عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-01-2019, 06:12 PM   #1

ابو نصير

مبدعي الأعضاء

 

 رقم العضوية : 97607
 تاريخ التسجيل : Jul 2014
 الجنس : ~ ذكر
 المشاركات : 10,023
 الحكمة المفضلة : الحمد للـه الذي لمـ يجعل للذنوبِ رائحـة
 النقاط : ابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond reputeابو نصير has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 414106
 قوة التقييم : 208

ابو نصير غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

وسام المحاور المميز بقسم النقاش وسام النشاط العام عن الشهور يناير وفبراير ومارس 20 وسام  قلم الاعضاء  التكريم الشهرى المركز الثاني وسام مسابقة wanted نجم الخزعبلات 25 وسام النشاط العام لشهر ديسمبر 2015 حفل تكريم مميى النقاش وسام حملة تنشيط القسم العام مركز ثاني وسام الحضور المميز 

افتراضي الوحش داخلك/رضوى مصطفى

ظللتُ أعوامًا طويلة في صغري أخشى حد الفزع من ذاك الوحش النائم تحت سريري الذي حذرتني منه أمي لأكون طفلًا مُطيعًا كما تريد يحافظ على واجباته و يجيد قول حاضر على كل شيء، مرت الأعوام و كبرت و لم أجده مُتواريًا الا داخلي فأخبرتني أمي ان أُبقيه نائمًا و لا أوقظه حتى لا أصير وحشًا مثله فأصبحتُ طيلة الوقت مهووسًا بالتصرف بهدوء خوفًا من ازعاجه و لكن عادتي في الغناء بصوتٍ عالٍ حين أكون بمُفردي و مزاجي بخير حررته ذات ليلة فحاولت الفِرار منه الى أن انقطعت أنفاسي و تعثرت قدماي فصرخت مُستغيثًا و أنا أبكي دون أي استجابة
و لمَّا شعرت بأنفاسه تقترب مني أغمضتُ تلقائيًا عيني و بدأ لساني يُردد " لا تأكلني أرجوك .. أؤكد لك أن طعمي سيء و لن يُعجبكَ "
ضحكاته المُتسارعة المُتعالية الغير مفهومة دفعتني للضحك بدوري الى ان آلمتني معدتي فعاد الخوف الى خلايا جسدي مرة أخري .. فوجدته يبتعد عني ليهديني الأمان ثم أخبرني أن لدي ابتسامة لطيفة فريدة مما دفعني لشكره
تصافحنا و تأسفتُ له عن الهُراء الذي بدر مني بعد علمي ان ملاحقته لي لم تكن سوى وسيلة لالقاء التحية .. كان المسكين يُريد تجربة الحديث الى شخص ما .
بدا الأمر غريبًا و مُريبًا لبُرهات لكن قراري الآخير انتهى بأن أُصادقه ليس رأفةً به كما يظن هو و لكن لأنانيتي أنا و حاجتي اليائسة لرِفاق
ذلك الوحش اللطيف كان ينمو طوال الوقت بي منذ البداية و لكن خوفي الشديد منه و كلمات أمي و أفكار العالم منعتني عن رؤيته بشكل يليق به.
الآن أنا و هو صديقان مُتحابان يقضي كلٌ منهما نهاره ثم يعودان ليقضيا ليلهما سويًا يُدندان بعض الأغنيات و الألحان و يتشاركان الأمنيات و الحكايات حتى يناما بسلامٍ
هل تعلمون اعتادت أمي إخباري بحقيقة امتلاكي لصوت مريع لكن صوتي راق ذلك الصديق بالشدة التي تجعله يطلب مني الغناء كل ليلة
ربما تلك المرة الأولي التي أفضل أن أكذب أمي و أصدق أحدهم.
كم من المُضحك حقًا اننا نضجنا و مع ذلك مازلنا لا نُدرك شيئًا و من الغريب ان كُل محاولات الفرار التى لا تُحصى كانت من الصديق الوحيد الحقيقي الذي أعرفه و من المُؤسف ان كل شيء يُخيفني و أمي لا تفهمني ومن المُحزن ان الوحوش بإمكانها أحيانًا أن تكون لطيفة و ودودة و تقدر معنى الصداقة بينما انا لا يمكنني سوى أن أكون وحشًا مُخيفًا مُخادعًا و وحيدًا للغاية . )
بقلم
رضوى مصطفى







  رد مع اقتباس