الرُبيع بنت مُعوذ رضى الله عنها 3

[khaledabofaid]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته –
أهلا وسهلاً ومرحبا أخواني وأخواتي في الله الكرام
استكمالا لسرد بعضا من صور ومواقف الصحابية الجليلة تعالوا بنا نقلب احدي صفحاتها رضي الله عنها.
حظيت الرُبيع بنت مُعوذ رضي الله عنها بمكانة عالية عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كان يزورها ويقبل هديتها .
وكذلك كان صحابة رضوان الله عليهم يعلمون قدرها ومكانتها عند النبي صلي الله عليه وسلم ففازت بكل تقدير واحترام.
وها هو موقف من مواقفها الرائعة ومنزلة رائعة فازت بها رضوان الله عنها فقد زارها رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم زواجها .
عن خالد بن ذكوان قال: دخلنا علي الرُبيع بنت مُعوذ ،
فقالت : دخل علي [أي :أتاني] رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم عرسي ، فقعد علي موضع فراشي هذا وعندنا جاريتان تضربان بدف وتندبان آبائي الذين قُتلوا يوم بدر
وقالتا فيما تقولان : وفينا نبي يعلم ما في غد
فقال صلى الله عليه و سلم : أما هذا فلا تقولاه ( البخارى 7/174 النكاح)
وإنما أنكر عليهما صلي الله عليه وسلم وصفهما له بعلم الغيب ، لأنها صفة تخص بالله سبحانه وتعالي كما قال جل شأنه :
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
صدق الله العظيم (النمل:65) ،
وقال عز وجل لنبيه
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
صدق الله العظيم (لأعراف:188)
وما كان النبي صلي الله عليه وسلم يخبريه من الغيب إنما هو بإعلام الله تعالي إياه لا ان يستقل بعلم ذلك كما قال سبحانه
بسم الله الرحمن الرحيم
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27)
صدق الله العظيم الآيات من سورة الجن

هكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم بتعهدها هي وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وظلت تلك الزيارة المباركة في ذاكرتها لا تنساها ابداً حتى انها كانت تحدث بها وهي في قمة السعادة بهذه المنقبة العظيمة والشرف المنقطع النظير .
وقد سجل الذهبي – رحمه الله – هذه المنقبة الفريدة (للربيع) في اعلام النبلاء فقال: وقد زارها النبي صلي الله عليه وسلم صبيحة عرسها صلة لرحمها .
ولعل تكريم الرسول صلي الله عليه وسلم للربيع ابنة معوذ هو تكريم لاسرتها ، فإذا اكرم النبي صلي الله عليه وسلم الربيع وكرمها فإنه يكرم في شخصيتها الوفاء في اروع وارفع نماذجه ويكرم كذلك ذروة الفضائل الإيمانية في أسرتها – ذكورهم – ونساءهم – الأسرة التي وهبت نفسها وجميع ما تملك من قوة ومال لإعلاء كلمة الله والدفاع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وان يمسه احد من أعدائه وأعداء الإسلام بسوء من القول او الفعل أو حتى الهمس والإشارة يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:-
أذا أصبح العبد وأمسي وليس همه إلا الله وحده، تحمل الله سبحانه وتعالي حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته.
وان أصبح وأمسي والدينا همه ، فحمله الله همومها وغموهما وأوطانها ، ووكله إلي نفسه ، فشغله قلبه عند محبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكره وجوارحه عن طاعته بخدمتهم فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره.
فكل من اعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته ابتلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته وقد قال الله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
صدق الله العظيم (الزخرف:36) [الفوائد للإمام بن القيمً صـ126]
ولقد كانت ضيفتنا المباركة – رضي الله عنها – تسعي إلي دائماً مرضاة الله عز وجل والعمل لنصرة دينه بكل ما تملك فلم تكن تبخل بنفسها ولا بمالها عن خدمة هذا الدين العظيم فكانت تغزو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لخدمة القوم وخدمتهم.
تقول الربيع – كما روي البخاري – كنا نغزو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ونسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلي والجرحي الي المدينة.
وهكذا كانت تسارع الي نصرة الاسلام في كل وقت وحين.
ولا عجب في ذلك فان الربيع بنت معوذ – رضي الله عنهما – ذات رحلة مجيدة في الجهاد فهي مجاهدة من الطراز فريد في عالم بنات الصحابة الانصار ولا غرابة في ذلك ، فهي فرع كريم وغصن زاهر من دوحة زاهية دانية الفضل ، زكية المكارم ،
أصلها ثابت في منابت الحق والايمان فرعها متطاول في سماء الايمان والتسليم وكيف لا وهي ابنة واحد من شهداء الصحابة الذين اشتري الله منهم انفسهم .
انتهي الي هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلي الله عليه وسلم للشيخ محمود المصري حفظه ورعاه.
والنص به فقرة منقولة من كتاب الفوائد لابن القيم وهذا النص فعلا رائع جميل
ان اللبيب العاقل هو من شغل نفسه بالعبادة لله تعالى و اتباع أوامر الشرع القويم والانتهاء عن نواهي الدين الاسلامي الحنيف وهذا ليس معناه ان نترك الدنيا بالكلية .
فالله عز وجل خلقنا لعبادة سبحانه وتعالي حيث قال عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
صد ق الله العظيم (الذريات:56)
والعبادة : هنا ليست صلاة وذكاة وصيام وحج فقط
وانما العبادة منها عبادة التفكر والتامل [أفلا يتفكرون.....أفلا يتدبرون]
وبهذا التأمل والتفكر يكون عندنا العلماء المسلمين والاطباء المسلمين والمهندسين المسلمين.
والعالم المسلم لا يخترع ما يفسد العالم وانما هو يعلم جيداً انه من ضمن الواجبات المنوط بها هي عمارة الارض وتمهيدها لعبادة الله عز وجل.
وهكذا الطبيب المسلم لا بد له الا يتاجر بالالام المرضي ويتقي الله في المرضى.
والمهندس المسلم عليه ان يكون علي المستوي المطلوب علميا ويكون ضميره امام عينه دوماً فلا يغش او يتاجر باحلام الناس.
وهكذا الطالب المسلم والمدرس المسلم والصانع المسلم والخباز و.....

ان يعيش كل منا مهما كان موقعه كما امرنا الله عز وجل هو احد انواع العبادة
ولكن بشرط الا تأخذنا اشغالنا عن العبادات القلبية مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج
بل لابد من وجود تناغم بين كل انواع العبادات في حياة المسلم فلا يطغي نوع علي باقي الانواع .
فالشخصية المسلمة شخصية متوازية راقية في افكارها وافعالها لا تعرف الانحياز لشي علي حساب الاخر
ولا تعرف التطرف بل هو دين الوسطية في اسمي معانيها.
ومن عاش بهذه الطريقة وعلي هذا النمط انما يدرك ويعرف جيداً ان الله عز وجل قد تكفل بالارزاق ولم يجعلها في يد نبي او ملك مقرب او عظيم قوم بل الارزاق في يد الله عز وجل وحده دون غيره علي الاطلاق والمسلم عندما يعرف هذا يكون قلبه غير منشغل بغير العبادة [ العبادة بمفهومها الواسع] ويكون القلب مطمئن يجب الله واثقاً من أن الرزق سيطرق بابه ولكنه من دون تكاسل في طلب الرزق او تواكل .
بل علينا ان ناخذ بالاسباب ونحن نوقن جيداً ان هناك رب الاسباب ومسببها هو العلي القدير جل وعلا سبحانه وتعالي عما يصفون.
وعلي النقيض تماماً هناك اناس [ من غير المسلمين او من المسلمين ضعاف القلوب ] يعيشون كالبهائم قد شغلتهم الدنيا حتى استعبدتهم فأصبحا للدنيا الفانية عبيداً طائعين والعياذ بالله.
وهم مهما إجتهدوا فلن ينالوا الا ما كتب الله عز وجل لهم ويعيشون في ضنك وهم وحزن والعياذ بالله.
واكبر دليل علي هذا الكلام هو سيرة معاذ ومعوذ رضوان الله عليهم قاتلا فرعون هذه الامة
هما لما عرف الحق والتزاماه ودافعا عن الدين بكل صدق واستشهدوا فها هم التاريخ يخلد قصتهم الرائعة ولا يذكرهما مسلم الا وقال : رضي الله عنهما.
يا له من شرف في الدنيا نالاه معاذ ومعوذ رضي الله عنهما والحساب والثواب والجزاء في الاخرة هو عطاء بلا حدود من رب ودود وهذا ثواب الشهيد .
من اراد العز في الدنيا والاخرة فلا سبيل الي ذلك الا بان نكون مسلمين كما اراد الله عز وجل وليس كما تهوي انفسنا .
لانني اطلت سأتوقف – واعتذر عن الاطالة .
لم تنتهي العبر والدروس بعد – ارجو ان تساعدوني في استخلاص بقية الدروس والعبر وانتظركم علي الرابط التالي
http://forums.msryat.org/showthread.php?t=27128
ومتم وأهليكم بكل خير
اخوكم في الله

[khaledabofaid]

http://forums.msryat.org/showthread.php?t=27128

[ڪــــبرياء الروح]

يعطيك الف عاااااافيه

[khaledabofaid]

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزہ النفس رمز لسمو ذاتےيعطيك الف عاااااافيه



اللهم أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانه العرش
أسألك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله إلا أنت
انصر إخواننا في غزه ووحد صفهم واجمع شملهم





الشكر كل الشكر لكم على مروركم الراقى الرائع
مروركم و تفاعلكم شرفنى فعلا
تقبل الله منكم الدعاء و صالح الأعمال و رزقكم كل خير
علمكم الله ما ينفعكم و نفعكم بما تعلمون
و جمع الله بينكم و بين أهليكم و من تحبون فى الله و كل المسلمين فى الجنة بغير سابقة عذاب ان شاء الله
اقبلوا احترامى و تقديرى