[ايمان طلعت]

صرخة مدوية كسرت حاجز الظلام إستيقظت صفاء على اثرها و جرت نحو غرفة أبنتها

فذلك كان صوت أمل دخلت الأم نحوها وضمتها لصدرها و ظلت تربت على رأسها و تمسح على شعرها الذهبي الحريري

قالت:  أمل ما بكِ لماذا تصرخين هكذا

أمل:  لقد كان كابوس مفزع ، نامي معي اليوم يا أمي

نامت معها الأم وفي الصباح سألتها عن الكابوس

قالت أمل: اي كابوس يا امي ؟

الأم:  لا شئ يا بنيتي ، متى ستعودي من الجامعة؟

أمل: الساعه الثانية

ألقت التحية وخرجت أمل تاركة والدتها في حيرة

حدث نفس الشئ ثلاث ليال متتالية

و لاحظت الأم أن أمل لا تخرج من غرفتها و بدأت تذبل لأنها لا تأكل تقريباً

مر اسبوع وكلما سألتها ما بكِ تقول شاردة لا شئ يا امي لا شئ

وفي يوم دخلت الأم الغرفة فلم تجد أمل وكانت المرأة مكسورة وعليها اثار دماء و على الارض وجدت كتاب غريب الشكل و أجنده

فتحت الأجندة وقرأت ما كتبته امل

"لا اعلم ما حدث اليوم امام المرأة هل حقيقي ام اتوهم فقد كنت اتزين كعادتي ورأيت المرأة تهتز كأنها ماء كانت ثانيتين

"اليوم الثاني حدث أيضا هذا الاهتزاز في المرأة لم اكن اتوهم فقد رأيتها حقاً ثم توقفت و بدأ يسيل عليها شئ كالماء لكنه اسود و تشكل حروف تكتب أنتِ فقط لي

في هذا اليوم حلمت بهذا الكابوس انني امام المرأة وإذ بيد سوداء تخرج يتبعها جسد نحيل طويل له عينان حمراوتان يقترب منى فاشعر بقشعريرة تسري في جسدي واقول بصوت يملأه الرعب ما انت

يقول: انا جنك العاشق وأنتِ لي و يجذبني معه داخل المرأة وغرقت بها واستيقظت صارخة

لم احكي لأمي لكي لا تقلق لكني حقًا خائفة

لان الحلم يتكرر يومياً وآرى المرأة تهتز أيضا يومياً

قلّبت الأم الصفحة و قرأت

"اليوم كُتب على المرأة لا تخرجي لا تغادريني أنتِ لي وحدي

وعندما هممت مُغادرة شعرت بيد تسحب شعري بشده و وقعت على الارض

عندما ألتفت لم اجد شئ

جريت نحو الباب فاُغلق و نفس الشئ سحبني بشده من شعري

فاستسلمت ولم احاول الخروج ومن يومها ولم اغادر غرفتي

مر عشر أيام اسمع همسات أنتِ لي او ستأتين معي وآري اهتزاز المرأة ولا استطيع مغادرة غرفتي ولا استطيع الاستغاثة فكلما أردت أن أخبر أمي شئ ما يخنقني فلا استطيع التحدث

كانت عينان الأم تتسع وهي تقرأ ما كُتب وتنظر إلى المرأة المكسورة

إين ذهبت ابنتها

هل سُحبت و سُجنت في عالم المرايا حقًا

مع هذا الجن العاشق