الموضوع
:
القدر بيننا/رضوى أبو نصير
عرض مشاركة واحدة
منذ /
01-03-2019, 09:56 PM
#
1
ابو نصير
مبدعي الأعضاء
رقم العضوية :
97607
تاريخ التسجيل :
Jul 2014
الجنس : ~
ذكر
المشاركات :
10,023
الحكمة المفضلة :
الحمد للـه الذي لمـ يجعل للذنوبِ رائحـة
النقاط :
درجة التقييم :
414106
قوة التقييم :
208
أوسمة العضو
القدر بيننا/رضوى أبو نصير
ربما في أحد العوالم المتوازية كان يمكن لحكايتكما أن تتبدل بعض الشيء و لربما وُضِع في نهاية السطر فواصل بدلًا من تلك النقطة القاطعة لكل سُبل الوصال.
لكن التوقيت كان لديه رأي آخر و قُدر لكَ أن تقابلها و هي تائهة خائفة كطفل شارد فقد للتو أمه، مُطاردة بأوهامِ قلبها بعد أن جفت كل ياسميناته، بداخلها الكثير من العواصف الكافية لأن تهز أغصان مدينة كاملة و تهلكها، و الكثير من الأحاديث المُدهشة التى لم ترى النور يومًا، لم يكن يفارق عقلها نوبات الصداع بسبب بكائها المُتكرر على الراحلين الذين لم تستطع هي و لا النسيان اسدال الستار عليهم
كان الشتاء القارس صديقها الأوفى الذي لم يلمها و لم تمله الى أن تجمدت أحلامها و دب في حياتها بيات شتوي الى أجل مسمى.
ربما لو كنت أغدقت عليها بمزيد من الصبرٍ الجميل الكافي ليسمح بمُعافاتها و غلق كل جراحها و أنحنيت قليلًا لحزنها الساكن و أمعنت النظر في عينيها لوجدتَ الطريق الى روحها و فُتنتَ بحجم الضوء القادم من القناديل المُعلقة بها الذي لم يمنعه عنها و لا عنكَ سوى سحابات حُزنها السوداء .
و لكنها كانت و على كل ما يعتريها من نقصٍ جميلة .. جميلة بشكل غير اعتيادي كحمائم مُحلقة في ساحات القدس، صادقة كصلاة الخاشعين في القيام، هادئة كبسمات الأمهات و أنتَ كنتَ قصير النظر لم تستطع معها صبرًا لترى ذلك و كنتَ أصغر من أن تدرك معنى أن يحبك شخص متعب.
هي لم تكن بحاجة الى بطلٍ خارق تواجه به العالم و لا الى فارس مغوار تتحدث عنه الأساطير، كانت فقط بحاجة لأن تصنع من قلبِك ركن شديدٍ تأوي اليه و تتحامى فيه من حروبِها.. كان لقليل من حُبك أن يمدها بأكثر مما تظن و أنتَ بخلت
)
في البداية ظنت انك ذاك الغيثُ الذي أرسله الله بعد السنين العِجاف و لكنكَ لم تكن سوى فصلٍ آخر في روايتها و محطة جديدة ستتركها خالية و هي تعلم كيف " بوسع جمال عابر، في لحظة خاطئة تمامًا، أن يُسبب حُزنًا بلا نهاية " .
بقلم رضوى أبو نصير
ابو نصير
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ابو نصير
البحث عن كل مشاركات ابو نصير