الناس (الفضائية) تخشى الإغلاق النهائى .. و(الحكمة) تغير سياستها التحريرية

[simpaolo]

أشار عاملون بقناة «الناس» الدينية إلى أن القناة أرجأت ظهور بعض برامجها، واضطرارها للتخفيف من لهجتها، غير أن ذلك لم ينقذها من قرار الإغلاق.

وكان من ضمن إجراءات التخفيف منع الحديث فى القضايا المتعلقة بالمسيحيين أو الحوار الدينى بين الإسلام والمسيحية، والالتزام بتعليمات الأمن بإغلاق ملف كاميليا شحاتة أو الرد على القس زكريا بطرس، الذى يخصص برنامجه على قناة الحياة المسيحية لمناقشة العقائد الإسلامية.

ولكن كل هذه الإجراءات لم تمنع هيئة الاستثمار من أن تقرر إيقاف قنوات «الناس» و«الحافظ» و«الصحة والجمال» وقناة «الخليجية» وهى القنوات المملوكة لشركة «البراهين» التى يملكها رجل الأعمال السعودى اليمنى على سعد.

وكشف الشيخ خالد عبدالله، مذيع برنامج «سهرة خاصة» وهو التوك شو الرئيسى بقناة الناس، عن تلقى القناة خطابات رسمية تحذيرية من إدارة النايل سات منذ عدة أشهر، تهدد بإغلاق القناة إن لم تلتزم بشروط التعاقد أو نشرت مواد «تمس بالمعتقدات الدينية».

وقال الشيخ خالد، فى اتصال هاتفى مع «الشروق»، إن القناة وقتها لم تهتم كثيرا بالرد على الرسالة، «لأننا نلتزم بالحوار الموضوعى، ونبتعد عن إثارة الفتن»، على حد قوله. لكن الأشهر الأخيرة شهدت إغلاقا لقناة البدر الفضائية، ثم الهجوم على الفضائيات الدينية واتهامها بإثارة الفتن فى عدد من الصحف الخاصة والحكومية، وبرامج على قنوات الفراعين والفضائية المصرية، فى حين خرجت جريدة قومية بمانشيت «الغلق ينتظر قنوات إثارة الفتنة».

وقال خالد: إن تضارب الفتاوى أو دعاوى التطرف «لا يمكن أن تكون السبب الحقيقى فى إغلاق القنوات، لأن هذا التضارب موجود منذ سنوات فى برامج الإعلامى أحمد عبدون والشيخ صفوت حجازى وغيرهما». لكنه يرى أن إيقاف القناة جاء نتيجة لازدياد شعبيتها فى وقت «تمر فيه البلد بمرحلة حرجة لا تريد فيها الحكومة أصواتا قوية تستقطب الناس».

قناة الحكمة الدينية لم تتعرض للإيقاف، رغم أنها لا تختلف كثيرا فى منهجها عن «الناس» و«الحافظ»، والسبب فى ذلك أن مقرها فى البحرين وتبث من خلال قمر «نورسات» ذى الإدارة الأردنية. لكن رئيس مجلس إدارة قناة الحافظ، الإعلامى المصرى وسام عبدالوارث، يؤكد أن «جهات رسمية» قد استدعته أخيرا لطلب تغيير السياسة التحريرية للقناة.

يقول وسام إن الفترة المقبلة ستشهد تغيير مضمون برامج القناة بحيث تقل فيها نسبة «الوعظ المباشر، وتزيد فيها نسبة البرامج الثقافية والتكنولوجية وغيرها من البرامج التى تمس جميع جوانب حياة المسلم».