حين لا يحبك احد.

[الفتى الصغير]

حين لا يحبك احد.
و تجد نفسك غارقا في ألامك منتظرا يدا تمتد لتخرجك من عالمك.تعلم انه إن لم تخرج ستموت. طبعا لست أنت من ستموت بل أحاسيسك ستنقرض و تختفي ستبتعد و ترحل عنك لأنك ما عدة في حاجة إليها. فبسببها لما صفعوك بكيت و بسببها لما تركوك انتهيت و بسببها لما نسوك تنحيت.آو تعتقد أن أحاسيسك تستحمل كل دمعة .طبعا لا فهي مع كل دمعة تموت ببطء و مع كل صرخة تصبح سوداء و مع كل نهاية تصبح حمقاء فتنوي الرحيل.قلبك الذي كان ينبض و ينبض يخفت صوته فلا تحس به لأنه نام في مكانه و جرحه عميق يميته ببطء.هي رياح النهاية آتية تترامى في كل مكان تنتظر من تأخذ منه ما يملك. آو ليس مشاعرنا كل ما نملك فلماذا نحطمها و لا نرحمها و دوما نتهمها بالخيانة و نعاقبها و هي تبكي لكن لا نحس ببكائها لأننا نحن من نبكي أمامها.حينما يموت احدهم أو يغادر أو تنتهي قصة نبكي لكن أنعرف لماذا نبكي أم فقط لأننا رأينا قصة انتهت أليس لكل قصة نهاية فلماذا نبكي و نعرف في نفس الوقت أن هناك ملايين القصص التي تنتهي و أخرى مع أول اشراقة شمس تبدأ.لو سألنا هذا الجزء بداخلنا هل كان ليجد جوابا من اجلنا حينما نبكي نتأثر و نأثر في من حولنا فيفرحون لفرحنا و يبكون لآلمنا.لكن هل بكائنا ينبع من قلبنا أم أننا تعودنا البكاء كرضيع لا يجد ضالته حين نهرب من حقيقتنا و نروي ما ليس في داخلنا و نصطنع شيء من وحي إبداعنا و نقنع أنفسنا بأنه شيء ملك لنا خرج من قلوبنا أليست تلك كذبة تعيش معنا تأكل من لحمنا و تتغذى على حسابنا لتنهش و تقضي على ما تبقى من أحلامنا .فل نجعل مشاعرنا بين أيدينا و نوقف بكائنا فلا احد يبكي على غير نفسه لأننا متنا لم يعد لنا وجود فقد رحلت مشاعرنا فلماذا نألم أعيننا و ننتهك حرمة قلوبنا و نفتحها لتتمزق و تنزف بين أذرعنا . نخطأ دائما حين نجعل قلوبنا حقل تجارب لمشاعرنا فتنتهي فانفجار التجربة في وجوهنا.فتموت قلوبنا بين أيدينا ووسط حسرت مشاعرنا التي لن تعيده إلينا فلما نريد أن تقودنا لما.