رئيس البرتغال الاسبق: تعاملنا فى ثورتنا مع رموز النظام بالنفى والتقاعد القسرى

[الملكة كيلوباترا]

اكد رئيس جمهورية البرتغال الاسبق، الممثل الاعلى لمبادرة الامم المتحدة لتحالف الحضارات، «جورج سامبايو» ان الاستقرار لم يتحقق فى البرتغال إلا بعد قيام الثورة بعامين، قائلا: «ثورتنا قامت عام ١٩٧٥ ولم نشعر بطعم الاستقرار إلا عام ١٩٧٦». قال رئيس البرتغال الاسبق، خلال مقابلة مع برنامج «الحياة اليوم»، الذى قدمته الإعلامية لبنى عسل، ويذاع على قناة «الحياة»، انه لابد من مساعدة القوات المسلحة فى تأدية دورها فى اى ثورة، وانه فى ثورة البرتغال تم الاتفاق على المبادئ الحاكمة للدستور، ثم إجراء الانتخابات، لان مرحلة التطور الديمقراطى بعد الثورات يجب ان تأخذ وقتها للبناء على قواعد سليمة، وان المراحل الانتقالية تؤثر كثيرا على مستقبل الدولة، لان معظم الثورات لم تنجح بسبب عدم اتخاذها هذه المراحل الانتقالية، مشيرا الى انه بعد الثورة البرتغالية «مررنا بفترات عصيبة خلال المراحل الانتقالية، وصولا الى التحول الديمقراطى الكامل».
واضاف: «مررنا بالازمة الاقتصادية الطاحنة بعد الثورة البرتغالية، وكانت هناك ازمة نفط وعجز فى الاجور بشكل رهيب، بالإضافة الى قلة الإنتاج عما هو مطلوب، وللخروج من الازمة الاقتصادية اضطررنا لعزل النواحى السياسية عن النواحى الاقتصادية»، مشيرا الى ان التعاون الدولى مهم لمساعدة مصر على الخروج من المرحلة الانتقالية، وان الاتحاد الاوروبى كان له دور كبير فى مساعدة البرتغال فى الخروج من ازمتها الاقتصادية، من خلال تقديم المساعدات المالية، لذلك فإن المرور بازمة اقتصادية بعد حدوث الثورات امر وارد، وان الازمة الاقتصادية فى البرتغال استمرت لمدة ٧ سنوات بعد الثورة. وطلب «سامبايو» من المصريين الوحدة والتحلى بالصبر، لأنهم يقومون ببناء مصر من جديد، و«اذا اراد شعب مصر التطوير فلابد ان يأخذ بتجربتنا فى الخصخصة».
واكد «سامبايو» ان المطلب الديمقراطى هو مطلب لمعظم الدول فى المنطقة، وانه يأمل فى ان تمر هذه المرحلة الانتقالية سريعا لتحقيق مكاسب الثورة، لانه اذا فهم اللاعبون السياسيون الاوائل فى البلاد مفهوم «إبداعية التنوع» وحاجة الافراد للاستفادة من الخبرات السياسية السابقة، فسوف تكون هناك إمكانية لقيادة البلاد وتحقيق عملية التنمية.
وتابع: «ناقشنا مع وزير الخارجية المصرى التجربتين البرتغالية والتركية فى التحول الديمقراطى، وكانت نقطة الاهتمام فى النقاش مع وزير الخارجية المصرى هى قضية الامن العربى ومرحلة التطور التى شهدتها البرتغال واسبانيا وعلاقتها بالتجربة المصرية». واضاف «سامبايو»: «يمكننى القول ان تعامل الثورة البرتغالية مع الرموز السياسية التابعة للنظام السابق انحصر فى إما النفى او التقاعد القسرى، وكان التعامل مع رئيس البرتغال بعد الثورة هو النفى للبرازيل، لكنه عاد بعد فترة ليمارس نشاطه السياسى مرة اخرى، بالرغم من رفض العديد من القوى السياسية ذلك».
واختتم «سامبايو» لقاءه بانه متفائل بثورة مصر ويشعر بالفخر تجاه شعب مصر، وان مصر لو استطاعت ان تستغل قدرتها وإمكانيتها، فستصل الى إطار من الحرية والكرامة والمشاركة الحزبية فى الحياة السياسية.