أنثى مع وقف التنفيذ

[خارج عن القانون]

الجزء الأول


خواطر أنثى

استيقظت كعادتها نشطة مستعدة ليوم عمل حافل جديد .. يوم يتكرر كل يوم مع اختلاف جدول أعمالها ، ففي كل يوم هناك في عملها تجديد .. بخلاف العمل لم يكن بحياتها شيء يذكر فجدير بالذكر أن المرأة في مجتمعاتنا الذكورية يصعب عليها أن تحيا كامرأة على وجه التحديد لو كانت امرأة ناجحة و متميزة عملياً..
بدأت يومها بالوضوء استعداداً لآذان الفجر .. أخذت تتوضأ و تتمتم بذكر الله و رسوله .. كانت تغسل وجهها بالماء و كأنها تتطهر مما لحق بها من عذابات الحياة رمقت نفسها في المرآة رمقة خاطفة جعلتها تعيد النظر مرة أخرى و لكن هذه المرة نظرت لنفسها نظرة مطولة .. أخذت تتفحص نفسها .. تنظر و تدقق و التساؤلات تعتصر قلبها
من أصبحت ؟ ..
و إلى أين ذهبت بي الحياة ؟ ..
كيف تغير ملامحي هكذا ؟.. و كم مر علي هكذا من سنوات ؟ ..
و كما نقول مر أمامها شريط حياتها مروراً خاطفاً سريعاً .. استفاقت منه على صوت أذان الفجر و قد تنبهت أنه هناك صلاة تنتظرها
و ملاقاة صباحية لوجه الله..
فقد كانت تبدأ يومها بأهم اجتماع عمل في يومها و لكنه كان اجتماع عمل من نوع خاص .. اجتماع مع وجه الله عز وجل .. و لحظات يهدأ بها قلبها من هموم الحياة..
تلت صلاتها في خشوع شديد بين يدي الله .. ارتسمت على ملامحها الملائكية بسمة رضا تعينها على مصاعب الحياة ..
انتهت من صلاتها و كان قد جاء موعد قهوتها الصباحية ..
كانت عاشقة مجنونة للقهوة .. تسلب لبًها رائحة الحبهان الذائب بقهوتها اليومية ..
جلست ترشف قهوتها باستمتاع شديد على ذلك الكرسي القابع بجوار شرفتها ..
تسمع أغنيات فيروز و تدندن معها بصوتها الحالم الحزين ..
تنتظر شروق الشمس بعيني طفل بريء ينتظر الفجر منذ زمن بعيد و تضن عليه به الأيام ..
تنهي قهوتها .. تخلع عنها حلتها لتلبس حلة الواقع و تعود مرة أخرى لتسابق الحياة..
تقف أمام المرآة تضع على وجهها اللمسات الجمالية الأخيرة .. تنظر بثقة لنفسها .. تمسك حقيبتها و تخرج من منزلها و على وجهها نظرة تتحدى بها مصاعب الحياة ..
أنثى هي مع وقف التنفيذ .. فأنوثتها قيد الحصار مابين ذكورة غبية و متاريس الحياة ..
تكافح من أجل عملها .. و لأنه أصبح الشيء الوحيد الذي يعينها على وحدتها .. الشيء الوحيد الذي يكسر و لو لبعض وطأة رغبتها .. فقد ابتلع عملها واقعها ..
أصبحت الأمنيات و الأحلام رفاهية غير متاحة لمثيلاتها في الحياة ..
فقدت حقها في أن تعيش كامرأة .. فقدت حقها في أن تحب و أن تصبح زوجة لرجل يغير بعينيها مفهومها عن الحياة .. فقدت حقها في لمسة طفل يمسك بأناملها .. يتهجأ اسمها .. يحتضنها بين ذراعيه الصغيرتين و يناديها أماه..
كانت نظرات الناس تقتلها .. فلم يكفيهم الكلام بل وجهوا لها أصابع اللوم و الاتهام ..
لأنك تعملين لم تتزوجي ...
لأنك تفكرين لم تحبي ..
لو أنك قبلتي بأي رجل جاءك ما كنت الآن بلا حياة ..
أخذوا يعيبون عليها حتى رغبتها في قبول أو رضا و حين نطقت بكلمة التفاهم .. نظروا إليها و كأنها ارتكبت خطيئة .. أنكروا عليها أبسط حقوقها في زيجة لمدى الحياة ..
حاكموها و أصدروا الأحكام بأنها صاحبة الذنب .. فأعلنت على مجتمعها العصيان ..
نعم أنا امرأة و لكني لست اليوم بمدان .. و لتعلموا أني أنثى رغم أنف الأزمان ..



هذا هو الجزء الاول عايز اشوف رايك علشان انزل بالجزء التانى

[be with me]

موضوع جمل جدا وفعلا فى دلوقتى بيهتمو بشغلهم ويرفضوا اى شخص اتقدم بحجة انها الاول بتدرس وبعدين لسة بداءة اشتغل وبعدين بحجة مش فاضية دلوقتى وتلاقى عمرها عدى بسرة من غير متحس بية دى موجودة الامثلة دى بس مش كتير قوووى وطبعا كدا حتفضل عايشة حياتها بدون زوج وبدون اولاد وانا مش بحبز كدا انى اعيش وحيدة الاهل وليهم عمر وعمرهم محيعيشوات اد اللى عاشوة وطبعا ربنا يديهم طولت العمر انا لو اتكلمت مش حخلص على العموم جميل الموضوع تسلم ايدك اخى

[خارج عن القانون]

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونا بحر ولاكن





موضوع جمل جدا وفعلا فى دلوقتى بيهتمو بشغلهم ويرفضوا اى شخص اتقدم بحجة انها الاول بتدرس وبعدين لسة بداءة اشتغل وبعدين بحجة مش فاضية دلوقتى وتلاقى عمرها عدى بسرة من غير متحس بية دى موجودة الامثلة دى بس مش كتير قوووى وطبعا كدا حتفضل عايشة حياتها بدون زوج وبدون اولاد وانا مش بحبز كدا انى اعيش وحيدة الاهل وليهم عمر وعمرهم محيعيشوات اد اللى عاشوة وطبعا ربنا يديهم طولت العمر انا لو اتكلمت مش حخلص على العموم جميل الموضوع تسلم ايدك اخى

تسلميلى انتى ع ردك الرائع

ومرورك الذى انار الموضوع

[كريم مصرى]

قصة حلوة وموضوع رائع

[dinan]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع جميل ومميز نسلم الايادى

[خارج عن القانون]

ان مروركم لزاد الموضوع جمال وروعه

وردكم زادنى تالقا ودفعنى للامام ادعو الله

الا اتحرم من مروركم الدائم وطلتكم الممتازه

[خارج عن القانون]

الفصل الثاني


شتاء طويل

هي خليط ساحر و يتجلى هذا في عملها .. فهي محط إعجاب الجميع .. منهم من يرى بها أنوثتها و منهم من تسحره ببسمتها و آخرون يحبون أسلوبها و طابعها و جرأتها .. و إن اختلفوا جميعاً على ما يجذبهم إليها و لكنهم لن يختلفوا على أنها متميزة بين مثيلاتها.
يمر يوم العمل بين اجتماعات و مقابلات ، أوراق و ضغوط و الكثير من المكالمات ، حتى أنها تنسى نفسها و تنسى احتياجاتها خلال تلك الساعات .. تنهي عملها .. تحمل حقيبتها .. تنزل متهادية على درجات السلم متجهة إلى سيارتها .. تركب السيارة .. تريح ظهرها على مقعدها .. تغمض عينيها لأقل من دقيقة و كأنها تحاول استعادة حياة في زخم العمل قد فقدتها ..
تتنهد تنهيدة حزينة .. تدير مفاتيح السيارة و تنطلق قاصدة بيتها يعتريها التعب .. منهكة تنظر حولها .. تحاول أن تخطف لحظات مشمسة ترى بها عينيها الحياة..
تصل إلى وجهتها .. تركن السيارة .. تحمل الحقيبة متجهة إلى باب منزلها .. تلقي التحية بحنو و تواضع على زوجة الحارس و تدلل بناته تخرج لهن الحلوى من حقيبتها .فكم هي حريصة على أن تشتري الحلوى رفقاً بكل طفل يقابلها في أي وجهة تقصدها ..
تلقي التحية و تستأذن قاصدة باب شقتها .. تفتح الباب و تلقي السلام و الرحمة على مخلوقات الله التي لا نراها ولا نسمعها .. تفرغ حقيبتها .. تصنف ما ينتظرها من عملها .. ثم تتجه للحظة مهمة تحلم بها و تنتظرها ..
بعد يوم عمل طويل يحتاج جسدها المرهق إلى حمام ساخن يريحها و ينعشها .. تخلع عنها ثيابها .. و تدخل تحت المياه .. تغمرها القطرات الساخنة من رأسها و حتى أخمص قدميها ..
تراها متجهة بوجهها لأعلى .. نحو قطرات المياه المتساقطة .. تلتمس لحظة استجمام بين سرعة القطرات .. قوتها و حرارتها ..
تلبس قميصها الزهري الرقيق .. تجلب ما تبقى من أعمالها لتنهيه و هي تتناول قدر من الطعام مع القهوة فقد كانت لها أعز رفيق ..
و هكذا يكون يوم عملها قد انتهى و مع دقات منتصف الليل تبدأ الأنثى المكبوحة بداخلها تفيق ..
و في الساعات الأولى من يوم جديد تقف تلك الأميرة العذبة الملامح في شرفتها صامتة تتأمل الفضاء البعيد .. يعلو وجهها خليط من المشاعر في ماهيته غريب.. فلا يسعك أن تعلم هل هي حزينة أم سعيدة ؟! هل تبكي أم تضحك؟! هل تكترث أم احتلها شعور اللامبالاة الرهيب؟!..
تقف في رداءها الزهري سادلة شعرها البني على كتفيها ينبعث من عينيها العسليتين شيء غريب.. شيء مجهول يجعلك تنجذب إليها .. و نسمات الليل الساهر تداعب خصلات شعرها ، تتهافت .. تتسابق حائرة أيهما تلمس شفتيها أم وجنتيها ..
تقف ناظرة للكون الساكن .. للشارع الهادئ و بداخلها مشاعر ملآها تعتصرها..
تستعيد ذكريات حياتها .. تتساءل و تتساءل ولا تصل كالعادة لإجابة ترضي سريرتها..
تحدث نفسها بأحداث مضت و مواقف و أناس فيهم من أردتهم و فيهم من أرداها .. مواقف صنعتها و مواقف كادت تهدم بنيانها .. ظلت تفكر و تفكر حتى توقفت أمام سؤال ظل يتردد على ذهنها .. يشغل بالها .. يحيرها بتعدد أشكاله و أساليبه و ظهوره في عينيها..
إلى متى؟.. أيامي سرقتني و نسيت أم تناسيت أن أحياها ؟!
متى بدأت و أين وصلت ؟..
متى ستكون لحكايتي نهايتها ؟!
و فجأة ساد الصمت و التركيز بذهنها الحائر.. ولاحت أما عينيها نقطة البداية أم أقول البدايات ؟!!
وجدت أن حياتها تحتوي على عدة بدايات .. بدايات لا يمكن إغفال أو إهمال إحداها فكلها ساهمت في وجود تلك الحياة .. ساهمت في وجود أناس و فراق أناس و آخرون مازال موقفهم مجهول من دنياها ..
أتسخط على ما مرت به .. على الآلام و الجراح التي فرت مهجتها ؟!..
أم تحمد الله عليه ، فلولا الآلام و الجراح فما كان شخصها و ما كانت روعتها ؟!..
هل تسخط على لحظة علمت بها مكنون الحياة و ماهيتها ؟!..
أم ترضى و تحمد فهي لن تعيش مغيبة كمثيلاتها ؟!..
هل ما تعلمته استحق ما دفعته له ثمن من آلام و جراح للحياة ؟!..
تصمت قليلاً و كأنها تكبح تساؤلاتها .. تقيدها داخلها .. تشد عليها الأغلال .. تتنهد تنهيدة طويلة .. تنظر عيناها للسماء .. تقطر من عينيها دمعة حزينة و تهمس شفتاها الحمد لله .. الحمد لله ..
آخر ما تستقر صورته بعينيها هو وجه القمر و ضوءه الفضي على صفحات ليلها القاسي الطويل ..
تلملم أشلاءها و قد تهالك من الأسئلة عقلها .. تدخل لتستقر في سريرها ..
تتمتم بأذكارها .. تغمض جفنيها .. تلتمس راحة إن لم تكن للقلب أو للعقل فلجسدها ..

تمر على حياة الأنثى فصول السنة الأربع و كان هذا الفصل شتاء أنثوي الطويل..

[♥..pure]

رااااااااااااااااائع يا محمد

اذن سأطلق على نفسى

أنثى مع وقف التنفيذ

لانها شبيهه الى اقصى حد بيا

تسلم على التوبيك

بالتوفيق دايما

،،،،

[ملكة بمملكة الحب]

موضاعيك كما عودتنا رائعة
وتلك الخواطر جميلة تمس واقعنا
فقد نست حواء بأنها انثى
شكرا وتقبل مروري

[sokara]

موضوع رائع ومتميز
الجزء الاول كان رائع والتانى زاد روعه

انت تملك قلم متميز يصف حاله المراه العربيه بكل تفاصيل حياتها
توقفت كثيرا عند كلماتك ووصفك لادق التفاصيل
تسلم الايادى تستحق التقيم لروعه الموضوع