الأهلي والزمالك
الليلة.. وتحديدا في الثامنة والربع مساء, تقام باستاد الكلية الحربية مباراة الزمالك والأهلي المؤجلة من الأسبوع الـ25 لمسابقة الدوري هذا الموسم دوري اتصالات, ويديرها طاقم تحكيم بلجيكي بقيادة فرانك دي بلكير, وهي تمثل قمة الدور الثاني بين الفريقين, لكنها تحمل الرقم103 في تاريخ لقاءاتهما في الدوري, حيث فاز الأهلي37 مرة, والزمالك25 مرة, وتعادلا في40 مباراة, وكانت مباراة الدور الأول قد انتهت بفوز الأهلي1/ صفر.
دائما تأتي مباريات قمة الدوري المصري أو ديربي القاهرة أو كلاسيكو الكرة المصرية ـ كما يسمونها ـ خارج نطاق التوقعات, ولا تعتمد نتيجتها علي مقدمات أو معطيات نظرية أو حسابية, بل يفوز بها دائما الفريق الذي يلعب جيدا ويسيطر في أول20 دقيقة من المباراة, وتلك الحكمة خرج بها غالبية المتابعين لمباريات القمة عبر سنوات كثيرة مرت, ولكن قمة اليوم تأتي مختلفة من ناحية الجانب النفسي,
حيث يدخلها الأهلي محملا برغبات كبيرة في الفوز بسبب فقدانه عددا كبيرا من النقاط هذا الموسم, وهو الأمر الذي لم يحدث في المواسم الأخيرة, حيث كان يحسم لقب المسابقة قبل نهايتها بفترة لا تقل عن خمسة أسابيع, وفي المقابل يخوض الزمالك المباراة بعد أن اطمأن لموقفه في وسط جدول الترتيب برصيد37 نقطة يحتل بها المركز السادس, مما يجعله يلعب بارتياح شديد بعيدا عن أي ضغوط.
ولأن الأمر مختلف حاليا, والموقف لا يحتمل بالنسبة للأهلي فقدان أي نقاط أخري في ظل مطاردة الإسماعيلي إذا أراد الحفاظ علي اللقب الذي حمله في المواسم الأربعة الماضية, لهذا سيكثف جهوده من أجل الفوز الذي يساعده في الصعود الي صدارة الترتيب بعد أن استطاع الاسماعيلي أن يعتليه برصيد54 نقطة في غياب الأهلي بسبب المشاركة بدوري أبطال إفريقيا, ليجد نفسه في المركز الثاني برصيد52 نقطة.
قمة اليوم بين الزمالك والأهلي تأتي لتزيد من سخونة الدوري, حيث يتوقف علي نتيجتها بشكل كبير مصير الأهلي مع هذا اللقب, وخاصة بعد أن أصبح مفتاح الفوز بالدوري هذا العام في يد الزمالك الذي لن يفوز هو بلقبه في كل الأحوال, وذلك لأن الزمالك لن يصطدم بالأهلي وحده, وإنما أيضا سيواجه الإسماعيلي منافس الأهلي الوحيد علي اللقب في الأسبوع التالي,
وبالتالي سيتسبب في حسم المنافسة عليه لأحد الناديين, ففوزه أو تعادله مع الأهلي اليوم وهزيمته امام الإسماعيلي, قد يذهب بالدرع الي قلعة الدراويش, أما هزيمته من الأهلي وفوزه أو تعادله مع الإسماعيلي فسيجعل أبناء الجزيرة يحتفلون بالدرع رقم34 في تاريخ النادي, إنها بالفعل قمة التشابك الكروي!!
عموما.. فإنها المرة الأولي في تاريخ الزمالك التي يدخل فيها في مواجهة مع غريمه التقليدي وهو يضم بين صفوفه العديد من عناصر قطاع الناشئين والشباب صغار السن, بما لديهم من حماس وطموح لإسعاد جماهيره واستعادة ثقتهم في كسر التفوق الأحمر الذي شهدته الأعوام السابقة, وخاصة أنه مغمور بالتفاؤل بسبب نتائجه الأخيرة المكللة بالفوز علي بتروجيت1/2, أما الأهلي فيلعب بكامل قوته من أجل بسط يده علي مجريات المباراة وعدم إعطاء الزمالك فرصة مجاراة اللعب معتمدا علي خبرات لاعبيه وفلسفة الانتصارات التي اكتسبوها من خلال مباريات القمة الأخيرة, ولكن كيف يفكر جوزيه ودي كستال؟!
وسنبدأ بالمدير الفني للزمالك دي كستال لأن فريقه صاحب الأرض, حيث من الواضح انه بدأ حقيقة في وضع يده علي التشكيل الأمثل للزمالك وظهرت بصماته علي الفريق الذي كان يفتقد للشراسة الهجومية علي الأطراف وأصبح يمتلك ظهيرين علي أعلي مستوي فني وبدني, وسيعتمد دي كستال اليوم في اسلوبه علي العامل البدني واللعب المحوري الشمولي من خلال استثمار مفاتيح لعب تمتاز بالسرعة والمهارة وأيضا دقة التسليم والتسلم, لأنه يعلم أن السرعة في الأداء واللعب علي العامل البدني هما أكثر الحلول التي ترجح كفة فريقه وسيلعب بنفس طريقة2/5/3
وربما لن يغير كثيرا في تشكيل البداية كما فعله أمام بتروجيت في المباراة الأخيرة, حيث قد يحدث التغيير في مشاركة عبدالمنصف في حالة عدم اكتمال شفاء عبدالواحد في حراسة المرمي, وبالنسبة لخط الدفاع سيلعب أحمد مجدي كليبرو, وأمامه فتح الله وأحد العمرين عادل أو الصفتي وفقا لخطته في مراقبة مهاجمي الأهلي, وفي مركز الظهير يلعب يمينا محمد حازم إمام ويسارا صبري رحيل, وسيقود هاني سعيد خط الوسط في مركزه المستحدث بالزمالك وبجواره أحمد الميرغني الذي سيكلف بأدوار دفاعية كبيرة لايقاف الزيادة الهجومية لوسط الأهلي,
ثم سيكون أمامه أحد الخيارين وهما اشراك شيكابالا لأنه ناضج بعض الشيء في مباريات الأهلي علي عكس علاء علي في محور صانع الألعاب أمام الدائرة, أو قد يلجأ للدفع بعلاء علي لمراوغة جوزيه بورقة شيكابالا وفقا لحسابات سير المباراة, وسيكون في الهجوم الثنائي عبدالحليم علي وشريف أشرف بعد أن حجزا مكانهما كأساسيين في الهجوم.
أما مانويل جوزيه, فلقد تعودنا منه مفاجأتنا في كثير من الأحيان بتشكيل مخالف للتوقعات, بالاعتماد علي لاعب يؤدي دورا مختلفا في الملعب, أو يكون هذا اللاعب خارج نطاق الترشيحات لبدء المباراة, وقد يحدث ذلك في مباراة اليوم أيضا, التي من الممكن أن يغير فيها جوزيه طريقة لعبه وخاصة فيما يتعلق بالمثلث الهجومي الذي كان يظهر فلافيو في مقدمته منفردا دائما وخلفه يلعب من يلعب, فربما نجد جوزيه يدفع بمهاجمين من البداية,
ولكن وسط هذا الاختلاف, فإن هناك عناصر ثابتة مثل رمزي صالح في حراسة المرمي ومحمد سمير ليبرو في غياب شادي محمد المصاب وأمامه أحمد السيد ووائل جمعة مساكين, وحسام عاشور في الوسط ومحمد أبوتريكة في محور صانع الألعاب, وباستثناء ذلك هناك أكثر من سيناريو أو احتمال, ففي اليمين ربما يظهر أحمد صديق من جديد أو يظل أحمد فتحي كما هو, وإن لم يكن الأخير موجود ناحية اليمين فإنه سيكون في الملعب بالتأكيد ولكن في مكان أخر وغالبا في خط الوسط وليس في المؤخرة,
أما ناحية اليسار فمن المؤكد أن يحتلها جليبرتو, ولكن قد يفكر جوزيه في إشراك سيد معوض فيها ويدفع بجيلبرتو بجوار أبوتريكة ويكون خلفهما عاشور وإينو وأمامهما فلافيو, ولكن في حالة الدفع بأحمد حسن من البداية بعد اكتمال شفائه فسيلعب هو متقدما مع أبوتريكة ويلعب جيلبرتو في مكانه, والسيناريو الأخير المتوقع أن مشاركة أحمد حسن تأتي علي حساب إينو في الوسط, ويلعب بمهاجمين وخلفهما أبوتريكة.. وهذا يعني أن سيناريوهات جوزيه كثيرة في خطي الوسط والهجوم!!.. وربما يفاجئ الجميع بوجود أبوتريكة علي دكة البدلاء!!
وخلاصة القول.. فإن الأهلي نظريا هو بالتأكيد صاحب الكفة الأرجح, وهو أيضا الأكثر بحثا عن الفوز اليوم, أما الزمالك فسيلعب ممسكا بمفتاح الفوز بلقب الدوري, ويعرف ان الأهلي يقول: عفوا.. أريد هذا المفتاح!!
من ناحية أخرى
انبي وحرس الحدود
تنطلق في السادسة إلا ربعا مساء اليوم باستاد بتروسبورت احدي مؤجلات من الاسبوع الـ25 للدوري الممتاز بين انبي وحرس الحدود.. هي من المباريات ذات الطابع الخاص لان لها أكثر من حافز للفوز بين الفريقين.
فانبي صاحب المركز الرابع برصيد44 نقطة حافزه الأول هو الحصول علي النقاط الثلاث لتخطي بتروجيت( الثالث) ويحل محله في جدول المسابقة, أما الحافز الثاني فهو الثأر من هزيمته بالدور الأول صفر/3 باستاد المكس بالاسكندرية.