المكروه والتحالف الغامض

[كاسر]

المكروه والتحالف الغامض


في حدود ما التقي من اصدقاء ومعارف، لم اصادف احدا حتى الان يقول شيئا جميلا او طيبا عن الدكتور محمد البرادعي، واعتقد ان اغلبية الناس في كل مكان من الوطن العربي لا تحب هذا « الدكتور» ولا تطيق ان تسمع باسمه،فهو الذي قاد مع « هانز بليكس» فرق التفتيش الدولية في العراق التي مهدت تقاريرها المفبركة الى احتلاله وتدميره، وثمة من يقول عن البرادعي أشياء اخرى كثيرة اكثر سوءا تطال حتى وطنيته والكثير من المصريين يصفونه بانه مستشرق ليس إلا وأنه أميركي اكثر من كونه مصريا.
لكن البرادعي وجد اخيرا من يقبل به ويتحالف معه ويرضاه ناطقا باسم الانتفاضة الشعبية المصرية، وجد « الجماعة» جماعة الاخوان المسلمين الذين ما زالوا ينحازون للفتنة والكراهية والمكروهين.
والبرادعي والاخوان معا قد تسلقوا اكتاف الانتفاضة الشعبية في مصر وثمة اكثر من دليل يقول ذلك ويؤكده والانتفاضة التي ترفع اليوم شعارات التغيير لا تتفق في معناها ولا في جوهرها مع منهج « الاخوان « ولا مع برامجهم المعلنة منها وغير المعلنة وبخاصة الشعارات التي تطالب بالمزيد من الحرية والديمقراطية، هذه التي ليست على الاطلاق من تقاليد الاخوان ولا هي من مقومات سياساتهم ورؤيتهم وتجربة الاخوان في غزة لا تقول بغير ذلك.على ان هذا البنية الاخوانية الصلبة المناهضة للديمقراطية لا تجد حرجا في التحالف مع المستشرق الليبرالي جدا والذي يدعو له القرضاوي في فضائية الجزيرة القطرية فضائية الاخوان بامتياز لم يعد خافيا على احد..!! ما هي القصة اذا وكيف لتحالف كهذا يمكن ان يكون..؟ من هي الجهة التي توجه وتصدر الأوامر لكي يتحالف النقيض من النقيض، وما هو التغيير الذي يريده الاخوان في مصر والذي باتت تحرض عليه ايضا وبصورة سافرة اكثر واكثر طهران التي اشتغلت على التغيير في العراق مع الدبابات الأميركية ونجحت في ذلك الى حد تدمير هذا البلد العربي الكبير.
ما هي القصة الحقيقة حقا غير ان هناك وراء الاكمة ما وراءها وستثبت الايام المقبلة ذلك، ومصر نفسها بانتفاضتها الشعبية وبالتغيير الذي صار يمشي على قدمين هناك، مصر هي التي ستقول الحكاية كلها وخاصة خفاياها الكثيرة والمثيرة.