علي تلك المنضدة أمامي
لا يعتريني الفضول لمعرفة فحواه
بل أحيطه بكافة أنواع العشوائية
وقلة الاهتمام ...
كأنني أسير فصل تائه لكاتب
ضل طريقه ..

كنت لأود أن نتبادل الحديث بيننا
أنا اقرأه وهو يسألني المزيد
أتعطش زيادة فيسألني المزيد
أنهيه فيسألني عما قرأت

فأخبره ببساطة أنني قرأت فيه
شخصي السابق وقد كانت تلك قصة
من الماضي تروي كيف كان جفائنا
وكم أصبحنا اليوم لا نتفارق ..

ملحوظة ؛ مازلت لا أحب القهوة ...