[فداااااااااااء]

انه يستمع الي صوت غليان الماء في ذلك المرجل فان صوته يشبه ذلك الصوت الذي يسكن صدره ولكنه يكتفي بالصمت مع نظرات حسرة وتنهيدة تحرق داخله. والضجيج بدأ في مهمته وهو الصياح بقوة فكاد عقله ان يجن منه.. والنفس تزداد غضبا كلما ازداد صوت غليان الماء وكانه يعبر عن ازدياد ألمه من عالم يعيش به ولكنه لا يعيش معه وسط اشخاص كل حديثهم يراه تافها لا قيمة له بالنسبة له فهو ليس به امر يخصه . وضحكات صاخبة علي لا شيئ .. الجميع منشغلون في امور حياتهم وحياة الاخرين ايضا الا هو فهم لا يعيرون له اهتماما .. فكانت حجرته هى المكان الوحيد التى يجد فيها الهدوء بعيدا عن الجميع ويتخذ من نفسه مؤنسا يتحدث اليها ..ولكنه مل من هذا الامر واصابه الضجر فنهض وردم الباب بقوة واخذ يثور فى غرفته غاضبا يصيح بكلمات يشكل جنونى ممزوج بعتاب وسخط على الجميع حتى ذاته وظل يمتم بكلمات قاسية علي حياته ثم هدأ قليلا ...وفي اثناء هدوءه وجد التمرد ان هذه هى فرصته فى اقتحام كيانه وان يجعله يحمل رايته ويرفعها عاليا وقد رضخ لذلك واعجب بالفكرة وكان اول قراراته ترتب حقائبه و الرحيل عن هذا المحيط السيئ الذى يعيش به وان يبحث عن ذاته وان يجعلها اولى اهتماماته