مناشدة لانقاذ حياة امرأة مصابة بالسرطان في مخيم أشرف بالعراق

[افق المستقبل]

مناشدة لانقاذ حياة امرأة مصابة بالسرطان في مخيم أشرف بالعراق
11/29/2010

الملف ـ عواصم
في إطار الحصار الجائر المفروض على سكان مخيم أشرف (شمالي بغداد) حيث يقيم عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام الحاكم في إيران، منعت اللجنة المكلفة بقمع سكان مخيم أشرف التابعة لرئاسة الوزراء العراقية ورئيس مستشفى العراق الجديد في المخيم من معالجة امرأة مصابة بالسرطان الأمر الذي أدى إلى النقطة اللاعودة بسبب قيام لجنة قمع أشرف بعرقلة إجراء عملية الجراحية عليها لاستئصال الغدد السرطانية.
وفي تصريح أدلت به إلى وكالة الانباء العراقية، قالت مرضية همتي من سكان أشرف وهي مصابة بسرطان القولون: إني مصابة بمختلف الأمراض وأهمها مرض كيس غشائي مجهول متنام في الرئة والقولون. وخلال الأشهر الستة الأخيرة قمت لعدة مرات بحضور الموعد للفحص والمعاينة من قبل مختلف الأطباء. ولكني قوبلت في كل مرة قيودًا فرضتها علينا لجنة القمع المتواجدة في رئاسة الوزراء العراقية وفوج حماية أشرف وكذلك إدارة مستشفى «العراق الجديد». أول مرة استطعت الخروج فيها من أشرف لحضور موعدي مع الطبيب كانت في حزيران الماضي، وتمضي على ذلك حتى 10 تشرين الثاني الحالي خمسة أشهر وخلال هذه المدة لم أنجح في الوصول إلى الطبيب المتخصص في بغداد إلا مرة واحدة وهي كانت في 20 تموز للفحص. كل هذه العوائق والعراقيل التي وضعتها اللجنة وفوج الحماية بالتعاون مع إدارة المستشفى أدت إلى تأخر عملية الجراحية عليّ من قبل الطبيب الجراح حيث استفحل سرطان المعي واستعصى وخرج عن حيّز السيطرة ولم يمكن إجراء العملية.
واستطردت السيدة همتي وهي في حالة حرجة تبدو في وجهها آثار الم شديد قائلة: إضافة إلى كل هذه القيود ففي يوم 10 تشرين الثاني أي عندما كنت راقدة في المستشفى وصف الطبيب المعالج بعض الاختبارات التي كان لابد منها في المستشفى ذاته تحضيرًا لإجراء عملية الجراحية، ولكن بغاية الاستغراب فوجئت بأن إدارة المستشفى في أشرف وبالتنسيق مع فوج الحماية كان قد أرسلت سيارة إسعاف وشخصًا من أشرف لإعادتي إلى أشرف. وحتى أفراد الحماية المكلفين بحمايتي في المستشفى كانوا يضغطون على الأطباء ليسرحوني، ولكن في نهاية الأمر تمت تسوية القضية باتصال من قبل الطبيب الاختصاصي وإلا كان أفراد الفوج لحمايتي يريدون أن يعيدوني قسرًا إلى أشرف على متن سيارة الإسعاف التي كان مدير المستشفى الدكتور عمر خالد قد أرسلها لإعادتي.
واضافت: أما المشكلة الأخرى التي نعاني منها نحن المرضى فهي مكبرات الصوت التي تؤذينا وتزعجنا و تعذبنا نفسيًا وسلبت منا نحن المرضى النوم والهدوء والراحة.
يذكر أن «عمر خالد» رئيس مستشفى العراق الجديد في أشرف والذي يقوم منذ أمد طويل بعرقلة مراجعة المرضى إلى المستشفى ووصولهم إلى الخدمات الطبية ينتحل صفة الطبيب وفي العديد من الحالات منع المرضى المصابين بأمراض مستعصية من الوصول إلى الإمكانيات والخدمات الطبية والعلاجية مما أدى إلى استفحال واستعصاء مرضهم أكثر فأكثر.
وردًا على سؤال عما هو المطلوب الان قالت المجاهدة مرضية: من المعروف أن لجنة أشرف وبسيطرتها على الخدمات الطبية والصحية لسكان أشرف واستغلالها لها تنوي إلحاق مزيد من الأذى والإزعاج بنا. إذًا فبسبب تأخير لجنة أشرف المتعمد في قضية علاجي حتى وصلت إلى نقطة اللاعودة أقدم الدعوى على هذه اللجنة. أرجو اتخاذ خطوة عاجلة لرفع القيود والمضايقات اللاإنسانية عن مرضى أشرف.
يذكر أن القوات العراقية وبأمر من النظام الإيراني فرضت قيودًا مشددة على سكان مخيم أشرف بما فيها عرقلة وصولهم إلى الخدمات الطبية وتسديد حاجاتهم الطارئة إلى الدواء.
هذا وأكدت اللجنة الدولية للبحث عن العدالة التي تمثل 4000 نائب في البرلمانات في كل أرجاء العالم ضرورة التزام الحكومة العراقية بتعهداتها الدولية خاصة في ما يتعلق بمراعاة حقوق سكان مخيم أشرف في إطار اتفاقية جنيف الرابعة ورفع الحصار اللاإنساني عن أشرف.
وأضافت اللجنة وفي نداء عاجل: إن وجوه هؤلاء المرضى التي تنم عن آلامهم ومعاناتهم الشديدة وهم برغم شدة مرضهم يواصلون مقاومتهم وصمودهم بكل حزم وصرامة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران تظهر مدى قصور الحكومات والمنظمات الدولية المختصة في إنجاز واجباتهم الملحة لمواجهة ما يرتكبها حكام إيران والحكومة العراقية الخاضعة لنفوذهم من جرائم ضد الإنسانية وفي الوقت نفسه تنبهنا وتهيبنا جميعًا إلى مسؤولياتنا الإنسانية والسياسية الجسام بهذا الشأن.