..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 3 -
اسرائيل والذئب الاكبر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 1 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 7 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 10 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 2 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -
هذا عالمي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
هل يرد حزب الله نيابه عن ايران ضد إسرائيل
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : فــــــــــرح - مشاركات : 10 -

الإهداءات


مكتبة الشعراء

قسم الخواطر - وهمس القوافى حصرى بقلم الأعضاء


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /10-14-2010, 08:59 AM   #1

مميزة في الاقسام الأدبية

 

 رقم العضوية : 47099
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 الجنس : ~ امرأة
 المكان : فــلسطين
 المشاركات : 5,553
 الحكمة المفضلة : إذا كان لايمكنك القيام بأعمال عظيمة..
 النقاط : حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 509709
 قوة التقييم : 255

حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
مكتبة الشعراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان البيت بلا مكتبة يعتبر كجسد بلا روح .لان الكتاب هو ذلك الكنز

الذي يبقى يمدنا بعلم اوصانا به

الله عز وجل ورسوله الكريم..ونوع الكتاب ليس محصورا على

مجال معين فمنه العلمي والادبي

والديني والسياسي .ومن منطلق حرسنا على الادب الفلسطيني الذي

مر بفترات عصيبه وتحدى المحتل بفكر وقلم


فكل مساء يولد شاعر او اديب يتغنى ويشرب من


ينابيع هذا



الوطن الحبيب.رايت من واجبي ان ننشئ



مكتبه تحفظ وتهتم للادب الفلسطيني وخاصه الشعر


لانه استعمل

سلاحا في مقاومة المستعمرين وما زال اشد



من وقع النبال لانه يبقى حب التراب والوطن


ويصور الملاحم



البطوليه التي مر بها هذا الوطن الحبيب.


فكم من شاعر واديب نفي عن وطنه وسجن لقصيده

خطها قلبه قبل



قلمه..فدعونا نعيد مجد القصائد



لنوفي لهؤلاء الشعراء والادباء لو جزء بسيط من


التضحيات التي



قدموها لاجل اعلاء كلمه الحق


لنطرح جزء من قصائدهم او اعمالهم مع ذكر اسم


الاديب ونبذه



قصيره عنه اذ امكن



بسم الله نعلن عن افتتاح مكتبة الشعراء


والادباء الفلسطنيين











اتمنى من الجميع زيارة المكتبة والمشاركه بها.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 09:02 AM   #2

مميزة في الاقسام الأدبية

 

 رقم العضوية : 47099
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 الجنس : ~ امرأة
 المكان : فــلسطين
 المشاركات : 5,553
 الحكمة المفضلة : إذا كان لايمكنك القيام بأعمال عظيمة..
 النقاط : حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 509709
 قوة التقييم : 255

حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي

الشاعره دعد الكيالي

انها شاعرة فلسطينية مغمورة ومجهولة بالنسبة للقارىء العربي والفلسطيني ،ولدت في الرملة سنة 1930 وعاشت يتيمة منذ الصغر وترعرعت وسط الأحزان والهموم والالام ،وبعد نكبة العام 1948 نزحت الى الاردن وعملت في مجال التعليم ثم سافرت الى العراق وفيها نضجت موهبتها الشعرية وبدأت نشر قصائدها في الصحف والمجلات المصرية و******************ية ،وانخرطت في العمل الثقافي وشاركت في الفعاليات الأدبية والثقافية المختلفة ومثلت فلسطين في أكثر من مناسبة .ولها ديوانان من الشعر هما:'سكينة الايمان'و'لم تمطري يا غيوم'


ومن شعرها قصيده تحمل عنوان "حنين"

أمر بالديار
أمر بالكروم
أسالها
عن عهدنا بها
عن عهدها بنا
واسال النجوم
عن فتنة السنا
وملعب الهنا
واسال النجوم
أسال القمر
عن ملعبي هناك
وياسمينه
تضم اهلنا
أسائل القمر
واذرف الدموع
ويصهر الولوع
فؤادي الملوع
شوقا الى الرجوع
لامسياتنا
لاغنياتنا

...........

ومن جميل شعرها الوطني قصيدة 'لبيك فلسطين'التي تقول فيها:
فلسطين يا كعبة المشرقين/ويا غرة في جبين العرب
فلسطين لا عاش من لا /يفديك بالروح والامل الممرتقب
فلسطين يا مهبط الانبياء /ومسرى النبي نبي العرب
اذا لم نعدك فلسنا بعرب / ولسنا بني الخالدين النجب
ولسنا الباء ولسنا الكماة / ولسنا الضراغم في كل حرب
برئنا من النفس ان لم نكن / طلائعها فاشهدي يا حقب








  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 12:50 PM   #3

مميزة في الاقسام الأدبية

 

 رقم العضوية : 47099
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 الجنس : ~ امرأة
 المكان : فــلسطين
 المشاركات : 5,553
 الحكمة المفضلة : إذا كان لايمكنك القيام بأعمال عظيمة..
 النقاط : حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond reputeحـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 509709
 قوة التقييم : 255

حـ,ـكـ,ـآيـ,ـهـ,ـ ۅطـ,ـنـ,ـ غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي



.........الشاعره والكاتبه مي زياده.....


(1886-1941 م)







حياتـــها:
ولدت ماري ابنة إلياس زيادة في الناصرة بفلسطين، حيث كان أبوها اللبناني الأصل يدرّس في أحد المعاهد الحكومية. وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها انتقل بها ذووها إلى لبنان. وأدخلت مدرسة الراهبات في عينطورة، وقد عرفت حينها بميلها الشديد إلى العزلة وبنزعتها الرومنطقية الحادة. وفي عام 1904 انتقلت إلى مصر، حيث تولّى والدها إدارة مجلة المحروسة."بعدها بدأت تكتب في جريدة المحروسة ومجلة الزهور".
أتقنت مي تسع لغات أوروبية فهماً وكتابةً؛ منها الفرنسية والإنكليزية والألمانية والأسبانية والإيطالية واليونانية الحديثة. ولكن لم يكن ذلك ليصرفها عن تقدير وطنها، ووعي تاريخه، وعشّق طبيعته، ومعرفة ومصافاة رجاله من ذوي العلم والأدب، والثقة الراسخة بمستقبله والاهتمام الصادق لمصالحه الاجتماعية وثروته الأدبية. حتى أصبحت هذه الأمور موضوع كتاباتها وتحريضاتها، ووهبت له ما تملك من ذكاء وعاطفة واندفاع صادق. واتسعت تلك العاطفة الوطنية لتشمل الشرق على اختلاف نزعاته الدينية والوطنية، وارتقت إلى العاطفة الإنسانيّة الشاملة.
أعمالها: أصدرت أول كتاب لها عام 1910 بالغة الفرنسية باسم "أزهار حلم" تحت اسم إيزيس كوبيار المستعار. كتبت كتباً أخرى بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى منها: باحثة البادية، وظلمات وأشعة،وبين المد والجزر، والصحائف، وكلمات وإشارات، وسوانح فتاة .
بعض هذه الكتب كانت مطبوعة مثل:
- أزهار حلم: شعر بالغة الفرنسية.
- باحثة البادية: وضعته ميّ سنة 1920، ودرست فيه شخصيّة ملك حفني ناصف ونظريّتها الاجتماعيّة، وعلّقت على تلك النظريّة تعليقات جريئة وصريحة كان لها أبعد الأصداء في دنيا العرب وفي تطوير حالة المرأة العربيّة.
- كلمات وإشارات: مجموعة من الخطب الاجتماعيّة طُبعت سنة 1922 وقد عالجت ميّ في بعض تلك الخطب حالة البؤس والشقاء التي يتخبّط فيها اليتيم والفقير، ودعت إلى مساعدتهما مساعدة فعّالة.
- سوانِح فتاة: مجموعة من النظريّات والآراء جُمعت بناءً على اقتراحٍ من الأديب ولي الدين يكن، ونُشرت سنة 1922.
- المساواة: معالجة لقضيّة الطّبقيّة الاجتماعية. كتاب فريد في نوعه في اللغة العربيّة، بحثت فيه الطبقات الاجتماعيّة وكيفيّة نشوئها، ثم عرضت لحلول المشكلة عرضاً حافلاً بالدقّة وعمق النظر.
- الصحائف: ظهر هذا الكتاب سنة 1924

بين الجزر والمدّ، وظلمات وأشعة: في الكتابين مقالات أدبيَّة وفنيّة وشعريّة.
من الذين كانوا يترددون على مجلسها:
(لطفي السيد وإسماعيل صبري باشا ، وطه حسين وخليل مطران، ومصطفى صادق الرافعي وغيرهم).

وفاتها:
مات أبوها وبعده أمها. ثم توفي جبران خليل جبران الأديب الكاتب، فكانت الفاجعة كبيرة، وذلك لأنهما كانا متحابين على الرغم من أنهما لم يلتقيا، إلا أنهما كانا يتبادلان الرسائل. فشعرت بالوحدة، وغلبها الحزن فاعتزلت الناس، وانقطعت عن الكتابة والتأليف، وتغلبت عليها "الوساوس"، فمرضت سنة 1936 وظلت في اضطراب عقلي نحو عامين، وتعافت إلا أنه عاودها المرض مما أدى إلى وفاتها في مستشفى المعادي، ودفنت في القاهرة في 19 تشرين الأول من سنة 1941.

أنت أيها الغريب

أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة, وكما يُعرَف

السجناء بأرقامهم يُعرَف كلُّ حي باسمهِ.

- بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من لهُ عينٌ

ترقبه وتهتم به. فصرت ما ذكرتك إلاّ ارتدت نفسي

بثوب فضفاض من الصلاح والنبل والكرم, متمنية أن

أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق


لي بك ثقةٌ موثوقة, وقلبي العتيُّ يفيض دموعًا.

سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني, وأبثك شكوى

أحزاني - أنا التي تراني طروبة طيارة.

وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفيَّ وحنت

رأسي منذ فجر أيامي - أنا التي أسير محفوفة

بجناحين متوجة بإكليل.
وسأدعوك أبي وأمي متهيبة فيك سطوة الكبير

وتأثير الآمر.

وسأدعوك قومى وعشيرتى, أنا التي أعلم أن

هؤلاء ليسوا دوامًا بالمحبين.

وسأدعوك أخي وصديقي, أنا التي لا أخ لي ولا

صديق.
وسأطلعك على ضعفي واحتياجي إلى المعونة, أنا

التي تتخيل فىَّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.

وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان, ثم أبكى

أمامك, وأنت لا تدري .

وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري

واشتباك السبل.

كل ذلك, وأنت لا تعلم!

سأستعيد ذكرك متكلمًا في خلوتي لأسمع منك

حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر
وسأطلعك على ضعفي واحتياجي إلى المعونة, أنا

التي تتخيل فىَّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.

وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان, ثم أبكى

أمامك, وأنت لا تدري .

وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري

واشتباك السبل.

كل ذلك, وأنت لا تعلم!

سأستعيد ذكرك متكلمًا في خلوتي لأسمع منك

حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر

المتجمعة في فرد أحد.

وسأتسمع إلى جميع الأصوات علِّي أعثر على

لهجة صوتك.

وأشرِّح جميع الأفكار وأمتدح الصائب من الآراء

ليتعاظم تقديري لآرائك وأفكارك.

وسأتبين في جميع الوجوه صور التعبير والمعنَى

لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك
ومعناك.

وسأبتسم في المرآة ابتسامتك.

فى حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك,

وفى غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك.

سأتصورك عليلاً لأشفيك, مصابًا لأعزيك,

مطرودًا مرذولاً لأكون لك وطنًا وأهل وطن, سجينًا

لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص, ثم أبصرك

متفوقاً فريدًا لأفاخر بك وأركن إليك.

وسأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب, وكيف

تشتاق, وكيف تحزن, وكيف تتغلب على عاديّ

الانفعال برزانة وشهامة لتستسلم ببسالة وحرارة إلاّ

الانفعال النبيل. وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة

تستطيع أنت أن تقسو, وإلى أي درجة تستطيع أنت أن

ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب.

وفى أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخورًا لأنك

أوحيت إليّ ما عجز دونه الآخرون.

أتعلم ذلك, أنت الذي لا تعلم? أتعلم ذلك أنت

الذي لا أريد أن تعلم?


أين وطني؟

عندما ذاعت أسماء الوطنيات,

كتبت اسم وطني ووضعت عليه شفتيّ أقبّلهُ;

وأحصيت آلامه مفاخرة بأن لي كذوي الأوطان وطنًا;

ثم جاء دور الشرح والتفصيل فألممت بالمشاكل التي لا تحلّ;

وحنيت جبهتي وأنشأت أفكر;

وما لبث أن أنقلب التفكر فىَّ شعورًا;

فشعرت بانسحاق عميق يُذِلّني;

لأنى, دون سواي, تلك التي لا وطن لها.


.............

كآبة


لقد أبصرتك تتولدين، يا وريقاتي

العزيزة، وراقبتك تنبتين، وكنت

صغيرة تنمين في حلة خضراء

ناضرة هلا حدثتني: كم من قبلة

طاهرة شهدت، وأنت على الأفنان
أما كفاك العناق فيما بينك كلما هب

النسيم عليك مداعباً؟ أيتها الحسودات

الصغيرات، من عل رأيت السرور

يمر فطلبته، ظناً منك أن السعادة على
الأرض تقيم لكن لا، لا سعادة عندنا،

لأن الإنسان يرسم أمانيه، ويعجز عن

تحقيقها. وأنت أيتها الوريقات الساذجة

التي بذلت الجهود للتخلص من العبودية

إنك لن تظفري بما شاقك عندنا من مظاهر
الحرية، فالتقلب في التراب، والتمرغ في

الأوحال هو كل ما ستنالين حتى التحلل

والاضمحلال! وأنا حزينة إذ أراك تتناثرين

وترفرفين نحو مثواك القاسي الحزين أيها

الإله! لماذا وضعت في عيني الإنسان هذه

العبرات، قضيت بألا تجف ولا تنضب؟

لماذا؟ أي مسرة أنت ملاق في النكال

والإيلام؟ إنك لقادر ونحن ضعاف، إنك

العظيم ونحن البائسون نحن أشرار وأنت
كل الصلاح، أما كان الغفران أجدر برحمتك؟

أو ما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك؟

ولكنك لم تفعل هذا أو ذاك، ونحن نشقى،

ونحن نتعذب. نفسي اليوم حزينة، وحزنها

قائم، واكر في الأوراق المتناثرة، وفي
الأحياء الذين يضحكون،وفي الموتى

الذين مضوا كأنهم لم يكونوا 13


















  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 03:17 PM   #4

مشرف سابق

 

 رقم العضوية : 37935
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : ام الدنيـــــــا
 المشاركات : 32,579
 النقاط : شاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 134165
 قوة التقييم : 68

شاعر واسير الحب غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى شاعر واسير الحب

أوسمة العضو

وسام تميز شرطة المنتدى مسابقة ادم الحصرى مسابقة تنشيط الفلاشات المركز الاول وسام تكريم من الخزعبلات وسام المشرف المميز المسابقه السياسيه التحليله وسام المركز الثانىchant flash وسام تميز فى السويتش ماكس نشاط فوتوشوبي وسام المشرف المميز 

افتراضي

أحمد رامي الشاعر العاشق

هو أحد شعراء العصر الحديث تألق في شعره باللغة العربية الفصحى والعامية، وتمتع شعره بالسلاسة، وعذوبة الألفاظ ورقة الأحاسيس، فأتت قصائده مفعمة بالرومانسية ومعبرة عن جميع الحالات التي قد يمر بها العاشق، وقد كانت قصائد رامي وكلماته بمثابة كنز ضخم نهلت منه كوكب الشرق أم كلثوم الكثير من القصائد العظيمة التي شدت بها بصوتها القوي المعبر، ولُقب رامي بـ "شاعر الشباب".










ولد أحمد رامي في التاسع عشر من أغسطس عام 1892 بحي السيدة زينب، تدرج في دراسته فأنهى تعليمه الابتدائي عام 1907، ثم التحق بمدرسة الخديوية الثانوية، وتخرج من مدرسة المعلمين العليا عام 1914، وعُين مدرسًا للجغرافيا واللغةالإنجليزية بمدرسة القاهرة الخاصة، أعقب ذلك تعينه أمين مكتبة المدرسين العُليا، وقد أتاح له هذا المنصب الجديد فرصة رائعة للنهل من مؤلفات الشعر والأدب بالعربية والإنجليزية والفرنسية.

سعى رامي وراء تطوير وثقل موهبته الشعرية فحرص على حضور المنتديات والمجالس الشعرية، وكان أول نتاجه الأدبي قصيدة وطنية وهو في الخامسة عشر من عمره، وفي عام 1910 تم نشر قصيدة له في مجلة الرواية الجديدة.

أُرسل رامي في بعثة دراسية إلى باريس عام 1922 لدراسة اللغات الشرقية وفن المكتبات، فحصل على شهادته من جامعة السوربون، وعاد من باريس عام 1924، وقد ساعدته دراسته للغة الفارسية في ترجمة رباعيات الخيام بعد ذلك.

فى عام 1952 أُختير أمينًا للمكتبة بدار الكتب المصرية، وعمل على تطبيق ما درسه في فرنسا في تنظيم دار الكتب، تلى ذلك انضمامه إلى عصبة الأمم كأمين مكتبة عقب انضمام مصر إليها، كما عمل رامي كمستشار لدار الإذاعة المصرية، وبعد توليه هذا المنصب لثلاث سنوات عاد لدار الكتب كنائب لرئيسها.
عشق رامي الشعر فقدم قصائده بألفاظ سهلة مفعمة بالمعاني والأحاسيس، أخترق الحياة الأدبية عام 1918 فأصدر ديوانه الاول والذي كان مختلفًا تمامًا عن الأسلوب الشعري السائد في هذا الوقت والذي سيطر عليه كل من المدرستين الشعريتين الحديثة والقديمة، وأعقب ديوانه الأول بديوانيين أخرين في عام 1925.

على الرغم من أن شعر رامي قد أبتدى بالفصحى إلا أنه أنتقل للعامية بعد ذلك، ولكنها عامية راقية سلبت لُب من استمع إليه، وتمكن من إبداع صور راقية لم تعهدها العامية المصرية قبله.

أغاني رامي

عُرف رامي واشتهر من خلال قصائده الجميلة، والتي تغنت بالعديد منها المطربة الكبيرة أم كلثوم، فارتبط كل من اسم رامي وأم كلثوم معاً في العديد من الأغنيات التي قدمتها أم كلثوم ونظم كلمتها رامي والذي كان يكن لأم كلثوم الكثير من الأعجاب فجاءت كلماته معبرة ومفعمة بالحياة نظراًً لأنها تستمد قوتها من قلب شاعر عاشق.

كانت أولى الأغاني التي كتبها رامي هي " خايف يكون حبك ليه شفقة عليا"، ولرامي سجل حافل بالإنجازات فله ديوان رامي في أربع أجزاء " أغاني رامي، غرام الشعراء، رباعيات الخيام"، ويرجع لرامي الفضل في ترجمة رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية، هذا بالإضافة إلى تأليفه ما يقرب من مائتي أغنية تغنت بها أم كلثوم نذكر منها "جددت حبك ليه"، "رق الحبيب"، "سهران لوحدي".
رباعيات الخيام -اغار عليك
هذا بالإضافة لقيامه بالمشاركة في تأليف أغاني أو كتابة الحوار لعدد من الأفلام السينمائية، منها: "نشيد الأمل"، "الوردة البيضاء"، "دموع الحب"، "يحيا الحب"، "عايدة"، "دنانير"، "وداد"، بالإضافة لقيامه بالكتابة للمسرح فقدم مسرحية "غرام الشعراء"، وترجم مسرحية "سميراميس"، هذا إلى جانب ترجمته لعدد من الكتب مثل في سبيل التاج لفرانسوكوبيه، وشارلوت كورداي ليوتسار، ورباعيات الخيام و عددها 175 وكانت أولى الترجمات العربية عن الفرنسية

التكريم

شخصية مثل الشاعر الراحل أحمد رامي هي شخصية بالفعل تستحق التكريم، وهذا ما حدث فعلاً حيث فاقت شهرته الحدود ونال الكثير من التقدير عربياً وعالمياً، فحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1965، وسلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب في نفس العام وسام الكفاءة الفكرية المغربية من الطبقة الممتازة، وبعدها بعامين حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما حصل على وسام الفنون والعلوم، وأهداه الرئيس أنور السادات الدكتوراه الفخرية في الفنون، ونوع أخر من التكريم حصل عليه رامي عندمات منح لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس.


عانى رامي من حالة اكتئاب شديدة عقب وفاة أم كلثوم، هذه السيدة التي تعلق بها قلبه ونظم في حبه لها أروع الأشعار فأعتزل الحياة والناس، هذا بالإضافة لتراكم المرض الذي أثقلة كاهليه فأصيب بتصلب الشرايين، وألتهاب الكلى، وجاءت وفاته في الخامس من يونيو 1981.



ذكريات عبرت افق خيالي بارقا يلمع في جنح الليالي
نبهت قلبي من غفوتة وجلت لي ستر ايامي الخوالي
كيف انساها وقلبي لم يزل يسكن جنبي
انها قصة حبي
* * *
ذكريات داعبت فكري وظني لست ادري ايها اقرب مني
هي في سمعي على طول المدى نغم ينساب في لحن اغنى
بين شدو وحنين وبكاء وانين
كيف انساها وسمعي لم يزل يذكر دمعي
وانا ابكي مع اللحن الحزين
* * *
كان فجرا باسما في مقلتينا يوم اشرقت من الغيب علي
انست روحي الى طلعتة واجتلت زهر الهوى غضا نديا
فسقيناة ودادا ورعيناه وفاء
ثم همنا فية شوقا وقطفناه لقاء
كيف لايشغل فكري طلعة كالبدر يسري
رقه كالماء يجري فتنة بالحب تغري
تترك الخالي شجيا
* * *
كيف انسى ذكرياتي وهي في قلبي حنين
كيف انسى ذكرياتي وهي في سمعي رنين
كيف انسى ذكرياتي وهي احلام حياتي
انها صورة ايا مي على مرآة ذاتي
عشت فيها بيقيني وهي قرب ووصال
ثم عاشت في ظنوني وهي وهم وخيال
ثم تبقى لي على مر السنين
وهي لي ماض من العمر وأتي
كيف انساها وقلبي لم يزل يسكن جنبي
انها قصة حبي

__________________
رباعيات الخيام





سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــر نادى من الغــــيب غفاة البشر

هبوا املأوا كــأس المــــنى قبل أن تملأ كأس العـــمر كف القدر
***
لا تشـــغل الـــــبال بماضى الزمان ولا بـــــآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحـــــاضـــر لــــــــذاته فلـــيس فى طبع الليالى الأمان
***
غد بظـــهر الغـــيب والــــيوم لــى وكم يخيب الظـن فى المقــــبل
ولســــــت بالغافـــل حـــــتى أرى جمال دنـــــــياى ولا أجتـــــلى
***
القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال والصدر قد ضاق بما لا يقــال
يـــــارب هل يرضـــيك هذا الظما والماء يــــــنساب أمامى زلال
***
أولى بهذا القـــلب أن يخفــــــــــق وفى ضـــرام الحب أن يحرق
ما أضيع الـــيوم الذى مـــر بــــى من غير أن أهوى وأن أعـشق
***
أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر
فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا قصر فى الأعمار طول السهر
***
فـــــكم تــوالى اللــــيل بعد النهـار وطال بالأنــــــــجم هذا المدار
فامش الهـــوينا ان هـــــــذا الثرى من أعين ساحـــــرة الإحورار
***
لا توحش النــــفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تســـاوى فى الثرى راحل غدا وماض من الوف الســـــــنين
***
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الايـــــــام مثل السحاب
وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك مــــــنه قبل فوت الشــــــباب
***
لبست ثوب العيش لم استشـــــــر وحــــــرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انــــضو الثوب عنى ولم ادرك لمــــــاذا جئت اين المفر
***
يا من يحـــــــار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعـــتك
اســــكرنى الإثـــــــــــــم ولكننى صـــحوت بالآمال فى رحمتك
***
إن لم أكن اخلصـــت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمــــــــــتك
وانمــــــــــا يشـــــفع لى اننى قد عـــــشت لا أشرك فى وحدتك
***
تخفى عن الـــــناس سنى طلعتك وكل ما فى الـكون من صنعتك
فأنت محـــلاه وأنت الــــــــــذى تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك
***
إن تفصل القطــــــرة من بحرها ففى مــــــــــــداه منتهى أمرها
تقاربت يارب ما بيننــــــــــــــــا مسافة البعد على قــــــــــدرها
***
ياعالم الأســـــــرار علم الـــيقين ياكاشف الضر عن البائسيــــن
ياقابل الأعـــــذار عدنا الى ظلك فاقـــــــبل توبـــــة التائبيــــــن
********************************

أغار من نسمــــة الجنــوب علي محيــــاك يا حبيبـــــي
وأحسد الشمس في ضحاها واحسدو شمس في الغروب
وأغبط الطــير حيـن يشـدو على ذري فرعـــه الرطيــب
فقــد تري فيهمـــا جمـــــالا يروق عينـــيك ياحبيبـــــي
يا ليتنــــي منظـــــر بديع تطيــل لي نظـــرة الرقيـب
وليتنـــي طائـــر شجـــي أشدوابأنغـــام عندليـــــــب
أظـــل أسقيـك من غنائي سلافــة الــروح والقـــلوب

وذاك أني أراك ترنـــــــو لبهجة الشمس في الغروب
وتعشق الطير حين يشدو على درى غصنها الرطيـب
وأنني مــن هيـــام قلــبي وشــــدة الوجـــد واللهيــب
أغار من نسمــة الجنـوب على محيـــــاك يا حبيــــبي
وأحسـد الزهر حين يهفـو على شفـــا جدول لعـــــوب
وأحسد النهـر حين يجري على بساط الجنى الخصيب
فقـد تـرى فيهمــا جمـــالا يروق عينيــك ... يا حبيبـي
يا ليتــني زهـــرة تساقــت مع النـــدى قبلــة الحبيــــب
يا ليتــني جـــدول تهــاوي ما بيـن زهــــر وبين طيــب

****************************
اشكركم










  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 07:48 PM   #5

مشرفه الاقسام الادبيه سابقا

 

 رقم العضوية : 25121
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 الجنس : ~ امرأة
 المكان : القاهرة
 المشاركات : 8,346
 النقاط : sokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond reputesokara has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 143657
 قوة التقييم : 72

sokara غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

وسام التكريم من قسم الخواطر وسام النشاط الاشرافى 

افتراضي

الشاعر الفلسطيني الكبير ابن نابلس ابراهيم طوقان
ولد إبراهيم عبد الفتاح طوقان عام 1905 في مدينة نابلس، وهي مدينة عربية عريقة توصف بأنها دمشق الصغرى، وتقع في شمال الضفة الغربية. جاءت ولادته ونشأته في مرحلة فارقة في التاريخ الفلسطيني والعربي، نهاية الإمبراطورية العثمانية حيث حكم دعاة الطورانية والذين ناصبوا القومية العربية العداء، والاحتلال البريطاني على فلسطين، حيث شهدت البلاد ثورات فلسطينية متتالية ضد الهجرة اليهودية وللحيلولة دون إقامة «وطن قومي لليهود»، كما رأى الإنجليز مهمتهم في فلسطين، وفقا لوعد بلفور.
ويمكن أن يشير ذلك إلى العوامل المؤثرة في شعر وحياة طوقان، يضاف إليها، البيئة المحافظة في نابلس، حيث ولد لعائلة ذات تقاليد عريقة، ورثت مثل غيرها تراث قرون من الموقف من المرأة والمجتمع والدين والسياسة.
والتحق طوقان بالمدرسة الرشادية الغربية في نابلس، وهي المدرسة التي تميزت، حسب ما ذكرت فدوى طوقان، في كتابها (أخي إبراهيم) بمناهجها الحديثة في التعليم، الذي لم يكن مألوفا آنذاك.
وكان ذلك، كما يقول الأديب الأردني يعقوب العودات (البدوي الملثم) بفضل «بعض المدرسين النابلسيين الذين تخرجوا من الأزهر وتأثروا في مصر بالحركة الشعرية والأدبية التي كان يرفع لواءها شوقي وحافظ ومطران. فأشاع هؤلاء المدرسون روح الشعر والأدب الحديث، وأسمعوا الطلاب، للمرة الأولى في حياتهم الدراسية، قصائد لشوقي وحافظ ومطران وغيرهم، وفتحوا أذهانهم على أسلوب إنشائي جديد، فيه رونق وله حياة، يختلف اختلافا كبيرا عن ذلك الأسلوب القديم الذي كان ينتهج في مدارس نابلس والذي لم يكن ليخرج عن كونه أسلوبا تقليديا عميقا، لا تأثير له، ولا غناء فيه».
وفيما بعد تبين، من مسيرة طوقان، انه ذهب أبعد من ذلك في حداثته ومغامرته الشعرية، والتي لم يبن عليها من لحقوه من الشعراء الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى المدرسة، كان للقرآن الكريم دور تأسيسي في فترة البناء اللغوي لدى طوقان، وهو ما تحدث عنه لاحقا: «الجميل في رمضان عندي خاصة أنني أقرأ فيه القران، وأقرأه كله، هذا ما أصنعه في كل سنة وأتلذذ به فأصقل به لغتي، ونعم صقال القرآن. وتستوقفني بعض التراكيب فارجع إلى كتب البلاغة فأتفقه بكشف أسرارها وتشتكل علي بعض المعاني فارجع إلى سيد المفسرين، أستاذ الدنيا، جاد الله محمود الزمخشري، فأصدر عنه ريان شبعان وأتنبه إلى طرفة تاريخية فأرجع إلى أبي جعفر محمد جرير الطبري، فأنسى نفسي بين أحاديثه ورواياته. هذا فضل رمضان علي، وهكذا أحسن استغلال شهر كامل في مدينة نابلس».
اخجلي يا عواصف
وبعد أن أنهى إبراهيم طوقان دراسته في نابلس، درس أربع سنوات في مدرسة المطران في القدس، ولم تكن أقل تأثيراً في حياته من سنوات دراسته الأولى في نابلس. والتحق طوقان بالجامعة الاميركية في بيروت خلال سنوات (1923 ـ 1929) خلال إقامته هناك، نظم النشيد الشهير (موطني) والذي يقول في مطلعه:
موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
وما يزال هذا النشيد يتردد حتى الآن، ويكشف من خلال بنيته الفنية وموضوعه، التأثيرات التي تعرض لها طوقان، في تلك الفترة، وانفتاحه على الآداب العالمية، وعلاقته بقضايا تتجاوز فلسطين إلى العالم العربي. وفي هذه الفترة، ظهر نشيده (بطل الريف) عن الأمير المغربي عبد الكريم الخطابي، وثورة المغرب المتأججة آنذاك في عام 1924.
وعاد إبراهيم إلى نابلس مدرسا وشاعرا متحققا، له أسلوبه الشعري الذي يصل القاعدة العريضة من الجمهور من دون التنازل عن فنيته.
وفي فلسطين، وجد نفسه في خضم النضال ضد الحركة الصهيونية، وتصلح قصائده في تلك الفترة، للتأريخ لما كان يحدث، وفي أحيان كثيرة تعتبر أفضل مما كتبه المؤرخون.
وهذا الجانب من شعر إبراهيم طوقان معروف، ولكن الإشارة واجبة هنا إلى تطوره الفني اللافت، واستفادته من تراث الموشحات، ليكتب قصيدة مثل (الفدائي) التي يصفها البدوي الملثم بأنها فاضت «مقاطعها بالأسى المرير والعاطفة المشبوبة».
ومطلع هذا الموشح ـ القصيدة:
عبس الخطب فابتسم
وطغى الهول فاقتحم
ولكن إحدى ذرى طوقان الفنية كانت في قصيدته الشهيرة التي استعانت بها الدراما السورية، العام الماضي، لتكون المقدمة الغنائية لمسلسل (التغريبة الفلسطينية)، وفيها يقول واصفا أحد الفدائيين الفلسطينيين:
من رأى فحمة الدجى
أضرمت من شرارته
حملته جهنم طرفا من رسالته
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
فاهدأي يا عواصف
خجلا من جرءته.
ووصف الأخطل الصغير هذه القصيدة يوم 9 حزيران (يونيو) 1930 في صحيفة البرق بالقول «أتعرف شيئا عن الشاعرية المتوثبة التي تجيش بها النفوس الظمأى إلى حرياتها؟ أتعرف شيئا عن البلاغة تطلقها الشفاه الملتهبة دما ونارا؟ تعرف إ ليها إذن».
بيروت مرة أخرى
ولم يطق إبراهيم طوقان فراق بيروت كثيرا، فعاد إليها أستاذا في الجامعة الاميركية، وفيها عرف شعره الهجائي لزعماء الحركة الوطنية الفلسطينية التقليديين. وهو نوع من الهجاء السياسي الحاد، لم يعرفه الشعر الفلسطيني فيما بعد. فحتى أكثر الشعراء ثورية لم يبخلوا في مدح أو الإشادة بزعماء منظمة التحرير الفلسطينية (معين بسيسو ومحمود درويش وسميح القاسم وهارون هاشم رشيد مثالا).
وقارن طوقان بين زعيم الهند المهاتما غاندي الذي يقود، مخلصا، نضالا لا هوادة فيه ضد الاحتلال البريطاني لبلاده، وزعماء الحركة الوطنية الفلسطينية الذين يمثلون العائلات الإقطاعية ويهادنون الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية.
ويمكن الإشارة إلى أن طوقان كان في كثير من قصائده يستشرف ماذا سيحدث في فلسطين، ليس لأنه نبي، ولكنه كان فاهما لطبيعة وموازين القوى. ولم يعش طوقان ليرى صدق نبوءته التي تحققت عام 1948، لأنه توفي يوم 12 شباط (فبراير) 1941، وعمره 36 عاما.

كلماته جميله حقا
الشباب لن يكل همه ان تستقل او يبيد ....

او يبيد
نستقي من الردى و لن نكون للعدى كالعبيد....
كالعبيد
لا نريد.... لا نريد
موطني ....موطني
الحسام و اليراع لا الكلام و النزاع رمزنا...رمزنا
مجدنا و عهدنا وواجب الى الوفاء يهزنا...يهزنا
عزنا...عزنا
غاية تشرف و راية ترفرف
يا هناه في علاه
قاهرا عداه قاهرا عداه
موطني...موطني

فكره رائعه عيون الغد ان نحى تراثنا العربى ونتذكر شعرائنا القدامى

منتهى الوفاء استمتعت كثيرا بقراءه هذا التراث
دمتى بخير ويستحق التقيم والتثبيت
وارجو ان يشارك الاعضاء بتلك المكتبه الثريه









  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 08:11 PM   #6

قلم مميز

 

 رقم العضوية : 40821
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : المدينه المنوره
 المشاركات : 1,708
 النقاط : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41994
 قوة التقييم : 21

سلطان الزين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

بداااية اشكرك على هذه الفكره الجميله ويحق لفلسطين ان نكتب عنها بدماء القلب فهي والله في سيوداء القلب..
****************************
أحمد دحبور (1365 هـ - ) (21/4/1946م - )
نبذة تاريخية
ولد أحمد خضر دحبور في "حيفا" بالشمال الفلسطيني، وبعد نكبة عام 1948م اضطر أهله للهجرة إلى لبنان ومنها إلى سورية، نشأ ودرس في مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة "حمص". انضم إلى إحدى حركات النضال الوطني الفلسطيني وكرّس شعره لقضية الوطن المغتصب. عمل مديراً لتحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988م ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطيني وعضو في اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين. استقر في تونس منذ عام 1983م.
يكتب الشعر الحر، ويتراوح أحياناً بين الشعر والنثر محاولاً توليد أوزان خاصة في القصيدة الواحدة، ويغلب على شعره الحس التجريبي الذي يؤدي به إلى الغموض، كما يميل إلى الاسترسال في البث مما جعل أكثر قصائده تغرق في الطّول غير المبرّر فنياً وموضوعياً.
أعماله:
1-الضواري وعيون الأطفال / شعر (مطبعة الأندلس، حمص، 1964م)
2-حكاية الولد الفلسطيني (دار العودة، بيروت، 1971م).
3-طائر الوحدات / شعر (دار الآداب، بيروت، 1973م).
4-بغير هذا جئت / شعر (اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، 1977م).
5-اختلاط الليل والنهار / شعر (دار العودة، بيروت، 1979م).
6-واحد وعشرون بحراً / شعر (دار العودة، بيروت، 1980م).
7-شهادة بالأصابع الخمس / شعر (1982م).
8-كسور عشرية / شعر (1992م).
9-ديوان أحمد دحبور / تتضمن مجموعاته الشعرية السبع الأولى (دار العودة، بيروت، 1983م).
البداية

الشعر الفلسطيني و اللاجئون
أحمد دحبور*
مقدمة
ما من مرة سمعت فيها بنشاط إنساني يتعلق باللاجئين، إلا وتبادر إلى ذهني سؤال متسرع: وهل يوجد في الدنيا لاجئون سوانا؟.. ثم أستدرك أن التشريد والتطهير العرقي واللجوء الجمعي هي من أكثر الظواهر الناجمة عن العدوان والاستعمار شيوعاً. في أفريقيا، في آسيا. بل إن أوروبا عرفت ذلك النوع من التشريد، ولم تكن البوسنة والهرسك إلا مثالاً، من غير أن يغيب عن الذاكرة العادلة تلك المآسي التي صنعها النازي مشرداً ملايين اليهود والمسيحيين على حد سواء. أما الأيام الراهنة فتقص علينا بالدم والألم أنباء الشعب العراقي. وكان للفلسطينيين حصة، بطبيعة الحال، في هوجة التشريد التي شهدها العراق.

وإذا كان ما تقدم صحيحاً. وهو صحيح ما في ذلك شك. فمن أين يأتينا الإحساس بأن اللاجئين كلمة خاصة بالفلسطينيين؟ وقد أضغط على الذاكرة فتنفرج عن صور قاتمة مليئة بالدموع والحسرة كان الأهل يعرضونها على مسامعنا حتى نكاد نراها. فكأنهم كانوا على موعد مع معنى اللجوء منذ لحظة الهجرة الأولى. أيعود ذلك إلى إحساسهم منذ يوم النكبة أن الأيام السبعة التي وعدهم الحكام العرب بإعادتهم إلى بيوتهم خلالها، ستمتد سبعة بعد حتى تصل إلى عشرات السنين؟

وقد أزيد فأتذكر أول يوم سمعت فيه باسم الشاعر إبراهيم طوقان، متبوعاً بأنه فلسطيني من نابلس. فاستغربت سائلاً عمتي المتزوجة في نابلس ـ وكانت تزورنا باستمرار في مخيمنا، جنوب مدينة حمص السورية ـ كيف يكون إبراهيم طوقان شاعراً وهو ليس لاجئاً مثلنا؟ فاللاجئ في مخيلة الطفل الذي كنت هو الفلسطيني بالضرورة، وطبيعي أن أكون قد طرحت سؤالي البريء على عمتي، قبل هزيمة 1967. أي قبل وقوع نابلس تحت الاحتلال. فكأن الاحتلال واللجوء هما من العلامات المميزة ـ في وعيي الطري البسيط يوم ذاك ـ للشعب الفلسطيني الذي إليه أنتمي. وكان علي أن أتذكر دائماً، وبصورة يومية، صفوف تلاميذ مدرستنا الابتدائية وهم ينشدون فلسطين ويؤكدون أننا عائدون. فيما كان أساتذتنا يخطبون بغضب ووعيد. أما في البيوت فكان آباؤنا وأمهاتنا يبكون. وعلى المستوى الشخصي كانت أمي تعيد لي رسم صورة الأرض من منظور الأعجوبة والفاجعة والفرح المأمول البعيد الذي أسمه حيفا.. ولا أذكر، عندما بدأت أقرزم الشعر، وأنا على مقاعد الابتدائية، أنني كتبت من الكلام الذي صادفه الوزن شيئاً قبل.

نحن أبناء المجيدة نحن من حيفا الشهيدة
ومع رنين هذه الكلمات الساذجة البريئة، تطور السؤال فيما بعد: كيف كانت ظاهرة اللاجئين في الشعر العربي الفلسطيني؟ وحتى لا يكون هناك التباس ـ من أولها ـ أشدد على أنني أقصد ظاهرة اللاجئين وتداعياتها، وليست ظاهرة النكبة بالمطلق، غير غافل عن أن مأساة اللجوء هي العلامة الكبرى في حقل هذا الحدث التاريخي الأسود.

توقع ومواكبة:
منذ وعد بلفور عام 1917، أصبح الهاجس الأكبر لدى النخب السياسية والثقافية الفلسطينية هو الخوف على الأرض. بل إن شاعراً مثل إبراهيم طوقان، كان يشير صراحة، قبل وقوع الحرب العالمية الثانية. بخمسة أعوام، إلى احتمال طرد الشعب الفلسطيني من أرضه. وكان طوقان يحذر من مظاهر الرفاهية المخادعة في فلسطين، فهي ليست إلا قشرة براقة تخفي وراءها الكارثة:

ليست فلسطين الرخية غير مهد للشقاء
عرضت لكم خلف الزجاج تميس في حال البهاء
فاليوم أمرح كاسياً وغداً سأنبذ في العراء

وفي قصيدة ثانية، يشير إلى أن خطر الاقتلاع يهدد الفقراء والأغنياء معاً:

فلا رحب القصور غداً بباق لساكنه ولا ضيق الخصاص
وتوفي إبراهيم طوقان عام 1941، قبل أن تتحقق نبوءته السوداء بسبع سنوات. ومن المفارقات أن يكون رحيله في الشهر الخامس الميلادي الذي شهد عام 1948 وقوع النكبة وولادة ظاهرة اللاجئين الفلسطينيين. وإذا كان الموت لم يمهل هذا الشاعر الكبير ليواكب مأساة اللاجئين التي سبق الآخرين إلى التنبؤ بها، فإن صديق عمره أبا سلمى، عبد الكريم الكرمي، قد عاش هذه المأساة. فلجأ ـ وهو ابن طولكرم الذي كان في حيفا ـ إلى دمشق. ومن هناك أرسل قصائد الحنين والتفجع والأمل إلى كل فلسطيني وعربي:

إلى أمتي وأرضنا تنتظر؟ طال السرى وما أطل القمر
أسأل عن أهلي ومن يسمعني أين بقايا الأهل؟ هل هم بشر؟
الغرباء في ربوع أهلهم يبكي على أهلي الدجى والحجر

ولسوف تستولي الفجيعة، من خلال ظاهرة اللاجئين، على المشهد الشعري الفلسطيني، ولا سيما في تلك السنوات العجاف التي سبقت ظهور منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة. وكانت الإشارة إلى اللاجئين تبدأ بعناوين مجموعات بعض الشعراء. فهذا أبو سلمى يصدر ديوان "المشرد"، أما يوسف الخطيب، فإن عنوان مجموعته المميزة المبكرة، هو "عائدون". ولعل أول مجموعة فلسطينية تنطلق من مأساة اللاجئين، كانت للشاعر هارون هاشم رشيد، وهي "مع الغرباء"، وقد صدرت عام 1954. وهناك مجموعات تشير عناوينها إلى الجرح الفلسطيني بصورة مطلقة، مثل "فلسطين على الصليب" للشاعر معين بسيسو، و"حيفا في سواد العيون" للشاعر حسن البحيري، و"كلمات فلسطينية" للشاعر الحيفاوي حسن النجمي. أما الشاعرة فدوى طوقان، فهي وإن لم تخصص عنواناً مباشراً في مجموعاتها الشعرية للاجئين، إلا أنها كتبت القصائد المتميزة التي تناقلتها الأجيال العربية من مقاعد الدراسة إلى أطروحات البحث، فهي صاحبة القصيدة الشهيرة "مع لاجئة في العيد" التي تقول فيها:

أختاه هذا العيد رف سناه في روح الوجود
وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد
وأراك ما بين الخيام قبعت تمثالاً شقياً
متهالكاً، يطوي وراء هموده ألماً عتيا
يرنو إلى اللاشيء منسرحاً مع الأفق البعيد
وتنهي القصيدة بصرخة مباغتة، معتبرة هذا العيد، خارج فلسطين، ليس إلا "عيد الميتين".

واللافت في الشعر المبكر الذي كتبه الفلسطينيون حول النكبة واللاجئين، أن النداء يتجه إلى الأخت الفلسطينية. وهي إعادة إنتاج لفكرة الثأر وإثارة الحمية من خلال الحرائر اللواتي يحرضن الفرسان على حماية الأرض والعرض. وإذا كان هذا الخطاب يتميز بالشجن والأسى، فإنه فيه أملاً بالعودة مشوباً بالحزن الرخيم، كما في أنشودة هارون رشيد الفيروزية الشائقة:

سنرجع يوماً إلى حينا ونغرق في دافئات المنى
سنرجع أخبرني العندليب غداة التقينا على منحنى

وهي لحظة مركبة محيرة. فبقدر ما فيها من ثقة الرجوع، يئن فيها صوت المشرد الجريح.

صورة اللجوء:
على أننا ملزمون، قبل متابعة أوديسة اللجوء الفلسطينية، أن نرصد البدايات، وكيف صور الشعراء لحظة الخروج من الوطن. وهي لحظة مرتبطة بالأسرة، حيث يتنادى الأب والأم والأولاد، وكل منهم خائف على الآخرين، كما في هذا المشهد البسيط الذي سجله عبد الرحيم عمر في قصيدة "الرحيل عن جيوس".

عبد الرحيم
لبِّ استغاثة فاطمة
... ما هكذا كنا أردنا الخاتمة

أما توفيق صايغ، هذا الفلسطيني الأوديبي المنكود، فإن لحظة الخروج من طبريا، ستظل تلازمه طيلة حياته. وهو ما عبر عنه من خلال قصيدته الطويلة "معلقة توفيق صايغ". وأخطر ما في هذه القصيدة، من ناحية اللاجئين، أن المشهد عند الشاعر لا يأخذ طابعاً سياسياً أو وطنياً بالمعنى العام للكلمة. بل هو يأتي تلقائياً من خلال كشف الحساب العاطفي الطويل بين الشاعر وأمه. فهو يذكر بسالتها وقلقها عليه وعلى أخوته، فيذكرها، أو يناجيها فيما يتذكر معها:

من غرز الوتد الجديد ـ وغرس الشتلات وسقي الحبق ـ من حث من أضرم الإيمان ـ غير قلبك المنهك الصامد؟ ـ يوم تركنا الديار ـ ولم نحمل معنا ـ سوى الذكريات والمخاوف ـ وقام بين الديار وبيننا ـ سيف مديد عنيد.

وإذا كان الوطن الذي يبتعد عن أنظار اللاجئين، يحل عميقاً في قلوبهم، مرسخاً صورته من خلال الأسر المشردة المذعورة، المتنادية ـ مع ذلك ـ إلى التماسك بفعل قوة الروح عند الأم، فإن الابتعاد عن الوطن سيخلق واقعاً جديداً. لقد ولت أيام اليسر والبحبوحة. وها هي سلمى الخضراء الجيوسي التي كانت تردد مع أمها ذلك الغناء المزدهي بصفد: صفد يا عالية في رأس تلة، تجد نفسها، وهي لاجئة، جديدة العهد بالغربة، لا تستطيع أن تمنح المتسول صدقة، لأنها أصبحت في حاجة إلى تلك الدريهمات التي كانت تتصدق بها عن سعة وبسعادة:

منذ ذاك اليوم لم أمنح قروشي سائلاً
فبنو عمي أمسوا لاجئين
وإذا كانت إهانة اللجوء قد حرمت الشاعرة من ترف تقديم الصدقة، فإنها قد حالت بين الشباب والمرح. وقد تساءل عصام حماد عن معنى التشبيب والرقص والضحك، وهو يجول بين الثاكلات والمنكوبين:

أأرقص في مأتم الثاكلات وأضحك في النكبة الغامرة؟

ويلتقط هارون هاشم رشيد سؤال الطفل البريء، المتوجه إلى أبيه اللاجئ، مستغرباً أنهم يعيشون خلافاً للآخرين، غرباء مشردين، وذلك في إحدى الفيروزيات الشائقة:

لماذا نحن يا أبتي؟ لماذا نحن أغراب
أليس لنا بهذا الكون أصحاب وأحباب؟

أما أبو سلمى فإنه كان يجيل عينيه في المنفى، فلا يرى البلاد، وإذا كان الأصحاب والأحباب الذين سأل عنهم الطفل في قصيدة هارون موجودين، فإنهم يتساقطون حول أبى سلمى كأوراق شجرة في خريف. بعيدين عن التراب الذي هم منه ولكنهم لا يعودون إليه حسب القول المقدس: من التراب أتينا وإلى التراب نعود، وقد بكاهم أبو سلمى حتى التحق بهم:

كيف تبكي؟ وهل هناك دموع؟ ذهب الأهل والهوى والربيع
كل يوم أحبه تتهاوى وقبور غريبة وجموع
لا التراب الذي يضم شظاياهم تراب ولا الربوع ربوع

حتى القبور غريبة؟ ذلكم ما انتهى إليه جيل، بل أجيال من الفلسطينيين الذين لا يملكون إلا عناد الانتظار أو نقمته حسب تعبير جبرا إبراهيم جبرا في قصيدته "بيت من حجر":

وبين الليل والليل لا ـ نعرف إلا الانتظار ـ رباه جد علينا، ـ جد علينا، ـ بنقمة الانتظار..
والانتظار يتطلب معجزة البقاء على قيد الحياة، فكيف حقق الفلسطينيون هذه المعجزة؟

التفجع والحنين:
يلتقي الشعراء الفلسطينيون، الذين وعوا فجيعة النكبة من حيث العمر، على حس الفجيعة المشوب بالدهشة والاستنكار. يقول يوسف الخطيب:

وأنا الذي وطني ارتحال الشمس ملء الأرض،
لكني بلا وطن
منذا يصدقني؟

فيما يرفض حسن النجمي فكرة السؤال عن الوطن: "من أين؟... أتسخر من رجل؟ أبأطول رمح تطعنني؟". ولكنها الحقيقة. واللاجئون موزعون على المنافي. ويلفت النظر في هذه الظاهرة، على المستوى الشعري، أن اللجوء الفلسطيني أخذ بعداً رمزياً بموازاة وطأته الواقعية. وإذا كان أمثال أبى سلمى وحسن البحيري ومحمود الحوت قد ذاقوا مرارة الاقتلاع والتهجير مباشرة، بمغادرتهم حيفا ويافا، فإن آخرين مثل هارون هاشم رشيد وفدوى طوقان ويوسف الخطيب مثلاً، هم من غزة ونابلس والخليل، وهي مدن بقيت في يد العرب طيلة الفترة بين نكبة 1948 وهزيمة 1967. ولكن هذا لا يعني أن زلزال النكبة لم يعصف بهم، وأن مأساة اللاجئين لم تزعزعهم. على أن أشعارهم في ذلك لم تقف عند رصد لحظة اللجوء وتصويرها، بل حولت الخيمة إلى رمز للهزيمة التي يجب تجاوزها. وحين يكون الجرح على هذه الدرجة من الفداحة، فإن الألم ـ قبل التعالي على النكبة والبحث عن سبل التغلب على عواملها ـ سيأخذ مداه في الحنين إلى فلسطين، لا كفردوس أندلسي مفقود، بل كوطن لا تزال صورته ماثلة في الروح. وسيكثر في هذا الشعر مناجاة البلبل والعندليب والورد كرموز مجردة بدل وصف الأحياء والطرقات. لنقرأ، على سبيل المثال، من شعر يوسف الخطيب في هذا المجال:

لو قشة مما يرف ببيدر البلد
خبأتها بين الجناح وخفقة الكبد
لو رملتان من المثلث أو ربا صفد
فهذا حنين تاريخي وليس مجسداً. لهذا نراه ينتشر على غير مكان من الوطن:

المثلث، صفد. بينما نرى شاعراً مثل حسن البحيري كان في مدينته حيفا، وهو يحفظ صورة شاطئها وكرملها وشوارعها، لا يكف بعد النكبة عن وصف مغانيها، وهو يسميها جوسق الإلهام. وهو يمحضها حنينه المباشر:

حيفا وأنت مزاج الروح في رمقي وعمق جرح الهوى في موجعي الخفق
وصفو وجه غدير الغاب متشحاً غلالة من بقايا روعة الشفق
وقصة النبع تحكيها جداوله لنفح طيب غصون الزنبق العبق

فالغدير والغاب والنبع والجداول والزنبق هي عناصر طبيعية معينة، عرفها الشاعر وافتقدها في مهجره القسري. إن هذا لا يعني أن الشعراء الذين لم يهاجروا مباشرة، أيام النكبة، كانوا أقل حماسة وحنيناً. ولكنها المقارنة بين المجسد والمجرد. بل إن المجسد كالنبع والغدير وما إلى ذلك، سيلتحق بالمجرد في الشعر، من حيث هو مادة للحنين والتفجع تجعل الشعر الفلسطيني الذي واكب هذه المأساة يأتي من روافد مختلفة ـ حسب موقع كل شاعر جغرافياً ـ ويصب في نهر القضية التي تشمل الجميع. وسيكثر في هذا الشعر ترديد الخيام وتشخيص معاناة اللاجئين ويقينهم أنهم عائدون. كما في قول هارون هاشم رشيد:

أخي مهما أدلهم الليل سوف نطالع الفجرا
فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى

ويذكر أن كثيرين من الشعراء العرب غير الفلسطينيين قد كتبوا في هذا. ولعل قصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب "قافلة الضياع" من أشهر الأمثلة على ذلك.

معاناة المنفى:
كان ولا يزال جرح الهجرة من الوطن هو الأعمق والأكثر إيلاماً، لدى الشاعر ـ وغير الشاعر ـ الفلسطيني. وإذا كان فيه مهانة وطنية وقومية، فإنه فيه، إلى ذلك، ألماً واقعياً ملموساً يتعلق بتبعات المنفى. فاللاجئ الفلسطيني ليس مجرد مواطن خسر أرضه ولو إلى حين، بل إنه بخسارة الأرض خسر أمانه الشخصي، حتى أنه أصبح عاجزاً عن التنقل بين البلاد كباقي البشر. وسيفاجئنا ـ ولماذا يفاجئنا؟ ـ توفيق صايغ المتهم بوقف شعره على التداعيات النفسية والباطنية، أن مشكلته كفلسطيني قد نهضت في وجهه، في وقت مبكر، بعيد النكبة بسنة أو اثنتين، من خلال جواز السفر المطلوب منه وهو لا يملكه:

اقتراب ولا دخول ـ وسعي ولا وصول ـ ولا تحمله فلا دخول

وينزل فوج ويصعد فوج. يتبدل الموظفون، ويعبر الجميع إلا الفلسطيني الذي يتساءل: "ماذا وشي بي؟ من وشي؟ ما تهمتي فأدفع تهمتي؟".

وفي مناخ الهجرة المتبلد، يحق للشاعر الفلسطيني أن يتساءل عما إذا كانت هذه الحياة حياة حقاً. تقول دعد الكيالي: أهذي حياة؟ نعيش الحياة ولسنا نعيش وتمضي الحياة. وتأتي كلثوم عرابي على معنى قريب في قصيدة "لاجئة":

أسائل ربي: ماذا جنيت لأرقد أرضاً كساها التراب
وأسكن في خيمة من قماش رخيص وأرقب هذا الذباب؟

على أن المخيم والذباب والفقر والبطالة، ليست إلا مقدمات لما يلي من فواجع وإهانات ومذابح. فالفلسطيني ليس منسياً كما قد يتبادر إلى أذهان حتى المتشائمين. إنه في البال كمطلوب متهم بلا تهمة. حيث عليه أن يتهذب عشرين تهذيباً ـ على حد تعبير الشاعر مريد البرغوثي ـ بعدد الحكام العرب:

فإن أغضب واحدهم
أحل دماءك القانون
وإن أرضيت واحدهم
أحل دماءك الباقون

وعلى هذا، يملك شاعر مثل علي الخليلي أن يسخر حتى الدمعة، من واقع كهذا، فيصف الروح الفلسطينية المستباحة بالنفس المطمئنة أمام الباب المغلق: "وحدك وحدك تشربين وحل أحذيتهم الممزقة ـ وتفقدين خيالك الواسع كله فجأة ـ فتتحولين إلى قارضة". وليس هؤلاء الذين يهينون النفس الفلسطينية، اللاجئة غير المطمئنة، إلا الأهل، حيث الإهانات والخطر. بل إن العرافة في قصيدة فدوى طوقان تحذرها من غدر الأخوة بلا مواربة:

لكنما الرياح في هبوبها
تقول حاذري:
أخوتك السبعة

أما اللاجئون في ديارهم. أهلنا الذين بقوا في الوطن بعد النكبة، فشردهم الاحتلال من بيوتهم، وحرم عليهم مدنهم، فإن لمعاناتهم وقعاً آخر، إنهم مهاجرون مقيمون في لحظة واحدة قد تكون الأغرب في التاريخ. وها هو سالم جبران يمر بمدينة صفد، المدينة الفلسطينية، كما أنه فلسطيني، ولكنه عنها غريب:

غريب أنا يا صفد
وأنت غريبة
تشير البيوت هلا
ويأمرني ساكنوها ابتعد

وفي هذا الجو الكابوسي تنطلق صرخة محمود درويش التاريخية: سجل أنا عربي، ويناجي أم الأيتام الفلسطينية أمام حبال الغسيل: فلسطينية الميلاد والموت، ويؤكد توفيق زياد أنهم صامدون ـ كأننا عشرون مستحيل، فيما يهزج سميح القاسم: مثلما تنبض في الأرض الخصوبة ـ هكذا تنبض في قلبي العروبة.

لقد استطاعت الثقافة الفلسطينية، والشعر في طليعتها، حراسة الروح الوطنية الفلسطينية، فلم تتآكل بفعل الهجرة واللجوء، بل التقى الماء بالماء، الداخل بالخارج وحق لمحمود درويش أن يقول بكل زهو وكبرياء:

ما كنت أعرف أن تحت جلودنا ميلاد عاصفة وعرس زلازل

التحدي والاستجابة:
كان لمخيم اللجوء، من وجهة الأعداء، مهمة محددة. هي أن ينقرض الفلسطينيون وينتهوا. وتمكنت روح الإبداع العنيدة من أن تطلق رسائل الحياة، فيقول شاعر مثل محمد القيسي من داخل المخيم:

ترى من يخبر الأحباب أنا ما نسيناهم؟
أما عز الدين المناصرة، فيناشد التربة الفلسطينية أن تعين الجسد الفلسطيني على المقاومة: ويا عنب الخليل الحر كن سماً على الأعداء. ويطلق خالد أبو خالد صرخته من "على الصليب" في ******************، فتكلفه الصرخة أمانه وإقامته، ويطرده الحكام مع رفيقة عمره وبناته في ليلة ما فيها ضوء القمر، ويعترف للوطن بالألم ويعاهده على الاستمرار في العناد:

ويا وطني
أصارحك القول إنا تعبنا
ولكننا ما انعطبنا

ومن خلال هذه المعاناة. ومن داخل ظلموت القهر، تنطلق صرخة شاعر الغضب الفلسطيني يوسف الخطيب، فيزأر متوعداً مكابراً:

تحديت أن شعبي يباع، وأمتي شتات، وأن أغلي الحصى قوت أطفالي
لأبتدرن الصبح قبل اشتعاله وأورث في عمق السكينة زلزالي

والزلزال تعبير أثير لدى الشاعر الفلسطيني. هو ليس زلزالاً لفظياً يتوعد أعداء أقوياء متمكنين من احتلال أرضنا، بل هو مراجعة لمنطق المنطقة العربية في وضعها الراهن. فاللاجئ قنبلة موقوتة ـ لا كما يقول وزير خارجية العدو هذه الأيام بخطاب ديماغوجي، بل بما هو محاكمة لواقع ترفضه الحياة ـ في وجوه حكام مستسلمين، وصفهم الشاعر كمال ناصر بالعلوج، قبل أن يشيع هذا التعبير مؤخراً:

وفلسطين والجراح دوام كل علج عنها بها مشغول

وليس بعد ذلك إلا الثورة. فقد عنف الفلسطيني نفسه بما فيه الكفاية. وحاكم واقعه المضني، وأعلن بلسان يوسف الخطيب:

أنا حاقد، أنا مجرم أنا سيء حتى تعود إلى ذويها الدار

وسيبدو اللاجئ الفلسطيني كما لو كان ثائراً عبثياً. بل إنه أشبه بدون كيشوث لأول وهلة وهو يحاكم الواقع الظالم ويتحدى الطغاة حافياً لا يملك غير إيمانه وعناده، لكن قوة الحياة ترسله إلى العنوان الصحيح، فيتساءل معين بسيسو وهو يعي الجواب ويؤمن به:

فإلى أين إلى أين
يا طالب رأس القيصر يا حافي القدمين

وحافي القدمين هذا، هو الذي سيعيد كتابة المعادلة. وإذا كان اللاجئ توفيق صايغ لم يستطع الدخول، قبل نصف قرن لأنه لا يحمل جواز سفر، فإن اللاجئ في أرضه، الذي صرخ ذات يوم: سجل أنا عربي، هو الذي سيقول لا بصوت محمود درويش وحده، بل بصوت اللاجئين جميعاً من خلال محمود درويش:

كل قلوب الناس جنسيتي
فليسقطوا عني جواز السفر

وهكذا تمكن الشاعر الفلسطيني من أن يجعل الفلسطينية هوية نضالية، وأصبح الحضور الفلسطيني في العالم رمزاً لنضال المعذبين في الأرض، من القرن العشرين إلى الألفية الثالثة. إنها مسيرة شديدة التركيب والتعقيد، جمعت صوت الفرد إلى صوت الجماعة. المرأة إلى الرجل. قصيدة البيت إلى قصيدة التفعيلة إلى قصيدة النثر. وتماهي الذاتي مع الموضوعي في نشيد متواصل، هو بامتياز صوت العربي الفلسطيني وإسهامه الفني الكبير.

ماذا عن الخصوصية؟
والخطر الأكبر الذي يهدد الشاعر، أي شاعر، عندما يجد نفسه حبيس لحظة جمعية، هي لحظة احتباس الذات أو اندغامها في صوت الجماعة. ويزيد الأمر تعقيداً أن المتلقي يتعامل مع الشاعر وكأنه حادي الركب، وليس شاعراً له خصوصيته التي لا حظ للشعر بعيداً عنها. وقد لاحظنا أن فكرة اللجوء بحد ذاتها تغري الجميع بالنشيد أو النشيج. وعلى هذا فلا يمكن أن يكون الموضوع أساساً لحكم القيمة. إننا لا نملك إلا الانحناء بالتحية للمعاناة الإنسانية. ولكن الفن شأن آخر. وبهذا الاعتبار يحتاج الناقد الممحص إلى معيارين: الأول تاريخي اجتماعي وهو ما يمكن أن يوضع فيه الجميع حسب الموضوع السياسي الاقتصادي. والثاني أدبي فني يخضع لمقاييس نقدية فكرية، وهو ما يعنينا إذا كنا مشغولين بالأدب حقاً. وفي هذا المجال يمكن البحث عن نواظم مشتركة شغلت الشعراء الفلسطينيين الذين كتبوا في ضوء فجيعة اللاجئين. ففكرة الاقتلاع، وتصوير لحظة اللجوء، ومعاناة الغربة، ومرارة المعاناة، وعناد المنكوب استعداداً للثورة، ثم الثورة وأسئلتها.. هذه كلها وغيرها أسئلة تشكل مادة للشاعر الفلسطيني ـ وغير الفلسطيني أحياناً ـ لكنها غير كافية لتجعل المتعامل معها شاعراً. فهناك أشكال التعبير التي تمنح كل شاعر خصوصيته. وقد اهتدى الشاعر اللاجئ إلى القصيدة الدرامية في فترة ما، حيث جعل من هذه المسيرة الأليمة مادة لتطور الشخصية في القصيدة. كما اهتدى إلى أشكال مختلفة مغايرة تميزت فيها كهرباء الغضب وشحنة التوتر. وهذا لا يعني أن القصيدة الدرامية المشحونة بالغضب والتوتر مقصورة على الشاعر الفلسطيني، فالفن أكثر تعقيداً من أن يحيطه تصور محدد. وتبقى على مهمة النقد ومكر التاريخ أن يقولا كلمة الفصل في هذه التجربة الفريدة المتميزة التي قدمت أسماء نوعية يستحق كل منها وقفة خاصة.

البداية

طبيعة صامتة
تطلب الياسمينة ماء،

ولا ماء،

لا ضوء يكفي ليغسل وجه المكان

تضمر المزهرية،

والعطر يرسله الياسمين إلى لا أحد

وكأن الزمان

يتجعد في المزهرية -

لو جاءت المرتجاة لهش لها ..

وانفرد

لم تجيء،

لم تضيء شمعه،

لم تمر على المزهرية، منا، يدان

كل ما كان أني هنا وهناك،

جفاء ذهبت مع الياسمين،

ويمكث، حيث تركت، الزبد.
البداية

إضراب
أضرب الشباك، لكن الفضاء

لم يزل يهب، من مستقبل الشباك، أو يأتي إليه

أضرب العصفور، لكن الغناء

لم يزل يقتاد طفلا حالما من أذنيه

أضرب الغيم، ولكن الشتاء

حدد الموعد،

والمزراب يغري العتبه

ما الذي تطلب هذي الكائنات المضربة؟

كيف إضراب ولا إغلاق؟

لا إعلان حتى في جريدة

إسترح وارتشف المرة،

لا خوف من العصيان،

لا أخبار عن مزرعة الفلفل في هذا المساء

كل ما في الأمر أن الحبر والصبر معا، والموهبة

عجزت أن تقنع الأشياء بالتجريد،

أو تدخلها في تجربه

هكذا لن تصبح الأشياء موضوع قصيدة
البداية

رهين الجثتين
مرأة أم صاعقة ؟

دخلت، في، من العينين،

واستولت على النبع،

ولم تترك لدمعي قطرتين

- أنت لن تجترحي معجزة،

حتى ولو أيقظت شمسا تحت هدبي

غير أني منذ أن أصبحت نهرا،

دارت الدنيا على قلبي،

وأنهيت إلى نبعي مصبي

فاستحمي بمياهي مرتين

نحلة أم عاشقة

دخلتني من طنين مزمن في الأذنين

تركت روحي رمالا

وأعارتني نخيلا وجمالا

وحلمنا أننا نحلم بالماء فيزرق التراب

- لن تميتيني كما شاء الأسى،

أو تنشريني في كتاب

غير أني منذ أن أضحيت صحراء،

نزعت الشمس عني

وجعلت الماء، في الرمل، يغني

فاغرفي مني سرابا باليدين

هل دمي صاعقة أم عاشقة؟

أم هي النار التي توغرها حرب اثنتين؟

هكذا أمسيت،

لا في الحرب،

لكن في حرب،

وانتهاكات،

ونار عالقة

من يدي يسقط فنجاني على ثوب صديقي

هو ذا يسمع من صوتي اعتذاراتي،

ولم يسمع طبول الحرب في رأسي،

ولم يبصر حريقي

بعد، لن أضحك أو أعبس،

حتى تشهد الحرب التي في جسدي -

واحدة من طعنتين

فأواري صاعقة ميتة فوق رمال العاشقة

أو أجاري جسدي الهارب -

من موت إلى موت..

وأين؟

ربما يندفع النبع إلى وجهي،

وقد تنتشر الصحراء في رأسي،

وقد يختلط الأمر على طول الطريق

إنني أصغي إلى الداخل،

أنشد إلى الحرب التي تمتد،

- من قلبي إلى صدغي -

فهل حرب ولا موت؟

أم الحي الذي يعلن هذا..

في مكان منه يخفي جثتين؟
البداية

الأحجية المكشوفة للمطر والنار
أذكر، أن الجبل العظيم كان يمشي
والمطر الذي يروِّي القمح لا يبلل الأطفال
أذكر أن جارنا الحمّال
توجني بكعكة،
وقال لي: كن ملكاً في الحال
وهكذا وجدت نفسي ملكاً . . والذكريات جيشي
أذكر أن الجبل العظيم كان يمشي
من شفتيْ أبي إلى خيالي
وكانت الثمار في سلالي
كثيرة،
والنار مُلك دهشتي وطيشي
وعندما تجمع الأطفال والذباب حول بائع الحلاوهْ
ولم أجد في البيت نصف قرش
وعندما أمي بكتْ،
(تنكر حتى الآن أنها بكتْ)،
وعندما انسحبتُ من ملاعب الشقاوة
عرفت أن الجبل العظيم ليس يمشي
عرفت: كنتُ ميتاً. . والذكريات نعشي
ساعتها. . وظفتُ ما أملكه من نار
ليحرق الذاكرة – الغشاوه
وقبل أسبوعين كان المطر المُنْسَح
يسوط وجه طفلة وهو يروِّي القمح
معذرة يا سادتي . . فلست بالثرثار
إذا زعمت أنني حدثتكم عن فتح
(عمان 18/2/1970)
البداية

الشوكة المُزمنة
قالت له عصفورة الأيام:
خطوط كفيّك بلا نهايه
تبدأ من كفيك، أو من صفحة الغوايه
قلبك مفتوح بمصراعيهِ
والغول – في الحكايه
ترميك بالنهار والظلام
أو ان لا يوقظك الرعد، ولا
تملك أن تنام
سحابةٌ مرّتْ على عينيه
ولم تزلْ عصفورة الأيام
تقول ما أدركه، من قبل، وهو خائف
فالنهر يدنو واثقاً اليه
وجمرة العواطف
تنقله عن حطب الآثام
أعرف هذا الضوء مجنوناً، تعودّتُ
عليه من زمن
أعرف كيف يرسم المرأة أحياناً
على شكل الوطن
فمرّة يرسمها أما
ومرة حمّى
(جزء من قصيدة من ديوان "اختلال الليل والنهار" ص 16-19)
البداية

أبو خليل*
اسلم.. فأنت أبو خليل
اليوم يومك،
لا رحيل ولا بديل
والآن ظهرك للعراء..
وفي يديك امانة،
فاضرب.. فداك المستحيل
واذكر، وهم يتقدمون إليك
أنك آخر الأحياء في زمن قتيل
فاضرب.. سلمت أبا خليل
بغداد ليست، أيها النشمي، أرضا، أو مجرد عاصمة
فاضرب يجاوبك الصدى
بغداد أسباط وأوراس وصنعاء ونيل
كن باسم بغداد الردى
وليسقط الشيطان والثعبان والعدوان
عند تراب نعليها
وقل: من تحت أخمصنا السبيل
بغداد مرآة
يرى فيها الغزاة حقول زيت عائمة
وترى عيون الأرض في المرآة
وجها للحياة
ووردة ومقاومة
فاضرب.. سلمت أبا خليل
اليوم يومك
منذ أن رواك دجلة والفرات
وكل يوم كان يومك
خبىء الحلوى لأطفال الحياة
أمامك الدنيا
وخلفك ملجأ في العامرية
نصب عينيك المخيم في جنين
وسيد الشهداء، يبرح كربلاء
ليستدير إليك حتى يطمئن على الأمانة
طمئن الدنيا عليك
وجرع الشيطان والعدوان والثعبان
كأسا من زعاف السم والموت الوبيل
واضرب.. سلمت أبا خليل
في البيت أطفال
وفي بستان عمرك أم سرك
لا يزال هناك وقت للزنابق
للعصافير الندية
للبكاء على ضحايا العامرية
للخنادق
لا يزال هناك وقت للحياة
وعندما يتقدمون إليك
فكر في الحمام الأبيض المنشور ملء الريح
يحرس كوكبا وثياب أطفال على حبل الغسيل
فاضرب.. قليلا أو كثيرا صبر ساعة
هي ساعة لكن فيها ألف جيل
وتجدد الأيام وردتها
وتزدهر الأغاني في الشوارع لا الإذاعة
ويكون وقت للعيال وأمهم
ويكون فجر ينتقيه أبو خليل


* أبو خليل هو اسم التحبب الذي يطلقه العراقيون على كل فرد من قواتهم المسلحة.
البداية

قمر الظهيرة
رويدًا
إنه قمر الظهيرة في مدى بصري
وإن أُحرز مكافئة
فليس أقل من ألا أكف عن الظنون
أراه وحدي والعيون ترى جنوني
ليس لي هذا الجنون
ولست أزعم أنني أنشأت معجزة
ولكني أرى قمري
لهم أن يضحكوا
ويُظَنُّ بي أني نسيت الشمس في وعر الطفولة
ربما أنسى
ولكني أرى مالا يرون الآن
فليمضوا إلى أيامهم
ولأمضِ من صيفي إلى مطري
على أني وحيد
والعزاء معلَّق في سلة عبث الهواء بها
فلا أعلو إليها وهي لا تدنو إلي
لعل فاكهةً هناك
لعل أعنابًا وأبوابًا ستفتح لي
فأمسك ذيل أمي
وهي تضحك حين أخبرها
بأني ألمس الوحي
كأني أدخل الدنيا
كأني لم أكن فيها
وأدرك أنني لا أملك الإقناع
أمي أمس من ماتت
وها أنا لم أمت إلا قليلاً
وانبعثت
فكيف أني بي أعزِّيها؟!
إذن أين الطريق؟
وهل أعود من الكهولة
أهتدي بدمي الذي ينمو مع الثمر؟
لماذا ليس لي عينان كالبشر؟
لماذا لا أرى الأيام تولد من لياليها
فأحزن إن دعا سبب إلى حزن
وأهجس إن دعا قلق إلى ظن
وأسبق حين يغريني السباق
وإن تعبت؟
فإن لي أني أحاول
أي عفريت تعرض لي
فصرت سواي
لست أريد إلا أن أنام
وأنفض العفريت والأقزام
رويدًا إنه قمر الظهيرة
لست أريده لي
وأريد كالأولاد قمح العيد
يُقْبل من جنوب الصيف ثانية
لنصغر مثلما كنا، ونسرق من شوال
خطُّه أحمر
ويركض خلفنا الفلاح
ينجو سائر الأولاد.
لكني أقصر في الهروب
ومن يقصر عادة يخسر
لماذا الخوف لي والقمح للأولاد
كيف أكون منهم إن رجعت
فهل سأقهر في خوفي
هل سأخرج من يدي ضعفي
وأدخل في الجموع كأنني منهم
وأخجل من دموعي
لا أريد سوى كما يحيون أن أحيا
ولكني أرى ما لا يرون
تعبت أو تعبت بي الرؤيا
البداية

جنسية الدمع
صباح من الغبش الحلو يفتح باب النهار
نهار من الصحو إلا بقايا الغبار
مدارس من أمل,و الأمل
ترجل عن حلم في عيون الكبار
إلى فرح يرتجل
فمن أين خوذة هذا المسربل بالبقع السود؟
كيف انطوى العشب تحت الفتى و تلون بالزهر؟
خل كان يدري اله الجنود,
بما سوف يدري إذا أطلقوا النار؟
اسمع صفارة, و أرى صوت حوامّة في السحابة,
يرمي الجنود حروف الكتابة بالجمر,
فالحال في حالة....... و يئن المضارع,
والشارع الآن جملة حرب,
دريئتهم كل راس و قلب,
أصابوا النهار,
إصابته غير قاتلة,
فالرصاصة في كتف الفجر,
و النهر يجري
و روح العصافير تسري
و ما هي إلا دقائق,
ما هي إلا رقائق من شجر الورد و الصبر,
حتى يطير الجناحان,
والنهر يجري فلا يملا البحر,
يصعد من رئة البحر البحر قوسا قزح
و ما هي إلا حدائق كانت نساء,
و أزواجهن, و طفلين
حتى يسيل الصباح دماءً,
تغذي مجنزرة بالوقود
فيربض فيها اله الجنود و يضحك
تبكي ملائكة غادرت قبر يوسف,
تعجز عن أن ترد الكلام الذي ,
لم يصل, بعد,إسماع تلميذتين
فأسمع دمع السحابة,
من رامة الله تسري إلى طولكرم
ونابلس و الخليل
إلى خان يونس
من صخرة القدس حتى رفح
و تبكي ملائكة جاورت قبر يوسف
سيدنا الخضر في بئر زيت
سيدخل في كل موت
و يخرج من نخلة ضربت موعدا ً للقيامة في عمق دير البلح
و نعرف جنسية الدمع منذ بكى آ دم,
يا فلسطين,
يا دمعة الله،
للحزن أن يترجل يوما ً, ليدخل,من بيت لحمك,طفل الفرح
و نعرف ماذا يخبئ, في الدمع,هذا القطار
ولكن أيرجع من ذهبوا؟
لقد ذهبوا ليعيدوا النهار
و لكنهم ذهبوا
و لسنا نكابر...بل هدنا التعب
سنفقدكم كلما هدأ البيت
هم عودونا:إذا حضروا يزهر الصخب
سنفقد من يكسر الصحن,
ينكسر الشر فينا
ولا ينتهي الشغب الحلو,
يا روحهم انت... يا شغب
عزاء,و كيف العزاء بمن ذهبوا؟
أنزعم,في غفلة,أنهم هربوا؟
وعند المساء يجيئون بالكتب المدرسية,
و القدس,
و الفرح و المرتجي... والنهار
سيبعث أصغرهم بكراريس إخوته.. ويدور الشجار
و نضحك,
نفتح نافذة فنرى أفقا ً لا تعكره البقع السود,
يمضي الجنود و يبقى الصغار
سنكتشف البحر,
نسرح في السهل,
نصغي لنبض الحصاة بقلب الجبل
و نوقظ,من نومه,جبلا غارقا في الأمل
سنفعل هذا و اكثر,نضحك ...نبكي
سيصبح هذا ربابتنا...و سنحكي
و لكن لماذا يباهتنا الدمع؟
يا أملا ذهبوا ليجيئوا به...فلتجئ
و يا قمرا ذهبوا يقطفون لنا ضوءه..فلتضئ
ويا غد...
فلنبتدىء يا غد الغد يا غدنا
لقد نام عمرا,و آن له أن يفيق الجبل
وآن لنا.....







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 08:17 PM   #7

قلم مميز

 

 رقم العضوية : 40821
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : المدينه المنوره
 المشاركات : 1,708
 النقاط : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41994
 قوة التقييم : 21

سلطان الزين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الشاعر توفيق زياد

نبذة

-ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابعمن أيار عام 1929 م .
-
تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ،وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكوليدرس الأدب السوفييتي .
-
شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياةالفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه.
-
شغل منصب رئيسبلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عنالحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عنالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .
-
رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرقمروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداًإلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو.
-
ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعرالتركي ناظم حكم.

أعماله الشعرية :

1.
أشدّ على أياديكم ( مطبعةالاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2.
أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت، 1969م ) .
3.
أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4.
أمدرمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5.
شيوعيون ) دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6.
كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعةوالنشر ، عكا ، 1970م ) .
7.
عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8.
تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9.
سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة ( مطبعة الحكيم ، الناصرة ، 1973م ).
10.
الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) ، يشمل ثلاثة دواوين :
-
أشدّ على أياديكم .
-
ادفنوا موتاكم وانهضوا .
-
أغنيات الثورةوالغضب .
11.
الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .

أعماله الأخرى :

1.
عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دارالعودة ، بيروت ، 1970م ) .
2.
نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعةالنهضة ، الناصرة ، 1973م ) .
3.
صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ) المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م . (
4.
حال الدنيا / حكاياتفولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .

البداية

أُحِبّ .. ولكن
أُحِبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم : رأساً على عَقِبِ
وأقطع دابر الطغيانِ
أحرق كل مغتصبِ
وأوقد تحت عالمنا القديمِ
جهنماً ، مشبوبة اللّهبِ
وأجعل أفقر الفقراء يأكل في
صحون الماس والذهبِ
ويمشي في سراويل
الحرير الحرّ والقصبِ
وأهدم كوخه .. أبني له
قصراً على السُحُبِ
أحبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم رأساً على عقبِ
ولكن للأمور طبيعة
أقوى من الرغبات والغضب
نفاذ الصبرِ يأكلكم فهل
أدى إلى إرَبِ ؟؟
صموداً أيها الناس الذين أحبهم
صبراً على النُوَبِ !!
ضعوا بين العيون الشمس
والفولاذ في العَصبِ
سواعدكم تحقق أجمل الأحلام
تصنع أعجب العَجَبِ
البداية

أناديكم .. أشد على أياديكم
أناديكم
أشد على أياديكم..
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
وأهديكم ضيا عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم.
أناديكم
أشد على أياديكم..
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي
يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وصنت العشب فوق قبور أسلافي
أناديكم... أشد على أياديكم!!
البداية

السكّر المرّ
أجيبيني !!
أنادي جرحك المملوء ملحاً يا فلسطيني !
أناديه وأصرخُ :
ذوِّبيني فيه .. صبّيني
أنا ابنك ! خلّفتني ها هنا المأساةُ ،
عنقاً تحت سكين .
أعيش على حفيف الشوقِ ..
في غابات زيتوني .
وأكتب للصعاليك القصائد سكّراً مُرّاً ،
وأكتب للمساكين .
وأغمس ريشتي ، في قلب قلبي ،
في شراييني .
وآكل حائط الفولاذ ..
أشرب ريح تشرين .
وأدمي وجه مغتصبي
بشعرٍ كالسكاكين .
وإن كسر الردى ظهري ،
وضعت مكانه صوّانة ،
من صخر حطين .. !!
فلسطينيةٌ شبّابتي ،
عبأتها ،
أنفاسي الخضرا .
وموّالي ،
عمود الخيمة السوداءِ ،
في الصحرا .
وضجة دبكتي ،
شوق التراب لأهله ،
في الضفة الأخرى .
البداية

بأسناني
بأسناني ،
سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني
بأسناني .
ولن أرضى بديلاً عنه
لو عُلّقت
من شريان شرياني .
أنا باقٍ
أسير محبتي .. لسياج داري ،
للندى .. للزنبق الحاني .
أنا باقٍ
ولن تقوى عليّ
جميع صُلباني
أنا باقٍ
لآخذكم .. وآخذكم .. وآخذكم
بأحضاني
بأسناني
سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني
بأسناني
البداية

جسر العودة ..
أحبائي !!
برمش العين
أفرش درب عودتكم ،
برمش العين .
وأحضن جرحكم ،
وألُمّ شوك الدّرب ،
بالجفنين .
وبالكفين ، سأبني جسر عودتكم ،
على الشطّين
أطحن صخرة الصّوان ،
بالكفين .
ومن لحمي ..
البداية

المصلوب
أحبائي !
أنا بالورد والحلوى
وكل الحبّ أنتظرُ
أنا ، والأرض ، والقمر
وعين الماء ، والزيتون ، والزهر
وبيّاراتنا العطشى ،
وسكّتنا ،
وكرمُ دوالْ
وألف قصيدة خضراءُ
منها يوزرق الحجر
أنا بالورد والحلوى
وكل الحبّ أنتظرُ
وأرقب هبة الريح التي
تأتي من الشرقِ
لعلّ على جناح جناحها
البداية

هنا باقون
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
هنا .. غلى صدوركم , باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج , كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
ننظف الصحون في الحانات
ونملأالكؤوس للسادات
ونمسح البلاط في المطابخ السوداء
حتى نسل لقمة الصغار
من بين أنيابكم الزرقاء
هنا غلى صدوركم باقون , كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار , كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل
هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
لكل فعل :- ... إقرأوا
ما جاء في الكتاب
البداية

المُغَنّي
وأعطي نصف عمري ، للذي
يجعل طفلاً باكياً
يضحك
وأعطي نصفه الثاني ، لأحمي
زهرة خضراءَ
أن تهلك
وأمشي ألف عام خلف أغنية
وأقطع ألف وادٍ
شائك المسلك
وأركب كل بحرٍ هائج ،
حتى ألم العطرَ
عند شواطئ الليلك
أنا بشريّة في حجم إنسانٍ
فهل أرتاحُ
والدم الذكي يسفك !!
أغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
وقصائدي ،
هي كلّ ..
ما أملك !
البداية

تعالوا
تعالوا أيها الشعراء
نزرع فوق كل فم
بنفسجةً .. وقيثاره
تعالوا أيها العمال
نجعل هذه الدنيا العجوز
تعود نوّاره
تعالوا أيها الأطفال
نحلم بالغد الآتي
وكيف نصيدُ أقماره
تعالوا كلكم .. فالظلم ينهي
بعد دهرٍ طال
مشواره
وأنتم قد ورثتم
كل هذا الكون
روعتُهُ ،
وثروتُهُ ،
وأٍسرارَه !!
البداية

نيران المجوس
على مهلي!!
على مهلي!!
أشد الضوء.. خيطا ريقا،
من ظلمة الليل
وأرعى مشتل الأحلام،
عند منابع السيل
وأمسح دمع أحبابي
بمنديل من الفل
وأغرس أنضر الواحات
وسط حرائق الرمل
وأبني للصعاليك الحياة..
من الشذا
والخير،
والعدل
وإن يوما عثرت، على الطريق،
يقيلني أصلي
على مهلي
لأني لست كالكبريت
أضيء لمرة.. وأموت
ولكني ..
كنيران المجوس: أضيء..
من
مهدي
إلى
لحدي!
ومن...
سلفي
إلى ..
نسلي!
طويل كالمدى نفسي
وأتقن حرفة النمل.
على مهلي!
لأن وظيفة التاريخ...
أن يمشي كما نملي!!
طغاة الأرض حضرنا نهايتهم
سنجزيهم بما أبقوا
نطيل حبالهم، لا كي نطيل حياتهم
لكن..
لتكفيهم
لينشنقوا..!!
البداية

أشد من المحال
يا أخوتي !هذا التراب ترابنا
رغم الليالي
أرويته بدمي ودمعي
طول أيامي الخوالي
ورضعت من ثدي الجبال الشمّ،
والقمم العوالي
عزمي وأقدامي،
وصبري للشدائد، واحتمالي
زيتهُ . . من ماء قلبي
زيتهُ . . ذزب اللآلي
ومن الأماني المسكراتِ
عبير زهر البرتقال
يا أخوتي ! الأرض تهتفْ
بالنساء وبالرجال
هيا نلبي . . إننا
شعب أشد من المحال !!
البداية

مرج بن عامر
1ـ العُصارة
وعرفتَني لما أتيتكَ
بعد غيبتيَ الطويلة ،
مستفيض الشوق زائر
أبكي بلا دمع
وأسحب خطوتي
في خطو مفجوع وقابر
ونظرت نحوي ..
هذه النظراتُ
في قلبي .. خناجر
علقت أنفاسي عليها
ـ غير مختارٍ ـ
وعلقت الخواطر
وهممت أن تنهض
فشدّك ألف قيدٍ
محكم الحلقات قاهر
وفقدتَ صوتكَ
إذ هممت تصيح بي
وفقدتُ صوتي
وأنا الذي عوّدتُ صوتي
أن يطوف ..
على المنابر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
إني شربت ..
عصارة المأساة ،
يا مرج بن عامر !!
2ـ محرّمات
أرضي ..! ترابي ..!
كنـزيَ المنهوبُ ..! تاريخي ..
عظام أبي وجدّي
حرمت عليَّ ، فكيف أغفر ؟؟
لو أقاموا لي المشانقَ ..
لست غافر
هذي قرانا السُّمرُ
أضحت كلُّها دِمَناً
وآثاراً عواثر
آحادُها بقيت ،
وما زالت
تحارب بالأظافر
شدَّت على أعناقها أنيابـهم
تمتصُّ من دمها
كواثر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
حتى المقابر بُعثرت ..
حتى المقابر ..
3ـ قطعن النصراويات
(من أغنية شعبية قديمة)
النصراويّات الجآذرُ
كم قطعن مداكَ
في خطو الأكابر !
زمرٌ على الطرقاتِ
فيهنّ الحبالى والبنات البكرُ
كالزهر المسافر
والمرضعاتُ ..
صغارهن على الظهور ،
على الخواصر
يَنقُلْنَ أكوام الغلالِ ،
من الحقول ..
إلى البيادر
يسهرنَ حول النّار ،
ينشدن الأغاني
دون آخِر
عن حرب تركيّا ،
وأسراب الفرارييّنِ ،
عن ظلم العساكر
وعن الخواتم ، والأساورِ ،
كيف بيعت
لاقتناء سلاح ثائر
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
إن كان لصُّ الأرضِ وحشاً كاسراً ،
فالعزم فينا ألفُ كاسِر
4ـ الظاهرة والعمق
لا تحكِ لي ! لا تحكِ لي
أنا قادمٌ
من حيث تُغتال الضمائر
وتذوب في الأغلالِ
أيدٍ حُرّةٌ
ويوسوس الفولاذُ
في أقدام صابر
أنا قادمٌ
من حيث كل فمٍ
عليه حارسٌ
والمخبِرون على الستائر
حيث استوى في الحُكمِ
شرطيٌّ
وقديسٌ
وتاجر
حيث الجريمة فرَّخت
في كلّ مأمورٍ
وآمر
حيث العيون السُّودُ
تثقبُ بالرصاصِ
وبالخناجر
حيث الرجال بلا طعامٍ
والنساءُ بلا رجالٍ
والجمالُ بدون شاعر
حيث الحدود خنادق
والبحر زيت كله
والأفق بالفولاذ عامر
وحديقة الأطفال
صارت مصنعاً للكُرهِ
وانغمّت البصائر
حيث الصّدى والظلّ
ينكر أصلهُ
ويسوط خالقه مغامر
أنا قادم
من حيث
تلتهب الضمائر
حيث المآسي تصنع الأبطال
والشكوى
علامة كل خائر
حيث الشوارع زاحفات بالرجالِ
مواكباً
من دون آخر
حيث البحيرات التي
أمواجها أعلام شعبٍ
لن يهاجر
وحناجر الأطفال
والعمال
والشعراء
تملأ
أفقَ عالمنا
بشائر
*
*
لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي !
أأنا الذي نيّبت
تخدعني المظاهر .. ؟!
الضؤ والمأساة
قالا لي: لعنتَ ، إنفذ
إلى عمق الظواهر
لا شيئ يبقى نفسه
والدّهر
دولاب ودائر
ولكل ليل آخرٌ ،
مهما بدا ..
من دون آخر ..
5 ـ شوق العواصِف
يا جذر جذري !! إنني سأعود حتماّ
فانتظرني . انتظرني في شقوق الصخر ،
والأشواك ، في نوارة الزيتون ، في
لون الفراش ، وفي الصدى والظل ،
في طين الشتاء وفي غبار الصيف ،
في خطو الغزال، وفي قوادم كل طائر..
شوق العواصف في خطاي ،
وفي شراييني ..
نداء الأرض .. قاهر
أنا راجع فاحفظنَ لي
صوتي .. ورائحتي .. وشكلي
يا أزاهر
إحفظن لي
صوتي .. ورائحتي .. وشكلي ،
يا أ .. ز .. ا .. ه .. ر !!
البداية

فلتسمع كل الدنيا
فلتسمع كل الدنيا ... فلتسمع
سنجوع .. ونعرى
قطعا .. نتقطع
ونسفّ ترابك
يا أرضا تتوجع
ونموت .. ولكن
لن يسقط من أيدينا
علم الأحرار المشرع
لكن .. لن نركع
للقوة .. للفانتوم ... للمدفع
لن نخضع
لن يخضع منا
حتى طفل يرضع
البداية

ارفعوا أيديكم
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
لا تطعموا النار حطب
كيف تحيون على ظهر سفينه
وتعادون محيطاً من لهب .. ؟؟
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملئوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالاً ولا
نصرع ناساً آمنين
نحن لا ننهب بيتاً
أو جنى حقلٍ
ولا نطفي عيون
نحن لا نسرق آثاراً قديمه
نحن لا نعرف ما طعم الجريمه
نحن لا نحرق أسفاراً
ولا نكسر أقلاماً
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيُها الصّم اللذين
ملئوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
لا وحقّ الضوء ..
من هذا التراب الحُرِّ
لن نفقد ذرّه !!
إننا لن ننحني ..
للنار والفولاذ يوماً ..
قيد شعرَه !!
البداية

يا شعبي
يا شعبي يا عود الند
يا أغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
لن نرضى عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه
ونقاص الجوع وحرمانه
ألا لنفك وثاق القمر المصلوب
ونعيد إليك الحق الحق المسلوب
ونطول الغد من ليل الأطماع
حتى لا تشرى لا تشرى وتباع
حتى لا يبقى الزورق دون شراع
يا شعبي يا عود الند
يا اغلي من روحي عندي
إنا باقون على العهد
إنا باقون
البداية

الكلمات
غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس
البداية

انزلي يا مطرة
إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..
البداية

أمة فوق الصليب
علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فامسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي بالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال
قريب
البداية

شهيدة
هذه الطفلة ، في جبهتها
خمسُ رصاصاتٍ
وشمسٌ
وشهادة
عينها قبَّرةٌ حمرا
وخدّاها عباده
سقطت زنبقةً من ذهبٍ
في شارع الحرية الطالعِ
من قلب المدينه
شارع الحريّة الطالعِ
من قلب الزقاقاتِ ،
ومن قلب المتاريس الحصينة
سقطت تهتف للنّصر
كياناً .. وسيادة
فهي في القلب هتافٌ
وعلى العنق قلادة
وهي عنوان كتابِ
وهي ..
تاريخ ..
ولادة
البداية

أتحدى
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا
فاقتلوني - أتحدّى
واصلبوني - أتحدّى
وانهبوا كسرة خبزي - أتحدّى
واهدموا بيتي وخلّوه حطاما - أتحدّى
وكلوني واشربوني - أتحدّى
وطني أنت المفدّى
والأماني التي تقطر شَهدا
وطني الحرقة والوجد الذي
يأكل عمري
والهوى والضوء في عيني
والشوق الذي يملأ صدري
هذه الأرض بلادي
وسماها ولعي
حاضري .. مستقبلي .. مهدي ولحدي
ودمي .. لحمي .. فُؤادي .. أضلعي
وهي أمي وأبي وهي
أبنائي وجدّي
وتراثي .. وأغانيّ .. وأعلامي ومجدي
بيتي العالي وعنوان التحدّي
وأنا الناس الحزانى
وأنا الشعب المعذّب
وأنا العاصفة الهوجاء
في وجه المظالم
وأنا النهر الذي يجري ويجري
جارفاً كلّ الطغاة
وأنا بركان عشقٍ للوطن
وأنا الخضرة والشمسُ
وقطرات الندى
فاقتلوني - أتحدى
واصلبوني - أتحدى
لا دمي تشربه الأرضُ
ولا روحي تهدا .
البداية

كلمات .. للوطن
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك فأبشر يا وطن
نحن عشاقك فأبشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!
البداية

ازرعوني
ازرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل
البداية

أماماً وأعلى !
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. نفديك بالروحِ
شبلاً فشِبلا
ونمشي كعاصفة النارِِ
شيخاً وطفلا
ليبقى لواؤك
فوق السِّماك وأعلى
بلادي تبقين في الكون
نجماً معلّى
وتبقين دوحة عزٍ
فروعاً وأصلا
حملناك فوق الأكفِّ -
تباركت حملا
وشلناك مأساة شعبٍ
أبى أن يذلاّ
بلادي عبدنا ربوعك
طوراً وسهلا
نقشناك في دفتر القلب
فصلاً ففصلا
رسمناك
زيتونةً ..
دوالٍ ونخلا
رسمناك عشباً ، سحاباً
بيوتاً وأهلا
ومرج عناقٍ تفتح
ورداً وفلاّ
وتسبيح قُبّرةٍ
رقدت تتفلّى
عبدناك صحوة فجرٍ
وشمساً وظلاّ
وشوكاً وصبراً
وزعترةً تتجلّى
وشاطئ بحرٍ تقدّس
صخراً ورملا
أماماً
أماماً ..
وأعلى
فأعلى ..!!
ويا نجمة الصبح غيبي -
بلادي أحلى
ويا جنة الخلد روحي -
بلادي أغلى
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. بلادي ..
لياليك بالنصر حُبلى
وأنت تراث الجدود الذي
ليس يبلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أحلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أغلى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 08:17 PM   #8

قلم مميز

 

 رقم العضوية : 40821
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : المدينه المنوره
 المشاركات : 1,708
 النقاط : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41994
 قوة التقييم : 21

سلطان الزين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الشاعر جميل عياد الوحيدي

نبذة
ولد عام 1930 في بئر السبع بفلسطين.
ولد في أراضي عشيرة الوحيدات جنوب قرية الفالوجة, من أعمال غزة بفلسطين, وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة الفالوجة, وبعض علومه الثانوية في مدرسة المجدل, وأتمها في الكلية الإبراهيمية بالقدس. ثم حصل على شهادة امتحان المعلمين الأدنى عام 1957, وعلى شهادة امتحان الدراسة الثانوية عام 1962, وعلى شهادة الليسانس في التاريخ عام 1967.
عمل مع حكومة الانتداب البريطاني لعدة شهور, ثم عمل معلم مدرسة, ثم مساعد مدير, ثم مديراً في مدارس وكالة الغوث الدولية منذ 1950 وحتى 1990 حيث تقاعد.
كان له شرف المشاركة في القتال في بعض معارك النقب عام 1948, إلى أن جرح في معركة بئر السبع, ووقع أسيراً في قبضة العصابات الصهيونية.
دواوينه الشعرية : آلام وآمال 1985 - أعطني سيفاً 1992.
مؤلفاته : في التراث والإنسان : نظرات في تاريخ عشيرة الوحيدات.
ممن كتبوا عنه: حسني أدهم جرار في كتابه: قصائد وأناشيد للانتفاضة, وروكس بن زائد العزيزي في صحيفة الرأي الأردنية, وكمال عبد الكريم الوحيدي في صحيفة العرب القطرية, وغيرهم.
عنوانه : مخيم البقعة - ص.ب 47 - الأردن.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 08:19 PM   #9

قلم مميز

 

 رقم العضوية : 40821
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : المدينه المنوره
 المشاركات : 1,708
 النقاط : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41994
 قوة التقييم : 21

سلطان الزين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الشاعر جورج جريس فرح

نبذة
من مواليد حيفا ـ فلسطين ـ عام 1939 ومن سكان شفا عمرو حاليا .
أنهى دراسته الثانوية في " الكلية الأرثوذكسية العربية " في حيفا عام 1959م .
درس المحاسبة وإدارة الأعمال ، عمل موظفا حتى عام 1969م , ثم مديرا لمكتب تأمين حتى عام 1980م , ثم مديرا في بنك العمال حتى 1994م حيث استقال ليزاول الأعمال الحرة في مجالات الخدمات التجارية , الإعلان , الطباعة والنشر .
كتب الشعر في سن مبكرة ، كما كتب القصة القصيرة , المقالة ، وكلمات الأغاني .
أصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان " بدء الحصاد " عام 1985م والثانية " صوت يبحث عن صداه " عام 1991 وقد تأثرت مجموعته الأخيرة بأحداث الانتفاضة الفلسطينية بشكل خاص .
نشرت الصحف العديدة والمجلات الكثير من إنتاجه وتم تلحين وغناء العديد من كلماته .
البداية

الليل والحب وحبيبتي !
لحبيبتي في الحبِّ شَرطٌ أوَّلُ
شرطٌ أساسٌ
عنهُ لا تتنازَلُ
أن أربطَ الليلَ بأطرافِ النهارِ
بسِحرِها أتغزّلُ
واطَوِّلُ...!
لحبيبتي والليلِ أسرارٌ
ولغزٌ أجهلُ
في الليلِ يطغى عِطرُها
يتدلّلُ
يتسلّلُ
في جوفِ أعماقِ الوريدِ
ويوغِلُ...
والعِطرُ عندَ حبيبتي لا يُمْهِلُ
لا يعرفُ الإبطاءَ في ما يفعَلُ
وأنا شديدُ الحسِّ
لا أقوى على عطرٍ يبرّح بالفؤادِ
ويقتلُ...!
وا حيرَتي...
ما حيلتي
وأنا الذي،
من غيرِ خمرٍ،
أثملُ

البداية

هاتواالصّغارَ أضمُّهُم
هاتوا أياديكُمْ
إذاتَعِبَتْ وأضناها العَمَلْ
هاتوا أقَبِّلْها
وأغسِلْها
بدمعٍفي المُقَلْ
هاتوا كواهِلَكُمْ
فقد حمَلَت مدى العُمرِالثِّقَل
والأرضُ منكُم لم تَزَلْ
مِعطاءَةً
منذُالأزلْ
هاتوا معاوِلَكُم
أزيِّنْها
بشاراتِالظَّفَرْ
هاتوا مواجِعَكُم
أطيّبْها
بزيتٍ منشجَرْ
زيتونِنا الطفّاحِ من جوفِ الحجَر!
هاتواصِغارَكُمو
أضمّهمو
إلى الصدرِ العَطِرْ
هاتوا
لأطبعَفوقَ جبهَتِهِم قمَرْ
فهُمُالبدايةُ
والنهايةُ
والحكايةُ
والخبَرْ
وهمُالقضيَّةُ
والهويَّةُ
والمسيرةُوالأمَلْ!

نسرٌ أم حمامة
لاجتماعِ الطَّيرِ،
ما قبلَ الصَّباحْ،
أقبَلَتْ، مذعورَةً،
أسرابُ أصحابِ الجناحْ..
جَدوَلُ الأعمالِ مَقصُورُ الكلامْ:
نزعُ شاراتِ السَّلامِ عنِ الحَمامْ!
حيثُ أنَّ الناسَ قد مَلّوا الوُعودْ
فالحَكايا جاوَزَتْ كلَّ الحُدودْ
كلَّ يَومٍ يملأُ الدُّنيا بَشائرْ
عن سَلامٍ قادِمٍ كالطَّيرِ طائرْ
ناعقًا قالَ الغُرابْ:
يا طُيورْ
آنَ أن يَرعَى القَضِيَّة
نسرُنا حامي الحَميّةْ
فهْوَُ أوْلى بالوظيفَةْ
مِن ذوي النَّفسِ الضَّعيفَةْ
فيهِ لَو رُمنا الحقيقَةْ
كلُّ ما تَبغي الخليقَةْ
فالمعالي مَطلبُهْ
والبَرايا تَرهبُهْ،
فاجعَلوا النَّسْرَ الإماما
واعزلوا الآنَ الحَماما
لم يَطُلْ ما كانَ مِن أخذٍ ورَدّْ
قرَّرَوا بالأمرِ عَنْ عَزْمٍ وجِدْ
مِنْ عَلى أنقاضِ جُثمانٍ وَجِيفَهْ
تمَّ تتويجُ الخليفَهْ!
وانفضَّ جمعُ المؤتمَرْ
واستغرَبَ النّاسُ الخبَرْ...
عامٌ مَضَى
أو بَعضُ عامْ
والهمسُ في الأنحاءِ قام:
هل يا ترى ضاعَ السَّلامْ؟
حتّى الأبَدْ؟
مَنْ مُرجِعٌ بِيضَ الحَمَامْ؟
أينَ المَدَدْ؟
مَن ذا الذي يأتي بها؟
مِن بَعْدِ طولِ غِيابِها؟
هل مِنْ أحَد؟
هل مِنْ أحَد؟!!!

البداية

الشرقية...
هم ابتلوها وقالوا بـأنَّ فيهـا البليَّـة
وكبلوها وشـدّوا قيودَهـا القهريـة
غنيمةً جعلوهـا وسلعـةً وهديّـة...
يا ويحَهم صوّروهـا منبـوذةً سلبيّـة
قالوا: لها نصفُ عقلٍ، فهل تكون ذكيَّة؟
***
ليست كما وصفوها لكونهـا شرقيـة
لكنّهم غيَّبوها عن موكـبِ البشريّـة
واليومَ يُطلَبُ منها أن تدحـرَ الغربيـة
في العلمِ والفهمِ حتى في جوهرِ الحريّـة
***
يا قومُ لا تظلموها وتجعلوهـا ضحيّـة
فـإن فيهـا كنـوزًا وثـروةً وطنيَّـة
واستنهضوها بحثٍّ وحِكمَـةٍ ورويَّـة
ومهّدوا الدَّربَ حتى تسيرَ فيـهِ أبيَّـة
مرفوعةَ الرأسِ فكـرًا وقـدرةً أدَبيَّـة
تجنوا ثمارًا، لعمـري، لذيـذةً وشهيّـة
من يزرع الجهلَ يحصِد بيـادرَ الأميّـة!
البداية

فإذا كانَ اللقاء…
لو أباحَ الناسُ لي مِن كلّ مُغرٍ
أيَّ شيءٍ غَيرَها،
ما اخترتُ شيّا ...
غيرَ جُودِ الدهرِ في يومٍ عليّا
مُنصفًا،
لتعودَ مُلهمتي إليّا..
كان قبلَ البُعدِ ممتنِعًا عصيّا
دمعُ عيني،
صار مدرارًا سخيّا،
أرقُبُ النسماتِ
إنْ حَمَلَتْ عبيرًا
مِن شَذاها العذبِ،
أو عِطرًا زكيّا
أضفرُ الكلِماتِ عِقدًا لؤلؤيّا
أجمعُ النَّجماتِ ما بينَ يديّا
ناسجًا حُلَّةَ عيدٍ للقاءٍ
ليسَ كالأعياد،
وضّاحِ المُحيّا،
فإذا كانَ اللقاءُ، بُعَيدَ هَجرٍ،
سوفَ ألبسُها كِساءً سَرمَديّا
رافلاً بالشَّوقِ،
مُزدانًا بحبٍّ
لم يزُرْ مِن قَبلُ قلبًا آدميّا!

البداية

صورة
صورةٌ بالصمتِ ترويعن سُويعاتٍ عِـذابِ
عن نعيمٍ صارَ طيفًـاوسرابًا في سـرابِ..
***
هي ذكرى عن هوانـالم تذق مثلـي الهوانـا
خاطبتنـي، ذكرتنـيكل ما بالأمسِ كانا...
***
عاتبتني، كيفَ ضاعتأمنياتُ الحـب منـا
بعدما كنّـا وكانـتقاب قوسيـنِ وأدنـى
***
كيف صانت ما أضعناوهي بعض الشيء عنّا؟
قلتُ: أي هيهياتِ أنّامثلها في الحفظِ كنّا..
***
بينما الصورةُ تـرويوشجون القلبِ ثارت
هبَّت الريـحُ علينـاومع الهبّاتِ طـارت!
البداية

بلادي
دموع العين اسكبها
إذا عطشت، واسقيها
دماء القلب أنزفها
سمادا في أراضيها
لتبقى خصبة خضراء
لئلا تبتلى بالقحط والمحل
وأشجار بها شماء
لتبقى صلبة السيقان والأصل
لئلا تنحني للريح أو تكسر
لئلا ترتضي بالذل أو تقهر
بلادي،
أمي الأخرى
وحب بلادي الأكبر
البداية

خواطر الميلاد
1- تحية لبيت لحم :
وافى من الشرق القصي ليسجدوا
للطفل في المهد الوديع مجوس
قالوا قدمنا إذ علمنا أن في
هذي الديار سيولد القدوس
في مهد فقر كل عرش دونه
ميلاد خير ترتجيه نفوس
يا بيت لحم اليوم هبي وافرحي
إذ أنت عن دون البلاد عروس

2- صلاة العيد :
رباه علمنا حياة تواضع
وتسامح ومودة وإخاء
رباه يسر خبزنا وكفافنا
حتى تقينا منّة البخلاء
رباه بارك أرضنا وجهودنا
وأزرع بذور الخير في الأنحاء
واجعل علاقات الشعوب ببعضها
دنيا سلام دائم وصفاء.

3- هدية العيد:
يا إخوتي في الأرض يا كل البشر
أحلى الأماني في حلول العيد
في أمسيات العيد كم يحلو السمر
في شرب كاس أو سماع نشيد
الله أسأل أن تظل حياتكم
أيام سعد في ليالٍ غيدِ
هذي تحياتي لكم وهديتي
ضمنتها شعري وصدق قصيدي.
البداية

ذات يوم
ذات يوم كان طفل هاهنا
يلهو وطفلة،
كان كل الكون مزمارا وطبلة
ليس إلا!
كان هذا حين كنا برعمين
عابثين...
كان ليل إذ سهرنا
ذات يوم،
قد غفا السمار لكنا بقينا
ساهرين،
كم سهرنا دونما ندري بأنا قد كبرنا
وغدونا ذات ليل عاشقين؟
ذات يوم كانت الدنيا مساء
والتقينا مثلما اعتدنا اللقاء
غير أنا لم نجد شيئا نقول
عقرب الساعات قد مل الدوار
والثواني مثل أجراس المآثم
هل ترانا قد سئمنا ليل أيام الشتاء
فافترقنا
غير ما كنا التقينا
ذات يوم !
البداية

صوت يبحث عن صداه
كان شوكا كل دربي عندما الليل اعتراه
غير أني سرت، لم آبه، ولا أصدرت آه...
رحت أمشي في طريقي رغم أني لا أراه،
ذاك إيمانا بأني بالغ يومًا مداه...
أيُّ ليلٍ دون فجرٍ، دونما صبحٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍِِ تلاه ؟
فارقبوا في الأفق فجري، ربّما لاحت رؤاه
أين أصحابي وقد كانوا معي في مبتداه؟
أين من قالوا: تقدّم، ما لنا درب سواه ؟
هالهم ليلٌ وشوكٌ فانثنوا ، وارِفقتاه...
صرت وحدي حيت زاغ الكل في كل اتجاه،
لم يعد ظلّي رفيقي، ما الذي ظلي طواه ؟
ها أنا أوشكتُ، لكن متعبًا، والجسم واه،
ساعدوني خطوةً للفجر، كي نلقى سناه
لم يعد ليلي رهيبًا، لا ولا عادت دُجاه ،
فاجمعوا أشلاءكم يا إخوتي في مُنتهاه،
واخرجوا نستقبل النورَ الذي اشتقنا بهاه...
هل أنا أسمعتُ قومًا هَمّهُم طعم الحياة
أم ترى أصبحت صوتًا طاف بحثًا عن صداه؟
البداية

حكايات جدّي
كان جدّي
مثل حاسوبٍ، وأغزر
يحفظ الأشياء عن غيبٍ
فلا يحتاج دفترْ،
يستقي الأخبار من أوثق مصدرْ
ثم يرويها انسيابًا
ليس يعثرْ،
ينبش التاريخ منْ
أيامه الأولى البعيدة
ليس يقرأ
في كتابٍ أو جريدةْ
فهو لم يذهب لكتّابٍ
ولم يعرفْ قراءةْ
وهو درويشٌ وسيمٌ
بالبساطة والبراءةْ
كان جدّي
يتقن التفصيل بالقول الوجيزْ
كان كلّ الحيّ مشغوفًا
بذيّاكَ العجوزْ
ضارب الأمثال حلاّل الرموزْ
لم أزل أذكر منهمْ
جارنا عبد العزيزْ...
كان هذا يستزيد الجد أكثرْ
وهو يطري هاتفًا :
الله أكبرْ
باشتداد البرد في كانونَ
بعد وقد النار في الكانون
كان الجدّ يجمع الجيران حولهْ
ثم يمضي قائلاً ما شاء قولهْ
يقتفيها من أبي زيدٍ وعنترْ
عَبْرَ هولاكو
وتاتارٍ وبَربَرْ
ذات ليل ٍ
قال: يا عبد العزيزْ
دالت الأتراك قبل الانكليزْ
قل لمن يبكي على أطلال خولةْ:
صال جنكيزخان صولةْ،
لم تدم للظلم دولةْ
البداية

ولدي
يسألني ولدي عن كمَدي
والجرح النازف في كبدي
يا ولدي، جُرحي موروثٌ
فاحذر ما يورثُ في بلدي
يسألني ولدي عن بلدي
والعَلَمُ الضائع من أمَدِ
يا ولدي عَلمي لم يَبْرَحْ
منتظرًا حلّي من عقدي
يسألني ولدي عن عقدي
عن تلك ال"تنهش في جسدي"
يا ولدي عقدي أنكرُها
كي تخلوَ أنتَ من العقدِ
يسألني ولدي عن جلدي
عن سرِّ الأمل المتَّقد
يا ولدي أمسي مشتعلٌ
نورًا يهديكَ بفجر غدِ
البداية

أتوق
أتوق لبقعة في الأرض يهوى شَمْسَها ظِلّيْ
أتوق لقطرة الظلِّ
قبيل الصبح، عند الفجرِ قد عَلَقَتْ
على أوراق لوزتنا
كبلّور النّقا الحر
أتوق لبئر ساح الدارْ،
أتوق لنقطةٍ من ماءِ تلك البئرِ في الحَرِّ
وقيلولةْ
بظلّ التينةِ الخضراءِ في تمّوز أو في آبْ،
أتوق لشُلّة الأصحابْ،
ولقمة "كبةٍْْ نَيّهْ"
وتبّولة
أتوق لعودة الراعي بأغنامهْ
وأنغامه،
وصوت الناي والموّال بعد العصرْ،
أتوق لشطحة في الوعرْ،
أتوق لعودةٍ في العمرْ
لعودِ الحَرثِ والنوْرَجٍْ
وتل القمحِ في البيدرْ...
أتوقُ لليْلنا المُمْطِرْ
وقرصِ الجمرِ في الأوجاقْ
يعانق ركوةَ القهوةْ
بحَبِّ الهالِ في البَكرَجْ
أتوق لجدّتي تروي
أتوق لكلمة حلوةْ
أتوق ل " قربّت تُفْرَجْ"
البداية

الأثقال الخفيفة
حين أمسى موطنُ الإنسان للإنسان غُربهْ
حين أفنى في ظلام اللّيلِ نجمُ القطبِ قطبهْ
أدركَ المظلومُ دربهْ
لم يعد بالموتِ يأبهْ
لقمةٌ في الذُّل صعبَهْ
شوكة الأيام حربَهْ
قد تناسى العاشق الولهانُ في الأحداثِ حبَّهْ
مذ غدا تهليلةٌ للطفلِ صوت البندقيَّة
حين تاهت أمّه في الأرض بحثًا عن هويَّةْ
في المتاهات العتيّةْ
وغدا الجاني ضحيّة
في مفاهيم البريةْ
صارت النيران تُصلي في حروف الأبجديةْ
حين يغدو البطش والتنكيل من صلب الوظيفة
والبطولات الشريفة
حين يأبى حاكم إطعام محكوم رغيفه
تصبح الأشعار أشباحا مخيفة
تصبح الكلمات أقوى من قذيفة
تصبح الأثقال أحمالا خفيفة







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-14-2010, 08:21 PM   #10

قلم مميز

 

 رقم العضوية : 40821
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : المدينه المنوره
 المشاركات : 1,708
 النقاط : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41994
 قوة التقييم : 21

سلطان الزين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الشاعر حسن البحيري
نبذة
من مواليد 1921م في مدينة حيفا .
اضطر إلى ترك حيفا لينضم إلى جموع الفلسطينيين الذين تشردوا في الشتات عام 1948م وكان من بين الذين ذهبوا إلى سوريا .
عقد البحيري صداقات مع الشعراء السوريين والشعراء العرب الآخرين .
أصدر البحيري عدداً من المجموعات الشعرية كرّسها جميعاً للقضية الفلسطينية والتعبير عن الحنين العميق للوطن المضاع ، منها "الأصائل والأسحار" ( 1943) و" أفراح الربيع" ( 1944) و" ابتسام الضحى" ( 1946) و"حيفا في القلب" ( 1973) و" لفلسطين أغني" (1979) و"الأنهار الظماء" ( 1982) و" جنة الورد" ( 1989) .
منح البحيري عام 1990 وسام القدس تقديراً لإنجازه الأدبي .
البداية

الـداء والـدواء
على هامش وعد "بلفـور"..
الدهر بالحــدثان شـدا ومضى وصـار الأمر جداً
واربد وجه العيش في زمن على الجـور استبـدا
وتصارعت هوج الريـاح فراعــت الأطواد هـدا
وتراكم الغيـم الحبـي على عبــوس الأفق ســدا
وتلفــت الثقــلان في عكر الدجــى للنور نشدا
وانصاع بعد الليـل نور من مسيل الجــر فدا
وعلت تباشير الصبــاح فبــدت الظلمــاء بدا
والعيش بدله الجديــدان المطــارف فاستجدا
والكون زلزل والحيـاة تطاحنت عكســاً وطردا
وأراكمو في غفوة السكرات ما زلــتم عبــدي
لا تملكون سوى الكــلام يساء في الحفــلات سردا
فثريكم في غمرة اللـذات يمضــي العيـش رغدا
ما همه الوطن المبيـــع ولا شجــاه الأمــر ندا
فإذا دعته اللذة الهوجــاء فاض لهــا وأنــدى
فإذا دعا الوطن الجــريح حمــةً أعــطى فأكدى
وإذا دعــــــته اللذة الهوجــاء فاض لها وأندى
وخطيبكم كالديـــك في فلق الصبــاح إذا تبدى
متســـنم عود المنابر كي يفـــوق علـيه ندا
شفتاه تصطرعــــان بالأقوال فهو يسـوق عردا
وضميره مــيت فليس يهزه شعـــب تـــردى
يا من جعلتم خــــادع الأقوال للتصفيـق قصدا
وغفـلتمو لاهيــن عن هول يحيـق بكم وشدى
هاكم عداكم في حمــاكم شمروا ومضــوا ألـدا
شبانهم تمشي بسيــف فنائكم وتصــول جندا
وشيوخهم تبدي الحــجا وتكن في الأطـواء حقدا
بعتم لهم إرث الجــدود وما رعيتــم فيه عهدا
عهداً دم الشهــداء مار على صحيفــة مـردا
ويل لكم.. أبأرضـــكم تتوثب الأعـــداء شدا
وعيونكم – عشيت – قصارهــا بفيـض الدمـع تندى
*****
يا أيها الباكون يجرون الدموع جـــوىً وسهداً
رفداً من الجفنين يستتلي على الخديــن رفـدا
ما نال ذو حق هوى بالدمع يغـرق منه خدا
فالحق يؤخذ بالصفاح تؤدهــا الأبطال أدا
والمجد يبنيه القوي وما بنى ذو الضعـف مجدا
يا من جهرتم بالكلام فأز في الأفــــواه رعدا
لا يمحي جرح العروبة مــن فؤادٍ كاد يردى
بالقول نمقه اللســان فسـال للأسماع شهدا
أو بالمنى رفـت على سنة يراح بها ويغدى
أو بالتشكي من صروفٍ سيرت نحساً وسعـدا
جرح العروبة طـبه عمل من العلم استمـدا
وحصين خلق لا تروعه المفــاسد أن يبدا
والعلم نبــراس الألى نهدوا إلى العلياء نهدا
والخلق أس الصـرح يعمده بناة المجد عمدا
*****
أين الذي أعددتمــوه لتنقذوا الوطــن المفدى
الشعب يثقله الضنـى وينوء بالأغــلال جهدا
والفـقر يغمـره بما يُبكي فؤاد الصخر وجدا
والجهل يلبسـه من الآلام والأسقــام بردا
واليأس دون مـناة في سُبُل الحيــاة يقوم سدا
أين الملاجئ تسعـدون بها الألى حرموه جــدا
أين المصـانع تلبسون حديدهــا حلقاً وسردا
أين الفيالق تصرعــون ببأســها الخصم الألدا
أو ما أتاكــم قول ذي الصمصامــة البتار حدا:
" كل امرئ يجري إلى يوم الهياج بما استـعدا"
إن شئتمو سبل الحيـاة تنمــروا شيباً ومردا
فهي الصلال تألبــت وتقلبـــت ناباً وجلدا
لا تخدعنكم السياســة تجعل الأشــواك ورداً
كي تركنوا لمنى سراب لاح للصاديــن بـردا
فلرب شهد في كؤوس رضابــها بالسـم مدا
*****
قومي: أجــدوا فاز مشتمل ردا صبر أجدا
واستعذبوا ورد الردى يا طيبــة بالعز وردا
جدوا وشدوا واستبدوا مات شعــب ما استبدا
وتدرعوهــا مــرةً قدت من الأفنــاد قدا
وتساندوا وتعاضــدوا وتكاتفــوا قلباً و زندا
وامضوا بعزمٍ صــادق يأتج كالنيــران وقدا
وابنوا صروح المجد في غاب العلا واحموه أسدا
واسترجعوا ما ضـاع من أوطانكم غوراً ونجدا
أولا فإن المـوت مـن عيش الونى أهدى وأجدى
والعبد يرضيه الهـوان ولا يبـالي أن يصـدا
والحر يأبى أن يضام ولا يطيق العيش عبدا!!
البداية

حيفا في سواد العيون
المصدر : ديوان "حيفا في سواد العيون"
دمشق : أوائل تشرين الثاني 1950
يحق لحسن البحيري أن يهيم عشقا في بلاده، أو ليست فلسطين ؟! فكيف إذا كانت مهد مولده وممشى صباه عروس المدائن " حيفا " ، بقدر الحب تأتي اللوعة ، فيسافر في ذكرياته وتنزف أيامه الماضية قصائد ولا أروع ، فنعيش في حيفا دون أن نعيش ، ونبكي عليها ولم نرها إلا من خلال عيونه ، ولا يظل الأمر هكذا بل نهيم بوطن غادرتنا محسوساته ولم تغادرنا أحاسيسه ، لعيني حيفا وسواد عيونها التي أرمدت في أيام الاحتلال ، هو لا يبكي أطلالا ، ولكن يذكر عهدا وحسب الوفي أن يذكر اشتياقه ويكتبه في دفتر الأيام ...
يوم غادرت مسقط رأسيمدينتي الحبيبة ((حيفا)) ، بعد ظهر الخميس في 23 نيسان عام 1948م لم يكن ليمر في توهمخيالي إني أغادرها إلى غير رجعة .. فلقد ركبت البحر إلى "عكا" (نحو ست عقد بحرية) على أن أمضى فيها ليلتي ، ثم أعود بعد أن يخفُ جحيمُ الموت .. ولكن : تقفون والفلك المحركدانب وتقدرون فتضحك الأقدار!
ما أَشرقتْ عينــاكِ إلاَّ خْاننـــي
بصَبابتي .. صبري .. وحُسْنُ تجملي
وتَحسَّستْ كفّـايَ من أَلـَم الجــوى
سهماً مغارسُ نَصْلـهِ في مقتلـــي
وتسارعتْ من مُهْجَتــي في وجنتـي
حُمْر المــدامع جــَدولاَ في جَدولِ
فَلقد رأيـتُ بلحظ عينـــكِ إذ رَنـــَتْ
والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيـــل تَـــدلُّلِ
(( حيفا )) وشاطئـها الحبيبَ، وسَفحـهَا
وذُرىً تعـالتْ للسِّـاكِ الأَعْـــزَلِ
ومُنىً تقَضــتْ في فَسيـح رِحابـها
وهوىً تولَّــى في الشبــاب الأولِ
ورأيتُ هَيْمَنــَة الأَمــانِ مُطَمـأَنَ
اللهفــاتِ من غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ
بِظِلالِ أهـدابٍ تــَرِفُّ غَضــارةً
كظلالِ أَهْـدابِ الغمــام المثْقَــلِ
وذكرتُ من عُمــر النعيم مَضـاءه
بِصِبىً على رُودِ الليــالي مُعْجَــلِ
والعيْشُ بُسْتـانٌ وبَسْمــَةُ ســعدهِ
فجرٌ بأفراحِ المشــارق يَنجلــي ..
والنجــم يَسحبُ من مَشارفِ اُفْقـِهِ
ذيلَ الإباءِ إلى مَشــارِفِ مَنــْزلي
عينٌ رأيـتُ بِسْحــرِها وفُتونــها
أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفــاءِ مُظـــلّلِ
ولمحـتُ بين سوادِهـا وبياضــِها
ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (( الكَرْمـلِ ))
فعلى جفــونكِ لاحَ طَـيفُ ربيعـه
والحُسْنُ يوطئه بســاطَ المُخمَــلِ
والسَّوْسَنُ المطلــولُ بَيْن صخـوره
خَفِــقُ العِطافِ على أغاني البُلْبـلِ
ومَضاجعُ الأحبــابِ في أحضـانه
بَيْنَ الخَمَائلِ من حَريـرٍ مَوصْــلي
والرّيح ُ تَشْــدو في مَلاعبِ دَوْحـهِ
نَغَمــاً تنـام له عيونُ العُـــذَّلِ
جَبَلُ أَطــَلَّ على مرابــع أُنْســهِ
قَمَري . . وغـابَ وَتِمُّه لم يكُمــلِ
وغَرَســْتُ بين شعافــِهِ وشِعابِــهِ
زَهـْر الصِّـبا وَرَوَيْتُه من سَلْسَلـي
ورعيتــه بالرُّوح من لَفــحٍ .. ومن
نَفْحٍ ومن غِيَـر الزمــانِ النُّــزَّلِ
فنَما على جُهــْدِ الضَّنى .. وعَنائــِه
وزكا على جُرحٍ عَسيـرِ المَحْمَــلِ
حتى استوى سُوقاً .. وَهَدْهَدَ خاطــري
مَجْنىً .. وأكمامُ الرًّجـاءِ بَسَمْنَ لـي
قَطَفـَتهْ كـفٌ غيـرُ كفّــى عَنْــوَةُ
وجَناهُ من أرضي غريـبُ المِنْجــلِ
فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً
من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ
مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ ، مَشْدُوهَ الأســى
أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل
وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي
أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ
فَتَلَفَّتــي ، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا
عنّي ، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي ....
البداية

قلمٌ لمْ يفارقُهالحنين
بقلم : سمير عطيه
كانت الدواوين الثلاثة التي أصدرها الشاعر قبل نكبة فلسطين ،كافية لينقش اسمه في جبال الكرمل قبل أن يضطر لمغادرة الوطن . خمسون عاما قضاها بعدذلك بعيدا عن وطنه ومدينته ورغم ذلك ظلّ وفيّا يغني لفلسطين ويضع "حيفا في سوادالعيون "في الأيام التي كانت حبلى بالثورات في فلسطين، وُلد الشاعر حسنالبحيري في " وادي النسناس " أحد أودية جبل الكرمل في مدينة حيفا عام 1921، ورغماليتم الذي عاشه، وقساوة زوج الأم فيما بعد، ظلّ الشّاعر متمسكا بأمله في أن يحتضنالقلم والدّفتر حتى ولو كان ذلك خلف أسوار المدرسة التي حُرم منها فيما بعد .
الظروف القاسية التي عاشها لم تكن لتتغلب على رقة روحه ومشاعره،ولم تكن لتحاصر حلمه، وكان مدينة حيفا بسهولها وجبالها هي محضن الحب الذي لجأ إليهالشاعر، فكان أن أصدر ثلاثة دواوين شعرية وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره. ولعلّ رغبته في أن تتم طباعة هذه الدواوين في القاهرة هي باب الشهرة التي مكنتالقراء والنقاد من الاهتمام بشعره، خاصة وأنّ هذه الدواوين قد سلمت من أعمالالتخريب والنهب من قِبل الصهاينة عند احتلالهم لمدينة حيفا.
وإذا توقفنا عند هذه الدواوين الثلاثة فسنجد كيف أثّرت مدينة حيفابجمالها الخلاب على الروح الرّقيقة للشاعر الذي سكب هذه الرقة في كؤوس الدواوينشعرا عذبا. فديوانه الأول "الأصائل والأسحار" الذي طُبع عام 1943، وديوانه الثاني "أفراح الربيع" والذي طبع في العام الذي تلاه، وأخيرا ديوان "ابتسام الضّحى"، والذيتمت طباعته قبل النكبة بعامين فقط "1946م"، كل هذه العناوين التي تأخذ من طبيعةالمدينة عناوين لأعماله الشعرية، فتقرِّبه من أبناء المدرسة الرومانسية، ونقولتقربه لأنه لم يُحلق في فضاء الطبيعة تاركا جرح الوطن النازف دون أيّ ضماد، ولعلّقصيدة " الشرق...أو أرض البلاد " التي جاءت في ديوان الشعري "ابتسام الضحى" تعطيصورة واضحة عن هذه المشاعر تجاه الوطن :
أرضَ البلادِ نَعِمتِ تحتَ لوانا وبقيتِ ما بقيَالزَّمانُ حِمانا
ويقول فيها مخاطبا بلده :
وَلَتَبْقينَّ لنا على طولِ المَدَى روْضاً غرسْنافيهِ زهـر َمُنانا
لا تسْتَهِنْ يا غَـربُ إنَّـا أُمَّةٌ كُتِبَ اسمُهالِذُرَى العُلا عُنوانا

هذه الصورة التي استقاها من تجربة التاريخ، وحركة الزَمانالمتواصلة، وتلك الوقفة التي رأى من خلالها صورة مجد أمته الذي مضى، لا تتركه بعيداعن الشعراء العرب الكبار في تاريخ الشعر من أمثال البحتري وابن زيدون وأحمد شوقي. ولذلك لم يكن غريبا أن يُعيد الشاعرُ القارئَ إلى دروس الماضي، ومدرسة التاريخ، وهوفيذلك يحاول رمي طوق النجاة لأبناء شعبه وأمته وهو يراهم وسط أمواج " الاستعمارالانجليزي " المتلاطمة، والعواصف "الصهيونية" التي كانت تعصف بالوطن آنذاك، وهو فيذلك التوجه يتجاوز حوادث الزمن إلى دروس تمتد في عمرها طويلا لتعيش في نبض الشعوبوهكذا يرسم فهمه لرسالة الشعر والأدب:
فلكٌ يدورُ...وحادثاتٌ تنْثَني.... وقوابلُ الأيّامِغِبْنَ بيانا
لا يخدَعَنَّكَ أنْ صَفا وجهُ الزَّمانِ الجهْمِ فهوَ مُلَوَّنٌألوانا
لا تأمَنَنَّ الدَّهرَ في وثباتِهِ....فالدَّهرُ يلبسُ كلَّ يومٍشانا
لا تغفونَّ على نشيدٍ خادِعٍ...قدْ سَجَّعتهُ لكَ المنىألحانا
فلنوقِظنَّكَ منْ سُباتِكَ يقظةً...تَذَرُ الزَّمانَ وراءَهاحسرانا

ورغم أنه يصور لنا جراح وطنه في مناسبة العيد، إلا أنّ المفارقةالعجيبة أنّ ذكرى العيد قد ظلّت تؤرّق نفسه، وتجدد الحزنَ في نفسه ففي هذا الديوانيكتب بيتين من الشِّعر، يكون لهما ما بعدهما:
يُهنئِّنُي بالعيدِ منْ ظنَّ أنَّ لي...سوى برءِ أوطانيالجريحةِ عيدا
أَرَى الشَّرقّ مَطْوِيَّ الفُؤادِ عَلى الأسَى...فَلا عيدَ إلَّاأنْ أراهُ سَعيدا

لقد كانت مناسبة العيد حاضرة في ذات الشّاعر، وكانت مناسبة لمحطاتيتوقف عندها الشاعر على امتداد عمره، فنراه في مطلع العقد التاسع من القرن العشرينيكتب رسالة في عيد ولكن في هذه المرّة من دمشق العاصمة التي استقرّ بها بعد ضياعوطنه .
ومما يوجع القلب في قراءتنا لهذه الدواوين التي سبقت نكبة الوطن،أنّ ابتسام الضّحى الذي رآه شاعرنا في جبل الكرمل قد تبدّل "عبسا وجهما"، أماّأفراح الرّبيع التي كانت في ديوانه الآخر فلم تمض عليها الأيام وبعض السنوات حتىتحولت إلى أتراح الدّيار ومواجع، والأصائل والأسحار لم تدم في زمن الشاعر كتبدلأوقات كلها تلدُ إبداعا وشعرا، ولذلك يتوقف الشاعر عن النشيد سنوات طويلة بعدالنكبة بلغت خمس وعشرين عاما، ليطلق حنينه إلى مدينته التي تركها مرغما،، ويتركقصائده تسافر مع أطيار السنونو في ديوانه " حيفا في سواد العيون "بعد أن تركهاحبيسة القلب والأوراق زمنا طويلا، وفي هذه الإطلالة الحزينة والكئيبة الأولى منذضياع وطنه، تتزاحم الكلمات في ديوانه من غير نشاز، وتطفو على سطح المشاعر أشواقوأشواك، ورغم أنه يترك عنوان الديوان لمدينته "حيفا " إلا أن القصيدة الأولى فيالديوان والتي سبقت المقدمة تكون لفلسطين، الأم والوطن والفؤاد المكلوم:
أيا فلسطينُ يا عُمقَ الأسى غُصَصا...ويا سُهادَ الضَّنَىنَاْيا وحِرمانا
على تَوَالي اللَّيالي في تُجَهُّمِها...والعُمرُ يمضي بهاغَمّا وأحْزانا
إنِّي لَأسْمَعُ- والآلامُ تَصْهَرُني...فالجرحُ يَسْعَرُ فيجنْبيَّ نيرانا
مِنْ كُلِّ ما فيكِ من سَهلٍ ومن جبلٍ...ما باتَ يرثي بِهِ أهلاًوأَعوانا

لقد تركت الفاجعة أثرها، ولعل الشاعر من أقدر الناس على نقلمشاعره إلى النّاس، وكان الشاعر حسن البحيري من هؤلاء، فها هو ينكأ الجراحالفلسطينية، ويُعيد شريط الذكريات، وتمرُّ عليه الأشواق بكل أطيافها، ولحيفا نصيب،أو ليست هي التي في سودا العيون؟؟ وبين جوانح الصدور؟
"حيفا" وأنتِ مِزاجُ الرُّوحِ في رَمَقي...وعُمقُ جُرْحِالهَوى في مُوجَعي الخفقِ
يَشُدُني لكِ شوقٌ لو غَمستُ لَهُ...يراعَ شعريَ فيصَوْبِ الحيا الغَدِقِ
ورحتُ بالحبِّ والذِّكرى أُصَوِّرُهُ... دمعاً على الخدِّأوْ حرْفاً على الورقِ
لجفَّ حبري ولم ْأبلغْ قرارةَ ما...ضمَّتْ جوانحُ صَدريمنْ لَظَى حُرَقي

وكأنّ الشاعر لم يكتفي بقصائده المعبرة، وكأنّ الفاجعة أكبر منأيّ قصيدة، وأعظم من كل الكلمات، فالإهداء الذي تصدّر هذا الديوان ينبض بالأنين،ويفيض بالحنين، فتراه ينثر الحروف والكلمات على صفحات الورق، وهو بعد أن يكتب يختمبأبيات شعرية ويعود إلى شاعريّته، ولكن للنثر في شخصية هذا الأديب نصيب، ففيالإهداء في ديوان "حيفا في سواد العيون" خير مثال على ما نقول، خاصة وهو يخاطبالوطن المنكوب:
( وأنتِ يا فلسطين ، يا ذات التُّراب الأقدس ... يا أوّلما جال في رئتيَّ من أنفاس الحياة إني لم أغادرك طائعا ولا مختارا ، ولكنها أعاصيرالمقادير هبّت عليَّ عاصفةً ، راجفةً ، عاتية ... بعد ظهر يوم الخميس ، في الثانيوالعشرين من شهر نيسان ، عام ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف ، فانتزعتني منكانتزاعا ..! ولعلِّي كنت يومئذ آخر من أُكرهَ على مغادرة أوّل أرض مسّ جسميترابُها ...) .
أرأيت أخي القارئ كيف يصف الشاعر تمسكه بأرضه ؟؟ إنه آخر من أرغمهالصهاينة على ترك بيته ، لأنه ظلّ متمسكا به ، متشبثابحلمه ، متعلقا بوطنه . وفي هذهالكلمات أيضا نقرأ تأثره بالشعر العربي في قول الشّاعر :
بلادٌ بها شقَّ الشَّبابُ تمائمي...وأَوَّلُ شيءٍ مسَّجلدي ترابُها
ويمضي في دموعه الشعرية ليصل إلى حيفا وما تحمل في نفسه من أشواقيكابدها ليل نهار، ولعل ّ في الأبيات ما يُغني عن أيّ شرح أو تعليق !!
ما أَشرقتْ عينـاكِ إلاَّخْانني بصَبابتي.. صبري.. وحُسْنُتجملي
وتَحسَّستْ كفّايَ من أَلَم الجوى سهمـاًمغارسُ نَصْلهِ في مقتلـي
فَلقد رأيتُ بلحظ عينكِ إذ رَنَتْوالِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيــل تَـــدلُّلِ
(
حيفا) وشاطئهاالحبيبَ، وسَفحهَا وذُرىً تعـالتْ للسِّماكِالأَعْـــزَلِ
عينٌ رأيتُ بِسْحرِهاوفُتونهـا أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفـاءِمُظــلّلِ
ولمحتُ بين سوادِها وبياضِها ظِلَّالصَّنَوْبَرِ في أعالي (الكَرْمـلِ)

ولعلها من القصائد المتميزة في الأدب الفلسطيني في موضوع "التغزلبالوطن" ، وطلب الوصال معه وكأنه صب عاشق ولهان يبحث في عيون حبيبته عن الأمل :
فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِتائـهاً من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍأَلْيَــلِ
مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ، مَشْدُوهَالأســى أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أومُقبــِل
وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــيوصَبابتــي أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِالمتهــلِّلِ
فَتَلَفَّتــي، لا تَعْطِفــي جِيدَالحَـيا عنّي، ففي عينيكِ غايةُمأْمَلـي....

الخذلان :
لم تغب العروبة عن شعر البحيري ، فكانت في أولى دواوينه كما رأينا،ورأينا كيف امتدت قوافيه لتقف عند حدود التاريخ ومدرسة الأيام ، وملاحم البطولةوالأمجاد للأجداد . ولكنّ ما جرى على أرض فلسطين كان عظيما ، وخذلان بعض العرب لأهلهمفي فلسطين لم يمر سريعا عند الشاعر ، فها هو يحكي بكل لوعة وأسى عن خذلان القريب ،ولأنّ ظلم ذوي القربى أشد مرارة فإنّ هذه القصيدة تأتي طبيعية في سياق التاريخوالأحداث وردة الفعل النفسي ، كيف لا والشعر أحاسيس ومشاعر ورقة وعذوبة ، يخدشهالأسى ، ويجرحه التخاذل:
أما فيكُمْ ملوكَ العُرْبِ ذو هَدْيٍ ولامُرْشَدْ
يخِفُّ لِنُصرةِ الإسلامِ لمّا صاحَ واستَنجدْ
وَدَوَّى غوثهالملهوف يحمله الصَّدى الأَسْودْ
وأنتمْ في ظلالِ اليُمن غُصنُ مُناكمووَرَّدْ
تُعزُّونَ الأَسى بالقولِ لا أَجدى ولا أنجدْ
فلو أبصرتمو "صهيونَ" لما هَبَّ واستَأسدْ
وصَالَ على كريِم العِرْضِ صولةَ غاشمٍ أنكدْ

وفي ذكرى وعد بلفور، وما تحمله من دلالات خطيرة وآلام عظيمة فيوجدان الفلسطيني، يعود الشاعر ليترك وصاياه إلى النّاس، تحمل معانيه تجاوزا للحادثةعلى معاني أعمق وآفاق فكرية وإنسانية أوسع:
يا منْ جهدتمْ بالكلامِ فأزَّ فى الأفواهِ رَعدَا
لايمَّحي جرحُ العروبةِ منْ فؤادٍ كادَ يرْدَى
بالقولِ نمقَهُ اللِّسانُفسالَ للأسماعِ شَهدا
يا أيُّها الباكونَ يُجرونَ الدُّموعَ جوىً وسُهدا
مانالَ ذو حقٍّ هوى بالدَّمعِ يَفْرُقُ مِنْهُ خَدَّا
فالحقُّ يُؤخَذُبالصِّفاحِ تَؤُدُّها الأبطالُ أدَّا
والمجدُ يبنيهِ القويُّ ومَا بَنى ذوالضَّعفِ مجدا

فلسطين دائما :
ظل الوطن هو البطل الحقيقي في معظم قصائد الشاعر الذي امتدت حياتهمنذ النكبة وحتى وفاته في عام 1998 خمسة عقود كاملة . ومن ديوان (لفلسطين أُغنّي) مروراً ب (جنة الورد) و(سأرجع) وليس انتهاء بديوان (لعيني بلادي) يرسم شعر حسنالبحيري صورته في وجدان المستمعين، ويترك فلسفة الحب تنتشر بشكل جديد حين نقرأديوان ( ظلال الجمال..قصائد حب)، ففيه قصيدة (حبيبتي فلسطين) التي تفيض رقة وعذوبةوشوق إلى دياره.
وقصيدة (دمعة في ربيع الكرمل) الذي يرى من خلالها دمعة المشتاق،ولوعة المفارق لأحبته .

البحيريوالشعراء:

قد يظن البعض أنّ الشاعر في مهجره بدمشق انزوى يبكي على وطنهالضائع ومدينته المغتصبة، ولكن من يملك مثل روح الشاعر لا يمكن أن يقبل بالقعود،خاصة وأنه يرى الأمة تمر في منعطف خطير.
من هذا المنطلق زاول شاعرنا العديد من الأعمال، وتقلب في مختلفالوظائف في المجال التعليمي والإذاعي. ومن خلال عمله الإذاعي أخذ يبث أشواقالمغتربين إلى الوطن عبر شعره، ويدعو على تخليص الدّيار من المحتلين.
أما من حيث علاقاته مع غيره من الشّعراء فقد عقد البحيري صداقاتمع الشعراء الفلسطينيين والسوريين والشعراء العرب الآخرين، وكان من ضمنهم الشاعرالإماراتي سلطان العويس حيث كانا يتفقان في حبهما للشعر العربي المتمسك بقوةالألفاظ وجزالتها.
مكانة الشاعر:
بلغ عدد الدواوين الشعرية للشاعر حسن البحيري خمسة عشر ديواناشعريا بالإضافة إلى رواية كتبها قبل النكبة وطبعا قبل عدة سنوات من وفاته (رجاء-1990). كما أن ترجم بعض قصص الأطفال عن الإنجليزية، إضافة إلى عدد منالمخطوطات .
قال عنه الدكتور محمد عطوات مؤلف كتاب الاتجاه الإسلامي فـيالشعر الفلسطيني المعاصر : ينطلق الشاعر في الاتجاه الديني من تصور ديني في نظرته إلى الكونوالإنسان والحياة ، وفي نظرته إلى القضايا والأحداث ، والأشخاص والمشكلات ، وفي تعبيرهعن العواطف والمشاعر . ومن أبرز شعراء هذا الاتجاه في فلسطين، حسب التسلسل الزمنيخمسة شعراء من بينهم حسن البحيري.
أما الدكتور محمد الجعيدي فقد اعتبره منرواد التجديد حين قال في كتابه مصادر الأدب الفلسطيني الحديث: وفي هذه الفترة" الثلاثينيات" يمكننا أيضاً أن نعتبر من بوادر التجديد قصيدة "أحلام البحيرة" النثرية لحسن البحيري . ونجد عند الدكتور رياض آغا تفصيلا في جانب آخر حين يقول فيإحدى دراساته: لم يكن شعر المنفى كما سماه يوسف الخطيب، أقل شأناً من شعر المعتقل،وقد أتيح لي أن أعرف عن قرب صناجة فلسطين (حسن البحيري) رحمه الله، وكان في أواخرأيامه يعمل مدققاً للغة العربية في هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية، وكنت يومهاأحد المسئولين في الهيئة، وأذكر غيرته على اللغة، وحزنه الشديد حين يقع خطأ نحويعلى ألسنة المذيعين والمذيعات، وكنت أشاركه هذا الحرص على لغتنا العربية، لأنهاالوطن الأم الذي إن فقدناه فقدنا انتماءنا إلى العروبة، وكان البحيري مغرماً بالجرسالشعري.

ونذكر سريعا بعض المؤلفات التي تناولت سيرة الشاعر وعطائه الأدبيومنها: الوطنية في شعر حسن البحيري من تأليف : صبري دياب، وكتاب .. الشاعر حسنالبحيري : صورة قلمية في رحلة إلى الأعماق من تأليف الدكتور حسني محمود.
رحم اللهشاعرنا، فقد أخلص في حبّه لوطنه ، وجعل من قلمه نشيدا يغني للديار، ويتغنى بالأبطالالمدافعين عن حياض الوطن وكرامة الأمة ومقدساتها:

ثاروا.. ولَيسَ لِنارِ ثَورَتِهِمْ علَى الباغيخُمودُ
فَهُمُ الزَّلازِلُ والنَّوازِلُ والصَّواعِقُ والرُّعودُ
وصَدَىبُطولَتهِمْ علَى فَمِ كُلِّ عاصفةٍنَشيدُ








  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتبة, الشعراء

« عشقتك انت ..ومن أنت ؟؟ | شمس حبك »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبة عالم الحياة الزوجية مكتبة المنتدى تجد فيها ما كتب لكبار المؤلفين والكتاب نقوش على صفحات الورد مكتبة بنات مصر - قسم الكتب 2 10-28-2011 07:06 PM
مكتبة كاملة لافلام بروسلى بطل الكونغ فودخـــــول التـنيـن Enter The Dragon Bluray مكتبة كاملة لافلا raaaam تحميل افلام اجنبية 2022 - احدث الافلام الاجنبيه 1 05-15-2011 12:40 AM
اكبر مكبتة اناشيد اسلامية واناشيد طيور الجنة مجمعة هنا مكتبة مميزة جدا بروابط مباشرة eiadlight منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 4 09-22-2010 11:23 AM
ديوان الشعراء الجنرال كوكو قسم الخواطر - وهمس القوافى حصرى بقلم الأعضاء 1 08-10-2010 06:56 AM


الساعة الآن 02:40 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩