الموضوع: هدية
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-12-2018, 04:51 PM   #1

د/ عبد الله

مشرف الابداعات الادبية سابقا

 

 رقم العضوية : 100114
 تاريخ التسجيل : Nov 2015
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر/السعودية
 المشاركات : 10,837
 الحكمة المفضلة : إن لم تستح ِ فاصنع ما شئت
 النقاط : د/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond reputeد/ عبد الله has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 7546079
 قوة التقييم : 3774

د/ عبد الله غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

وسام الابداع مميزى القسم وسام مسابقة شاعر العامية 2016 المركز الثانى وسام مسابقة فارس الكلمة مركز أول وسام تكريم اصحاب المواضيع المميزه بالاقسام الادبيه وسام مسابقة قصص رمضانية مركز أول تكريم  قسم الخواطر والشعر مسابقة  كان  زمان مميز  قسم الابداعات مسابقه  كفاح  ام  المركز  الاول 

افتراضي هدية

كان كعادتِه يسيرُ في شوارعِ المدينةِ غارقًا في أفكارِه التي تكره مفارقته
يوما واحدا,كزوجٍ غيورٍ لا تفارقُ ظلَّ زوجها
حين انتشله من أفكارِه سؤالُ أحدِّ المارّة:
-إذا سمحت,كم الوقتُ الآن؟
-إنها الثالةٌ والنصف
-شكرا لك

عاد ليُمارسَ طقوسَه المعتادة,وكأنَّ وجودَه في عالمِ المادّةِ
أصبحَ وقتًا استثنائيا لا يلبثُ أن يُفلتَ منه حتى يعودَ إلى
موطنِه الأصلي.
مرّت ثانيةٌ واحدةٌ قبل أن يعودَ مفزوعًا بنظرِه إلى ساعةِ يدِه
هي لم تُنقذه من غرقه المحمومِ في أمواجِ ذكرياته,
بل جاءت بأمواجٍ وأمواج.
عادَ ليجلسَ في ذاك المطعمِ وهي إلى جواره, حين أمسكَ بمعصمِها
وكسا به ساعةَ يدٍ يدورُ قطباها في فلكِ أولُّ حرفٍ من اسمها
ثُمَّ دسَّ في كفِّها حفنةً من القُبَلاتِ, سُجّلت أنغامُها على
إيقاعِ نبضاتِ الساعة,لتكونَ شاهدةً عليها.
كان ذلك في آخرِ لقاءٍ جمعَهما.

وفي لقاءٍ سابقٍ كانا في طريقِهما إلى نفسِ المطعمِ لأولِّ مرّة
حين تذكّرَ أنّه لم يُحضر هديةً لها
فخلعَ ساعةَ يدِه وأعطاها إياها,لتظلَّ رائحةُ جلدِه عابقةً في أنفاسِها
فبقيت هي ورفيقتُها الأنثويّةُ حبيستينِ في أحدِ حصونِها المُغلقة
تبُثُّ إحداهما الأخرى نجواها,فترُدُّ عليها إيقاعًا بإيقاع.

أمَّا هديّتُه الأولى , فكانت عند أوّلِ لقاءٍ جمعَ بينهما
عرفها حين َرآها وهو على بُعدِ أمتارٍ منها عند محطّةِ الحافلات,
فقد كانت مُختلفةً عن تلك التي في الصّورِ التي أرسلتها له,
كانت في رفقةِ صديقتِها تتلفَّتُ حولها في شوقٍ مصحوبٍ بارتباك
تلك الفتاةُ الصّغيرةُ عذراءُ الجسدِ كما المشاعرِ واللقاءات.
كان هو من تَفتَّحَت على يديهِ أحلامُها,قلبُها,ابتساماتُها,ونهرُ أوجاعِها.
جلسَ ثلاثتُهم في إحدى الاستراحات,وكانا في المكانِ اثنين
ظلَّ بعدها لسنواتٍ يُذكّرُها أنّه رآها في هذا اللقاءِ أجملَ ما يكون
أهداها إحدى أسماكِ الزينةِ,وسُرّت بها كثيرًا
وأهدته هي دُميةً ومُجسّمًا لزوجينِ من الحمامِ,ذكرٍ وأنثى
تلتقي أعينُهما على فرعِ شجرة,
صاحباهُ في حِلّه وسفرِه لسنواتٍ, قبلَ أن ينقسمَ الفرعُ
وينفصلَ الزّوجانِ كُلٌّ في اتجاه.











  رد مع اقتباس