ليس كل ما نقرأ صحيح !!!!!!!!!!!

[قلم بلا حبر]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

مبدئيا الموضوع طويل بعض الشئ ويلزم متابعته كاملا للوقوف على مراده حتى لا تخرج من الموضوع بأمر مخالف لما وددت الوصول اليه من خلال هذا الموضوع ,,,, لذا اكون شاكر للمتابعه الى النهايه

*******************

دعونا اليوم نتطرق الى موضوع غايه فى الاهميه ويحمل بين طياته العديد من التناقضات التى اصبحنا نحيا بها

مما لاشك فيه ان القراءه والاطلاع هى الدواء الشافى لنا من مرض الجهل ,, بل وهى القنديل الذى يمكننا من خلاله السير فى ظلمات المجهول ,, فكلما قرأنا اتسعت مداركنا ليتسلل نور العلم بداخلنا فى ستائر ظلام الجهل الذى هو موجود لدينا من الاساس

قد يتعجب الجميع ولكن تلك هى الحقيقه ,, الانسان بدايته كما جميع المخلوقات فطرةالله التى فطر عليها الناس جميعا

وباستمراره يتلقى العلم شيئا فشيئا ,, والعلم الذى اقصده لا يقف عند التعليم بمعناه المتعارف ,, بل يسبقه العلم التجريبى ,,

فمحاولات الانسان منذ نعومة اظفاره تتسم بالمغامره والتطلع الى اختراق ما حوله من مجهول ,, لذا نجد الطفل فى بداياته يجتهد فى اكتشاف عالمه الخاص ,, دون الحاجه الى تلقى دروس او غيره ,,, وسرعان ما يلبث الا ان يدرك احتياجاته ليذهب اليها وما لايحتاج اليه لينفر منه وتلك كلها تبنى على التجارب ,,,,

**********************

ما سبق بالرغم من كونه مقدمه ,, تثبت ان العلم التجريبى اى المكتسب من تجارب الحياه لا ينفصل ولا يقل فى الاهميه عن العلم المتعارف عليه بيننا لكنى اشعر بأن هنالك تساؤل فى الافق اصبح يدور فى ذهن قارئ الموضوع الا وهو

ما هو الداعى الى تسطير كل تلك المقدمه ,, بل ما هو الداعى الى الحديث عن ان هنالك ممن نقرأ ما لا ينتمى الى الصحه من الاساس ؟؟؟

هو قانون الحياه ,, الذى لطالما علمه كل من خاض تجارب فيها ,,

ان كل ما تم اكتشافه وماتم تسطيره من علوم ,, كانت بدايته تجربه حياتيه ,, كل نظريات الفلسفه ,, ومعادلات الرياضه وتحليلات المراجع العلميه بفروعها المتعدده ,, بدات فى شكل تجربه حياتيه ,, اذن من الحياه نتعلم ما هو اكثر بكثير من الكتب

ولنجعل المسمى لها

(( مكتسبات الحياه ))

فلو فرضنا ان الحياه تسبب لنا خسائر فبالآكيد لابد ان يكون من خلفها مكتسبات وتتعدد تلك المكتسبات وتختلف فيما بينها لتشمل ايضا المكتسبات العلميه ,,,

ومن المتعارف عليه ايضا ان تجاربنا فى الحياه هى من مكتسبات الحياه كما انها تقع سجالا بين الصحيح والخاطئ ,, فالصحيح نستخلص منه الاستفاده المرجوه ,, والخاطئ نضعه نصب اعيننا لتفادى الوقوع فيه مره اخرى ,, اذا فهنالك من تجاربنا ما هو صحيح وما هو خاطئ ,,,,,

***************

اذن لنجمع كل ما سبق من نقاط حتى يتم حصر ما توصلنا اليه الى الان

1- الانسان بدايته فطره ,, ومع الحياه تتسع مداركه ويأتى العلم فيعمل على خلق افاق جديده من الفتكير لكن هنالك ما يسمى بالعلم التجريبى او تجارب الحياه توازيه فىىالقيمه والفائده

2- مكتسيات الحياه هو مصطلح استخدمته للتعبير عن كل ما يتم تحصيله من الحياه بما فيه فوائد تجارب الانسان سواء ان كانت صحيحه او خاطئه ففى كلاهما افاده كما وضحت سابقا

3- من الطبيعى ان نعترف ان اساس اى علم يبنى على تجربه حياتيه لمكتشفه ومما لاشك فيه انه لايوجد على الآرض من لا يخطئ ....,,,,

4- تفسيرى لاحتمالية خطا عالم ما ,, او مكتشف ما ,, هو مسار خاطئ يجرف معه العديد من اتباعه ,, وتكون النتائج على مقدار الخطا ,,

****************

ما سبق استطعنا فيه ان نجمل ما سبق ذكره بالاضافه الى النقطه الاخيره التى فتحت بابا لتناول الموضوع الاصلى الا وهو

ليس كل ما نقرا صحيح

******************

اتفقنا ان العلم او الاكتشاف يبنى فى الاساس على تجربه حياتيه او احتياج بشرى فى الحياه العاديه تدفع الانسان الى التفكير فى ايجاد حلول وصياغتها ومع الاستمرار وبدمج كل ما يتوصل اليه الباحث او العالم يصبح لدينا مجموعة افكار او نظره منهجيه او فرع علمى او علم مستقل بذاته وهذا كله لايزال دائرا فى احد احتمالين

الاول ,,, كونه صحيح بالنسبة الى صحة التجربه التى اسس عليها

الثانى ,,,,كونه خاطئ ,,, رجوعا على خطا القاعده او التجربه التى انطلق منها

اذن من محصلة ما سبق نكتشف ان ليس كل ما نقرأ صحيح ,, استنادا الى ان ليس كل كاتب او عالم يلازمه الصحيح

بالطبع هنالك من يتساءل

قد يكون لدى البعض هذا الاستنتاج من البديهيات ,, فلما اجهدت نفسك فى محاولة اثباته ؟؟؟

والرد بسيط ,,, لان تعصبنا لفكر او قلم او علم معين ايا كانت صحة نظرياته هو امر بالغ الخطوره وقد يودى بنا الى الهاويه

ينبغى ان نتذكر دائما ان هؤلاء لهم تجاربهم التى من الله عليهم يها ,, لكن ليس بالقطع ملتزمين بالايمان بصحة تلك التجارب حتى وان كانت قد حققت فائده لدى البعض

فما ينفع لى قد يضر غيرى ,,, والآهم عنصر الاستمراريه فى النجاح

ولا اجد من الازمه الماليه التى تعصف بالعالم الا مثالا من اهم الامثله التى من الممكن ان اقوم بتسطيرها ,,

فنظرية السوق الحره بدات قويه حيث ان القائل بها قد حاز على جائزة نوبل ,, ثم تبعه اناس كثيرون فى الحصول على هذا التقدير العالمى جراء تبنيهم لمثل هذا التوجه ,, الذى جاء علينا يوما كنا نستمع الى هذا التوجه قائلين ان عمار الارض فى السوق الحره

لكن ومع اعتراف اساتذة الاقتصاد العالمى بل ورؤساء الحكومات انفسهم بان العالم فى حاجه الى نظام مالى جديد ينبغى علينا الوقوف والتأمل

انه لمثال نقتدى به فمهما كانت هنالك فائده من علم ما او توجه ما ,, لا يعنى بالضروره بقاءه صالحا لجميع الظروف او المراحل الزمنيه المختلفه

************

اعلم انى قد اطلت ,, لكن الموضوع استوقفنى حينما بدات اجد فى مدونات ومنتديات بل ونشرات اخياريه استدلالا بما قاله هذا او ايمانا بما كتب ذاك

لا انادى برفض الفكر ,, فأنا كما غيرى لنا عقول وقد يحالفنا الصواب ,,, لكن لنتذكر دوما ان ما نتصفحه او نقراه يبقى فى دائرة السجال بين ان يكون صحيحا او يكون خاطئ

اذا تاكدنا من هذا يمكننا ان نتصفح ونطالع ما شئنا بشرط ان نعلم جيدا انه ولئن وافقنا هذا التوجه او ذاك فهو ليس بالضروره ان يوافق الجميع ,, كما ليس بالضروره ان يكون صحيحا

***************

ان كل ما ذكرت ينطوى على شئ واحد ان خير الاستدلال ما كان صادرا عن خالق الكون والاعلم بشؤونه وخالق النفس والاعلم بما تخفى وما تكن الصدور

لنرجع فى استدلالانا وايماننا بالصحيح المطلق الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,,,

******************

يقول المولى عز وجل

(( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))

( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)

(( ان تبدوا شيئا او تخفوه فان الله كان بكل شئ عليما ))

(( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ ))

(( ما فرطنا في الكتاب من شئ ))

ومن اقواله صلى الله عليه وسلم

" كان النبي يبعث إلى قومـه خاصة وبعثت إلى الناس عـامة "

(( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ))

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا أردتم العلم فانثروا القرآن؛فإن فيه علم الأولين والآخرين)

*********************

ماسبق لا ينفى قيمة العلماء فى حياتنا ولكن هو مجرد ضوابط لتحكم مدى انتفاعنا من علمهم ,, لننهل منه ما يتناسب مع ديننا وتوجهنا وندرء عن نفسنا ما من شأنه ان يكون شبهة للوقوع فى ذنب نحن فى غنى عنه

ودليلى على ان للعلماء قيمه ان الله تعالى ذكرهم فى محكم تنزيله فى قوله تعالى

(( انما يخشى الله من عباده العلماء ))

والايه تثبت ان اكثر عباد الله خشوعا لله هم العلماء ,, ما يدل على قدرهم

كما ان السنه لم تغفل قدر هؤلاء ولا مكانتهم ففى حديث رسول الله

روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.
وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.
وإن العلماء ورثة الأنبياء.
وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.


لكن هذا لا يتعارض مع قوله تعالى

(( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم، إن الله سريع الحساب))

وقوله تعالى

{ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }

{‏اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب‏}

بل يتفق من هذا الباب الذى اعرضه عليكم

فالعلم امامك متاح وللعلماء قيمتهم لكن يبقى عملك هو الامر الذى سوف تحاسب عنه ,, ولن ينفعك تعصبك لهذا العلم او ايمانك بهذا التوجه او اقتناعك بذاك الفكر ,, لذا تذكر دائما ان ما ننهله من علم قد يكون نعمة لنا كما قد يكون نقمة علينا ,, لذا فدعوتى فى الموضوع هذا الى التحلى بالمسؤوليه فى تلقى العلم والا ننجرف خلف شعارات كاذبه مهما بلغت من الصحه حتى يطمئن القلب لكل ما يلتبث بها من امور وان نجتهد لتلقى العلم الذى يساعدنا على ان نكون من اصحاب الجنة ان شاء الله ,,,,,

ولندرك جيدا ان ما من بشر الا واخطا ,, لذا فلنتجنب ان نقع فى فخ الاقتناع الكامل بما قال فلان او ما توصل اليه فلان او ما اكتشفه فلان ,, ولنبقى الامر فى دائرة الاطلاع التى وان ناسبتنا أخذنا بما فيها وان لم توازى توجهنا اهملناها كلية ,,,

(( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))

اسف على الاطاله ,,, وشكرا جزيلا للمتابعه

خالص تقديرى

تحياااااااااااااااااااااااااااااااااتى""""""""""""