..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 4 -
يا يومَ مولِدي ….
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 13 -
اسرائيل والطوق الكبير
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 5 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 10 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 7 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 12 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 3 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 4 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 7 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -

الإهداءات


خطبة الجمعه ((متجدد)) ارجو التثبيت

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /05-20-2011, 10:56 AM   #1

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

خطبة الجمعه ((متجدد)) ارجو التثبيت




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


جمعه مباركه عليكم جميعاااا

اليكم


خطبة الجمعه


نعلم ان خطبة الجمعه للرجال فقط ولكن سلطت الضوء على

موضوع خطبة الجمعه هناا للفائده وكسب المعلومات







فسنضع كل يوم جمعه ((موضوع)) وهي خطبه ليوم الجمعه

اي على كل عضو في يوم جمعه يضع لنا موضوع واحد للخطبه

الجمعه
..ولكن..
((اذا تم اختياره من من قبل مشرفين القسم))

ليضع الخطبه...




خطوات وضع الخطبه:

_وضع موضوع الخطبه
تحتوي
أ_التاريخ
ب_عنوان الخطبه
ج_الموضوع ((الذي اخترته))
...........











وغفر الله لنا ولكم
__________________







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-20-2011, 03:39 PM   #2

مشرفة سابقة

|¦♥ آ‘للهم آ‘غفرلـــے |¦♥

 

 رقم العضوية : 47073
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المكان : حيث أكــ.ـــون
 المشاركات : 21,213
 النقاط : ڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3967
 قوة التقييم : 2

ڪــــبرياء الروح غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جزاك الله خيرا
يا اختي والله الفكر ه طرحت سبق
وان شششاء الله بنطرحها الان
وبالتوفيق ان ششششاء الله







  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-03-2011, 11:18 AM   #3

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

افتراضي

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة ڪــــبرياء الروحجزاك الله خيرا
يا اختي والله الفكر ه طرحت سبق
وان شششاء الله بنطرحها الان
وبالتوفيق ان ششششاء الله




السلام عليكم

اشكرك على تقبل الفكرة

وكنت فى انتظارك لاختيار اول عضو لاضافه الخطبة

ولكنى اضيفها الان وبعد ذلك ارجو من ادارة القسم اختيار من هو جدير لاضافه خطبة الجمعه القادمة







  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-03-2011, 11:20 AM   #4

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اليوم الجمعه
التاريخ3/6/2011

عنوان الخطبه((بر الوالدين طريقك للجنه))
___________________

أمرك الله تعالى ببر والديك

وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره

قال الله تعالى

وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

( الإسراء : 23 )






وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما




فبر الوالدين طريقك إلى الجنة




والوالد في هذا الحديث بمعنى الأب والأم والله أعلم


ولقد أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله

قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم

الزم رجلها فثم الجنة

صححه الألباني

وجعل عقوقهما سبب لسخط الخالق سبحانه وتعالى


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين

حسنه الألباني


ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك أحد والديه أو كليهما وهما كبار السن ولم يبرهما ويحسن إليهما فيكونا سببا لدخوله الجنة



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

__________________








أما قرأنا قوله تعالى:



وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36

ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..

قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14

قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، لا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما.
وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. . الآية.
قال الهيثمي عند قوله تعالى: وقل لهما قولاً كريماً أي اللين اللطيف المشتمل على العطف والاستمالة وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبهما ما أمكن لا سيما عند الكبر، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ثم أمر تعالى بعد القول الكريم بأن يخفض لهما جناح الذل من القول، بأن لا يُكلما إلا مع الاستكانة والذل والخضوع، وإظهار ذلك لهما، واحتمال ما يصدر منهما، ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما.
ولا يزال على نحو ذلك حتى ينثلج خاطرهما، ويبرد قلبهما عليه، فينعطفا عليه بالرضا والدعاء، ومن ثم طلب منه بعد ذلك أن يدعو لهما، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
وكان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.
أيها الإخوة المسلون:
وحق الوالدين باقٍ، ومصاحبتهما بالمعروف واجبة، حتى وإن كانا كافرين.
فلا يختص برهما بكونهما مسلمين، بل تبرهما وإن كانا كافرين، فعن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك)).
ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل تبرهما وتحسن إليهما حتى ولو أمراك بالكفر بالله، وألزماك بالشرك بالله، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون.
فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وآكدها، وإن القيام به على وجهه أصعب الأمور وأعظمها، فالموفق من هدي إليه، والمحروم كل المحروم من صُرف عنه.
وهاهو رسول الله يجعل حق الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله.
ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
وعنه أيضاً أن النبي قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وعن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
وها هو رسول الله يدعو على من أدرك أبويه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة، فيقول كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة:((رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)).
وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات.




وغفر الله لنا ولكم







  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-16-2011, 11:01 PM   #5

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

افتراضي

خطبة الجمعة

17/6/2011


صنائع المعروف





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين ، فهدى الله تعالى به من الضلالة وبَصّر به من الجهالة وكَثَّر به بعد القلة وأغنى به بعد العَيلة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ماتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا


أيها الإخوة الكرام..

من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانواصناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات الله وسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله-تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَاكُنتُ)قال السيوطــي يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسنإليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليهالسلام-قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِتَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءوَأَبُونَا شَيْخٌكَبِيرٌ)لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك،وإنما بينتا له حاجتهمادون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلكلأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا)ثم لم ينتظر منهما أيمكافأةعلى فعلهوإنما كما قال الله(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) أيها المسلمــون ...لقد أمر اللهتعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا- (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)وقال -سبحانه وتعالى- (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُوَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)وافعلوا الخير

ولقد كان النبي -صلوات ربيوسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- كانأكثرصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما،لما كان يصلي جالسا ؟..قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم،أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكيإليه -عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلهافيقول: (هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أيطرق المدينةشئتِ...)حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أوغير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس
إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشرمن بني آدم وإنما حتى صنائع المعروفتكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومنالنباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليهالصلاة والسلام- : (دخلت امرأةالنار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستهاولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)
أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون علىصنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك

وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
__________________
(لا اله الا الله محمد رسول الله)







  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-20-2011, 07:41 AM   #6

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 23975
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 الجنس : ~ أنثى
 المشاركات : 1,359
 النقاط : mariamo will become famous soon enoughmariamo will become famous soon enough
 درجة التقييم : 143
 قوة التقييم : 0

mariamo غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
Lightbulb جزاك الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم


-
تشرّفت بزيارة موضوعك العطر ، أتمنى لك دوام الإطمئنان والأمان فى رحاب القرآن ، مَعَ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد28

-
قيمة الإنسان فى الدنيا هى عملُه ، وسَيُحَاسَب عليه وهو فوق الأرض وعن أثره بعد رحيله إلى تحت الأرض ، { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى .. وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا .. وَآثَارَهُمْ .. وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } يس12
-
أتمنى أن تكون أعمالنا كلها فى طاعة الله ، الحكاية مش لعب ولا عبث ، {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } المؤمنون115
-

-
http://forums.msryat.org/msryat150807/
-
الاثنين 19 رجب 1432 = 20-6-2011
-







  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-24-2011, 10:05 AM   #7

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

افتراضي

فيا عباد الله، قرة عين المؤمن وطمأنينة قلبه تبدو واضحة جلية في تقواه لربه؛ فإن تقوى الله هي أساس كل صلاح، وسلوان كل كفاح، وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ[النساء:131].

أيها المسلمون، الأخلاق المثلى عماد الأمم وقوام الشعوب، وهي باقية ما بقيت أخلاقهم، هذه حقيقة مسلمة، لا ينازع فيها إلا مريض لم ينقه، أو مغرض لا يفقه، إن تدهور الأخلاق ناجم عن نقص الوازع الديني في النفوس، والوازع الديني الزاجر، والمنجي من النهابر[1]، الوازع الديني الذي يملك عنان النفس، ويسيطر عليها فيكبح جماحها، ويهتن دمعها، ويغسلها بالنقاخ[2]، الذي يبرد الفؤاد.

وإن من أعظم الأخلاق المندوبة، والسجايا المطلوبة، خلق الرحمة والتراحم بين المسلمين، ولا غرو؛ إذ هو مفتاح القبول لدى القلوب، ولا جرم، أن فقدان الرحمة بين الناس، فقدان للحياة الهانئة، وإحلال للجاهلية الجهلاء، والأثرة العمياء.

ولقد نالت الجاهلية من الرحمة أقسى منال، حتى وكأنما وأدتها في مهدها، ولقد كشف الله في كتابه عن فئام من الناس والأمم، ممن فقدوا الرحمة، وكأنما قدَّت قلوبهم من صخر صلد، تمثلت هذه الغلظة والقسوة، في أصحاب الأخدود، الذين أضرموا النيران، وخدوا الأخاديد في أفواه السكك، وجنبات الطريق، وكان ذلك حينما آمن الناس بما جاء به الغلام المؤمن، فكان من لم يرجع عن دينه يقحم في النار، فتنهش جسده نهشا، حتى لا يرى إلا فحمة أو رمادا، ولقد جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع في النار، فقال لها الغلام: (يا أماه، اصبري فإنك على الحق) [القصة رواها مسلم في صحيحه][3].

قُتِلَ أَصْحَـٰبُ ٱلأُخْدُودِ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ [الفجر:4-8].

لقد كشف الله في كتابه عمن فقد الرحمة وانقض عليها، فلم يرعَ حق أُم ولا رضيع، ولم يدع صغيرا ولا كبيرا في عافية، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ٱلأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيىِ نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ [القصص:4].

وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ [الفجر:10-14].

قال أبو رافع: أوتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد، ثم جعل على ظهرها رحا عظيمة حتى ماتت إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَـٰطِئِينَ [القصص:8]. وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ [القصص:41].

لقد كشف الله في كتابه العزيز عن ممارسات شاذة، ممن فقدوا الرحمة أو أماتوها، وعن مكائد خبث، يصنعها يهود بني إسرائيل الذين هم أكثر البشر قسوة وفظاعة، وقلوبهم كالحجارة الصماء، بل هي أشد قسوة منها ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِىَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74]. فكشف الله خبثهم، وبين أنهم قتلة ومردة من قديم الزمان وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَٱدرَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ[البقرة:72]. وبما فعله يهود يحكم الله عليهم باللعنة والحرمان من الرحمة، فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَـٰقَهُمْ لَعنَّـٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ وَنَسُواْ حَظَّا مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مّنْهُمُ[المائدة:13].

عباد الله، إن الله ـ جل وعلا ـ حينما بعث رسله جعل تمكين الأخلاق الفاضلة في النفوس أصلا من أصول رسالاتهم، وأساسا من أسس دعواتهم، وخاتم الأنبياء والمرسلين هو من قال فيه ربه: وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]. لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ [التوبة:128].

وقال : ((إنما بعثت لأتمم محاسن الأخلاق)) [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه][4].

لقد تجلت رحمة المصطفى ، في جوانب كثيرة من حياته، حتى لقد أصبحت سمة بارزة، لا يحول دونها ريبة أو قتر، في كل شأن من شئونه، فهو عطوف رحيم أرسله إلى البشرية رحمن رحيم، وأنشز لحمه وَبَلَّ عروقَه إملاجُ حليمة السعدية له، فكان له من اسمها الحلم والسعادة.

أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله تلا قول الله: رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [إبراهيم:36]. وتلا قول عيسى ـ عليه السلام ـ: إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ [المائدة:118]. فرفع رسول الله يديه وقال: ((اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله ـ عز وجل ـ: يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فسأله، فأخبره بما قال ـ وهو أعلم ـ فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)) [5]. الله أكبر! ما أعظم المصطفى !، وما أرحمه بأبي هو وأمي!.

لقد تجلت رحمة المصطفى بأمته، حتى بلغت تعليم الجاهل، وتوجيه الغافل، ومناغاة العيال والصبيان، أقسمت بنت من بناته ليأتينها لأجل ابن لها قبض، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله الصبي، ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ قال: ((هذه رحمة، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)) [رواه البخاري][6].

إن رحمة المصطفى لم تقف عند هذا الحد فحسب، بل لقد حوت رحمته طبقات المجتمع كلها، أراملَ وأيتاماً، نساءً ومساكينَ، صغارا وكبارا، ولم يقتصر ذلك على فعله، بل عداه بقوله: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) [رواه أبو داود والترمذي][7].

وقال : ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)) [رواه مسلم][8]. وقال في التحذير من عدم الاشقاق على الناس، ونزع الرحمة عنهم، والنغرة عليهم: ((اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به)) [رواه مسلم][9].

لقد تجلت رحمة المصطفى بالخلق، فتعدت نطاق البشرية إلى نطاق الحيوانات العجماوات، فلقد دخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبيَ حن الجمل وذرفت عيناه؛ فأتاه رسول الله فمسح ذفراه فسكت، فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاءه فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله فقال له: ((أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبُه[10])) [رواه أبو داود][11].

فيا لله العجب! حتى البهائم ألهمت أن الرسول رحمة الله مهداة، وأنه نبي المرحمة، فأين أنتم ـ عباد الله ـ من قصة هذا الجمل؟ أين أنتم من إيذاء تلك البهائم؟ ناهيكم عن إيذاء البشر والاستخفاف بهم، أين أنت يا راعي الغنم؟ أين أنت يا سائق الإبل؟ أين أنت يا راعي الأسرة؟ أين أنت يا راعي المدرسة؟ وأنت يا راعي الوظيفة؟ اتقوا الله جميعا فيمن استرعاكم، ولئن كان المصطفى قد مات، فلا تصل البهيمة بالشكوى إليه، أو البشر بطلب النصرة منه، فإن ربه حي لا يموت، يراكم ويسمعكم، ولكن يؤخركم إلى أجل لا ريب فيه ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة:281].

أيها المسلمون، بتجلى خلق الرحمة في ذات المصطفى عالج محو الجاهلية، وقطع ظلالها بأنوار الرحمة والعطف، فكفكف من نزوات الجاهلية وقسوة قلوبها، وأقام أركان المجتمع، على دعائم الرحمة والشفقة وحسن التخلق، واستنشاق النفنف[12] من محاسن الشريعة. وإن كمال العلم في الرحمة، ولين الكلام مفتاح القلوب، يستطيع المسلم من خلاله، أن يعالج أمراض النفوس، وهو مطمئن القلب، رخي البال، وإلا انفض الناس من حوله، فعاشوا جهالا وماتوا جهالا، وذلك هو الشقاء، وهو سببه وعلته.

عباد الله، في طوايا الظلام، تدرس الأخلاق كما يدرس وشي الثوب، بلهَ ما كان في الصالحين المخلصين، لقد طغى طوفان المادة الجافة، فأغرق جسوم الرحمة إلا ما انملص منه، ولقد بدت نواعير الحياة عند البعض: (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وإن لم تجهل يجهل عليك، وإن لم تتغدى بزيد تعشى بك) بل لقد صور العالم لدى البعض، أنه دنيا فسيحة، يحدها من الشرق الرغيف، ومن الغرب الدينار، ومن الشمال الجاه، ومن الجنوب الشيطان.

لقد رجعت بعض النفوس منداة الجسم بعرق القسوة والغلظة، وإذا تندت الجسوم، وجب نزع المبلول، وإلا فهي العلة ما منها بد، وهي شاغلة النفوس.

ما أشده مضضا ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم! إن أمرها ليذهب فرطا، وإن الغفلة قد بلغت من الناس مبلغ من يظن أنه حي في الحياة، فلا تجد إلا قلبا وصدرا وحرا، ولسانا ولقا ينصنص، إلا من عصم ربي، وقليل ما هم.

لقد مضى عهد السلف الصالح، فسخفت الحياة من بعدهم، وصاروا ككتب قد انطوت على حقائقها، وختمت كما وضعت، لا يستطيع أحد أن يخرج للناس من حقيقتهم نصف حقيقة، ولا شبه حقيقة، ولا تزويرا على حقيقة، إنما هي لا غير، الحقائق كلها قد اكتنفوها. ولقد أثبتوا بتجلي الرحمة في قلوبهم، بأنه ليس في نفوسهم وطباعهم إلا الإخلاص، وإن كان حرمانا إلا المذق، وإلا المروءة، وإن كانت مشقة، وإلا محبة الصادقين وإن كانت ألما، وإلا الجد وإن كان عناء، وإلا القناعة وإن كانت فقرا.

إن من النجاة الفكر في البلاء، والتنطس في الأمور، وإذا نبهت العزيمة تغلغل أثرها في البدن كله، فيكون علاجا يحدث به النشاط، ويرهف منه الطبع، وتجم عليه النفس، وإن هذا لهو الدواء إذا استشرى الداء، وهو النصر حين تخذل القوة.

إن النفس ينبغي أن تَعْنَتَ بعد كل كمال فيما هو أكمل منه، وبعد المهاه فيما هو الإحسان، تستحث من كل هجعة راحة بفجر نصب جديد.

ولو أدرك المسلم أن أول حق للمسلمين عليه، أن يحمل في نفسه معنى الناس، لا معنى نفسه، لعلم أن من فاق الناس بنفسه الكبيرة دون تميس، كانت عظمته في أن يفوق نفسه الكبيرة.

إن الناس أحرار، متى حكمتهم معاني الرحمة والشفقة، والتواد والتعاطف، تحت ظل الإسلام الوارف، قال : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [رواه مسلم][13].

وبذلك كله يتصل ما بين العظيم والسوقة، وما بين الغني والفقير، اتصال الرحمة في كل شيء، أما ربط الرحمة والتراحم بالدينار والدرهم، في مقابل استبعاد تلك المعاني الحيوية، التي ينبغي أن تسود المجتمع، فهو المائج بالحياة بعضها في بعض، وهو الذي يقلب الموازين، ويجعل الصحيح والفاسد، في ملك الإنسان لا في عمله، وتكون المنفعة الذاتية، هي الآمر الناهي، فيرى كل إنسان كأنما ديناره ودرهمه، أكبر قيمة من دينار الآخر ودرهمه، فإذا أعطى نقص فغش، وإذا استنض زاد فسرق، ويتعامل الناس في التعاطف والتراحم على أساس من المعدة لا من الروح، وتكون يقظة التاجر من غفلة الشاري.

فإذا عظمت الأمة الدينار والدرهم، فإنما تمزمز النفاق والطمع والقسوة، وإنما هيبة الإسلام في الرحمة بالنفس لا بالمال، وفي بذل الحياة، لا في المعك فيها، وفي أخلاق الروح، لا في أخلاق اليد، وفي وضع حدود الفضائل بين الناس، لا في وضع حدود الدراهم، وفي جعل أول الثروة الرحمة والشفقة، لا الذهب والفضة، هذا هو الإسلام الذي غلب الأمم؛ لأنه قبل ذلك غلب المطيطاء[14] والقسوة والجشع.

والسلف الصالح خير من ترجم معاني الرحمة إبَّان عيشهم، فها هو الصديق أبو الصديقة، خليفة رسول الله ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، الذي جبل نفسه على الرحمة والتراحم، منذ نعومة أظفاره، وما سمي بالعتيق، إلا لكثرة ما يعتق من العبيد رحمة بهم، وإنقاذا لهم من سطوة غلاظ الأكباد وشرار الخلق، كان يتعهد امرأة عمياء في المدينة، يقضي لها أشغالها سرا، إبان خلافته للمسلمين، كما أنه كان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية منهم: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا. فسمعها فقال: بلى لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه.

ولقد بلغت الرحمة مجلاة أوج صورها، في الخليفة الفاروق ، الذي بلغ من القسوة والغلظة في جاهليته أعظمها، فلما ذاق طعم الإيمان، انقلبت نفسه رأسا على عقب، وكأنه لم يكن قط قاسي النفس، غليظ القلب، فلما ولي الخلافة، خطب الناس مطمئنا لهم قائلا:

(اعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض، ولست أدع أحدا يظلم أحدا، أو يعتدي عليه، حتى أضع خده وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحق، وإني بعد شدتي تلك، أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف)، فرحم الله عمر الفاروق ورضي عنه وعن الصحابة أجمعين.

فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن المرء المسلم، مطالب بالرحمة والتراحم بما استطاع من تحلم وتصبر، وعليه أن يترفق أولا في أهله، وثانيا في رعيته وجيرانه ومواطنيه وموظفيه، فلا يكون عونا لزوجته على النشوز، ولا لأبنائه على العقوق، ولا لجيرانه على الإساءة، ولا لرعيته على التمرد، ولا للناس كافة على هجره ومباغضته.

واعملوا بمثل قول المصطفى : ((إن من إجلال الله ـ تعالى ـ، إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) [رواه أبو داود][15]. وحذارِ من الوقوع فيما حذر منه المصطفى بقوله: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)) [رواه أبو داود][16].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم...







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد, التثبيت, الجمعه, ارجو, خطبة

« الرد على كل من يقول الدين ليس له دخل في السياسة!!!!! | 16طريقة تجلب بها البركة لمنزلك »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثقافات الشعوب متجدد (ارجو التثبيت) YOo YA مواضيع عامة - ثقافة عامة 16 07-27-2012 04:56 PM
تواقيع اسلاميه ... ارجو التثبيت .. متجدد بإذن الله نـــــ غ ـــــــم منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 5 01-03-2012 03:14 PM
لازم نتغير بجد! (متجدد) ارجو التثبيت Ŝmilể Ḿőøn منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 10-19-2011 07:10 PM
مــلــف مـتـكــامــل للــوصــفــات الـطـبـيـعـيـة .......متجدد (ارجو التثبيت للاستفا CAPPOO تسريحات شعر - مكياج - ميك اب 2 03-04-2009 12:23 AM
ارجو التثبيت(معلومات عن الانبياء متجدد انشاء الله) احضان الحبايب منتدى الشخصيات التاريخيه 10 02-08-2009 02:00 PM


الساعة الآن 10:15 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩