ارحم الراحمين

[عمر الاسلام]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نتوقف مرة اخرى، عند «ارحم الراحمين»، وما حملته من معطيات، قدمت مساحات جديدة للرحمة التي تحدثت عنها النصوص القرآنية باستفاضة، كأنها تهدف الى الاحاطة، بما نقله النص الشامل الذي ابان حدود الرحمة التي وصلت الى «رحمتي وسعت كل شيء» وهذا نص دلل بشموليته على ان ليس هناك من امر خارج فضاء هذه الرحمة، حين تتوفر استحقاقاتها من ايمان صادق، وثقة لا يشوبها القنوط، وقناعة لا يساورها ادنى شك هذه المنظومة التي تمثل اهم متطلبات الوصول الى منابع الرحمة، كما ارادها الله تعالى، والارتواء منها بما يحقق مغفرة واسعة، هي المكون الاساس من مكونات رحمة الله تعالى.
ولقد جاء «أرحم الراحمين» في مواقع اربعة اولها في الاعراف 64، وثانيها وثالثها في يوسف 64، 92 ثم رابعها في الانبياء 83، ويبدو واضحاً من ظاهر النصوص القرآنية هذه، ان «ارحم الراحمين» جاءت لتبني خاتمة الآيات الاربع هذه، والتي جاءت صيغتها قولاً حمل دعاء قام على طلب من الله تعالى تقدم به مخلوق، لتكون «أرحم الراحمين» هي مناط الرجاء في ما رفعه القائل من دعاء جاء على صيغة طلب.
نقرأ الآية 64 من الاعراف: «قال رب اغفر لي ولأخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين» نجد ان هذه الآية جاءت في ختام مشهد امتد عبر آيات قبل هذه الآية، تمحور هذا المشهد حول ما دار بين موسى عليه السلام واخيه هارون، حين عاد موسى عليه السلام فوجد بني اسرائيل، وقد اتخذوا العجل إلهاً يعبدونه، وما كان من ردة فعل اتسمت بالغضب صبه موسى عليه السلام على رأس اخيه، الذي حين سمع موسى عذره، ما كان منه الا ان قال هذه الآية التي اشتملت بداية على دعاء قام على طلب المغفرة، هذا الطلب الذي احاطه موسى عليه السلام، باقراره بالقناعة التي سكنت وجدانه، بأنه انما يطلب هذا من إله يعلم موسى انه «أرحم الراحمين» لنجد ان ارحم الراحمين بما قدمته في هذا السياق، قد اضافت بعداً آخر لما عرفناه في «الرحمة» التي افاض الله بها على عباده المؤمنين، ذلك ان طلب المغفرة هنا، مما حدث من امر هارون وبني اسرائيل الذين كفروا باتخاذهم العجل انما يستدعي «ارحم الراحمين».
اما آيتا سورة يوسف 64:
«قال هل آمنكم عليه الا كما آمنتم على اخيه من قبل فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين».
يروي كعب بن الأحبار: لما قال يعقوب «فالله خير حافظاً» قال الله تعالى «وعزتي وجلالي لأردنّ عليك ابنيك كليهما بعدما توكلت عليّ».. ينقل هذا النص مشهداً آخر، في زمن آخر، في اطار احداث اخرى، انتهى هذا المشهد الى ان الله «ارحم الراحمين» لنقع هنا ايضاً على بنية جديدة، قدمها الحدث الجديد الذي لا علاقة له بما كان من حدث في آية الاعراف كيف لنقرأ الآية السابقة 63 «فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فأرسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون».
هذا الطلب الذي جاء بناء على شرط يوسف لأخوته الذين لم يكونوا يعملون انه اخوهم، فما كان من جواب ابيهم على هذا الطلب، الا ان ذكرهم بما كان من يوسف، وحين لم يرَ بداً من الاستجابة لطلبهم، فوض امره الى الله بالاقرار بأن «الله خير حافظاً» ذلك لأنه «هو ارحم الراحمين» ان الرحمة هنا انما استولدها الايمان الواثق بأن «الله خير حافظاً وهو رحمة اتسعت باتساع الايمان الذي كان جزاؤه عودة الاخوين الى ابيهما.. والله اعلم

[نانـــــو]

مشكووووووووووووووور على الطرح القيم
بالتوفيق ان شاء الله

[عمر الاسلام]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة king of ŴΆЯ مشكووووووووووووووور على الطرح القيم بالتوفيق ان شاء الله

مرورك عسل عيني
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[حر اليدين]

جزااااك الله خير

[عمر الاسلام]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حر اليدين جزااااك الله خير

جزاك الله خيرا عيني على المرور العطر دمت بخير من الله

[soomaa]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[عمر الاسلام]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soomaa مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

جزاك الله خيرا عيني على المرور العطر دمت بخير من الله soomaa