فشل نتائج اختبارات البنوك في دعم اليورو 26/7/10 من forexyard

[fxyard]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التحليل اليومي لسوق الفوركس و تجارة المعادن المقدم من قبل اخصائيين ومحللين من forexyard

فشل نتائج اختبارات البنوك الأوروبية في دعم اليورو وذلك لعدم ضمان المصداقية.

بعد فترة طويلة من الانتظار صدرت بالفعل نتائج اختبارات البنوك الأوروبية في مساء يوم الجمعة الماضية، ولكن فشلت النتائج في دعم الحالة النفسية لدى المستثمرين بشأن مدى استقرار قطاع البنوك الأوروبي حيث يشير الخبراء إلى أن التحقيقات لم تكن قوية بصورة كافية، ولذلك فإنه ومع بداية الأسبوع الجديد فإن مدى المصداقية في نتائج ذلك التقرير هي التي سوف تحدد مسار العملات خلال الأسبوع وخاصة اليورو مقابل العملات الأخرى.

التحليل الاقتصادي

الدولار الامريكي USD

- أنهى الدولار الأمريكي تعاملاته على انخفاض وسط تباين أداء البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة.
شهد الدولار الأمريكي تعاملات متباينة مقابل العملات الرئيسية الأخرى خلال الأسبوع الماضي، حيث شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا وانخفاضا مقابل اليورو، ولكن كان قد أغلق اليورو/دولار أمريكي عند مستويات 1.29 خلال تعاملات يوم أمس، وفي نفس الوقت كان قد سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا مقابل الين الياباني ولكنه انخفض مقابل الباوند.من ناحية أخرى فإن ذلك الأداء الخاص بالدولار الأمريكي جاء بعد صدور بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قد صدرت بيانات من قطاع الإسكان الأمريكي الأسبوع الماضي، حيث سجلت بيانات تصاريح البناء ارتفاعا بمعدل 0.95 مليون تصريح خلال شهر يونيو، الأمر الذي يعني أن معدلات البناء سوف ترتفع في المستقبل، وذلك لأن استخراج التصريح هو الخطوة الأولى في عملية بناء المنازل.ولكن في المقابل جاءت معدلات البطالة لتسجل نتائج سلبية، حيث أشارت معدلات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ارتفاعا بصورة أكبر مما كان متوقعا إلى مستويات 464 ألف طلب، وكان عدد طلبات الالتحاق ببرنامج تأمين البطالة كان قد سجل ارتفاعا أيضا لأعلى مستوياته للمرة الأولى خلال الأسبوع الماضي حيث سجل ارتفاعا من مستويات 427 ألف إلى 449 ألف طلب.أما بالنسبة للأسبوع الحالي فإنه من المنتظر صدور بيانات اقتصادية هامة من المتوقع أن تكون ذات تأثير على حركة العملات بصورة كبيرة، حيث من المنتظر صدور بيانات حول مبيعات المنازل الجديدة بالإضافة إلى مستويات ثقة المستهلكين، بالإضافة إلى مبيعات السلع المعمرة بل وأيضا طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بالإضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي، ومما لا شك فيه فإن تلك البيانات سوف يكون لها تأثيرا كبيرا على حركة الدولار الأمريكي بصورة كبيرة.

اليورو EUR

- فشل دعم اختبارات البنوك الأوروبية في دعم حركة اليورو مما يثير القلق بشأن احتمالات تفاقم أزمة الديون.
شهد اليورو جلسات تداول عالية الذبذبة خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، حيث شهد اليورو ارتفاعا مقابل الدولار الأمريكي والين الياباني بصورة كبيرة خلال نهاية الأسبوع الماضي، ولكنه عاود الانخفاض مرة أخرى بحلول نهاية الأسبوع إلى المستويات السابق تسجيلها.وكان اليورو قد استطاع أن يسجل ارتفاعا منذ بداية الأسبوع وذلك مع صدور العديد من البيانات الاقتصادية الإيجابية من المنطقة الأوروبية، حيث سجل مؤشر أسعار المنتجين الألماني ارتفاعا بمعدل 0.6% خلال شهر يونيو مقابل التوقعات التي كانت ترجح تسجيل ارتفاعا بمعدل 0.2%، والجدير بالذكر فإن ذلك يعني ارتفاع معدلات التضخم في ألمانيا للشهر الرابع على التوالي مما يعني استمرار الاقتصاد الألماني في التعافي حالة الركود السابقة، من ناحية أخرى فقد صدرت أيضا بيانات حول الطلبات الصناعية الأوروبية الجديدة والتي سجلت نتائج إيجابية بصورة لم تكن متوقعة، حيث سجل التقرير ارتفاعا في معدل الطلبات بمعدل 2.8% خلال شهر مايو مقابل التوقعات التي كانت ترجح تسجيل انخفاضا بمعدل 0.1%.وبحلول نهاية الأسبوع فقد اليورو بعض أرباحه، وذلك بعد فشل نتائج اختبارات الاتحاد الأوروبي على البنوك الأوروبية في دعم الحالة النفسية لدى المتعاملين بشأن الأزمات المالية المحتملة في المستقبل، وكانت قد أشارت تلك الاختبارات إلى أن سبعة بنوك فقط من ضمن 91 بنكا قد فشلوا في الالتزام بمعايير الاختبارات، مما يعني أن ذلك الأمر من المفترض ن يكون إيجابيا وكان من المفترض أيضا أن يكون ذو تأثير إيجابي على حركة السوق، ولكن يبدو أن المتعاملين قد عرفوا أن الحكومات الأوروبية تحاول بكل ما هو متاح بالنسبة لها إقناع المتعاملين والمستثمرين أن الأزمة الأوروبية قد أوشكت على الانتهاء، لذلك فإن مصداقية التقرير تظل محل تساؤلات كبيرة وسط المتعاملين.من ناحية أخرى فإنه من المنتظر هذا الأسبوع صدور العديد من البيانات الأوروبية، حيث من المنتظر صدور بيانات حول مؤشر أسعار المستهلكين الألماني والذي سوف يحدد ما إن كانت اتجاهات الأسعار في ألمانيا قد اتخذت من الصعود اتجاها لها بالفعل أم لا، خاصة بعد نتائج مؤشر أسعار المنتجين والذي سجل ارتفاعا في وقت سابق، لذلك فإنه يجب على المتعاملين أخذ تلك البيانات في الاعتبار وفي نفس الوقت يجب عليهم أيضا أخذ نتائج اختبارات قطاع البنوك في الاعتبار أيضا.

الين الياباني JPY

- انخفاض الين الياباني مقابل العملات الأخرى.
سجل الين الياباني انخفاضا مقابل العملات الرئيسية الأخرى خلال الأسبوع الماضي، حيث سجل الين الياباني انخفاضا بما يقرب من 100 نقطة مقابل الدولار الأمريكي وما يقرب من 300 نقطة مقابل الباوند، حيث يتم التعامل على الباوند/ين ياباني حول مستويات 135.50.ويأتي ذلك الانخفاض في الين الياباني خلال الأسبوع الماضي وسط تكهنات المضاربين حول معدلات تعافي الاقتصاد الآسيوي، الأمر الذي دعا المتعاملين في السوق إلى الشعور ببعض الأمان مما أدى إلى اتجاههم نحو العملات عالية المخاطر قليلا، وكما هو معروف فإن الين الياباني يعتبر من العملات ذات معدلات الأمان المرتفعة وبالتالي فقد تركه المتعاملون واتجهوا نحو العملات عالية المخاطر مما أدى إلى انخفاض الين الياباني، وقد جاءت تلك الحالة النفسية الإيجابية لدى المتعاملين بعد صدور بيانات من كوريا الجنوبية والتي أشارت إلى تسجيل معدلات نمو أفضل مما كان يتوقعه الكثير من الخبراء، بالإضافة إلى تسجيل الصادرات اليابانية ارتفاعا بصورة أكبر مما كان متوقعا. أما بالنسبة لهذا الأسبوع فإنه من المنتظر صدور العديد من البيانات الاقتصادية والتي من المتوقع أن يكون لها تأثيرا على حركة الين الياباني، حيث من المنتظر صدور بيانات حول مبيعات التجزئة خلال يوم الاثنين بالإضافة إلى بيانات حول مؤشر أسعار المستهلكين بدون الغذاء والطاقة الخاص بمدينة طوكيو يوم الخميس القادم، وفي حالة تسجيل تلك البيانات نتائج إيجابية فإن ذلك سوف يؤدي إلى استمرار انخفاض الين الياباني وارتفاع العملات ذات العوائد المرتفعة.

النفط الخام Crude Oil

- سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعا إلى مستويات 79 دولار للبرميل.
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن كان يتم التعامل على برميل النفط الخام حول مستويات 76 دولار للبرميل بداية الأسبوع، ولكن جاءت الحالة النفسية الإيجابية لدى المتعاملين لتعمل على ارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قريبة من 79 دولار للبرميل بحلول نهاية الأسبوع.ويأتي ذلك الارتفاع في أسعار النفط الخام بعد صدور العديد من البيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو، الأمر الذي أدى إلى وجود توقعات بارتفاع معدلات الطلب على النفط الخام في المستقبل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاعا في أسعار النفط الخام خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ولكن بحلول نهاية الأسبوع كانت قد هدئت تعاملات النفط الخام قليلا مع هدوء حالة القلق الخاصة بإعصار "بوني" وضعف تأثيره على مناطق إنتاج النفط.البيانات المنتظر صدورها من الولايات المتحدة الأمريكية ومن منطقة اليورو، حيث أنها ستكون ذو تأثير على أسعار النفط الخام بصورة كبيرة، بالإضافة إلى متابعة نتائج التقرير الخاص بمخزونات النفط الخام الأمريكية والمنتظر صدورها يوم الأربعاء القادم والتي من المتوقع أن يكون لها تأثيرا كبيرا على حركة السوق.

التحليل الفني

اليورو/الدولار الامريكي EUR/USD
تكون الأسبوع الماضي نموذج الشموع اليابانية "دوجي" على الرسم البياني الأسبوعي للزوج، مشيرا إلى وجود احتمال لانخفاض الزوج خلال الفترة القادمة، ولكن يجب على المتعاملين ترقب أي إشارة فنية أخرى للحصول على التأكيد اللازم قبل الدخول في صفقات بيع على الزوج، عموما فإنه من الممكن أن نرى اتجاه الزوج نحو المقاومة التالية عند نسبة تصحيح 38.2% فيباناتشي عند مستويات 1.3110، مع أخذ مستويات الدعم الفنية للزوج عند مستويات 1.2730 وهو أدنى سعر تم تسجيله خلال يوم الأربعاء الماضي.

الجنيه الاسترليني/ دولار امريكي GBP/USD
جاء الاتجاه الصاعد للزوج الذي استمر لمدة شهرين إلى دفع الأسعار لمستويات المقاومة الفنية، مشيرا إلى أنه هناك اتجاها صاعدا على المدى الطويل قد بدأ في الظهور على الزوج، وهناك بعض الإشارات الأخرى التي ترجح استمرار الاتجاه الصاعد طويل الأجل، مثل اختراق خط الاتجاه الهابط المرسوم منذ شهر يوليو 2008، بالإضافة إلى صعود الأسعار فوق مستويات المتوسط المتحرك 200 يوم، لذلك فإنه من الممكن الدخول في صفقة شراء على الزوج واستهداف مستويات 1.5520 الفترة القادمة.

الدولار الامريكي/الين الياباني USD/JPY
فشل الزوج في كسر مستويات الدعم الفنية 86.25 خلال تعاملات الأسبوع الماضي، واستطاعت مؤشرات العزم في الانعكاس لأعلى، ويبدو أن الأسعار سوف تستطيع اختراق مستويات المقاومة المتمثلة في المتوسط المتحرك 20 يوم الفترة القادمة، وفي تلك الحالة فإنه سوف يكون من المتوقع استمرار الارتفاع حتى مستويات 89.15.

الدولار الامريكي /الفرنك السويسري USD/CHF
يتواجد مؤشر القوى النسبية في الوقت الحالي في منطقة ذروة الشراء على الرسم البياني للأربع ساعات، مشيرا إلى احتمال دخول الزوج في موجة هابطة، ولكن في نفس الوقت يجب أن نعلم أن باقي المؤشرات الفنية تشير إلى تواجد الزوج في المنطقة المحايدة بصورة كبيرة، لذلك فإنه من الممكن الانتظار حتى تظهر إشارة فنية واضحة الفترة القادمة.

الدولار الاسترالي / الدولار الامريكي AUD/USD
هناك تقاطع سلبي يظهر على مؤشر الاستوكاستك البطيء على الرسم البياني للثمان ساعات، مشيرا إلى احتمال دخول الزوج في موجة هابطة خلال تعاملات اليوم، خاصة مع تأييد مؤشر القوى النسبية على الرسم البياني للأربع ساعات لتلك النظرة، لذلك فإنه من الممكن الدخول في صفقة بيع على الزوج اليوم.

افتح حساب تجريبي

[ibrahe]

الاقتصاد المصري. ينتعش . ولكن التحديات تتلاشي

لقد استطاع الاقتصاد المصري الى حد كبير تفادي التداعيات السلبية للأزمة المالية والركود الاقتصادي العالمي. وأظهر الناتج المحلي الاجمالي بالأسعار الثابتة نموا قويا في عام 2009 ومطلع العام الحالي. ويعزى ذلك في جزء منه الى الاصلاحات التي شرع في تنفيذها منذ عام 2004 والسياسات المالية والنقدية المتخذة حيال الأزمة. كما لعبت محدودية التكامل المالي لمصر في النظام المالي العالمي دوراً مساعداً في حماية الاقتصاد من تداعيات الأزمة.
ولحظ أن بيانات الربع الأول من العام الحالي تشير الى تعاف متسارع، اذ أظهر عدد من المؤشرات الرئيسية نمواً ايجابياً، بينما قفز معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي الى %5.8. وواصلت عائدات السياحة نموها للربع الثاني على التوالي، بينما سجلت كل من الصادرات والواردات غير النفطية في الربع الأول نمواً تعدى الـ%10 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. كما شهدت ايرادات قناة السويس وصافي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعاً هي الأخرى.

,لكن رأى البعض أنه رغم ايجابية هذه الصورة، تبقى هناك بعض المحاذير، فمعدل التضخم مازال مرتفعا وثمة حاجة لمزيد من الاصلاحات لتقليص العجز الهيكلي. كما تشكل الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من العام الحالي والانتخابات الرئاسية في عام 2011 تحديا أمام الاستقرار السياسي في البلاد. لكن هذه المحاذير تبقى محدودة ومن غير المرجح أن تنعكس سلبا على مسار التعافي.
وبينما جاءت تداعيات الأزمة العالمية على نمو الاقتصاد المصري خفيفة الوقع، الا أن أن التعافي سيكون تدريجيا، ومن غير المرجح العودة الى معدلات النمو المسجلة ما قبل الأزمة. اذ مازالت المؤشرات في بداية مسارها التصاعدي، والدلالات على تعاف مستدام مازالت محدودة. وفي حين تظهر بيانات الربع الأول نمواً متسارعاً، يبقى ذلك مرهوناً باستمرار تعافي الاقتصاد العالمي.
ولكن معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي بالأسعار الثابتة قد ارتفع الى %5.1 في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية- التي تنتهي في يونيو 2010 - من %4.9 قبل عام مضى، وذلك بفضل ما اتسم به الربع الأول 2010 من قوة. واتوقع أن يبلغ معدل النمو %5.2لكامل السنة المالية الحالية، وأن يصل الى 5.5% في السنة المقبلة (2011/2010). ومع ترسخ التعافي في السنة 2012/2011، توقع أن يتسارع معدل النمو الى نحو 6%.

الإجراءات الرسمية
حيث أن تداعيات الأزمة العالمية على الاقتصاد المصري قد انعكست عبر خمس قنوات رئيسية، وهي: انخفاض كل من الصادرات (نفطية في معظمها)، وعائدات السياحة، وتحويلات المصريين العاملين في الخارج، وإيرادات قناة السويس، وتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتحديدا، تأثر الاقتصاد بتراجع أسعار النفط، وضعف الطلب على الصادرات الرئيسية وتباطؤ حركة السياحة، بالإضافة إلى البيئة الاستثمارية الأكثر حذراً.
وكان رد الحكومة لمواجهة تداعيات الأزمة جاء عبر إطلاق حزمتين محفزتين في ديسمبر 2008 وفي مارس 2009، تشملان مصروفات رأسمالية ودعما للصادرات، وإعفاءات جمركية للسلع الرأسمالية. وتبلغ القيمة الإجمالية للحزمتين 5.4 مليارات دولار، أي ما يعادل %2.9 من الناتج المحلي الإجمالي، لدعم النمو الاقتصادي. وقد ساعدت هذه الخطوة بلا ريب في تخفيف تداعيات الأزمة على الاقتصاد المحلي. كما أرجأت الحكومة أيضاً عدداً من الإصلاحات المالية التي من شأنها أن تخلف أثراً انكماشياً على الاقتصاد بما في ذلك طرح ضريبة عقارية، وتوسيع نطاق ضريبة القيمة المضافة ومواصلة الإلغاء التدريجي لدعم أسعار الطاقة.
وفي السياسة النقدية، قام البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة. ونتيجة لذلك، انخفض سعر الفائدة على الودائع لأجل يوم واحد في سوق ما بين البنوك من %10.1 في يوليو 2008 إلى نحو %8.3 في مايو الماضي. ومع تدني أسعار الفائدة دون معدل التضخم (أي دون الصفر بالقيمة الحقيقة)، تبقى السياسة النقدية توسعية إلى حد ما. وفي اجتماعه الأخير في شهر يونيو، قرر بنك مصر المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير.
وقد ساهم النمو الاقتصادي السريع قبل الأزمة في خفض معدلات البطالة، رغم أنها ظلت مرتفعة نسبياً. وقد تراجع معدل البطالة من مستوياته المرتفعة عند %11.3 في 2004 إلى %8.7 في 2008 قبل ارتفاعه مجدداً إلى %9.4 في نهاية عام 2009.

تراجع التضخم
ولحظ أن معدل التضخم قد تباطأ بعدما قفز وبلغ ذروته في عام 2008، نتيجة خفض الدعم الحكومي لأسعار الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية. لكنه عاود مساره التصاعدي مجدداً في أواخر 2009 جراء الارتفاعات الحادة في أسعار الفواكه والخضار. ومنذ ذلك الحين، شهد معدل التضخم العام تباطؤا ليبلغ %10.6 في مايو 2010. لكن معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الفواكه والخضار المتقلبة بالإضافة إلى أسعار السلع المدعومة من الحكومة، فقد حافظ على وتيرته عند %6.7 دونما أي تغيير يذكر منذ بداية هذا العام. واتوقع ا أن ينخفض معدل التضخم بشكل طفيف إلى %10 في السنة المالية 2011/2010 وإلى %9 في السنة المالية 2012/2011. ومع ذلك، فإن أي تخفيض إضافي في الدعم الحكومي لأسعار الوقود، الذي يبقى كبيرا، من شأنه أن يدفع بمعدل التضخم إلى الارتفاع مجدداً، ولو بصورة موقتة.

عجز الحساب الجاري والميزانية
وسجل الحساب الجاري عجزاً للمرة الأولى في ثماني سنوات نتيجة للركود الاقتصادي العالمي. وقد دفع تراجع حجم الصادرات وإيرادات السياحة وقناة السويس بالحساب الجاري إلى تحقيق عجز بما نسبته %2.4 من الناتج المحلي الإجمالي. وتظهر بيانات الأشهر التسعة الأولى من 2010/2009 بعض التحسن بفضل نمو الصادرات النفطية. ومع ذلك، مازال توازن الحساب الجاري أدنى من مستوياته ما قبل الأزمة حين سجل فائضا بواقع %1.8 من الناتج المحلي الإجمالي.
ورغم العجز في الحساب الجاري، حافظت احتياطيات البنك المركزي على مستواها المرتفع، لتقارب تسعة أضعاف قيمة الواردات الشهرية. وقد أسهمت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفوائض الحساب الجاري في تمكين مصر من بناء مركز قوي على صعيد الاحتياطيات على مدى السنوات الخمس الماضية. وخلال الأزمة، كان الأثر محدودا على الاحتياطيات التي عاودت الارتفاع مجدداً بحلول الربع الثالث 2009.
ورأى البعض أن العجز في الميزانية الحكومية يشكل أحد أبرز التحديات، إذ إنه بقي مرتفعاً نسبياً على الرغم من النمو الاقتصادي القوي. ومنذ اندلاع الأزمة، تفاقم العجز ليرتفع إلى %6.6 من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2009/2008. وقد اتخذت الحكومة إجراءات إضافية لتعزيز العائدات الضريبية من خلال تبني أساليب حديثة لجبايتها وهياكل ضريبية أكثر فعالية. غير أن الأزمة تسببت في تأخير الكثير من هذه الإجراءات التي يتوقع الآن أن تجد طريقها للتطبيق بحلول السنة المالية 2015/2014.
ورغم هذا العجز، الا أن حجم الديون الخارجية لمصر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي قد تراجع إلى %15، وبدلاً من ذلك، يجري تمويل العجز بالدين المحلي. ويبرز بصورة خاصة الاعتماد الكبير على سندات الخزانة القصيرة الأجل، مما يطرح بعض المحاذير في حالة تغيرت درجة ثقة المستثمرين. أما نسبة إجمالي الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي فقد بقيت مرتفعة نسبياً، وتبلغ %75 تقريبا، ويتوقع لها أن تشهد المزيد من الارتفاع في المدى المتوسط. لكن على الرغم من ذلك، يرى صندوق النقد الدولي أن خطة الحكومة لتقليص العجز في الميزانية إلى قرابة %3.3 من الناتج المحلي الإجمالي بحلول السنة المالية 2015/2014، قابلة للتطبيق.

الإصلاحات ترسي أسس النمو

ولكن إجمالي الناتج المحلي شهد قبل اندلاع الأزمة المالية نمواً بما متوسطه %7 على مدى ثلاث سنوات متتالية، بفضل التطبيق الناجح لبرنامج الإصلاح. وقد اشتملت الإصلاحات، التي أطلقت في عام 2004، على تحرير التجارة والاستثمار وسعر الصرف. كما قامت الحكومة بخصخصة عدد من الكيانات الحكومية وعززت من وضع القطاع المصرفي عبر سلسلة من السياسات والتشريعات.
حيث أن أحد المكاسب الرئيسية لبرنامج الإصلاح يتمثل بازدياد الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي بلغت في ذروتها في السنة المالية 2008/2007 نحو 13.2 مليار دولار، أي ما نسبته %9 من الناتج المحلي الإجمالي. ونتيجة للأزمة المالية، تراجعت هذه الاستثمارات بشكل ملحوظ، لكن يتوقع أن تعود إلى مسارها التصاعدي. ويعزى هذا التراجع، إلى جانب تأثرها بالمنحى العالمي- من دون شك- إلى إنجاز عدد من المشاريع الضخمة بمشاركة مستثمرين أجانب، ولاسيما في قطاع النفط والغاز. لكن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر ما تزال تتسم بالقوة إذا ما أخذنا بالاعتبار بيئة الاستثمار العالمية.
وقد تم جذب المستثمرين الأجانب إلى عدد من القطاعات من ضمنها النفط والغاز، والبتروكيماويات، والمصارف والطاقة. وبغية دعم الاستثمار، قامت الحكومة بتأسيس هيئة مستقلة للاستثمار هي الهيئة العامة للاستثمار، وأطلقت برنامجاً طموحاً في عدد من القطاعات ومن ضمنها البتروكيماويات وتطوير النفط والغاز.

ابراهيم العنقيلي

رئيس قسم الاقتصاد بجريدة وتليفزيون الشاهد ******************ية

اميل a_alankele@hotmail.com

[خارج عن القانون]

شكرا ع المعلومات الرائعه

ولقد استفدت منها كثيرا

فى انتظار جديدك