ثورة شاعر /لاجلك يا عربي

[عاشق السمراء]

صرخةْ من الأعماقْ


صرخة من الأعماق ..

إلى وحوش هذا العالم

إلى أصحاب العدوان الغاشم ..

أيها الأوغادْ .. قد سلبتم العرض ومزقتم الأكبادْ

يا لكم من قساة .. وحسادْ

يا لكم من جبناء .. وأوتادْ

وتطلبون السلام ..

أين السلام.. وأين الأمان ْ..

وأنتم تهدمون .. تسفكون دماء بني الإنسانْ

وتقتلون كل برئ .. بأي مكانْ

وتذبحون النفوس .. وتطلبون النسيانْ
أتفكرون تلك الدماء .. بلا أثمانْ

وتقولون :.. أنكم بشرْ

وأنتم غجرْ .. وأقذر بشرْ ..

صرختي ستدوي ..

صرختي قنبلةً تدمر وحوش هذا العالم

يا أكباش .. تلك الجرائمْ

صرخة من الأعماق .. إلى الشعوب العربيةْ

الى الأمة العربيةْ

أين أنتم .. أين أنتم .. وأين سواعدكم القويةْ

أين أنتم .. وعروبتنا أصبحت منسيةْ

أين العروبة والاتحاد .. أين المروءة والانعقاد ..

متى يا ترى .. سيكون الاتحاد

ونكون نحن الأسيادْ ..

صرخة من الأعماق .. لكل العرب

لا للانشقاق .. بل للاتفاق .. وبلا ميثاق

نعم .. نعم ..!

فأنتم من كنتم .. الوليد

وأنتم من كنتم .. الأيوبي

وأنتم من كنتم .. الخطاب

وأنتم من كنتم .. بن زيد

هؤلاء كنتم .. أنتم

وغيرهم .. وغيرهم ممن سيخلد ذكرهم

ولن ينطوي مدى العصور أسمهم

لأننا نحن منهم .. ودمائنا من دمائهم

وعروبتنا من عروبتهم..

فمتى نرى بداية مولدهم

ونعيش من جديد عصرهم .. !!




... من رجُل

[عاشق السمراء]

لأجلك يا قدس ..


اكتب رثاء لأجلك يا قدس العرب ..

ابكي دهرا .. وعمرا ..

والروح تبكيك والقلب ..

ماتوا مع الأيام ..

من رحم أمهاتهم كانوا شهداء الحرب ..

ونحن غدونا جراء ..

ما همها سوى التهريج .. والتقليد واللعب ..

آهٍ من عصر كان الفتى نار من لهب ..

آهٍ من زمن تبعثرت أوراقه مع الحقب ..

يا نفس ويحك .. أن البكاء لا يولد الغضب

لا يخلق من جديد عمرا ..

ولن يعيد صلاحا ..

ولا يبزغ من جديد نوره سيد النسب ..

اكتمي الصرخات في كهفك المظلم ..

ما عاد الجسد من الطعنات يتألم ..

ابلعي الويلات في نفسك ..

ما عاد يجدي القول والكلام خربشة تكتب ..

رثاء طال مداه ..

ولا يزال القتل والاغتصاب وجرائم النصب ..

لا يزال التهديم ..

والتحقير .. والتذليل .. والتدمير حاضرا لم يغب ..

يا عربي صرخنا بوجهك مرارا ..

يا عربي مزق جسدنا أمام ناظريك مرارا ..

دمنا أمسى بحارا ..

وعرضنا لم يعد له ستارا ..

وأنت هناك مسخرا تحت أقدام الغرب ..

يا عربي ما عادت القدس أمنا ..

لم تعد من لحمنا ..

ولا بغداد من نسلنا ..

والعراق ليست من أصلنا ..

ما عاد دمك ثائرا يا عربي ..

دمك يا عربي لعبة من اللعب ..

يا عربي ..

أمي قتلت ..

أختي هتكت ..

وأبي يصرخ ..

أنا عربي .. أنا عربي ..

أنا غ .. ر .. ب .. ي !!





... من رجل عربي

[عاشق السمراء]

أحسنتم يا عرب ..

كل واحد فينا قد فعل العجب ..

صرنا مهزلة الدنيا في الشرق وفي الغرب ..

ليس المهم أن نموت ..

ليس المهم أن نذبح ..

أن نقتل ..

أن نصلب ..

وجثماننا في القمامة ترمى وتتحلل..

ما دامت ضمائرنا من خشب ..

ليس المهم أن نحتل ..

ليس المهم أن تغتال ..

وأرضك تموت تحت وطئت الاحتلال ..

وبيتك يدمر .. وتسكن الجبال ..

مادام هذا من فضل العرب ..

أحسنتم يا عرب ..

نقولها من القلب ...

جزيتم خيرا يا عرب ..

هكذا المودة ..

والمحبة ..

والوئام ..

هكذا يكون الحب ..

جزيتم خيرا يا عرب ..

بعد هذا الكرم بالمزيد لا نرغب ..

أحسنتم يا عرب ..

سلبت أراضينا ..

لا تغضب !!

انتهكت أعراضنا ..

لا .. لا.. لا.. تغضب !!

اغتصبت بناتنا ..

لماذا التشنج والغضب !!

شردوا أهالينا ..

إياك يا عربي أن تغضب!!

الذل قد غطى على كل العرب ..

والثورة باتت مقلب ..

والغضب .. لا يعني شيئا ..

فليس كل غضب .. يعني جحيم الغضب ..

الغيرة ..

والدم ..

والنخوة ..

رموز لا تعني شيئا .. في الأغلب
لا من يموت من اجل الوطن ..

لا من يغار على العروبة في أوج المحن ..

لا من ينطق عروبة نحن ..

ونحن للعروبة مدى الزمن ..

وغيري أنا العربي لا يكن ..

لا من يصرخ في وجه الغاشم إياك إن تقرب ..إياك ..

إياك ..

وإلا دفعتك يا صهيوني غالي الثمن ..

نقولها بحق ..

نقولها والشاهد رب الفلق ..

أحسنتم يا عرب ..

قد شرعتم يا عرب قتلي أخي ..

واغتيال أبي ..

وذبح أخوتي ..

وسحق من على الوجود كل العرب ..

قد أمرنا الدين أن نولي امرنا للمغتصب ..

أن يدوس على حضارتنا نذل وكلب ..

أن نظل هكذا دائما ..

جبناء ..

نرضى المذلة ..

نرضى الظلم وأن توالت الحقب ..

أحسنتم يا عرب ..

حقي أن اغتصب ..

عربي كنت أو شامي ..

أو خليجي النسب ..

حقي أن تسحقني عروبتي ..

لأني من أكتاف العرب ..

حقي أن أدمر ..

أن أمزق ..

ينتهك مني ما لذ لهم وما طلب ..

وأنفذ أوامر بوش الكلب ..

ولا يحق لي مرة ..

أن ارسم الغضب ..

مرحبا يا (( هولاكو )) مؤسس مدافن العرب ..

مرحبا يا نصير العرب ..

مرحبا يا من جعلت العرب ..

بقايا عرب ..

مرحبا يا من أعطيت الحق ..

بأن لا يموت العرب ..

إلا على أيادي العرب ..

أحسنتم يا عرب ..

بفضلكم قريبا يكون ..

اليهودي من النسب ..

والكافر من دم العرب ..

سحقا ان قلنا نحن عرب ..

سحقا لعروبتنا ..

سحقا للعرب ..

لماذا يثور من وجنتك هذا الغضب ..

أليست الحقيقة أن نعترف ..

أننا صرنا رفات خشب ..!!

... من رجُل

[عاشق السمراء]

واقعٌ عربي



حيث أسكن

يقتلون الحمير التي لا تحمل هوية ..

ويحرقون الشعير ..

يحكمون عليك قبل أن تبدأ المحاكمة

قالوا : بعد أن انتهت المحاكمة ..

لا عليك مجرد حكم صغير ..

لا تمعن التفكير ..

لا تقلق ..

لا تضجر ..

لا تخشى من السياط والجلاد ..

أنك إنسان ذو فكر كبير ..

هناك ..

حيث ينادوني بأسمي ..

ويعرفون لون بشرة أبي ..

ومتى ماتت الغالية أمي ..

ومتى نهاية صلاحية هويتي ..

هنا ..

لا يعترفون بشئ يدعى الإرادة..

والعمل الشاق ..

والعزيمة لا يرضون بأن تقول لهم أنك الأفضل ..

والأحسن ..

والأصدق ..

لا يرغبون مطلقا بمثل هذا الضجيج

وهذا الادعاء الذي ليس له إفادة ..

هنا حيث الواقع العربي ..

والضمير العربي ..

والذل العربي ..

يسكن القبح ..

والحقد والغل ..

يتركوا كل شيئاً بعيداً

ويأتون إليك لأنك لا تملك سلطه ..

ولا تملك سيفا يمزق التهديد ..

والاحتقار هنا .. أمام البصر ..

يسألونك قبل كل شئ ..

الديك معارف ..

وهل لعائلك أنساب ترغب بالتعارف ..

وهل تملك أنساب ترغب بالتعارف ..

وهل تملك ما يغطى بطون المصارف ..

ويسألونك ..

قل نعم

ليخافونك .. ويرهبون منك ..

ولا يؤذونك . .

قل لا ..

ليحتقرونك ..

يمزقونك ..

يسحقون أثرك بين المعارف ..

هنا كل شي يحتاج إلى هوية ..

إلى وضوح إلى قوة ..

وإن كنت لا تملك شيئا ..

فلما إذا جئت إذا ..

وسكت هنا ..

وقلت إنك تنادي بالحرية ..!!





... من رجُل

[عاشق السمراء]

وتلك فلسطين ..

تبكي طعنات السنين ..
وعزة فخر الشهداء والمناضلين ..

وظلم العرب لأنفسهم والمستعمرين ..
وتلك فلسطين ..لغةً مقهورة في شفة طفل حزين ..
موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..
واندثار وتمزيق أشلاء أطفال من الرحم قادمين ..


وتلك فلسطين ..عزائها عروبة تموت ..
وصوت بلا صدى في بطن حوت ..
وصرخات ذل وعار والعالم سكوت ..


وتلك فلسطين ..تبكي ..
وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين

كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..

كتوهج حارقٍ ألهب ببيداء الغارقين ..
يا مجدا كانت واليوم أمست أطلال من وحل وطين ..



وتلك فلسطين ..
مسرى نبي الله الأمين

وحضارات يشهد لها جل العالمين ..

وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين الغادرين ..
وأنوثة تمزقت على أيدي الكافرين ..
اغتراب .. وعذاب .. واضطهاد ..

واندثار في فلسطين

وهنا مهرجانات ..

واحتفالات تملء شوارعنا فرحين ..!!



وتلك فلسطين .. وجع حقيرا جدا .. يلبسنا ملايين السنين

ونزف يسيل دما يبتر أوردة الشرايين ..

وتلك فلسطين ..
امرأة ثكلى ..

بلا مأوى ..

بلا سكنى ..

جذورها عطشى ..

ترجو من بعد ألآله رحمة الملايين ..



تلك فلسطين ..
امرأة تحترق أحشائها هما ..

ويسكن أعماقها ذلا ..

تنادي العروبة .. أن كان للعروبة حسا ..

تلك فلسطين ..
نهر يضج بالدماء ..

وسيدة تلد الشهداء ..

وأرض نبتها الأوفياء ..

وقاعة عرض قتل الأبرياء ..

وسيدة الموت بأجيالها ترهب الأعداء ..



وتلك فلسطين ..
اغتيال الفرحة من وجوه الأطفال ..

فقدان الحنان والأمان بوجه الأجيال ..

ونسيان الضحكة .. والبسمة .. في زمن الاغتيال ..





تلك فلسطين ..
خارطة بلا حدود ..

على أرصفتها جثث ينخرها دود ..

وفي أحضانها ضياع .. تشرد مفقود ..

وحرية مكبلة بأغلال القيود ..

وصرخة كبرى أن الوطن يا عربي هكذا ..

أبدا .. أبدا .. لن يعود ..



وتلك فلسطين ..
حروف مفقودة لا يجيد نطقها العرب ..

نسوا زمانا أن جذورها قد تشعبت القلب ..

وأن احتضارها سخفٌ .. وعار للعرب ..



وتلك فلسطين ..
أرواح وهبت نفسها لموت واستشهاد ..

وخلقت الموت راية كبرى لتحرير البلاد ..

وأصبحت رمز البطولة والجهاد ..

وداست على أفراحها بأيام الأعياد ..

واليوم قالت .. لا للعيش يا صهيوني دون جهاد ..

أن كان قدري أن انتهي ..

قد رضيت بحكمك يا رب العباد ..



وتلك فلسطين ..
أم الفداء من واقع لا خيال ..

راية تنطق بصوت الحق .. هيا للقتال ..

هيا للنضال ..

هيا أيها الأبطال ..

فأن العيش جريمة تحت راية الأنذال ..



وتلك فلسطين ..
أم لا تنجب سوى الأبطال ..

وسيدة أن وضعت من رحمها طفلا ..

قالت هيا يا ولدي للنزال ..

فأنت لم تخلق لتحيى ..

أنما خلقت لتشقى ..

وتموت شهيدا تفجر أعداء الاحتلال ..



وتلك فلسطين ..
ذلٌ .. احتقار .. ودمار ..

وعربي بأم عينه يرى ..

وليس للعروبة اعتبار ..

وعربي بيده نصر ..

وبالأخرى أحجار من نار ..

وعربي يملئه التحدي ..

والكبرياء والإصرار ..

وعربي لا يعلم أن كان الآن ليلً .. أو نهار

وعربي ينطق أن القمة ستعقد .. وعلينا الانتظار ..

وعربي أشلائه مبعثرة بين أقدام الكفار ..

وعربي يمزق عربي ..

حقاً .. أن العروبة علينا عار .. في عار ..

أن مات العربي .. قلنا مات الحمار ..

وأن مات اليهودي .. هلت صيحات رد الاعتبار ..

وتلك فلسطين ..
وتلك فلسطين ..
وتلك فلسطين تعاني الاحتضار ..

تصرخ بوجه الإعصار ..

تعلن موعد انفجار ..

بوجهك يا عربي تقول أمنا فلسطين ..

العار ..

العار ..

العار !!





... من رجُل

[عاشق السمراء]

موت العروبة ..

الأنثى تلبس حداد الفرح ..

تنوح ليل صباح ..

تمسك بكلتا يديها .. نزيف الجرح

تبكي الآه ..

وتصرخ من أعماقها ..

ليت يوماً .. سمع من صرخ ..

اغتصبت في مهدها ..

شردت من أرضها ..

تشردت عن أهلها ..

اقتلعت من فساتنها ..

وكشف أبدانها ..

وتعرت أمام أعيانها ..

تلعن .. ألف مرة ..ومرة ..زمانها ..!!

يموت الأخ .. والأخوات .. لا يهم ..

يموت الأب .. تموت الأم .. لا يهم ..

يموت كل شئ ..

يموت كل شئ .. أيضاً لا يهم ..

المهم .. أن يبقى الظلم ..

يركب على أكتافنا ..

يأكل من خيراتنا ..

يأخذ ما يبتغيه ..

يجد كل ما يهتويه ..

ونحن له .. نلبي الطلب ..!!

أيتها الأنثى .. ألبسي حداد الفرح ..

واشربي على روح العروبة ..

نخب انتصار العرب ..

تمزقي .. تبددي .. انفجري ..

فقط ..عليك أن لا تقولين ..

أن فصيلة دمك .. من فصيلة العرب ..!!

اسلخي جلد العروبة .. من عظامك

ألبسي تاج الصهاينة على رأسك ..

وألا اقتلعت أنفاسك ..

لأنك من صنع العرب ..

أيتها الأنثى .. أعلني الحداد ..

على موت العروبة والعرب ..

فقد صارت أجسادهم ترمى .. كاللعب

لا جديد ..

أن ماتو كل العرب ..

هكذا نقول .. أن ربنا بموتهم قد كتب ..!!

تحوينا المساكن الراقية ..

نلبس الملابس الغالية ..

نلهو .. نرقص .. نقيم حفلات الطرب ..

ومهرجانات كبرى على مستوى الشعب ..

فوضى .. ودعارة .. وشغب ..

هكذا العروبة يا عرب ..

هكذا الأصالة يا عرب ..

هكذا تكون قلوبكم .. يا عرب !!

زينو مداخل بيوتكم ..

أكتبوا على الأبواب ..

هذا منزل السيد / فلان ابن فلان آل فلان

وإياك .. إياك .. إياك أن تقترب ..

سافروا ..

تفسحوا ..

انتشروا .. واختاروا من الغواني ما تتمنوا ..

فلا يهم أن مات اليوم الشهيد ..

ولا يهم أن هشمت رأس طفل رضيع ..

لا يهم أن تبكي الأم ..

لا يهم أن يحل علينا الظلم .. لا يهم ..

احصدوا الأموال ..

أكثروا من الركض وراء البغال ..

المهم أن تبقوا هكذا ..

وهكذا بحق .. هم العرب ..!!

عروبة تشترى ..

هل سمعتم يا عرب

عروبة تستحي ..

أين أنت يا سيد العالمين يا رسول العرب ..!!

عروبة تختبئ خلف جدران مهشمة ..

وتقول .. أننا معكم ..

أننا نضال الشعب ..

هل جربتم .. أن تحاصركم دبابة

وتكون صدوركم مفتوحة لرصاصة قاتلة ..

وأن تنالون الضربات .. والضربات ..على أجسادكم المائلة ..

وأن تبصرون اغتصاب أولادكم .. يا أسياد العائلة ..

هل جربتم أن تنامون عراء ..

بلا مأوى .. بلا سكن .. بلا ماء ..

هل جربتم أن تجلسوا فوق بيوت محطمة ..

وتسكبون دموعاً من عيون بالتحرير حالمة ..

هل جربتم أن تلهثوا .. وتلهثوا ..

وخلفكم جنود امروا فقط ليقتلوا ..

هل جربتم أن تقاتلوا ..

أيها البواسل من زمان الفراعنة ..

هل منكم من قبل جبهة ذاك الشهيد ..

ومشى خلف جنازته .. يعتصره حزن أكيد ..

هل جربتم أن ترموا الحجارة ..

لتهشموا روؤس تلك الأفاعي الغدارة ..

هل تفعلون ..

هل تستطيعون ..

هل لا زلتم حتى اليوم .. تتمنون ..

وفي أسرتكم الحريرية الدافئة .. تحلمون ..

ميتون .. ميتون .. ميتون ..

عرب نحن .. ميتون .. فلا تستغربون ..

أشاوس كنا .. كواسر كنا ..

فرسان كنا ..

وكنا من بعد ألآله نحن الآمرون ..!!

فأين نحن الآن .. أيتها العروبة ..

أين نحن الآن .. وأين كنا ..

والي أين نحن ..سائرون !!

[عاشق السمراء]

كلمــاتْ


قد أكتب بعض الكلماتْ ..

قد ارسم مجرد لوحــاتْ

قد أحكي روايات وحكاياتْ

ولكن .. هل بمقدوري ..

اغتصاب بعض الضحكاتْ

وهل بمقدوري .. إعدام تلك الصعوباتْ

و إحياء من قد مات

لا أعتقد ..!

فأنا شخص أحتضرْ ..

ولقدري أنا هناك أنتظرْ ..

أمام الجميع .. أنا أحتضرْ ..

الكل يرى .. ولاندثاري ينتظرْ

كلماتي .. لوحاتي .. حكاياتي .. دمها سيهدرْ

وكلها ستندثرْ .. ولن يبقى أثرْ

فمن يا ترى .. سيعيدني للأمجاد

ومن يا ترى .. سيقهر الأوغاد

ومن سيكون من جديد ..سيد الأسياد

إنني أنتظر ..وأنتظر

وروحي لحظة بعد لحظة .. تحتضر

وأنا أحتضر ..

أرى أمامي .. جثثا وأموات

أرى أمامي .. جيوشً وقوات

وشهداء الانتفاضات

وأبنائهم .. يرسلون لنا الصرخات

هم استشهدوا .. ونحن سنموت .. والكل سيموت..!

لكنهم .. سيعيشون في نعيم الجنات ..!

وأنا أحتضر ..

أرى شعبا يناضل ..

أرى أمة صغيرة .. تقاتل

أرى أمامي موت البواسل ..!

وأنا أحتضر ..

أسمع دوياً يقصف .. بالمدفع

وأسمع أنين المستغيثين للعالم يسطع

وأسمع بكاء لطفل يتيم وعيون تسيل دما و تدمع

وأنا أحتضر ..

أشاهد أبطال الحجارة يرشقون

الله أكبر .. الله أكبر .. يهتفون

أين أنتم أيها المنجدون ..!

أين أنتم يا من بالعزيمة .. تدعون

ألا تسمعون .. ألا تنظرون ..

وقبل أن أحتضر ..

أنادي كل البشر.. متى سأتحرر ..!

وللعالم سأظهرْ
فأنا القدس العربية .. ولن أحتضرْ

ولن استعمرْ .. ويوما سأتحرر ْ..!!

... من رجُل

[عاشق السمراء]

شيخنا الشهيد


كغيركَ يا شيخنا الشهيد تموت ..

كغيرك أشلائك تتبعثر ..

والعالم سكوت ..

ما الجديد ..

عربيٌ يموت ..

طفلٌ يموت ..

شيخا مقعدا يموت ..

ما الجديد ..

امرأةٌ شريفة تغتضب ..

طفلةٌ عفيفة تغتصب ..

أمٌ طاهرة تغتصب ..

لا جديد ..

موتكَ لن يفك الحديد ..

لن يسحق الصهيوني ..

لن يجعل البراكين ثورة وعيد ..

موتكَ لن يرجع الاسلاف شيخنا ..

موتك لن يحيي البعيد ..

لن يقطع الوريد ..

لن تفيد الأقلام ..

والكلام يسخر من الكلام ..

ولن يجدي التهديد ..

كغيرك سلخوكَ من عظامكَ ..

كرسيكَ المقعد يحلم بقيامك ..

بعودتك ..

برجوعك ..

لتعيد للحماس حماسك ..

عروبتي ما حيلتها ..

تنعيك بالصحف ..

والجرائد .. والانباء تزيد ..

عروبتي لا قوة لها ..

ضعيفةٌ ترضخ للوعيد ..

كغيركَ حملوكَ اشلاءً ..

مزقوك هباءً ..

موتكَ يا شيخنا لن يفيد ..

موتك برهة صمت ..

ثم يأتي العيد ..

لا جديد شيخنا ياسين ..
نثرت على قبرك ..

وردة وياسمين ..

وعبارة حفظتها من جدي الحزين ..

(( الشهيد لا يموت ))

(( الشهيد لا يموت ))

(( الشهيد يبقى ذاك العربي اليقين ))

النضال فيك يبكي ..

يا ويح نفسي مات شيخنا ياسين ..
كغيرهُ يموت ..

وقبلهُ يموت ..

وبعده يموت ..

والحسنة الوحيدة التي نجيدها ..

نبعث الرسائل القصيرة

ما هذا السخف ..

ما هذا الجبن ..

ما هذا السكوت ..

ما هذه العروبة التي حطمت ..

وللآن يركبنا الصمت ..

ما هذا الموت الجبان الذي يسكننا ..

الا تدرك يا عربي

أنك مرة واحدة فقط .. تموت

كغيركَ شيخنا ..

أمنا فلسطين تلعننا ..

والعراق الحزين يبكي زماننا ..

كغيركَ يا شيخنا ..

تموت .. ويموت ..

ومن كان يوما عربيا ..

أصبح خيالً دون صوت ..

كغيركَ ..

وغيركَ ..

وغيركَ ..

ألآف من النضال يموت ..

ألآف من الموت يموت ..

وملايين أخرى في رهفٍ تنعم ..

يخدرها الجبن ..

ويحتقرها السكوت .. !!



... من رجُل

[عاشق السمراء]

طفلة المهدِ .. روان



نامي روان واهدئي ..

قريرة العين .. شهيدة تدفني ..

جثمانك الطاهر قد قتل ..

قتلتي اليوم .. وبالغد أيضا تقتلي ..

ما الموت يا طفلة المهد تكلمي ..

ما الموت ..

قولي .. أنطقي ..

اخبري العالم بماذا في مرقدك تشعري ..

اخبري الضاد أن موتكِ نعيما ..

منـّه الله عليك للأبدي ..

حتى من القهر تتحرري ..

نامي روان بقبركِ ..

طفلةٌ ماتت والمهد يبكيها كثيرا ..

أكثر مما يبكيها العربُ ..

نامي روان سلاما .. أمانا ..

وهنيئا لك الجنة مقاما مقربُ ..

وهنيئا لعروبتي خصاما ..

دمارا شاملا .. انتقاما ..

عراكٌ على المذهبٌ ..

يكفي عروبتنا خداعا ..

نفاقا .. مسخرة ..

انشقاقا ..

ونزاعا لمنصبُ ..

نامي روان فرحة ..

موتك كان رصاصة ..

موتك ألف مرة يتكرر ..

وأن الموت يأتي غلفة ..

وأن عروبتي حتى اليوم لا تزال ..

تبحث عن الذي يعيد أمجاد العربُ ..

وتبحث عن اشراقتها التي كانت بالغدُ ..

نامي روان ..

فأني بالدمع اسطر أضحوكة ..

ما أقبح الضحك الذي ينتابني .. كالغبي ..

نامي سنينا ..

موتي .. استشهدي ..

غيرك في دمائهم نبتت جذورا ..

أصيلة البنيان بأساسها القوي ..

غيرك فروا هاربين يبحثون عن سكن ..

عن وطن يدعى الوطن العربي ..

قتلوكِ الكلاب يا روان ..

ومنذ متى تقوى الكلاب على قتل الذئب..

منذ متى والكلاب تحتلنا ..

تمزق شملنا ..

تغتصبنا ..

تسلخ جلدنا ..

تحرقنا ..

تهدم منازلنا ..

منذ متى يا أمة بالقرآن ذكرت ..

بأنك خير امة أخرجت للعرب ..
يا خير امة يعمها الإيمان ..

والدين أساسها ..

منذ قديم الحقب ..

منذ متى والكلاب تركبنا ..

تنهش لحمنا ..

تمزقنا ..

منذ متى وهذه الكلاب لم تكن يوما ..

الا احتقار بغيض ..

وذبابة سحقت بأقدام العربي ..

منذ متى .. يا أهلنا ..

يا عربنا ..

يا شرفنا ..

يا عرضنا ..

منذ متى تكون الكلاب أسيادا للمغتصب ..
نامي روان ..

لا تبكي .. لا تتنهدي ..

لا تعودي للحياة مجدا ..

أن الحياة شرذمة ..

وجرذان وثعالبُ ..

أن الزمان راحل يبكي ..

مثلما روان وغيرها رحلوا ..

ماتوا .. قتلوا .. استشهدوا ..

وغدا يأتيكم نبأ موتكم الأقربُ !!





... من رجُل

[عاشق السمراء]

قصيدتي



تحكي ألم شعب يموت ..

تصرخ .. وكأنها تصرخ بلا صوت ..

تمزقت قصيدتي ..

دمروا مدينتي ..

احتلوا غرفتي ..

واختطفوا دمعتي ..

قتلوا صرختي ..

باتت القصيدة تشتكي ..
ليس لها عنوان ..

ليس لمولدها زمان ..

كلماتها بلا ألوان ..

دمائها دخان ..

حروفها أحزان ..

أبياتها اغتصاب ..

واحتقار .. ذل قبيح للإنسان ..
قصيدة بلا دموع ..

ذرفت ..

جفت ينابيعها من الدموع

ماذا بعد الآن ..

ماذا بعد الآن .. ماذا بعد الآن ..

قد حل علينا اليأس ..

والجبن ..

قد بات كل شيء فينا .. بلا إيمان ..

والدين .. قوتنا تجاهلته الأذهان ..

والعزيمة ..

والإرادة .. باتت كلمات لا نعرف لها بالقلوب مكان ..

يا قصيدتي لا تبكين ..
لا تصرخين ..

لا يجب أن تنطقين ..

كوني قصيدة صماء ..

حروفها عمياء ..

معانيها كتبت للضعفاء ..

يا الله .. يا الله .. يا الله ..

قصيدتي ماتت ..

منذ إن ولدت .. ماتت

وعليها صلاة الميت .. قد حانت
فأقيموا الصلاة ..

وكفنوا العروبة بوشاح ..

واحملوا نعشي دون دموع ..

دون خضوع ..

وادفنوها في مهالك الصحراء ..

وبعد موتي تقيمون للعروبة عزاء ..
فأنا قصيدة كتبت ..

وقتلت .. ودفنت ..

بلحظة مولد الجبناء !!




... من رجُل