..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..


العودة   منتديات بنات مصر > أقسام المعرفة و المعلومات > مكتبة بنات مصر - قسم الكتب

آخر 12 مواضيع
شعار منتديات بنات مصر 2025 - Logo BanatMasr.net
الكاتـب : JUST AHMED - آخر مشاركة : ^^khL oUD - مشاركات : 5 -
بعد الشهاده تلقيت رساله هل تعرف مضمونها
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
مَلْحَمَةُ الْحَنِينِ…
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 5 -
قرارات التعليم الاخيره
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 3 -
أين الجريمه
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 5 -
واجب عزاء لاخونا كريم عاصم
الكاتـب : ^^khL oUD - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 16 -
وجع لبنان
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 5 -
هل انتصرت اسرائيل؟
الكاتـب : همس الحنين - مشاركات : 10 -
حسن نصرالله راعب العدو
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
الزمالك يهزم الأهلي ويتوج ببطولة السوبر الأفريقي
الكاتـب : 7laa - مشاركات : 10 -
صرخه ودمعه
الكاتـب : همس الحنين - مشاركات : 14 -
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 15 -

الإهداءات


احم احم .. يلا بينا يا رجالة ،، اول موضوع في القسم ..

مكتبة بنات مصر - قسم الكتب


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /05-01-2011, 11:38 PM   #1

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
احم احم .. يلا بينا يا رجالة ،، اول موضوع في القسم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف حال شعب بنات مصر الكريم..؟؟ أتمني ان تكونوا بخير بإذنه تعالي..

اليوم - لمن يهتم بالطبع - أحضرت لكم بعض من اعمال للأديب العبقري

البائس الشحاذ ذو الخيال الواسع المريض "" إدجار الان بو""،، سيتم بإذن الله

تعالي سرد نبذة عنه فيما بعد ..


والان بالطبع سأعطيكم فكرة عن كل رواية بإذنه..

والي ذلك الحين القاكم علي خير.. :036:








  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:42 PM   #2

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
القط الأسود




للعبقري الموهوب ..


إدجار ألان بو




إنني لا أتوقع منك أن تُصدّق هذه القصة المدهشة التي أكتبها الآن،

ربما يصحّ أن أوصف بالجنون إذا توقعت منك تصديقها،

بل إنّ عقلي يقول لي بأنها صعبة التصديق، ومع هذا أودّ أن أُطمئنك

أنني لستُ مجنوناً، كما إنّني لست بالذي يحلم؛ ولكنني لكي أُزيح هذا

العبء الثقيل عن كاهلي وأموت مستريح الضمير فلابد أن أبوح بقصتي

هذه.
فحينما كنت طفلاً كنت ودوداً رقيق القلب لطيفاً مع الجميع، وقد امتدّ

ولعي إلى الحيوانات، فسمح لي والداي باقتناء حيواناتي المحبّبة

التي أقضي معها معظم وقتي بسعادة غامرة، وقد استمر حبي للحيوانات

حتى كبرت وتزوجت، وكانت زوجتي تُشاركني اهتمامي بالحيوانات التي

اقتنيناها معاً ومنها طيور، وأسماك صغيرة جميلة، وكلب لطيف،

وأرانب، وقرد صغير، وقط أسود جميل، هذا القط الهادئ كان يتصرف

بحكمة، وقد أسميته "بلوتو" حتى أن زوجتي اعتادت على ممازحتي بتذكيري

بالاعتقاد القديم الذي يقول إن القطط السوداء ما هنّ إلا ساحرات متخفّيات بهيئة قطط.

كنت أُطعم "بلوتو" بنفسي، وكان يرافقني في كل مكان، حيث لا يمكن

إيقافه إذا كنّا في الشارع. وقد بقيت علاقتي بهذا القط قوية لعدة

سنوات، إلى أن اعترتني تغيرات في شخصيتي فصرت أنانياً صعب العشرة؛

لدرجة أنني كنت أشتم زوجتي المسكينة بلا سبب وأضربها بعنف،

وكذلك عانت حيواناتي من معاملتي السيئة لها، باستثناء

"بلوتو" الذي لم يصله مني أيّ أذى، مع أنّ مزاجي المتقلب يُسئ إليه كثيراً.

وفي إحدى الليالي حينما رجعت إلى البيت، وأنا في حالة مزاجية

متعكرة، أثار "بلوتو" حنقي الشديد إذ خُيّل لي أنّ القط يتهرّب

مني فأمسكته بيدي، وقد حاول جاهداً التخلص من قبضتي عليه، ولابد

أنّه كان خائفاً من بوادر انتقامي العنيف؛ ولكنه خمش يدي، ومع

علمي بأنه لم يقصد إيذائي، إلاّ أنّي فقدت السيطرة على أعصابي

نهائياً، وقررت أن أعاقب "بلوتو" البريء، وأثناء هيجاني العنيف

أخرجت من جيبي سكيناً صغيرة، وقبضت على "بلوتو" من حلقه وقلعتُ

إحدى عينيه ورميتها هناك.

ولمّا أفقتُ في الصباح التالي تذكرت جريمتي الشنيعة في حق "بلوتو"؛

فشعرت بالأسف والندم على ما فعلت، لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً.

وبعد فترة كان "بلوتو" قد استعاد صحته تدريجياً، وبقيت حفرةٌ

غائرة مكان عينه المخلوعة، ويبدو أنها لا تؤلمه الآن فقد أخذ

يطوف بالمنزل ويتحرك كما كان سابقاً، لكنه ما إن يسمع صوتي

قادماً حتى يهرب بعيداً، وقد كنت منزعجاً من هذا التصرف معي،

لأني أعرف مقدار حبّه لي؛ حتى أصبح تهرّبه مني يزيدني غيظاً وحنقاً،

فلم أعد أحتمل هذه الإهانة لشخصي التي يسببها هجرانه المتعمد لي،

وذات صباح أمسكت "بلوتو" المسكين، وربطته بحبل لففتُه على عنقه ثم

علّقته على فرع شجرة كبيرة، وتركته مشنوقاً حتى فارق الحياة.

وعندما حلَّ الليل، نمت دون أن أشعر بالذنب من جريمتي الشنيعة التي

ارتكبتها صباح ذلك اليوم، ولم ألبث أن استيقظت فزعاً من نومي،

فإذا بأصوات الجيران يصيحون بي، ويشيرون بأنّ البيت يحترق، واستطعت

مع زوجتي أن ننجو قبل أن تلتهمنا النار مع كل ما في البيت.

لا أدري فعلاً ما إذا كان هناك علاقة بين فعلتي الشنيعة وبين احتراق

منزلي بالكامل! لكنَّ أحداثاً غربية صارت تظهر بعد ذلك؛ فقد ذهبت

في اليوم التالي للحادث لكي ألقي نظرة على حطام منزلي، فلاحظتُ

أن كل الجدران قد تهدمت ما عدا جداراً واحداً هو جدار غرفة نومي،

وقد رأيت حشداً من الناس ملتفين حول ذلك الجدار، وسمعتهم يقولون

"عجيب! عجيب! غريب!" تساءلت في البداية إلى أي شيء ينظرون

ويتكلمون! فوجدتهم يقصدون الجدار، فصعدت إلى جهة الجدار، ثم نظرت فرأيتُ

صورة قطّ كبير مرسوم على الجدار وحول عنقه حبل؛ كان الشكل واضحاً

تماماً، وعند ذاك أصبت بالذعر، وانتابني رعشة شديدة، ولم أستطع

نسيان ذلك المنظر المدهش لعدة شهور؛ حتّى أنّي أحسست بالندم على

ما فعلته بحق "بلوتو"، ووجدتُ في نفسي فراغاً وحاجة ملحة لوجود

"بلوتو" ولهذا فقد شرعت في البحث عن قط آخر يُشابهه؛ عسى أنْ

يحتل تلك المنزلة الحميمة في نفسي.

وعندما كنت جالساً في أحد المطاعم ذات ليلة رأيت قطاً أسود،

تأملته فإذا هو كبير جداً بحجم "بلوتو" ويكاد يُطابقه في الشكل،

عدا أنّ "بلوتو" كان أسود اللون بالكامل، في حين أنّ صدر هذا

القط بقعة بيضاء. نهضت من مكاني واقتربت منه، فقد كان في غاية

الألفة حين لمسته، واتضح لي أنه مرتاح لتربيتي على جسمه؛ ما جعلني

أرتاح له كذلك، وتأكدتُ أنّ هذا القط هو الذي أبحث عنه ليحتل

الفراغ الذي تركه فقداني لـ "بلوتو" طلبت من صاحب المطعم إن

كان بالإمكان بيع هذا القط، فأجابني بأنّ هذا القط ليس له، ولم

يسبق له رؤية هذا القط من قبل. مسحت على جسم القط ثم عدت؛ لكنّ

القط ظلّ يتبعني، واستمر في متابعتي حتى وصلت البيت، وبقى عندنا،

وبعد مدة قصيرة صار أثيراً لدى زوجتي؛ أمّا أنا فسرعان ما أحسست

بشيء من النفور تجاه قطي الجديد الذي اكتشفت أنّه بعين واحدة، لا

أدري في الحقيقة عن سبب اشمئزازي منه مع أنّه يحبني ويتقرب لي؛ حاولت

أن أتجنب رؤيته ما أمكنني ذلك، فلا أريد أن أكرّر ما فعلته مع

"بلوتو" فذلك يشعرني بالخزي والخجل.

كان يتبعني في كل مكان، ويزداد مني التصاقاً وألفة وأنا منه كرهاً

ونفوراً، فإذا جلستُ على الكرسي جاء وأقعى تحته، أو قفز فجلس في

حجري، وإذا مشيت راح يتبعني ويتسلل بين رجليّ ويتسلّق سيقاني حتى

أكاد السقوط على الأرض، وربما تسلّق ثيابي حتى يصل إلى ذراعي

وعندها يتحتّم عليَّ إمساكه. إنني أتحاشاه ولكنه صار يُرهبني،

لا أدري سبباً لذلك، فهو لا يعدو كونه قطاً.

لقد أصبحتُ إنساناً صعب المعشر حينما ازدادت حالتي المزاجية سوءاً

في الفترة الأخيرة؛ وقد تحمّلت مني زوجتي التعيسة الكثير من الأذى

والعذاب. وذات يوم نزلتُ وزوجتي إلى القبو فتبعنا القط ومشى

وراءنا، فتمسح بقدمي وتخلّل بين أرجلي حتى أوشكتُ على السقوط

في الدرج الهابط أسفل، كنت أحمل فأساً في يدي، وبلغ منّي الغضب

درجة جعلتني أرفع الفأس لأشج بها رأس هذا القط، فرفعت زوجتي

يدها لتمنعني من تكرار تلك الجريمة الشنيعة، عندها طاش صوابي

وانفلتت أعصابي‍‍! ودون أدنى تفكير تخلصتُ من يدها وغرست الفأس

في رأسها، فسقطت زوجتي المسكينة ميّتة تحت قدميّ دون أن تصدر صوتاً.

لقد قتلت زوجتي! هذا ما حصل، وقمت بكل برود وبلادة إحساس بإزاحة

الجثة عن المدخل، وفكرت في وسائل وطرق كثيرة لإخفاء الجثة، وأدركتُ

أنه لا يمكنني إخراجها من المنزل لكي لا أثير الجيران وأجلب الشكوك

إلى نفسي، فكّرت في تقطيعها إلى قطع ثم إحراقها أو إطعام الحيوانات

من لحمها؛ ثم رأيت أن أحفر قبراً في أرضية القبو وأدفنها فيه، لكني

استبعدت تلك الطرق، وفكرت أن أضعها في صندوق ثم أطلب من شخص ما

أن يأتي فيأخذه من البيت، لكنني استبعدت هذه الطريقة كذلك. أخيراً

استقر رأيي على ما ظننته أسلم طريقة وهي دفن زوجتي في أحد جدران القبو.

كان القبو ملائماً للقيام بهذه العملية الخطرة، إذ يوجد فيه مدخنة

قديمة مغطاة بالطوب وكأنها من جدران القبو؛ فأزلت الطوب عن هذا

الموقد ثم وضعت جثة زوجتي بداخله، وبعد ذلك أعدتُ الطوب كما كان.

شعرت باطمئنان وراحة لأن أحداً لن يشعر بما جرى، فقد بدا الجدار

لا يختلف عن بقية الجدران في شيء، بعد ذلك بحثت عن ذلك القط الذي

كان السبب في هذه المأساة، قررت أن أقتله هو الآخر، بَيْد أني لم

أعثر عليه، مضت ثلاثة أيام ولم أجد له أثرا في أي مكان؛ لقد أحسست

بالارتياح الشديد لتخلصي من ذلك القط المشؤوم. لم أشعر بالذنب

أبداً لقتلي زوجتي المسكينة، وحينما سألني عنها الجيران ما لبثت أن

اخترعت لهم حكاية أرضت فضولهم، أو هكذا توقعت.

وبعد مرور أربعة أيام على موت زوجتي، تلقّيت زيارة غير متوقعة

من الشرطة الذين راحوا يفتشون في كل أنحاء المنزل، وجعلوني

أرافقهم أثناء التفتيش، لم أكن قلقاً، فقد كنت مطمئناً أنهم لن

يتوصلوا إطلاقاً إلى المكان الذي أخفيت فيه الجثة، نظروا في القبو

أربع مرات ولكنهم لم يجدوا شيئاً. لقد كانت ضربات قلبي هادئة،

وكنت أبدو صورة للوداعة والبراءة أمامهم، وقد ظهر في النهاية

أنهم راضون عمّا أجروه من تفتيش وحينما كانوا على وشك المغادرة

شعرت بارتياح عميق بيني وبين نفسي جعلني أقول بثقة، "يا سادة"

أخيراً قلت لهم ذلك وهم يصعدون الدرج لمغادرة القبو، واستطردت،

"إنني مسرور جداً لأنّ شكوككم قد تبددت الآن، وعلى فكرة يا سادة،

فهذا البيت قوي البنيان" لسبب ما ألحت عليَّ رغبة حمقاء للفخر

والكبرياء، ولم أعد أدري ما أقول من شدة التيه، "إنه بناء قوي،

انظروا إلى هذه الجدران‍!" ولكي أريهم صلابة الجدران وقوتها رفعتُ

عصاي التي كنت أمسك بها وطرقتُ بها الجدار الذي دفنت وراءه زوجتي.

وما إنْ فعلت ذلك حتى صرخ صوت من وراء الجدار نفسه، ظهر في البداية

كأنّه صراخ طفل صغير ثم ازداد شيئاً فشيئاً ليصبح صياحاً مذهلاً،

لم يكن صوت إنسان أبداً!

اجتاحني هلعٌ وذعر شديد، تراجعت مرعوباً إلى الوراء حتى ارتطمت بالجدار

المقابل؛ توقف رجال الأمن على الدرج بلا حراك، لقد تجمدوا في أماكنهم،

وكانت نظرات الرعب والوجل تُغطي وجوههم، ولكنهم ما لبثوا أنْ هبطوا ووقفوا

أمام الصوت، ثم قاموا بهدم الجدار.. لحظات قليلة وكانت الجثة ظاهرة للعيان،

وقد جلس أمامها ذلك القط اللعين ذو العين الواحدة.. إنه القط الذي تسبب في قتلي زوجتي،

وهو نفسه الذي تسبب في اكتشاف جريمتي الآن، هذا القط هو الذي سيقودني إلى حبل المشنقة

مثلما شنقت "بلوتو". يا للمصيبه.. لقد دفنت القط حياً في الجدار مع جثة زوجتي







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:44 PM   #3

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واد حبيب





الف مبروك القسم الجديد

وعلي الموضوع الجميل

الحبيب



الله يباركـ فيكـ أخي الكريم ..
نورتـ ..
و دمت بود ..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:45 PM   #4

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
&


&


&


&


برميل الأمونتيلادو




لقد تحملت من أذى "فورتوناتو" أقصى ما أستطيع. لكن حين وصل به الأمر إلى إهانتي أقسمتُ أن أنتقم.
وأنت يا من تعرفون طبيعة روحي خير معرفةٍ لا أظنكم، بأية حال، تحسبون أن كلمة تهديدٍ واحدة قد أفلتت
من فمي، لكن لابد أن أنتقم في نهاية الأمر. هذا التصميم الذي قررت الانتقام به كان من القوة بحيث لم يدع
لي مجالاً لأفكّر في خطر يصيبني من جرائه، إذ يجب أن أنتقم بغير جزاءٍ ينالني؟ "فالخطأ لا ينصلح عندما
ينال العقاب المصلح، كما أنّه لا ينصلح عندما يعجز المنتقم عن الشعور بما يشعر به مقترف الخطأ".
على أنّه لابد من الإيضاح أنني لم أقدم سبباً، لا بالقول ولا بالفعل، ل"فورتوناتو "يجعله يرتاب في حسن
نيتي، بل مضيت على عادتي أبتسم في وجهه، وهو يتصور أن ابتسامتي في وجهه لم تكن ابتسامة التفكير
في القضاء عليه .



وعلى الرغم من أن "فورتوناتو" كان رجلاً يبعث على الاحترام بل على الرهبة في النفوس، فقد كان فيه
نقطة ضعفٍ إذ كان يفخر بأنه خبير بالنبيذ، فقليلون هم الإيطاليون الذين كانوا حجة صادقة في هذا لأن
حماسهم في أغلب الأوقات كان مكرساً لمسايرة العصر واقتناص الفرص وممارسة الاحتيال على أصحاب
الملايين من البريطانيين والنمساويين .لئن كان "فورتوناتو" في أمور التصوير والمجوهرات دعياً مشعوذاً
كأبناء بلده، فإنه في شؤون الخمور المعتّقة كان صادقاً ناصحاً. ولم أكن أختلف عنه في هذا إذ كنت أنا
الآخر خبيراً بالخمور الإيطالية. وكنت أسرف في شرائها كلما استطعت ذلك.
في إحدى الأمسيات حيث كان الوقت ساعة الغروب، وكانت احتفالات الأعياد في ذروتها، صادفت صديقي،
الذي حياني بحرارة بالغة لأنّه كان قد أسرف في الشرب. وكان يلبس بدلة مخططة زاهية الألوان، وعلى
رأسه طاقية مخروطية بأجراس. سررت جداً لرؤيته، لأنني ما كنت أحسب أني سأتمكن منه يوماً.
قلت له: عزيزي فورتوناتو ما أسعد حظّي أن أراك! كم تبدو رائعاً اليوم! لقد تسلّمت اليوم برميل نبيذ زعموا
أنّه "آمونتيلادو" لكنني لا أخفيك أنني أشك في ذلك.
فقال مستغرباً: ماذا؟ "آمونتيلادو" برميل؟ مستحيل! وخصوصاً في معمعة هذه الأعياد.
فأجبت: أنت محقّ، فأنا، مثلك ما أزال لا أصدق، بل أظنني كنت أبله إذ دفعت الثمن باعتبار أن النبيذ
"آمونتيلادو" قبل أن أستشيرك في الأمر. لكن عذري أني بحثت عنك ولم أجدك وخشيت أن أفقد الصفقة.
آمونتيلادو!
أمر يدعو إلى الريبة، أليس كذلك؟
آمونتيلادو!
لذلك يجب أن أحسم شكّي باليقين.
آمونتيلادو!
وبما أنك مشغول، لابأس أنا ذاهب إلى "لوكريس" لأنّه إذا كان في المنطقة ذ واقة محترف واحد فإنّه
لوكريس لا شك، لوكريس هو الذي سيوقفني على الحقيقة.
لكن" لوكريس" لا يعرف الفرق بين " الآمونتيلادو" وشراب العصير.
ومع ذلك فكثير من البلهاء يقارنون ذوقه بذوقك.
هكذا إذاً، هيا، لنذهب معاً.
إلى أين؟
إلى أقبية منزلك.
لا يا صديقي، لا أريد أن أزعج طبيعتك الطيبة. وأراك على موعد.
لا لست على موعد، هيا.......
لا يا صديقي، وللحق ليس ارتباطك بموعد ما يمنعني من اصطحابك، لكنّه الزكام الحاد الذي أنت مصاب
به، فرطوبة الأقبية لا تحتمل، بالإضافة إلى أن جدرانها مغطّاةٌ بالنشادر.
هيا هيا، فالزكام لا يهمني. آمونتيلاد و سأريك أنك خدعت به، ما "لوكريس" هذا فإنه لا يميز بين
الآمونتيلادو وشراب العصير. وما إن انتهى كلامي حتّى تأبط ذراعي .وبينما أنا ألبس قناعاً من الحرير
الأسود وألفع جسمي بردائي طلبت منه أن يسرع إلى قصري. لم يكن في البيت أحد من الخدم، فقد انصرفوا
ليحتفلوا بالعيد، وكنت قد أخبرتهم أنّي لن أعود قبل الصباح، وأمرتهم صراحة ألا يبرحوا المنزل. وكانت
هذه الأوامر كافية لأن تضمن اختفاءهم الواحد إثر الآخر في اللحظة التي أدير فيها ظهري.
انتزعت مشعلين من الشمعدان، وناولت واحداً لفورتوناتو وسرت به من حجرة إلى حجرة باتجاه الرواق
المؤدي إلى القبو، ونزلت سلماً طويلاً ملتوياً وأنا أطلب إليه الحذر وهو يتبعني.

هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 657x367.

وصلنا آخر الأمر إلى نهاية
الدرج ووقفنا على الأرض الرطبة في السرداب الذي يدفن فيه آل "المونتريسور". كانت مشية صديقي
مضطربة وكانت الأجراس على قلنسوته تجلجل كلّما خطا خطوة .
" البرميل" أين البرميل؟ قال.
"ما يزال بعيداً لم نصل إليه بعد" أجبته: "ولكن احذر النسيج الأبيض الذي يلمع على جدران القبو" فالتفت
نحوي ونظر في عيني بعينين منطفئتين، يقطر منهما بلل السكّر .
" النشادر؟" سأل أخيراً.
" نعم النشادر. ولكن منذ متى وأنت تعاني من هذا السعال؟".
وانطلق من فمه سيل من السعال حيث تعذّر عليه لعدة دقائق أن يجيبني .وقال أخيراً: "لا عليك، الأمر ليس
خطيراً".
لكنني أجبته بتصميم: هيا لنعد من حيث أتينا، فصحتك شيء ثمين وأنت رجل ثري ومحترم ولك معجبوك.
إنّك رجل سعيد كما كنت أنا في يوم من الأيام، بالإضافة أ ن غيابك يفتقده الآخرون، أما بالنسبة لي ليس في
الأمر مشكلة سنعود أنك ستمرض. وأنا لا أستطيع أن أتحمل المسؤولية. فضلاً عن ذلك هناك "لوكريس".
" كفى، فالسعال أمر هين. إنه لن يقتلني، ولن أموت نتيجة السعال".
" أجل..... أجل، فأنا لا أريد أن أدخل الروع في نفسك دون ضرورة، ولكن يجب أن تتخذ ما يلزم من
الحيطة. فجرعة من خمرة الميدوك هذه ستحمينا من شر الرطوبة".
وهنا سحبت زجاجة من النبيذ من صفّ طويل


كان يقبع في القبو فوق ترابٍ ناعم وضربت رأسها على
الحائط فأطحت برقبتها ثم قدمتها إليه قائلاً: "إشرب".


رفع الزجاجة إلى شفتيه وهو يحدجني بنظرة ماكرةٍ، وتوقف ثم أومأ برأسه إيماءة ود بينما أجراسه تجلجل
وقال: "إنني أشرب نخب الموتى الذين يرقدون حولنا".
" أما أنا فسأشرب نخب حياة مديدةٍ لك"".
تأبط ذراعي وتابعنا المسير، قال:
" هذا القبو على ما يبدو شاسع الامتداد" فأجبته:
" كانت أسرة المونتريسور عظيمة الشأن، كبيرة العدد".
" غابت عن بالي الشارة التي ذراعك والتي هي رمز الأسرة" .
" قدم إنسان ذهبية ضخمة على أرضية لازوردية. القدم تسحق ثعباناً جامحاً غرز أنيابه في كعب القدم".


" وشعارها؟" فقلت باللاتينية:
"لا يسع أحد أن يؤذيني ويظلّ معصوماً من الأذى".
توقف وقال: "جيد" ونظرت فوجدت أن النبيذ قد لمع في عينيه كما قد ألهب خيالي نبيذ الميدوك مع الصفوف
المتراجعة من الجماجم الممتدة أمامنا بين العظام المتراكمة والبراميل ونحن نتوغّل في أعماق هذه المدافن.
توقف ثانية، وتجرأت هذه الم رة وأمسكت ذراع فورتوناتو وقلت له :
" النشادر! انظر إنّه في تزايد. إنّه يتدلّى كالطحلب. إننا الآن دون قعر النهر. إ ن قطرات الماء تنز من بين
العظام. هيا لنعد قبل فوات الأوان. بالإضافة إلى أن سعالك......".
فكسرت عنق زجاجة من الميدوك وناولته إياها فأفرغها في جوفه جرعة واحدة، فومضت عيناه بضياء
موحش وقهقه ضاحكاً، ثم ألقى بزجاجتي إلى أعلى بحركات لم أفهم لها معنى .نظرت إليه في دهشة فأعاد
الحركة بأسلوب مثير للضحك ثم قال:
" أولا تفهم؟".
" كلا!".
آه، لست من الإخوان إذاً".
" أي إخوان؟".
" لست من الماسونيين".
" بلى، بلى، أنا منهم".
" مستحيل! أنت ماسوني؟".
" بلى، أنا ماسوني".
قدم دليلاً إذاً".
" هذا هو دليلي".
قلت هذا وأخرجت من بين طيات عباءتي مسطاراً للبناء، فتراجع خطوات مني قائلاً:
إنّك تمزح، ولكن لنتابع سيرنا إلى الآمونتيلادو".
قلت" :ليكن ما تريد".
وأعدت أداة البناء تحت عباءتي، وقدمت له ذراعي فمال علي بتثاقلٍ، وسرنا في طريقنا نطلب برميل
الآمونتيلادو. نزلنا مروراً بسلسلة من الأقواس المنخفضة، تلتها سلسلة ثانية فثالثة، حتّى وصلنا إلى
سرداب عميق كاد هواؤه الفاسد أن يطفئ المشعلين. ولاح في الطرف القصي من السرداب، سرداب آخر
أقلُ سعة، كانت جدرانه مغطّاة ببقايا عظام بشرية تصل حتّى السقف على غرار مدافن باريس الكبرى. كان
ثلاثة من جدران القبو مزينة بتلك الصفوف من العظام المرصوفة، غير أن العظام قد سقطت على الجدار
الرابع، وتكدست على الأرض بشكل عشوائي على شكل رابية كبيرة. وقد لمحنا داخل الجدار المكشوف
نتيجة انزياح العظام، تجويفاً بين دعامتين كبيرتين من دعامات سقف القبو طوله أربعة أقدام، وعرضه
ثلاثة، وارتفاعه ستة أو سبعة أقدام. ولم يبد أن هذا التجويف قد صنع لغرض ما. وقد حاول فورتوناتو
جاهداً أن يدخل مشعله ليرى ما بالداخل، لكن الضوء الخافت للمشعل لم يسعفه ليرى ما بداخل التجويف.
قلت له: "تقدم. هناك برميل الآمونتيلادو. أ ما عن لوكريس......".
" لوكريس! إنّه جاهل لا يفقه شيئاً".
وتقدم متعثر الخطا وأنا أتبعه كظلّه، وفي لحظة كان قد بلغ نهاية الكوة، ووقف في بلاهة وحيرةٍ في
مواجهة الصخر أمامه. لكن لم تكد تمضي لحظة أخرى حتّى كنتُ قد كبلته إلى صخرة الغرانيت التي كان قد
ثبت فيها حلقتان من الحديد بينهما مسافة قدمين، ثبت في إحداهما سلسلة قصيرة وفي الأخرى قفلٌ. نزعت
المفتاح من القفل وفي ثوان كانت السلسلة تلفّه وينغلق القفل. وتراجعت وقلت: "مرر يدك على الجدار،


وستحس بالنشادر حتماً، إنّه رطب جداً في الواقع. دعني أتوسل إليك وأطلب منك ثانية أن تعود. كلا؟ إذن
يجب أن أتركك حتما. لكن علي أولاً أن أقدم إليك ما أستطيعه من الخدمات الصغيرة".
" الآمونتيلادو" نطق صاحبي، ولم يكن قد أفاق من دهشته بعد .
" أجل، الآمونتيلادو". أجبته.
وبينما لفظت تلك الكلمات رحتُ أشغل نفسي بكومة العظام التي تكلمت عنها من قبلُ، ملقياً إياها جانباً،
وكشفت في لحظةٍ عن كمية من الحجارة والطين، وبها وبالمسطار الذي كنت أحمله، بدأت أشيد جداراً على
مدخل السرداب .
وما كدت أبني الطبقة الأولى حتّى بدا لي فورتوناتو كأنّه يستعيد وعيه من سكرته. وأول بوادر صحوته
كانت صرخة أنين خافتة من أعماق السرداب. لم تكن صرخة رجل سكران. وخيم بعد ذلك صمتٌ عصي.
وبنيت الطبقة الثانية والثالثة والرابعة وإذ بي أسمع اهتزاز السلسلة العنيف. واستمر الصوت عدة دقائق
كان بإمكاني خلالها أن أنصتَ برضى كبير .وتوقفت عن العمل وجلستُ على العظام. وعندما خَفُتَ الصليل
أخيراً، تابعتُ بالمسطار الطبقة الخامسة فالسادسة فالسابعة من دون توقف. كان الجدار قد بلغ مستوى
صدري الآن .توقفت ثانية ورفعت المشعل فوق جدار الحجارة، وقد أرسل أشعة خافتة على الشخص في
الداخل. وانفجر فجأة سيل من الصرخات العالية الحادةِ من حنجرة ذلك الشكل المكبل، بدت وكأنها تدفعني
بعنفٍ إلى الوراء. وللحظة وجيزةٍ ترددتُ، وارتجفتُ، ثم استللتُ خنجري من جرابه، وبدأت أتلمس به محيط
الكوة، لكن التفكير للحظة أعاد لي الهدوء .وضعت يدي على بناء القبر، وشعرت بالرضا. اقتربت من
الحائط وأخذت أرد على زعيقه وأفوقه شدة وقوة. ورغم صياحي فقد استمر يصيح.
كان الليل قد انتصف حينما شارف عملي على الانتهاء. وأكملت الطبقة الثامنة والتاسعة والعاشرة، وكنت قد
أنهيت جزءاً من الطبقة الأخيرة حيث لم يبقَ إلا حجر واحد أضعه في مكانه وأثبته. وفيما أنا أكافح لأضع
ذلك الحجر الثقيل في مكانه، انبعثت في تلك اللحظةِ ضحكة خفيفة من الكوة قفّ لها شعر رأسي، وتلاها
صوتٌ حزين أدركتُ بصعوبةٍ أنّه صوتُ فورتوناتو النبيل. ردد الصوت ضاحكاً:
"ها ها ها إنّها مزحة لطيفة بالفعل، سوف نضحك منها كثيراً عندما نعود إلى القصر ونحتسي النبيذ







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:46 PM   #5

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
القلب الذي كشف السر...



نعم هذا صحيح.. أنا عصبي المزاج.. كنت عصبيا جدا .ولكني لست مجنونا.. لا لست مجنونا.. لا يسمى هذا جنونا. مرضي
هذا جعل حواسي أكثر حدة.. لا لم يدمرها ولم يضعفها بل بالعكس زاد من سمعي.. سمعت كل ما دار في السماء من فوقي
وفي الأرض من تحتي.. بل حتى سمعت الكثير مما دار في الجحيم.. فكيف إذن تتهمونني بالجنون؟ اسمعوا.. اصفوا الي..
سأروي لكم القصة من ألفها الى يائها ..لاحظوا.. لاحظوا ثقتي بنفسي وهدوء أعصابي وأنا أروي لكم قصتي ..
من المستحيل لأحد أن يعرف كيف دخلت الفكرة رأسي ولكن.. ولكن ما إن تبلورت الفكرة في رأسي حتى استحوذت على
تفكيري وأصبحت تؤرقني ليل نهار.. لم.. لم يكن لدي سبب أو هدف للقيام بما فعلته.. ولكن.. كنت أحب الرجل العجوز...
لم يظلمني أبدا.. ولم يسبق له أن أهانني يوما أبدا.. ولا تعتقدوا أن الذهب الذي يملكه أغراني.. لا.. لا.. لا!!! بل ما كان
يهيج تفكيري أعظم من ذلك.. نعم.. أعظم.. انها.. انها عينه.. نعم.. هي.. هي عينه اللعينة.. ولا شيء غيرها.. كانت..
كانت.. عينه أشبه بعين النسر!! عين زرقاء شاحبة اللون.. كانت تحوي قصة ما.. نعم.. وحينما تنظر إلي أشعر ان الدم
يتجمد في عروقي.. وبعد ذلك.. بدأت الأفكار تتكون في رأسي الفكرة تلو الأخرى وقليلا.. قليلا قررت.. نعم.. قررت أن
أضع حدا لحياة هذا العجوز.. وهكذا.. هكذا أخلص نفسي من تلك العين اللعينة للأبد.. آه.. للأبد ..
والآن هذا هو المهم في الموضوع ..تظنونني مجنونا.. آه.. آه.؟. المجانين لا يعلمون شيئا أبدا.. ولو كنت قد رأيتموني فقط..
فقط كيف كنت أمضي بكل ثقة وحذر وبصيرة وكثيرا من التصنع عندما ذهبت لأداء ما أنوي فعله، لم أكن أبدا.. أبدا حنونا
على الرجل العجوز مثلما كنت قبل أسبوع من قتله.. نعم.. كنت في غاية الهدوء.. وكنت في كل ليلة أي تقريبا في منتصف
الليل أمسك مزلاج الباب وافتحه.. نعم.. بهدوء شديد وعندما أشعر ان
فتحة الباب أصبحت كافية لأن أحشر رأسي، أضع فانوسا مظلما وكل شيء يكون مغلقا.. بل.. بل محكم الإغلاق.. حتى انه
لا يرى أي ضوء ومن ثم أحشر رأسي. ها.. ها.. ها كنتم فعلا ستشعرون بالضحك لو رأيتم كيف أدخل رأسي بكل حذر
وبعدها أمشي ببط ء شديد.. نعم شديد جدا جدا.. حتى لا أوقظ العجوز المسكين من نومه ها هاها.. ولكن هل تصدقون بأن
ذلك استغرق مني ساعة كاملة حتى أستطيع ادخال رأسي من الباب وأرى العجوز وهو نائم بكل هدوء في فراشه... فاهاها..
ها ها هل تظنون بان هناك مجنونا يملك كل هذه الحصافة ..وبعدها وعندما تأكدت بأن رأسي كان داخل الغرفة تماما أطفأت
الفانوس بحذر.. أوه بحذر شديد.. شديد جدا- لأنه كان يحدث شيئا من الصرير- أطفأته حتى لم يبق سوى شعاع خافت جدا
وقع على عين النسر والتي كانت مغمضة وبذلك تعذر علي إتمام ما كنت أنوي فعله ..لأن ما كان يستثير غضبي ليس الرجل
العجوز بل.. بل كانت عينه الشريرة وهذا ما فعلته طوال سبع ليال متواصلة ولكنني في كل مرة أجد عينه مغمضة.. ومع
ذلك كنت في كل صباح، وعندما يبدأ النهار.. أذهب الى الغرفة بكل جرأة وأتكلم بكل شجاعة اليه.. أناديه يا عم.. وأستفسر
منه كيف قضى ليلته. لاحظوا كم هو عجوز هذا الرجل.. فعلا ليراوده الشك بأنه كل ليلة.. وفي الساعة الثانية عشرة
تحديدا.. أنظر اليه وهو نائم في كوخه .
وفي الليلة الثامنة تحديدا كنت أكثر حذرا من بقية الليالي في فتح الباب ..هل تصدقون أن عقرب الدقائق في الساعة على
الرغم من بطئه يتحرك بسرعة أكبرهما كنت افعل أنا.. لقد حدث ذلك فعلا وفي تلك الليلة فقط شعرت بمدى قوتي
وحصافتي.. لم ..لم.. أكن قادرا على كتم شعور النصر الذي كان يتأجج بداخلي بمجرد تفكيري أنني مازلت هناك - أفتح
الباب - شيئا فشيئا.. وهو لم يكن يحلم حتى بما كنت أنوي فعله أو ما أفكر فيه.. ضحكت بخبث على هذه الأفكار الجهنمية..
وربما سمعني لأنه تحرك فجأة في السرير كما لو أن شيئا أفزعه، أعلم أنكم ستفكرون أني هربت ولكن.. لا.. هيهات كانت
غرفته سوداء حالكة الظلام كالفحم.. كان الظلام شديدا.. شديدا جدا - فالنوافذ كانت محكمة الإغلاق - وذلك خوفا من
اللصوص ولذا عرفت بأنه لا يمكن رؤية فتحة الباب واستمررت أدفعه بثبات، ثبات شديد.. وبهدوء شديد .
في تلك اللحظة كان رأسي أصبح داخل الغرفة تماما وكنت على وشك إشعال الفانوس، حين انزلق ابهامي من على الفانوس
فنهض العجوز مفزوعا وصرخ "من هناك ؟ من ؟.." بقيت صامتا ولم أنبس بكلمة .لساعة كاملة لم أحرك حتى عضلة واحدة،
وطوال ذلك الوقت لم يضطجع العجوز كان لايزال منتصبا في السرير يستمع.. وكما فعلت ليلة بعد أخرى، أجده.. يصغي
لساعات الموت تتردد بين الجدران، وفي هذا الوقت سمعت تأوها وعرفت انه أنين الرعب والهلاك.. لا... لا لم تكن تلك
صرخة ألم أو حزن لا.. بل هو ذلك الأنين الضعيف الذي ينبع من باطن الروح عندما تزيد رهبتها نعم.. نعم.. عرفت
الصوت جيدا.. كان الكثير منه في تلك الليلة ..بل في منتصف كل ليلة.. وعندما يكون الجميع نياما.. يتدفق هذا الصوت من
صدري عميقا ومخيفا جدا.. ذلك الرعب الذي لم يضايقني سواه وأنا أحاول إتمام ما كنت أنوي فعله ..أخبرتكم أني أعرف
جيدا!! كنت أعلم ما هو إحساس العجوز وكنت أشعر بالشفقة تجاه هذا المسكين بالرغم من أني في الواقع كنت أضحك عليه
وعلى طيبته الزائدة، عرفت أن المسكين كان مستلقيا ولكنه ظل يقظا بعد الهلع الذي سيطر عليه في المرة الأولى ..حينما
انقلب في سريره. وكان رعبه يزداد لحظة إثر أخرى.. وكان.. وكان يحاول الا يعيرها أي اهتمام ولكن لم يستطع فعل ذلك.
كان يردد في نفسه دائما لا شيء... لم يكن إلا صوت الرياح في المدخنة... أو لعله فأر يمشي على الأرض... لا... لا
لا.... بل إنه صوت صر صار الليل. نعم... إنه... هو... دون جدوى... نعم دون جدوى... لأن الموت كان يطارده كظله
بل أكثر من ذلك وكان تأثير الشعور بالموت، الموت على الضحية شديدا جدا... وكانت شدة تأثره تدعو للرثاء وهو في هذه
الحالة المؤسفة عندما أحس بالظل على الرغم من انه لم يكن مرئيا... وهذا هو سبب هلعه - على الرغم من انه لم ير أو
يسمع أي شيء- بل لم يشعر حتى بدخول رأسي في هذه الغرفة .
وانتظرت طويلا كان لا يزال منصبا لم يحرك ساكنا... ولذلك وبهدوء كبير صممت علي فتح الباب قليلا واستطعت أن أحدث
شقا صفيرا جدا جدا يدخل منه ضوء الفانوس .
وهكذا فتحت الباب... ولا يمكنك أن تتخيل كيف أنه وبكل خلسة كنت أحاول إشعال الفانوس.. حتى أخيرا استطعت أن أشعل
شعاعا خافتا مثل خيط العنكبوت، انطلق من الشق ووقع على عين النسر مباشرة .
كانت الفتحة واسعة جدا.. جدا جدا، استطعت من خلالها النظر ولكني شعرت بالقشعريرة في عظامي عندما حدقت فيه..
ورأيت التباين التام في عينه كانت زرقاء باهتة بالكامل ولكني لم أستطع رؤية أي شيء من وجهه أو جسد الرجل العجوز
فلقد وجهت الشعاع كما لو كان بالغريزة على العين الملعونة .
ولكن ما لم أخبركم به ان ما كنتم تعتقدون خطأ انه جنون لم يكن إلا حدة في الحواس.... والآن أقول لكم هنالك وفي تلك
اللحظة تهادى إلى أذني صوت ضعيف.. كان صوتا غامضا.. وسريعا.. مثل صوت عقارب الساعة عندما تكون مغطاة
بالقطن... وكنت أعرف ذلك الصوت جيدا أيضا.. كان.. كان كانت نبضات قلب الرجل العجوز.. ولكنها زادت من خوفي
كانت دقات قلب العجوز أشبه بصوت الطبول عندما تحفز الجنود للحرب. ومع كل ذلك جلست ساكنا وانتظرت. وكنت قليلا
ما أتنفس.. حتى لا يحس العجوز بي. أمسكت بالفانوس وكنت خالي المشاعر، وأثناء ذلك زادت دقات قلبه البغيضة.. وكانت
تزداد وبسرعة كبيرة... بسرعة !!!
وكانت في كل مرة تزداد.. وتزداد... وتزداد.. ويبدو أن الرعب الذي كان يعيشه الرجل العجوز قد وصل حده.. وكان
الصوت يزداد.. نعم.. يزداد.. كنت أسمعه جيدا.. كان يزداد في كل لحظة ..هل رأيتم ما فعلته.. لقد كنت مضطربا نعم لقد
كنت كذلك. وفي تلك اللحظة وفي الساعة الأخيرة من الليل فكرت في أن أبدأ المهمة ولكن الخفقان بدأ يزداد وبدأ يتردد عاليا
حتى أنني ظننت أن القلب سينفجر، وفي هذه اللحظة زاد اضطرابي... كان بإمكان الجيران سماع الصوت،، أخيرا، لقد.. لقد
حانت ساعة العجوز وعينه اللعينة !!!..
وبصرخة كبيرة.. اقتحمت الغرفة والمصباح في يدي.. فذهل العجوز المسكين وحاول الصراخ.. نعم لقد حاول فعل ذلك..
ولكنها.. لكنها كانت صرخة واحدة فقط ترددت بين جدران ذلك الكوخ.. فهويت عليه وطرحته أرضا.. وقلبت سريره الثقيل
عليه.. بحركة واحدة.. وبعد هذا كله.. تملكني شعور بالزهو والفخر بما فعلته وأخذت في الضحك.. ها ها ها... ومن ثم
اردت التأكد من موت العجوز زي العين اللعينة.. فأزلت السرير لأرى الجثة.. لقد ..لقد.. كان بلا حراك كالصخر.. كان
ميتا فعلا.. ولكن ليزيد اطمئناني وضعت يدي على قلبه وتحسست نبضه لعدة دقائق.. لم يكن هناك أي نبض.. لم أحس بأي
شيء أبدا.. وكانت مشكلتي في الوقت فقط .
لم تظنون أني مجنون.. أخبركم للمرة الألف أن هذا ليس بجنون.. أوه.. أوه ليس جنونا.. أنا أعلم أنكم لن تستمروا في الظن
بي عندما أصف لكم حكمتي التي طبقتها على هذا العجوز لاخفاء جثته من على البسيطة.. كنت دائما أعمل بجد.. وأول شيء
فعلته.. هو تشويه الجثة حتى ضاعت معالمها فقمت بفصل رأسه ويديه ورجليه عن بقية جسده. وبعدها أخذت ثلاثة ألواح من
أرضية الكوخ.. وضعت كل الأجزاء بين الخشب وبعدها.. أعدت وضع الألواح بذكاء حتى لا يمكن للعين البشرية أن ترى ما
قد تم فعله.. حتى عينه هو.. لم يكن هناك أي بقايا من الجثة تستدعي تنظيف الكوخ.. لم يكن هناك أي نوع من الأوساخ أو
أي قطرات دم.. كنت قلقا من ذلك.. ولكن حوض الاستحمام تكفل بذلك كله.. هاهاها .
وعندما انتهيت من هذه المهمة كانت الساعة تشير إلى الرابعة، ولكن الجو في الخارج كان مظلما.. وكأنه منتصف الليل..
وعندما ضرب الجرس معلنا تمام الساعة سمعت طرقا على الباب.. ذهبت لفتح الباب وكنت أشعر بالارتياح لأنه لا يوجد
الآن شيء أخاف منه. وهناك دخل ثلاثة رجال.. والذين قدموا أنفسهم.. أنهم محققون من الشرطة.. وأنهم جاءوا عقب إبلاغ
جار الرجل العجوز عن سماعه صرخة أثناء الليل مما أثار شكه حول وقوع جريمة فظيعة في بيت العجوز المسكين. فأخبر
الشرطة بما لديه من معلومات ومن ثم تم تفويضهم للبحث في المنزل وملحقاته للتأكد من ذلك .وابتسمت.. لا يوجد ما أخاف
منه الآن؟ رحبت بالرجال وأوضحت لهم أن الصرخة كانت عندما كنت أحلم وصرخت في حلمي.. لقد كان الرجل العجوز-
كما ذكرت لهم ~ غائبا عن البلدة ..أخذت هؤلاء الزائرين في كل انحاء البيت وقلت لهم أن يبحثوا.. يبحثوا جيدا.. في كل
مكان.. على طول كوخه.. وأطلعتهم على الكنوز التي يملكها.. كيف هي آمنة ولم يلمسها أحد.. وفي قمة حماسي لثقتي
الزائدة بنفسي أحضرت لهم كراسي إلى الغرفة.. ونصحتهم بان يرتاحوا قليلا من الإرهاق.. ووضعت الكرسي الذي أجلس
عليه في البقعة التي توجد تحتها جثة الرجل العجوز ..
كان المحققون مرتاحين. وكأن طريقتي أقنعتهم.. وكانوا يتكلمون في أمور أخرى وأجاوب على أسئلتهم بكل سرور.. غير أن
هذا لم يدم طويلا.. فقد شعرت بالخوف يتسلل إلى داخلي.. وتمنيت لو أنهم ذهبوا.. أصبت بالصداع.. وتخيلت صوت رنين
في أذني.. ولكنهم جلسوا يثرثرون ويثرثرون.. وبدأ الرنين يظهر أكثر وأكثر ..واستمر الصوت.. وكل مرة يتضح أكثر
فأكثر.. حاولت التكلم بجدية وبصرت أعلى.. لأتخلص من هذا الشعور.. لكنه استمر.. وفي كل مرة يكتسب وضوحا ..
أكثر من ذي قبل ..وحتى اكتشفت بعد ذلك أن الصوت لم يكن في أذني.. لا.. لم يكن.. كذلك لم يكن هنالك شك أن
الاضطراب بدأ يظهر علي.. ولكنني استمررت بالكلام بطلاقة لكثر.. ولكن الصوت لايزال.. يزيد.. ما الذي يمكنني فعله؟
كان صوتا منخفضا وبغيضا وسريعا.. كالذي يظهر من حركة عقارب الساعة عندما تكون موضوعة في وسط.. ثوب من
القطن.. حاولت التنفس بشدة ومع ذلك لم يسمع المحققون ما كنت أفعله.. تكلمت بسرعة أكثر.. وعنف أكثر.. ولكن في كل
مرة كانت الضوضاء تزيد أكثر وأكثر.. نهضت وبدأت أتحدث عن مواضيع تافهة. وقمت بحركات عنيفة.. مصاحبة
لكلامي.. لكن الضوضاء.. ازدادت.. وكنت أتساءل لماذا لم يغادروا حتى الآن.. قطعت الأرض جيئة وذهابا.. بخطوات
ثقيلة.. كما لو كنت متضايقا منهم.. وأخبركم الصراحة لقد كنت خائفا ومتضايقا من مراقبة الرجال لي ولكن الضوضاء كانت
تزداد بسرعة كبيرة.أوه يا إلهي ما الذي يمكنني فعله؟ صرخت.. وانفعلت.. ولعنت ..ومسكت الكرسي.. وحطمته على
جوانب الغرفة.. واستمر الصوت.. يطو.. ويطو.. ويطو ..ومازالوا يثرثرون بكل بهجة وابتسام.. هل من الممكن أنهم لم
يسمعوا إلى الآن هذا الصوت.. يا الله.. لا.. لا.. أكيد أنهم قد سمعوا ذلك.. أنا متأكد.. اعتقد هذا ..نعم.. لقد علموا بكل
شيء.. ولكنهم كانوا يسخرون من الفزع الذي كان يتملكني.. هذا ما اعتقدته وما أفكر فيه.. كل شيء يمكن تحمله.. إلا هذه
السخرية.. لم استطع تحمل هذه السخرية أكثر من ذلك وشعرت أنه يجب علي أن اصرخ أو أن أموت ولكن.. ولكن.. مرة
أخرى.. أسمع الصوت.. أعلى.. فأعلى.. ثم أعلى ..
"أيها الأشرار.. أيها المنافقون الكاذبون" هكذا صرخت فيهم بكل قوتي "لا اريد المزيد من هذا النفاق الزائف.. أي أعترف بما
فعلته.. كسروا هذه الألواح الخشبية.. هنا هنا.. فقط يوجد ..هذا هذا.. الخفقان البغيض ...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:47 PM   #6

حـكايـه حـياه

 

 رقم العضوية : 50632
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر حبيبتي
 المشاركات : 62,324
 الحكمة المفضلة : ان فعلت شىء يسعد غيرك فلا تحزن ولا تنتظر المقابل لصنعك
 النقاط : ساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2449507
 قوة التقييم : 1225

ساحر الأحزان غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الحج تالت تكريم من دمعه حائره والاعضاء 16 137 73 مسابقه القلم المميز 16 وسام التوقع الصحيح للتصفيات النهائية لشخصية العام  وسام التوقع الصحيح لـ تصفيات شخصية العام2015 وسام الاحساس الصادق فورم جود تالنت موسم رابع 

افتراضي

بداية موفقة لفكرة جميلة

لكى نتطلع فيها

على كثير من الكتاب

وكثيرا من المعلومات

فاتمنى لك كل توفيق

تحياتى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:47 PM   #7

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

حفلة الموت الاحمر .. رائعة أحسده عليها ..





منذ زمن بعيد وطاعون "الموت الأحمر" يهلك الحرث والنسل في هذه البلاد ، إذ ما من وباء كان ليضاهي فداحته
و بشاعته أبدا، فقد كان يتجسد بالدماء أما علامته فقد كانت إحمرار الدم ورعبه، ويصاحب هجومه الشرس آلام
شديدة ودوار مفاجئ يتبعه نزيف حاد، أما البقع القرمزية التي يخلفها على الجسم وخاصة تلك المنطبعة على وجه
الضحية فقد كانت بمثابة الوباء اللعين الذي يحول دون وصول المساعدة إليه أو حتى من إشفاق أصحابه عليه،
بيد أن هذه النوبة المرضية بأكملها من تطورها حتى انتهاءها لا تتعدى زهاء أحداث نصف ساعة من الزمن!
ورغم هذا الرعب الذي كان يزرعه الموت الأحمر في النفوس إلا أن أمير البلاد، بروسبيرو لم يكن مكترثا لذلك، إذ
عندما فتك هذا المرض اللعين بنصف سكان أراضيه الخاصة دعا إلى حضرته أكثر من ألف صديق من بين فرسان
قصره الأصحاء ونساءه الحسناوات، واختلى بنفسه بعيدًا مع هؤلاء المدعوين في إحدى أجمل كنائسه الحصينة
وأوسعها حيث كان هذا الذوق الغريب والمهيب نِتاج إبداع الأمير نفسه، لقد كانت الكنيسة مسوّرة بجدار منيع
وشامخ وتحرسها بوابات حديدية، وفور دخول رجال الحاشية إلى الكنيسة أحضروا الأفران الملتهبة والمطارق
الضخمة وقاموا بلحام الأقفال سعيا إلى إحباط أدنى وسيلة للدخول إليها أو الخروج منها لأي سبب كان، كما تم
توفير جميع المؤن الضرورية داخل الكنيسة، حيث سيتسنى لرجال الحاشية الآن تحدى العدوى بهذه التدابير
الوقائية، أما العالم الخارجي فبإمكانه الاعتناء بنفسه، ذلك أن مجرد الحزن على أولئك القابعين في الخارج أو
التفكير بحالهم لا يعدو كونه حماقة كبرى، والفضل في هذا يرجع إلى الأمير حيث قام بتوفير جميع سبل الراحة
والترفيه من مرتجلين وراقصات البالية وعازفي الموسيقى والحسناوات والشراب، وجميع هذه المظاهر كانت
بمأمن في الداخل أما في الخارج فقد كان يقبع "الموت الأحمر".
وعندما اقتربت عزلة الأمير في داخل كنيسته من شهرها الخامس أو السادس قام باستضافة أصدقاءه الألف
لحضور حفلة رقص تنكرية لم يسبق لها مثيل. لقد كانت هذه الحفلة التنكرية مسرحا مثيرًا للحواس، لكن في
البداية اسمحوا لي أن أخذكم في جولة داخل القاعات التي أُحيت فيها هذه الحفلة، لقد كنُّ سبع قاعات أو بالأحرى
جناحًا إمبراطوريًا ضخمًا، إن أجنحة كهذه في العديد من القصور تشكل أفقًا طويلاً وممتدا تترامى على جدرانه
الأبواب على كلا الجهتين من دون أن تتيح لأي شيء بإعاقة منظر النطاق. بيد أن الأمر في هذا القصر بالذات
يختلف تمامًا عما هو معتاد وهو ما يمكن توقعه من حب الدوق للغرائب، فقد كانت هذه الغرف موزعة بطريقة
غير متناسقة مطلقةً العنان للبصر بمعانقتها بشدة مرة بعد مرة لينتهي بها المطاف باستدارة حادة إلى اليمين
وأخرى إلى اليسار بحيث تتوسط كل جدار نافذة طوقية طويلة وضيقة تطل على ممر مغلق يتتبع التفافات الجناح،
لقد كانت هذه النوافذ مصنوعة من زجاج تتفاوت ألوانه طبقا للون الزخرفة السائد في الغرفة التي تفتح بداخلها
هذه النافذة، فعلى سبيل المثال، كانت الغرفة في أقصى الشمال تتشح باللون الأزرق الزاهي وكذا كانت نوافذها
زرقاء مشرقة، أما في الغرفة الثانية فقد كانت حليها وأقمشتها تزدان باللون الأرجواني ، لذلك كان اللون
الأرجواني منعكسا على ألواح نوافذها الزجاجية، الغرفة الثالثة كانت خضراء نظرة وكذلك كانت نوافذها البابية،
أما الغرفة الرابعة فقد كان أثاثها يشع بلون أزرق باهي ... الغرفة الخامسة بيضاء كشعاع الشمس والسادسة
بلون أزهار البنفسج، أما الغرفة السابعة والأخيرة فقد غُطيت بعناية فائقة بأقمشة النجود المخملية الداكنة التي
كانت تتدلى من أعلى سقف الغرفة لتعانق الحيطان ومن ثم تهوي بشكل لفافات ثقيلة على سجادة مصنوعة من
اللون والمواد ذاتها، بيد أن لون النوافذ في هذه الغرفة-فقط- أخفق في الانسجام مع زخارفها، لقد كانت قرمزية
كلون الدم الأحمر القاني، وبالرغم مما تتمتع به هذه الغرف السبع من أجواء احتفالية ووسط كل تلك الحلي
والمجوهرات الذهبية المنتشرة هنا وهناك والمتدلية من أسقفها إلا أن أياً منها لم يكن بداخلها شمعدان أو مصباح
مضيء، لقد كان المكان يفتقر لأدنى مصدر ضوئي، ولكن في ممرات الجناح وقبالة كل نافذة كان هناك مشعل
يسلط أشعته المتوهجة عبر الألواح الزجاجية الملونة ليضيء الغرفة بوهجه الساطع، لقد شكلت هذه الأجواء
المتداخلة العديد من المظاهر المبهرجة والرائعة، ولكن وهج النار في الغرفة الغربية أو الخلفية كان فضيعًا إلى
أبعد الحدود، فقد كان ينسدل على الستائر الداكنة عبر الألواح المتشحة بلون الدم وهو أمر بعث في نفوس أولئك
الذين دخلوها نظرة موحشةً جدًا، لذلك لم يكن بداخلها سوى عدد بسيط جدا ممن كانت لديهم الجسارة الكافية لأخذ
موضع قدم داخل فناءها.
وقبالة الحائط الشرقي لهذه الغرفة أيضا تنتصب ساعة عملاقة مصنوعة من خشب الأبنوس، يتراقص بندولها
جيئةً وذهابًا محدثًا ضجيجًا رتيبًا وثقيلاً ومملاً، وما أن يكمل عقرب دقائقها دورته الزمنية وتتأهب هي لتطلق
نغماتها حتى يصدر من رئتيها النحاسيتين صوتٌ واضحٌ وقوي، عميقٌ وموسيقي، ولكنه يتسم بنغمة غريبةٍ جدًا،
نغمة تجعل عازفي الأوركسترا يتوقفون رغما عنهم عن عزف مقطوعاتهم الشجية لبرهة من الزمن مع انقضاء
كل ساعة زمنية لينصتوا بإمعان إلى ذلك الصوت الأمر الذي يدفع الراقصين كذلك إلى التوقف بسبب تلك الربكة
القصيرة التي قاطعة نفوسهم المرحة في حين أن الساعة لا تزال مستمرة في مخاضها الموسيقي، في هذه اللحظة
بالذات تنمو ملامح الشحوب على محيى أكثر المحتفلين استهتارًا، أما أولئك المسنين والرصينين فقد جعلوا أياديهم
تحلّق فوق جباههم كما لو كانوا مستغرقين في تفكير حالم أو تأمل مشوش، ولكن ما أن تتوقف الأصداء بالكامل
حتى تخترق ضحكة خفيفة جموع الحاضرين ويتبادل بعدها العازفون النظرات فيما بينهم ويرسمون الابتسامات
على شفاههم كما لو كانوا يسخرون من حماقتهم ونوبة الارتباك التي ألمت بهم، وهنا يهمس الواحد منهم للآخر
واعدًا إياه بأن الدقات القادمة يجب أن لا تحرك فيهم مثل هذه المشاعر ثانية، وهكذا يمر الوقت سريعا وتنقضي
معه ستون دقيقة أي ما يعادل ثلاثة آلاف وستمائة ثانية من الوقت الذي مضى لتمطر الساعة المكان بدقاتها
المدوية محدثة بذلك نفس الإرباك والرعشة والتأمل كالسابق.
ولكن بالرغم من هذه الأجواء المشحونة والمشدودة إلا أن الحفلة كانت تعج بألوان المرح الصاخب، فالمحتفلون
يعلمون أن للدوق أذواقا غريبة وحسًا مرهفًا جدًا في انتقاء التأثيرات اللونية والصوتية، وهو من أولئك الذين لا
يستسيغون الأعمال الزخرفية المجردة، فمخططاته تتسم بالجرأة ومفاهيمه في الحياة تتوهج بلمعةٍ بربرية، وقد
حدا هذا الأمر بالبعض منهم إلى الاعتقاد بأن الجنون قد مس الأمير، إلا أن أتباعه المخلصين لا يرون فيه ذلك
رغم ضرورة الاستماع إليه ورؤيته أو حتى لمسه للتأكد من أنه بكامل قواه العقلية.
واحتفاءً بهذه المناسبة العظيمة قام الدوق بنفسه بالإشراف على الجزء الأكبر من هذه الزخارف المتحركة في
الغرف السبع، كما أنه هو شخصيًا وجّه جميع المحتفلين على تقمص شخصياتهم التنكرية حسب ذوقه الخاص،
حيث شدد على أهمية ظهورهم بشكل مشوه، لقد كان المكان مشوبًا بالكثير من الوهج والتألق، بالإثارة والخيال،
بمثل تلك المناظر التي شوهد معظمها في مسرحية "هيرناني"، هناك زخارف من الأرابسك لها تفرعات وعلامات
غير متناسقة، كما أن هناك أزياء تنكرية غريبة جدًا كتلك الملابس التي يرتديها المجانين، لقد كانت الحفلة تعج
بالكثير من المحتفلين الأنيقين، العديد من المستهترين، وغيرهم من غريبي الأطوار وبضعة من الفظيعين وليس
بقليل من ذلك أولئك الذين قد تكون صورهم مدعاة للتقزز. في الواقع، كانت هناك أشكالا متعددة من الأحلام تطوف
بداخل الغرف السبع جيئةً وذهابا، لقد كان الحالمون يتلوون داخل هذه الغرف وخارجها، يسلبون منها ألوانها
المتداخلة حتى أن موسيقى الأوركسترا الصاخبة كانت لتبدو كصدى وقع أقدامهم. وعما قريب تزفر الساعة
المنتصبة في غرفة الأقمشة المخملية بدقاتها المعتادة، عندها، وللحظة قصيرة، يسكن الجميع، ويخيم صمت
عميق على الجميع ما عدا صوت الساعة، وينتصب الحالمون كجثث هامدة، ولكن لا تلبث أصداء الرنين طويلا
حتى تذبل...إنه شيء لا يطاق... وما أن تخمد هذه الأصداء حتى يتبع رحيلها ضحكة يمتزج فيها اللطف والقهر،
في هذه الأثناء تصدح الموسيقى بصداها عاليا وتنتعش أرواح الحالمين وهم يجوبون الغرف جيئة وذهابا بمرح
أكثر من ذي قبل لتتلون أجسادهم بألوان النوافذ ووهج المشاعل، في هذه الأثناء تخلو الغرفة في أقصى الجهة
الغربية من مرتاديها الذين خاطروا بأرواحهم لدخولها، لقد بدأ الليل بإسدال ستاره المعتم على الغرفة، كما أن
هناك ضوءً متورداً ينبثق من خلال الزجاج الملطخ بلون الدم، والأقمشة المخملية تبدو مرعبة جدا وسط هذه
العتمة، كما أن أولئك الذين وضعوا أقدامهم على السجادة الداكنة أحسوا بتلك الجلجلة المكتومة التي تحدثها ساعة
الأبنوس والتي حملت في طياتها رهبة مثيرة أكثر من أي شيء التقطته مسامعهم أثناء انغماسهم في ملذات الغرف
البعيدة ومباهجها.
بيد أن الحال في الغرف الأخرى كان مغايرا تماما، فجميعها يعج بالمحتفلين ودبيب الحياة ينتشر في جميع
أوصالها، ولا يزال الفرح يغمر المكان، حتى إذا ما مضى وقت طويل تبدأ بعده الساعة بترديد أصداء منتصف
الليل، عندها تحبس الموسيقى أنفاسها حسبما ذكرت آنفا، ويهدأ نشاط الراقصين ويخيم على المكان سكون
مضطرب في كل شيء كالسابق، ولكن في هذه المرة سيصدر جرس الساعة اثني عشرة دقة، وهكذا بدأ العد
لتتزاحم معه الكثير من الأفكار ويمتد معه الاستغراق في التأمل وسط أولئك المعربدين، وهكذا قبل أن تغرق آخر
أصداء الدقة الأخيرة في صمت عميق كان هناك العديد من المحتشدين الذين ما أن أحسوا بالراحة حتى انتبهوا
لوجود شخص مقنع لم يلفت انتباه أي منهم من ذي قبل، وبدأت إشاعة ظهور هذا الزائر الجديد بالانتشار في
جميع الأروقة، ولم يحدث أزيز المحتفلين وهمهمتهم بهذه الإشاعة تقززا فقط بل ورعبا مخيفا أيضا.
في خضم هذه المفارقة المجتمعة للأوهام التي قمت برسمها يمكن القول بأن ما من مظهر عادي قد يثير مثل هذه
الأحاسيس، بل إن الحقيقة عارية أمام لا محدودية حرية التنكر في هذه الليلة، بَيْدَ أن الشخص المشبوه قد فاق
هيروديد هيرود وتعدى كثيرا حدود الحشمة التنكرية لشخص الأمير نفسه، لقد انتابت قلوب أكثر الحاضرين تهورا
عاطفة جياشة لا يمكن مجابهتها ببرودة أعصاب، حتى أن أولئك البائسين تماما ممن يعتبرون الحياة والموت
دعابتان متشابهتان يؤمنون بوجود أمور يستحيل المزاح فيها. وبالفعل طاف على الجميع شعور عميق بأن ملابس
الغريب ومغزاه من هذا التنكر لا ينمان عن خفة دم ولا أدب ظاهر، فهذا الشكل البشري الطويل والهزيل مكفن من
رأسه إلى أخمص قدميه بأكفان المقابر، أما القناع الذي يواري خلفه صفحة وجهه فقد صُنع بطريقة تشبه ملامح
جثة متيبسة يصعب على أدق الفحوص اكتشاف الخدعة التي عملت بها، ومع ذلك كان بإمكان المعربدين الغاضبين
في الجوار تحمل هذا النوع من الدعابات وإن لم يستسيغوها لولا تمادي هذا المهرج المتنكر في طريقة تنكره إلى
درجة أنهم شبهوه بأحد أنواع الموت الأحمر، فقد كان رداءه يعتصر دما، أما حاجبه الواسع وجميع ملامح وجهه
كانت تمطر رعباً قرمزيا.
لقد لاحظ الجميع ما آل إليه حال الأمير بروسبيرو من اضطراب عندما ألقى بناظريه على هذه الصورة الطيفية
وهي تتحرك ببطء وهيبة وتخطوا بشموخ جيئة وذهابا بين الراقصين وكأنها تؤدي دورها ببراعة تامة، ففي
اللحظة الأولى انتابته قشعريرة قوية ساقتها الرهبة والتقزز، أما في اللحظة التالية فقد استشاط غضبا وزمجر
بصوته الأجش :" من ذا الذي يجرا؟ "، موجها سؤاله إلى خدمه الواقفين بقربه: " من ذا الذي يجرأ على إهانتنا
بهذه المهزلة الكافرة؟ امسكوا به، واخلعوا عنه قناعه لنتعرف على هذا الذي سنعلقه من على شرفات الكنيسة
عند شروق الشمس".
لقد كان الأمير بروسبيرو في الغرفة الزرقاء عندما أطلق تلك الصيحات التي دوى صداها بشدة ووضوح جميع
أرجاء الغرف السبع، ولا عجب في ذلك فالجميع يشهد بشجاعة الأمير وغلظته، إذ بمجرد أن لوح بيده في الهواء
حتى حبست الموسيقى أنفاسها.
وقف الأمير في الغرفة الزرقاء وإلى جانبه مجموعة من أفراد حاشيته وقد كسا الشحوب وجوههم، في البداية
وأثناء ما كان الأمير يتكلم هرعت جماعته بحركة خفيفة تجاه الشخص الدخيل الذي كان في هذه اللحظة أيضا
قريبا من قبضتهم وهو يهم بخطى حثيثة وثابتة ليدنو من الأمير، ولكن كان لتلك الهيبة الغامضة التي فرضتها تلك
الإشاعة بتخيلاتها المجنونة على الجميع لم تتح لأي منهم المجال لأن يحرك ساكنا للقبض عليه، وهكذا وبدون أية
إعاقة عبر المتنكر فناء شخص الأمير ذاته، وبينما كانت الجموع الغفيرة تندفع كموجة ممتدة من أواسط الغرف
إلى جدرانها كان الدخيل يشق طريقه دون عناء وبنفس الخطى المهيبة والمدروسة التي ميزته منذ البداية مارًا
عبر الغرفة الزرقاء إلى الأرجوانية ومن الأرجوانية إلى الخضراء ومن الخضراء إلى البرتقالية وعبر هذه الغرفة
إلى البيضاء وحتى من هناك إلى البنفسجية قبل أن تكون هناك حركة حازمة لاعتقاله، عندئذ جن جنون الأمير
بروسبيرو وهو يرى عار الجبن وقد لحق به في تلك اللحظة لينطلق مسرعا كسهم أفلت من قوسه عبر الغرف
الست، ولكن تلك الرهبة القاتلة التي ألمت بالجميع لم تسعف أحدا منهم على اللحاق بصاحبهم، حينها استل الأمير
خنجره المغمود عاليا ودنى سريعا بمقدار ثلاثة أقدام أو أربعة من الشخص الدخيل، ولكن عندما وصل هذا الأخير
إلى آخر أتون الغرفة المخملية استدار فجأة ليواجه الشخص الذي يطارده... هناك..انطلقت صرخة شديدة سقط
إثرها الخنجر اللامع على السجادة الداكنة التي ما لبثت هي الأخرى حتى خر عليها الأمير بروسبيرو ميتا،
واستجمع المحتفلون قواهم البائسة وألقوا بأجسادهم دفعة واحدة داخل الغرفة السوداء وهموا بإحكام قبضتهم
على المتنكر الذي مازال هيكله الفارع والنحيل منتصبا بلا حراك تحت ظل ساعة الأبنوس، إلا أنهم صعقوا جميعا
عندما رؤى الأكفان والجثة- حالها حال القناع الذي تنازعون بينهم بعنف- ليتبينوا في نهاية المطاف أن ما من
جسد ملموس بداخلها!
وتيقن الجميع الآن من وجود الموت الأحمر بينهم، فقد تسلل إليهم كلص في غيهب الليل، واخذ يلقي بالمعربدين
الواحد تلوى الآخر في القاعات المضرجة بالدماء وكل منهم يسقط أرضا يموت على تلك الحالة المزرية لسقوطه
أرضا. ومع آخر ألوان المرح تلفظ الساعة أنفاسها الأخيرة وتخمد ألسنة المشاعل ويسدل الظلام عتمته الموحشة
ويعم الخراب والدمار في كل مكان ويبسط الموت الأحمر هيمنة مطلقة على كل شيء.








  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:48 PM   #8

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر الاحزان





بداية موفقة لفكرة جميلة

لكى نتطلع فيها

على كثير من الكتاب

وكثيرا من المعلومات

فاتمنى لك كل توفيق

تحياتى



سلمت أخي الكريم .. نطمح بالفعل مشاركتكم الكريمة في القسم الجديد الخاص بالكتب ..
لكـ مني خالص إحترامي وتقديري ..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:50 PM   #9

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي





أرنو إلى صديقتي موريلا بإحساس عميق مفعم بالحبّ المتفرّد. رمتني المصادفة في رفقتها منذ سنين طويلة،
فاتقدت نفسي منذ اللقاء الأول بنار لم تعرفها قبلاً، لكنّ النار لم تكن نار) إيروس)( ١)، وما أضنى روحي
وعذّبها هو القناعة أنني عاجز عن تحديد معناها الخارق، بأي وسيلة، أو أن أتحكّم بتأججها الغامض. التقينا،
وقيّدنا القدر معاً عند المذبح، لم أنبس ببنت شفة عن الحبّ، ولم أُفكّر عاطفياً. نأت وحيدة، وتحاشت الآخرين،
ودنت منّي دون غيري، فأسعدتني. أسعدتني سعادة مثيرة للعجب.. سعادة تُشرع الباب للأحلام.
تمتّعت موريلا بآفاق معرفية واسعة. وكما أرغب في العيش، كانت مواهبها مُطلقة العنان ودون ضوابط عامة
وتمتّعت بقوى عقلية هائلة. أدركتُ ذلك وتحوّلتُ تلميذاً لها لدى مناقشتها لفيض من المواضيع. لاحظتُ
حالاً، أنّ موريلا، ربما بسبب تربيتها في "بريسبورغ"، التي فردت أمامي عدداً من الكتابات الصوفية، التي
تُعتبر عادة من بقايا الأدب الألماني القديم، عميقة الاطلاع. عجزت عن تخيّل أسباب ذلك، لكن تلك كانت
دراستها المفضّلة والمستمرّة ومع مرور الزمن غدت دراستي التي يجب أن أعزوها، إلى التأثير البسيط
والفعّال في داخلي للعادة والاقتداء.
أمام ذلك كلّه، إن لم أكن مخطئاً، لم يجد عقلي سوى القليل للعمل. لم تكن تلك قناعاتي، أو أنني نسيت نفسي،
لم تكن طريقة تفكيري مطابقة لخيالي، ولم تكن أية إمارة من التأمّل الذي قرأته، قابلة للاكتشاف، ما لم أكن
مخطئاً جداً، سواء في تصرّفي أو في تفكيري .أقنعني الإحساس العميق بذلك، واستسلمت داخلياً لذاتي، كما
استسلمت بصورة أكبر لإرشادات زوجتي، فولجت جسوراً إلى باطن دراساتها. بعدئذ عندئذ، عندما تأمّلت
الصفحات المحظورة أحسست أنّ الروح التي تتقد في داخلي، بينما وضعت موريلا يدها الباردة فوق يدي
لتبعث من رماد فلسفة ميتة كلمات خفيضة منفردة تحترق معانيها الغريبة في ذاكرتي. بعد ذلك، ساعة بعد
ساعة أقف إلى جوارها متريثاً وأترصّد موسيقى صوتها الساحر حتى تترقرق ألحانها مع الرعب وتتساقط
كظلّ على نفسي فأزداد شحوباً وترتعد فرائصي بتلك الألحان السماوية. ذبل الفرح فجأة وتحوّل رعباً، وصار
الأجمل هو الأقبح، كما يتحوّل ورق نبات الحنّاء إلى تراب الحنّاء.
ليس ضرورياً أن أذكر الصفة الدقيقة للبحوث التي وردت في المجلّدات التي ذكرتها، والتي شكّلت لزمن طويل
المحادثة الوحيدة تقريباً بين موريلا وبيني: وهذا ما يُطلق عليه المتعلّمون المبدأ الأخلاقي اللاهوتي القابل
للفهم حالاً، وما لا يفهمه الأميون كافة في مختلف الظروف.
إنّ وحدة الوجود الصارمة لفيخته، والرؤية الفيثاغورية المعدّلة، وتعاليم التماثل التي حثّ عليها شيلينغ، هي
المواضيع التي تُجسّد الجمال بغالبيته بالنسبة لموريلا الخيالية. ليس مستبعداً اعتبار تلك الهوية.. "ذاتية"
وأعتقد أن السير لوك يحدد تطابقها الحقيقي مع الوجود النفسي. وما دمنا أشخاصاً نفهم أن جوهر الذكاء هو
العقل، وما دام الوعي يقترن بالتفكير، فإننا أصحاب ذوات أو نفوس وهذا ما يميّزنا عن الكائنات الأخرى
التي تفكّر، ويهبنا هويتنا الذاتية. لكنّ مبدأ التشخيص( ٢)، أو فكرة تلك الهوية التي نفقدها، أو لا نفقدها
نهائياً عند الموت، كان بالنسبة لي، وعلى مرّ الزمن، مثار بحث واهتمام مكثّفين، وليس أكثر من الطبيعة
الباطنية والطبيعة القائمة بنتائجها، وليس أكثر من سلوكيات معينة ومثيرة سبق وذكرتها موريلا.
لكنّ الوقت حان الآن لأتلقّى سلوك زوجتي الضاغط كالسحر. لم أعد أحتمل لمسة أصابعها الواهنة، ولا نبرة
لغتها الموسيقية، ولا بريق عينيها السوداوين. أدركتْ ذلك كلّه، لكنّها لم تُعرب عن لومها لي، بدت واعية
لضعفي أو سخفي، ودعتْ ذلك قدراً، وبدت مدركة أيضاً للسبب الذي أجهله، سبب التحوّل التدريجي في
احترامي، لكنّها لم تُظهر تلميحاً أو علامة عن طبيعة ذاتها. كانت امرأة تزداد وهناً يومياً. استقرّت البقعة
القرمزية ثابتة طويلاً على وجنتها، وبرزت الأوردة الزرقاء على جبينها الشاحب، وانصهرت طبيعتي لحظة
في الشفقة، ولاحظتُ النظرة الخاطفة في عينيها اللتين تحملان المعاني، فمرضت نفسي وراحت تدور دوران
من يُحدّق إلى الأدنى في هاوية موحشة عميقة الغور .
هل أعترف أنني تقتُ، برغبة جامحة ومستنفدة، للحظة موت موريلا؟ تقتُ، لكنّ الروح الضعيفة التصقت
بحجرتها الطينية بضعة أيام بضعة أسابيع وشهور مملّة إلى أن استعادت أعصابي المتوتّرة السيطرة على
دماغي، فتنامى خوفي أخيراً، ولعنتُ الأيام والساعات، واللحظات المريرة التي بدت كأنّها تطول مع تراجع
حياتها اللطيفة مثل الظلال في آخر النهار.
عندما هدأت الرياح في الجو في أمسية خريفية، نادتني موريلا إلى جوارها. ثمّة ضباب كثيف يغطّي الأرض
برمتها، وثمّة بصيص دافئ فوق الماء، وبين أوراق الشجر الكثيفة في الغابة في تشرين الأول، وحيث سقط
قوس قزح من قبّة السماء الزرقاء حقاً. ما أن دنوت منها حتى سمعتها تدندن بصوت خفيض يرتعش متقداً
وهي ترتّل كلمات ترنيمة كاثوليكية.
الترنيم ة
أيتها الطاهرة مريم! انظري
إلى أضحية الخاطئ
الذي يرفع صلاته الحارة وحبّه المتواضع،
من عرشك المقدّس العالي.
صباحاً ظهراً وعند الغروب
يا مريم! وقد سمعتِ ترنيمتي!
في السرّاء والضرّاء في الخير والشر
لا تتركيني يا أم الإله!
عندما تنتهي ساعاتي بسلام،
وعندما تزول النجوم من السماء،
حتى لا تواجه نفسي الكسل،
محبتي أرشدتني إليك،
وعندما تغلّف سحب القدر،
حاضري وماضيّ كليهما،
دعي مستقبلي المضيء يسطع
بآمال عذبة منك!
قالت موريلا: إنّه يوم من الأيام، يوم من الأيام كلّها، إمّا للحياة وإمّا للموت. إنّه يوم جميل لأبناء الأرض
والحياة لكنّه أجمل لبنات السماء والموت!
استدرت ناحيتها فتابعت :
إنني ألفظ أنفاسي الأخيرة، لكنني سأعيش .ومع ذلك.. أنا موريلا زوجتك التي ستدخل القبر دون خوف حدد
مكاني ولا تخشَ حتى الديدان. ليت الأيام تنمحي عندما تفقد حبّي لكنّ التي كرهتها في أثناء الحياة ستعبدها
بعد الموت.
موريلا!
أكرر إنني ألفظ أنفاسي الأخيرة. لكنّ عربوناً في داخلي عن ذلك الحبّ آه ما أصغره! إحساسك ناحيتي يا
موريلا! وبعد أن تفارقني روحي سيعيش الطفل طفلنا، طفل موريلا. لكنّ الأيام سيطعبها الحزن الحزن
الذي يُشكّل الانطباع الأكثر ديمومة، كما هو السرو أطول الأشجار عمراً. انتهت ساعات سعادتك، وليس
بالإمكان جمع الفرح مرتين في الحياة، كورود الباستوم التي تتورد مرتين في العام، لن تعزف على آلة
"التيان" في وقت فراغك، لأنّك تجهل الآس والكرمة، ولأنك ستحمل كفنك خلال تجوالك في الأرض، مثل
المسلمين في مكّة.
صرختُ: موريلا !موريلا! كيف عرفتِ هذا؟ لكنّها أدارت وجهها بعيداً فوق الوسادة واعترت أطرافها رعشة
خفيفة، وهكذا فارقت الحياة، ولم أعد أسمع صوتها.
مع ذلك، كما توقّعتْ، طفلتها طفلتها التي ولدتها وهي في حالة النزع الأخير، لم تتنفّس حتى كتمت الأم
أنفاسها عاشت طفلتها وترعرعت قوية جسدياً وعقلياً، كانت نسخة مطابقة لأمّها التي رحلت، وأحببتها
بحرارة وشدّة أكثر مما توقّعت أنّه ممكن أن أحسّه ناحية أي قاطن للأرض .
قبل انقضاء فترة طويلة تحول مناخ ذلك الحبّ الطاهر إلى ظلمة، واعترت سحبه معالم الرعب والحزن. قلتُ
إنّ الطفلة ترعرعت بصورة غريبة في قوامها وذكائها. كان نموها الجسدي غريباً حقاً لكنّ الخوف الشديد
لازمه، فازدحمت في داخلي آراء عنيفة مخيفة وأنا أرقب نموها العقلي. هل يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك
وأنا أكتشف يومياً في مفاهيم الطفلة طاقات وقدرات امرأة بالغة؟ عندما تخرج دروس الخبرة من بين شفتي
طفلة؟ وأنا ألاحظ الحكمة أو عاطفة الرشد تسطع في عينها المتميّزة والمتأمّلة في كلّ ساعة؟ وأنا أقول إنّ
ذلك كلّه تبدّى واضحاً في أحاسيسي التي يتملكها الرعب وأنا عاجز عن إخفائها عن نفسي، وعن سلخها
عن الإدراكات الحسيّة التي ترتعش حيال تلقيها فهل يجب أن نستغرب تلك الشكوك ذات الطبيعة المخيفة
والمثيرة التي تتنامى داخل روحي، أم أنّ أفكاري ارتدت مذعورة إلى الحكايات الوحشية والنظريات المثيرة
المتعلّقة بموريلا المدفونة؟ اختطفت من إنعام النظر ملياً إلى العالم كائناً أرغمني مصيره على حبّه كثيراً، وفي
عزلتي المريرة داخل بيتي الذي توارثته عن أسلافي راقبت بقلق مزعج كلّ ما يهمّ ابنتي.
حدّقتُ ملياً ويومياً في وجه ابنتي البليغ السمح الطاهر طوال سنين، وتأمَّلت شكلها الناضج فاكتشفت معالم
جديدة متطابقة بين الطفلة وأُمّها. وتنامت قتامة الظلال في كلّ ساعة، وتبدّى التشابه أكثر تطابقاً وتميزاً،
وأكثر إرباكاً ورعباً بالنسبة لي في مظهره .كانت ابتسامتها مثل ابتسامة أمّها، وهذا ما تحمّلته، لكنني ارتعدت
من جرّاء هويتها التامة كانت عيناها كعيني موريلا، وكان هذا محمولاً، لكنّ العينين حدقتا ملياً إلى أعماق
نفسي، حاملتين معاني موريلا الحادة والمذهلة. وفي محيط الجبين العالي، وجعدات الشعر الناعم، والأصابع
الشاحبة التي دفنت ذاتها في الشعر، ونغمات حديثها الموسيقية، وفوق ذلك وفوق ذلك كلّه في تعبيرات
الميتة وإيماءاتها على شفاه الحبيبة الحية، وجدتُ غذاء للاستهلاك عبر الأفكار والرعب بالنسبة لدودة لن
تموت.
وهكذا انقضت عشر سنوات من عمرها.. وبقيت ابنتي من دون اسم على الأرض. كنت أناديها.. طفلتي..
حبيبتي.. اللقبين اللذين يطلقهما الأب عادة حالاً مفعمين بالحبّ الأبوي، لكن عزلة أيامها الصارمة حالت دون
التواصلات الأخرى كلّها. مات اسم موريلا عند وفاتها. لم أُحدّث البنت عن أمّها نهائياً كان الكلام مستحيلاً.
لم تحصل الطفلة خلال فترة وجودها القصيرة على أي انطباع عن العالم الخارجي إلاّ ما كان بالإمكان أن
تتحمّله بالحدود الدنيا في عزلتها. مع الزمن.. مثّلت مراسم معموديتها، في حالتها المتقدة الهادئة، تحرراً
ذهنياً فورياً من مخاوفي المستقبلية. ولدى تنفيذ المراسم تروّيت قبل إطلاق الاسم. احتشدت بين شفتي
عناوين متعددة وألقاب تجمع بين الحكمة والجمال، تنتمي إلى الزمن الغابر والمعاصر، ومن بلدي ومن بلدان
أخرى وأسماء متعددة جداً تحمل معاني الدماثة والسعادة والخير. ما الذي حضّني وأزعج ذكرى الميتة
المدفونة؟ أي شيطان حرّضني على إطلاق ذاك الصوت، الصوت الذي مال عند استرجاعه لتحقيق انسياب
الدم الأرجواني وسقوطه في عملية مدّ، من الصدغ إلى القلب؟ وأي عفريت نطق في أغوار نفسي، فصرخت
في ردهات الكنيسة، وفي سكون الليل، صرخت في أذن الرجل الطاهر الكلمة موريلا؟ وهل يستطيع غير
شيطان أن يزلزل ملامح طفلتي ويفردها مقترنة بمظاهر الموت.. وما أن انطلق ذلك الصوت النادر حتى رفعتْ
ناظريها خلف النظارة عالياً، وخرّت ساجدة فوق الألواح السوداء في سردابها السفلي وقالت: ها أنذا!
واضحة ببرودة وسكون، كنا قوس الموت رهيب هو الموت وفظيع، وغرقت الأصوات الأبدية في نفسي.
انقضت سنوات سنوات عديدة، لكنّ ذكرى تلك الفترة لم تفارقني! عجزت عن نسيان الزهور والكرمة
ظللتني أشجار الشوكران والسرو ليلاً نهاراً.
نسيت الزمان والمكان، وذبلت نجوم قدري في السماء، وتنامت ظلمة روحي، وعبرتني أشكال الأرض كظلال
سريعة، فرأيت موريلا وسط ذاك الركام كلّه. هبّت رياح السماء لكنّ صوتاً واحداً استمرّ يرنّ في أذني،
ودمدمت أمواج البحر دوماً موريلا. لكنّها ماتت، وحملتها بيدي إلى المقبرة، وضحكت طويلاً ذات مرة عندما
لم أجد أثراً للأولى في المقبرة حيث مددت موريلا الثانية.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-01-2011, 11:53 PM   #10

R i v e r s

نشاط راقي

 

 رقم العضوية : 69341
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 العمر : 29
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : momy's heart
 المشاركات : 1,327
 الحكمة المفضلة : ~' كلنـآ كالقمر :: لنـآ دآئمآ ذلكـ الجـآنب المظلم ~
 النقاط : Love Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud ofLove Paradise has much to be proud of
 درجة التقييم : 1073
 قوة التقييم : 1

Love Paradise غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

عن بـــــــــــــو ""

يعتقد كثيرون أن "إدجار بو" رغم شهرته الكبيرة في أمريكا أثناء حياته، لم يلق التقدير والإستحقاق الكافيان بما يتناسب مع عبقريته وأعماله التي رسمت الطريق لاحقاً لكثيرين، لكن "بو" بدأ في الحصول على شهرته العالمية منذ تحمس له الشعراء الفرنسيين ، حيث تحمس له "بولدير" لحد التعصب، فترجم كل أعماله إلى الفرنسية وكتب عن حياته وتحدث عنه بإجلال وتقديس.

يربط "بو" بين العبقرية والجنون فيقول: "ما يدعوه الناس بالعبقرية ليس إلا مرضاً عقلياً ناتجاً عن تطور لا طبيعي ، أي تطور مسرف لإحدى ملكاتنا او مواهبنا"، ويقول الشاعر الفرنسي (بولدير) عنه: "لقد اجتاز هذا الرجل قمم الفن الوعرة، وهوى في حفر الفكر الإنساني، واكتشف – في حياة أشبه بعاصفة لا تهدأ – طرقاً وأشكالاً مجهولة يدهش بها الخيال ويروي العقول الظامئة إلى الجمال ، هذا العبقري مات عام 1849 فوق مقعد في الشارع .. وكان عمره يدنو من الأربعين عاماً ".







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, القزم, ادم, اول, بينا, حلا, رداءة

« by: me كتاب جمهوريه ألـ مبارك . حصريا حقوق النشر باسم منتديات بنات مصر .. | !¤*'~`( أهم كتب المحاسبة )`~'*¤! »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبل ماتنـور القسم بأي موضوع..اتفضل هنا الأول.. ( متجدد ) الحان الورد منتدى التنميه البشريه 23 04-13-2014 03:12 AM
للتبيلغ عن اى موضوع مخالف داخل القسم الاسلامى سارية فى درب الرسول المواضيع المكذوبه والاحاديث الضعيفه 1 05-23-2012 03:19 AM
هبل × هبل << اول موضوع ليا في القسم A . y . a بقلم أعضاء بنات مصر - حصري 67 04-26-2011 05:55 PM
اول موضوع ليا فى القسم هو كيف تتخلصين من الدهون الزائده ؟ ●•Young Eyes•● صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 1 05-26-2009 04:27 AM


الساعة الآن 11:09 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩