جزيرة بوطينة الاماراتية

[Princess Noran]

اختارت اللجنة المنظمة لاستفتاء “عجائب الطبيعة السبع” جزيرة بوطينة التي تقع في إمارة أبوظبي لتكون إحدى الجزر المرشحة ضمن 28 موقعاً طبيعياً وصلت إلى مرحلة متقدمة من المنافسات التي ستحسم عام 2011 . وأعلنت هيئة البيئة في أبوظبي دعمها لترشيح بوطينة التي تعتبر جزءا من محمية مروح الطبيعية والتي تبعد عن أبوظبي 130 كم .

عن المميزات التي تتمتع بها الجزيرة وتؤهلها للمنافسة عالميا، قال ثابت زهران آل عبد السلام، مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي البحري في هيئة البيئة، ل “الخليج” إنها تعود لغنى الأنظمة البحرية، ففي المياه التي تحيط بالجزيرة توجد الشعاب المرجانية والحشائش البحرية النادرة وأشجار القرم، إضافة إلى الأحياء البحرية وخاصة المهددة بالانقراض عالمياً مثل أبقار البحر التي تضم أبوظبي ثاني أكبر مجموعة منها بعد أستراليا وبالتحديد في محيط جزيرة بوطينة . والميزة الأخرى لجزيرة بوطينة حسب زهران تأتي من طبيعة المنافسة، ففي المسابقة هناك سبع فئات، وتقع بوطينة ضمن فئة الجزر التي تضم إضافة إليها ثلاث جزر أخرى، وهي جلاباكوس التي تقع في أمريكا الجنوبية وأول من زارها كان عالم الأحياء ريتشارد داروين لدراسة أصل الأنواع، وجزيرة المالديف إضافة إلى جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية، معروفة عالميا، لكن الميزة التي تفتقدها مقارنة ببوطينة أن الأخيرة تتواجد في بيئة جافة جدا ودرجة حرارة عالية، والمعجزة التي توفرها هذه الجزيرة ترجح كفتها في المنافسة، فكما هو معروف تعيش الشعاب المرجانية في درجة حرارة لا تتعدى 23 % بينما الشعاب المرجانية في بوطينة تعيش في درجة حرارة 35% ما يفتح الباب لإجراء الدراسات العلمية للمهتمين بتفسير هذا الوضع الاستثنائي، وبالتالي هناك نتائج علمية كامنة في الجزيرة وتستقطب اهتمام علماء الأحياء البحرية والتي سنتمكن من خلالها معرفة آليات المقاومة النباتية لتأثيرات التغيرات المناخية .

وعن إمكان أن تصبح بوطينة مركزا للجذب السياحي يؤكد زهران أن الجزيرة جزء من محمية مروح الطبيعية، وفي نظام المحميات يتم تقسيم المناطق إلى مركزية ويمنع القيام بأي نشاط فيها، ومناطق يمكن إقامة أنشطة محدودة فيها، وتقع محمية مروح ضمن المناطق المركزية التي يمنع إقامة أي نشاط فيها عدا الرحلات العلمية أو تصوير أفلام وثائقية عن المحمية والجزيرة . وتكون طبيعة التصويت لاختيار الجزيرة الفائزة على مستويين، الأول تصويت الجمهور الذي يحسم 90% من النتيجة و10% تعود للخبراء، وعن الخطوات التي يمكن ان تسهم في جذب المزيد من الأصوات تقوم هيئة البيئة بالتحضير للتعاون مع مركز أبوظبي للمعارض للترويج للجزيرة، وهناك إمكان لإعداد فيلم وثائقي باللغتين العربية والانجليزية إضافة إلى التنسيق مع شركات الطيران في الدولة وهيئة المواصلات لوضع البوسترات على الطرق .

كما أن كل شخص يحق له التصويت مرة واحدة مجاناً، وفي حال الرغبة بالتصويت مرة أخرى فإن عليه دفع سبعة دراهم .

إنجازات مهدت للترشيح

يعتبر ترشيح جزيرة بوطينة تتويجاً لجهود إمارة أبوظبي وهيئة البيئة في الحفاظ على الأنواع البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، حيث شهدت أبوظبي نشاطاً مكثفاً تجاه حماية البيئة . وتمكنت الهيئة خلال الفترة الماضية من وضع الخطط واتخاذ الإجراءات لحماية وإدارة مجموعات أبقار البحر في الإمارات من خلال تنفيذ خطة عمل وتوقيع مذكرة تفاهم دولية تضم الدول التي تقع في نطاق انتشار أبقار البحر في مياه الخليج العربي ومنطقة غرب المحيط الهندي . ونظمت الهيئة بالاشتراك مع اتفاقية حماية الأنواع لمهاجرة (CMS) وبرعاية شركة توتال أبو البخوش، ورش عمل حول حماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها على امتداد مواقع تواجدها . وحضرها ممثلون من حوالي 37 من الدول التي تتواجد فيها أبقار البحر، حيث قامت بنهاية الاجتماع 7 دول بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول المحافظة وإدارة أبقار البحر (الأطوم) وموائلها في جميع دول انتشارها .

وتقوم الهيئة بمراقبة مواطن تعشيش وتغذية السلاحف البحرية من خلال تقييم التفاوت السنوي في التعشيش وفي مراقبة الأعشاش ومواطن التعشيش ومراقبة مواطن التغذية المعروفة وتتبع السلاحف الخضراء أثناء التغذية باستخدام تقنية الأقمار الاصطناعية . وأسفرت جهود الهيئة في هذا المجال عن تسجيل تعشيش السلاحف في 12 من الجزر البحرية بإمارة أبوظبي، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 152 عشاً خلال موسم التعشيش . كما تم خلال عام 2007 إعداد أول خارطة واسعة النطاق للشعاب المرجانية في إطار مشروع الشعاب المرجانية، الذي يهدف إلى دراسة ووضع خارطة للشعاب المرجانية في إمارة أبوظبي وشارك في تمويله شركة دولفين والمعهد القومي للشعاب المرجانية في فلوريدا والصندوق الدولي للطبيعة . كما تم إعداد مقترح لصون وحماية مجموعة الشعاب المرجانية الكثيفة برأس غناضة في إمارة أبوظبي . وتم إنتاج خريطة واسعة النطاق لمواقع الشعاب المرجانية وأنواعها بالاستناد الى صور الأقمار الصناعية والتحقق الميداني لأكثر من 1000 نقطة ضبط .

وفي مجال المحميات الطبيعية البحرية تقوم الهيئة بإدارة ثلاث محميات بحرية تشمل مروح، الياسات وأبوسياييف وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه المناطق 37 .4% من المساحة الإجمالية للدولة . وتشير الدراسات الى أن المساحة العالمية للمحميات من المساحة الكلية لأية دولة تشكل 10% . وفي سبتمبر2007 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” من مقرها الرئيسي في باريس اعتماد قبول محمية مروح البحرية، ضمن برنامجها “الإنسان والمحيط الحيوي”، لتصبح أول محمية في الدولة تنضم لشبكة المحميات العالمية المكونة الآن من 507 محميات موجودة في 102 دولة .

وتعتبر جزيرة بوطينة جزءاً من محمية معترف بها من اليونسكو، وتتم إدارتها بشكل متكامل بواسطة الهيئة التي تعمل على ضمان بقاء المواطن والأنواع البحرية في حالة سليمة، مع تأثير لا يذكر عليها بسبب الأنشطة البشرية . وتم رصد وجود عدد كبير من السلاحف الخضراء “منقار الصقر” المعرضة بشكل كبير للانقراض في الجزيرة . كما سجل وجود أبقار البحر في مواقع الأعشاب البحرية بالجزيرة، وتعتبر أبقار البحر من الأنواع المهددة بالانقراض وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة . وتمت مشاهدة 650 بقرة بحر في فصل الصيف، بينما شوهدت 835 بقرة خلال الشتاء .

وتعتبر الجزيرة ملاذاً طبيعياً لأبقار البحر نظراً لقلة الأنشطة البشرية فيها . وتعد المياه المحيطة بجزيرة بوطينة موطناً لمجموعات الدلافين، بما في ذلك دولفين المحيط الهندي الأحدب . والدولفين قاروري الأنف، والدولفين الشائع . ويتعرض الجانب المحمي من الجزيرة بانتظام لغمر المد والجزر مما يسمح بوجود وبقاء مجموعات أشجار قرم مزدهرة بارتفاع 5 أمتار . وعلاوة على ذلك تستخدم العديد من الطيور المهاجرة الجزيرة كمحطة توقف للراحة والتغذية خلال مسار هجرتها، من وسط آسيا إلى إفريقيا .

بقر البحر

من أهم الكائنات التي تحتضنها الجزيرة بقر البحر أو حيوان الأطوم الذي يعد فريدا من نوعه، يعتبر الحيوان الثديي البحري الوحيد الذي يتغذى على النباتات البحرية . ويبلغ طول الحيوان البالغ حوالي 3 أمتار ويمكن أن يصل في وزنه إلى حوالي 400 كيلوجرام، ويصل طوله عند الولادة الى متر ويزن 35 كيلوجراما . وتقوم السعودية بجهود لحماية حيوان الأطوم من الانقراض بسبب الصيد الجائر أو مشاكل التلوث .

ويبلغ متوسط عمر الأطوم 70 سنة إذا توافرت له الظروف البيئية المناسبة، ويبلغ النضج الجنسي في عمر 9 10 سنوات، وتدوم فترة الحمل 13 شهرا منتجة لمولود واحد، ويستمر إرضاع الصغير حوالي 18 شهرا . ويمتلك جهاز تنفس مثل الثدييات، لذلك يتنفس الهواء الجوي مباشرة، ويمكث تحت الماء لمدة دقيقة إلى دقيقتين ليعود للتنفس من جديد ويستغرق ثانيتين للحصول على احتياجه من الهواء .

الحملة بدأت منتصف 2007 وتستمر حتى 2010

تأسست مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2001 على يد برنارد ويبر، وهو كندي من مواليد سويسرا . وكان انجازها الأول وضع لائحة جديدة لعجائب الدنيا السبع من صنع الإنسان وذلك عبر حملة تصويت كبرى استمرت سبع سنوات، وحصدت ما يقارب المائة مليون صوت من حول العالم . وقد انتهت الحملة الأولى في السابع من تموز/ يوليو 2007 .

والجديد هذه المرة سيكون التصويت لعجائب الدنيا السبع الطبيعية ضمن الحملة التي بدأت منتصف العام 2007 وتستمر حتى صيف 2010 .

تتألف الحملة الجديدة من مرحلتين، الأولى امتدت حتى نهاية العام ،2008 وفيها منح المصوتون فرصة لترشيح المواقع الطبيعية والتصويت لها .

وحتى اليوم، تم ترشيح أكثر من 200 موقع حول العالم . لكن الأماكن التي تحتلّ المراتب السبع والسبعين الأولى فقط هي التي ستتاح لها فرصة الانتقال إلى النهائيات .

أما المرحلة الثانية فبدأت مع ميلاد العام 2009 وتستمر حتى منتصف العام 2010 وفيها ينحصر التصويت للمواقع الواحد والعشرين الأولى التي وصلت إلى النهائيات .

سيتم إعلان النتيجة النهائية للمواقع السبعة الحاصلة على أعلى نسبة تصويت في عام 2011 في احتفال عالمي ضخم .

وباب الترشيح لا يزال مفتوحاً، وللإمارات موقعان دخلا المسابقة، هما جزيرة بو طينة وهلال ليوا .

ويحق لأي شخص أن يصوت مجاناً مرة واحدة فقط، ولكن لا يحق له التصويت بصورة مجانية لجهة معينة واحدة بل يجب عليه التصويت لسبع جهات مختلفة دفعة واحدة . إذا أراد فرد أن يصوت لجهة معينة فقط من دون باقي الجهات عليه أن يشتري حق التصويت .

ودعت هيئة البيئة في أبوظبي الجمهور للتصويت لصالح “جزيرة بوطنية” ليتم اختيارها ضمن عجائب الطبيعة السبع في العالم، وذلك بالدخول على الرابط الإلكتروني للمسابقة على شبكة الإنترنت: http://www .new7wonders .com .