《..صفيحة..》سردينه(*)!
ما أن أوشك اليوم العالمي الدولي للمرأة أن أُسدلت ستارته على المشهد العام المخزي المخجل لما وصلت إليه المرأة...مروراً بالغربية.. وهي التي ما زالت تتجرع مرارة التحرش الجنسي في أماكن العمل مما جعل البرلمان النمساوي [مثالاً] يصدر قانونا منذ سنتين بتجريم ومعاقبة الذكر السافل الذي يتجرأ فيقترب من مؤخرة ما ترتديه فيمنع حرية تحركاتها سواء في أماكن العمل ومكاتبه أو المواصلات والشارع العام كي تلبس ما تريد وبالكيفية التي تريدها.. أو قانون برلماني آخر تدفع -هي- فاتورته بتغريمها [150 يورو] إذا غطت وجهها ببرقع.. والمشرع يحاول الحفاظ على الأولى منعا للتحرش [والتحرش بالأنثى ثقافة ذكر] ويحاول تقييد الثانية [كــ"ـرمز " ديني.. مما جعل نساء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخروج للشارع تعبيرا عن رفضهن "الشادور"].. فعند التعرية يدفع الذكر الغرامة وعند التستر تدفع المرأة الغرامة سواء المالية أو من حريتها الشخصية.. والقانونان جُعلا لحماية المرأة أو حماية المجتمع.. وتزداد درجة الخجل للرجل والخزي للمرأة حين أتكلم عن نموذج المرأة "الداعشية".. اثنتان -مِن مجموع دولة الخلافة المزعومة(!) وكلهن يحملن أطفال- اثنتان من فيينا عاصمة جمهورية الألب وثالثة بريطانية.. الأخيرة سحبت منها الجنسية البريطانية بأمر من وزير خارجيتها ووافقت عائلتها ذات الأصول البنجلاديشية... فحين مات وليدها ذو العشرة أيام منظمات حقوق الإنسان هاجت وماجت وسُمع صوت :"أبناء الغرب (المتحضر) يموتون في بلاد الشرق (المتخلف)".. والثلاثة تركن بيت العائلة في الخامسة عشر من عمرهن .. منذ ما يقرب من خمس سنوات مضت.. وبقية النساء الدواعشة كُنَّ فأصبحن مرتع خصب لماء ذكور داعشي فعوملن كأنهن في سوق النخاسة لإمتاع الذكر الداعشي بعد وجبة قام بها من القتل والتخريب.. وفي مِصر سمع المرء عن نكاح الجهاد.. وفي دول الخليج نسمع عن نكاح المسيار ونكاح المصيّف ونكاح المشتي وفي إيران نسمع عن نكاح المتعة.. أنهي -كاتب هذه السطور-.. المشهد المخزي بالمرأة الأيزيدية والتي كانت تباع من ذكر حقير إلى ذكر ذليل خلال أقل من ثلاث سنوات.. فلا علم لهؤلاء عن قضية حفظ الأنساب أو مسألة براءة الرحم وطهارته من ماء ذكر ... وهكذا يراقب المتتبع للمشهد الأنثوي في عام 2019 الميلادي الموافق 1440 الهجري...
وما جعل الصورة بالفعل قاتمة أن قبله -اليوم الدولي العالمي للمرأة- يسبقه يوم آخر اطلق عليه زورا وبهتانا يوم الحب.. فتنمو قبله بأيام صناعة الحلوى والشيكولاته وتزدهر محلات الورود والأزهار بالذبائن...
ويتألم الرجل العادي لما يحدث إذ يظن العاقل أن يوم الحب يعتبر تمهيداً ليوم المرأة.. لكن الحقيقة المخجلة أن الأول تعبيرا -كهنوتياً - عن ضعف الشعور بها كأنثى فتصنع -منظمة الأمم المتحدة - لها يوما في العام تعويضا عما تعانيه خلال عام كامل... فاخترع اليوم الثاني -يوم المرأة- تفاديا لضعف الإحساس بها في يومها الأول..
والحقيقة أن المرأة تعيش أياما في كل حياتها ... لا تخرج من يومٍ حتى يأتيها اليومَ التالي؛ ثم أرهقت بيوم الأم... فيوم المرأة... فيوم الطفل ... فيوم الحب.. وغاب النموذج الصالح الذي ينبغي بل يجب أن يقدم فيتحذى به ... وهي التي أُرهقتْ طوال حياتها الدنيا [والحمد لله أنه فقط في الدنيا ... وليس في الجنة لمن ستسكنها رحمة بها من خالقها ولما فعلته طاعةً له سبحانه] أُرهقتْ طوال حياتها الدنيا بأيامها الخاصة بها في كل شهر قمري.. ففي استطلاع لرأي صاحبات الحيض أظهر أن ما يقترب من 74% من النساء يعانين من آلام في منطقة الحوض والظهر وعدم اعتدال في المزاج اليومي العام.. مع ما يصاحب ذلك كله من حالة نفسية متدنية وضعف ملحوظ في العمليات الحسابية ودراسية في مادة الكيمياء والفيزياء؛ فتتكبل في أيامها وهذا خلال فترة خصوبتها.. وزمن انتقالها من مرحلة الطفولة لطور البلوغ الكامل والأنوثة المرغوب فيها.. ثم تتكبل في حملها ما يقترب من 260 يوما.. ثم مباشرة تعيش ما يقترب من 40 يوما ... أيام نفاس.. ثم تتكبل برضيع نظافةً وإطعاما وتربية وسهر .. ثم تنتظر أياما بعد تلك الأيام كل شهر فتعاد الكرة مرة آخرى ... وهكذا دواليك... أيامها تتلوها أيام لها إلى أن تصل لأيام اليأس.. فتشعر أن زهرتها زبلت وبريق وردتها انطفأ... وشمعتها ذابت ... وهذا بحث آخر جديد يحتاج مراجعة من المجتمع ومن المشرع والأهل ...
لكن مَن تدري -منهنَّ- فهي تعلم أن التركيبة الأصلية لها هكذا فيؤكد صاحب الهدي بأن هذا «„ أمر كتبه الله على بنات آدم ‟» واللافت هنا أنه -عليه السلام -قال : «„ آدم ‟» ولم يقل : " أمرٌ كُتب على بنات: «„ حواء ‟»... رفعة لشأنهن... ثم تأتي سلسلة من الأحكام الشرعية العملية اليومية في كيفية المعالجة فيخبرنا -صاحب الهدي- نحن رجال أمته وليس ذكورها بقوله :«„ رفقاً بالقوارير ‟»... ولعله ابلغ تعبير عن وصف كائن يملك كتل من المشاعر ومحيطات من العواطف وأنهار من الأحاسيس.. ثم يأتي القول الفصل في المسألة أمرا :«„ استوصوا بالنساء خيراً ‟»... ويقرب المثال فيقول :" خيركم ... "..
وما لفت انتباهي -حقا وصدقاً- وسبقتني إليه السيدة "وسام" فكتبت فيه عدة مقالات .. لفت انتباهي أنه في كل كتب أصحاب المذاهب وفي كل كتب فروع الفقه تجد بابا يتحدث عن «„ عشرة النساء ‟».. وهذا أولاً .. ثم بابا يتحدث عن حق المرأة على الزوج وهما بابان اثنان .. يقابله باب واحد فقط يتكلم عن حق الزوج على المرأة... ثم تتبعت الأمر فلم أجد بابا يتكلم عن عشرة الرجال.. مما يمكنني القول بأنهنَّ في أيامهن يحتجنَّ رعاية خاصة ومَن يقترب من عروشهن لابد أن يحسن معاملتهن معالجة خاصة ويحتجن من أصحاب العقول وأهل الألباب فهم خاص ..
أما الرجل فهو تربية امرأة منذ زمن الحمل به مرورا برضاعته فتربيته ونظافته فمرحلة تعليمه وحتى تطبيبه أو علاجه في المستشفيات تجد ملآئكة الرحمة نساء.. وكما قالت جدتي لأبي لحديثة عهد بزواج ناصحة لها : «„ ابنِك على ما ربتيه ... الشاهد :" وزوجِك على ما عودتيه ‟».. فقلت لها -جدتي... وليس الفتاة حديثة العهد بالزواج - مازحاً :" يوجد رجل يخالف قاعدتكم تلك «„ الذهبية ‟».!!؟؟... فنظرتْ إليَّ غاضبة مغضبة وقالت :"الرجاله كلهم زي بعض!!"... فسكتُ من زاوية السلامة ومن نافذة الندامة ومن باب الخوف من أن لا أحصل طبق العشاء "اللذيذ" من يدها الكريمة وهي طاهية جيدة بل ممتازة.. أو طبق الفطور .. وكلاهما -الفطور والعشاء - طقس مقدس طالما اسكن بجوارها...
... السيد الجليل والنبي الكريم الرسول الخليل جاء ليغيّر مفاهيم مجتمع ويبدل قناعات أمة ويحول أفكار جاهلية إلى أفكار إسلامية نورانية ربانية ... بيد أن جاهلية العرب أو جاهلية الأمم قبل الرسالة تجدها في كتب التاريخ يعرق لها الجبين خجلاً ... والذي يزيد العرق تصبباً جاهلية من أبتعد عن رسالته بعد تبليغ كامل الرسالة....!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(*) النظرة الدونية للمرأة لا تقتصر فقط على مَن يسكن في دول العالم الثالث -وفق التقسيم الديجولي ؛ المارشال الفرنسي-.. ولكن تجد تلك النظرة الدونية تحتاج العالم أجمع خاصة في الدول الغربية فمرتب المرأة الغربية اليوم -2019- يقل عن مرتب الرجل .. وهي التي حصلت على نفس المستوى العلمي والأكاديمي ونفس المهنة أو الوظيفة بما يقترب من 20% .