« كتاب أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة »

[د. محمد الرمادي]

" لكل علم من العلوم المدنية أو الدينية عند أهله لغته الخاصة به ؛ كـ الطبيب والمهندس والمعلم ، والحافظ والمفسر ؛ كما وأنه لكل فن من الفنون؛ كـ فن الطبخ ؛ الحياكة .. تعابيره التي تم الإتفاق عليها بين مَن يتناول هذا الفن.

وهذا ما يسمى عند أهل العلم وأهل الفن بـ " المصطلح " ؛ وفي البحوث الشرعية والفقهية وعلم التفسير نسمع :" قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ " ونسمع وَ" فِي اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ" .
لذا فينغي على المرأة أن تعلم المصطلحات التي وضعها رب العباد؛ في محكم كتابه المجيد وعلى لسان رسوله الكريم عليهالسلام ، وخالق المرأة واسطنبتها السادة العلماء من عموم الأدلة الشرعية لتفهم ما الحكم المنوط بها ؛ ومن هذه المصطلحات

«القرء»
السبت 28 جمادى الأولى 1435

[د. محمد الرمادي]

بحث "القرء" 2

العديدُ والكثيرُ من الأحكامِ الشرعية العملية في الحياة اليومية للمسلمـ(ـة) مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بـ اللُغة العربية؛ إرتباطاً وجودياً كـ إرتباطِ الرأسِ بـ الرقبة؛ والرقبة بـ الجسد؛ ومرتبطةٌ إرتباطاً عضوياً كـ إرتباطِ اليد بـ الساعد؛ والساعد بـ الذراع والكتف... أقول ترتبط الأحكام الشرعية باللُغة العربية؛ أقصد اللُغة العربية الفصحى؛ كـ لُغة آيات القرآن العظيم ونصوص الذكر المحفوظ الكريم وايضاً كـ لُغة أحاديث الرسول المصطفىٰ والنبي المرتضىٰ؛ ومِن بعده صحابته وخيرة عترته وأتباعهم ومَن ولاهم وسار على دربهم، واستن بسنهم وهذا يعني بالضرورة معرفة اللُغة التي تكلموا بها معرفةً كاملة كـ من نزل عليهم هذا الوحي المعصوم في العهد النبوي دون زلل أو خطأ؛ وعلى قدر الطاقة والوسع والإستطاعة؛ وبدون معرفة مفردات هذه اللُغة القرآنية/النبوية سنفقد الإحساس بها وتضيع الأحكام الشرعية لحظة التطبيق، ومن هذه الأحكام الشرعية العملية اليومية في حياة الكثير من أبناء الإسلام وبنات الدين الحنيف؛ مسألة القرء؛ لهذا السبب قمت بإضافة هذا البحث إلى كتاب :" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة " ؛ وهي النسخة الخاصة بـ منتديات بنات مصر حصرياً .

د. محمد الرمادي
٢٨ .٥. ١٤٣٥ ~ ٢٩. ٣. ٢٠١٤

[د. محمد الرمادي]

بحث القرء 3/ منتديات بنات مصر :
القرء لغةً وشرعاً :
مسألة القرء تحتاج من القارئـ(ـة) الكريمـ(ـة) تبني رأياً فيها؛ أي نأخذ رأيا من إثنين؛ إذ أن؛ القرء :"هُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ؛ فـ يَقَعُ عَلَى الطُّهْرِ؛ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ؛ وَأَهْلُ الْحِجَازِ ، وَيَقَعُ عَلَى الْحَيْضِ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ ".

[د. محمد الرمادي]

اسم البحث ::
« تَمْكثُ إحداكنَّ شطرَ دَهرِها لا تصلِّي »

يستدل كثيرٌ من فقهاؤنا بأقوال وآثار تنسب خطأ إلى الصادقِ المصدوق والحبيب الموثوق المتلقي نهجه وشرعه بالوحي المنزل من السماء بواسطة جبريل أمين السماء؛ السيدِ الجليل المصطفى والنبي المجتبى والرسول المرتضى منها على سبيل المثال وليس الحصر القول

:[« تمكُث إحداكُنَّ شَطْرَ دهرِهَا لا تُصَلِّي »] .

فِي هذا القول مَبَاحِثُ :
[ ١ . ] الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : قال ابن العربي في عارضة الأحوذي؛ 5/301؛ الحديث ليس بصحيح ؛
[ ٢ . ] الْبَحْثُ الثَّانِي : قال: محمد ابن عبدالهادي في :رسالة لطيفة: 23 ؛ الحديث: ليس له إسناد؛ أو : له إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم ؛
[ ٣ . ] الْبَحْثُ الثالث : قال ابن الملقن؛ في :البدر المنير؛ 3/55 ؛ الحديث: غريب جدا
[ ٤ . ] الْبَحْثُ الرَّابِعُ : قال ابن كثير ؛ في :إرشاد الفقيه؛ 77/1 ؛ الحديث: لا أصل له، ولكن هو في الصحيحين بغير هذا اللفظ .
[ ٥ . ] الْبَحْثُ الْخَامِسُ: قال ابن حجر العسقلاني؛ في التلخيص الحبير: 1/255 ؛ الحديث: لا أصل له بهذا اللفظ .
[ ٦ . ] الْبَحْثُ الْسَادسُ : قال السخاوي ؛ في :المقاصد الحسنة: 197 ؛ الحديث: لا أصل له بهذا اللفظ .
[ ٧ . ] الْبَحْثُ الْسابعُ قال: الزرقاني ؛ في :مختصر المقاصد: 325 ؛ الحديث: باطل لا أصل له؛
[ ٨ . ] الْبَحْثُ الْثامِنُ : قال محمد جار الله الصعدي؛ في :النوافح العطرة: 107؛ الحديث: لم يرد بهذا .


[ ٩. ] الْبَحْثُ الْتَاسعُ : هذا وقد روي بالصياغة التالية :

[« في النساءِ نُقصانُ دِينِهِنَّ أنَّ إحداهُنَّ تمكُثُ شطرَ دَهرِها لا تُصَلِّي »]
: قال النووي ؛ في :المجموع: 2/375 ؛ الحديث : باطل، لا يعرف.

تتبعنا هذه البحوث من مصادرها لما يصدر من بعض جهلة هذه الأمة المرحومة من أقوال ومواقف وتصرفات تنم عن نظرة دونية وحقيرة لجنس الأنثى فقط لأنها أنثى ؛ مع أن هذه الأنثى : هي الجدة التي تحب ولد الولد أكثر من الولد؛ وهي الأم التي حملت وولدت وارضعت ونظفت وكبرت؛ وهي الأخت الحنونة ؛ وهي الخالة والعمة
ذات الشفقة .. ولكن الجهل هو الذي أدى إلى هذه الكارثة التي نلاحظها في كيفية معاملة المرأة؛ وهذا لا ينطبق فقط على المرأة العربية بل نجده في الغرب أيضاً .

**

?:فَخْرُ الدينِ مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ بِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -

Dr.MUHAMMADELRAMADY

حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٥ الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الخميس : ٤ جماد آخر ~ ٤ أبريل ٢٠١٤ م

***

[د. محمد الرمادي]

أعود لبحث القرء مرة ثانية ؛ فأقول :

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾
[آيَةُ٣٠؛سُورَةُ: ٢٧]

رَبِ يَسِّرْ ..

{ {

اسم البحث :" الْقَرْءُ " . لغةً.
البحث من حيث اللُغة فِيهِ مَسَائِلُ :
[١.] الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الْقَرْءُ : الْوَقْتُ . وَالْقَارِئُ : الْوَقْتُ ؛ تقول منه: أقْرَأتِ الريحُ، إذا دخلت في وقتها.

{

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ . وَأَقْرَأَتِ النُّجُومُ : حَانَ مَغِيبُهَا . و أَقْرَأَتِ النجومُ: دنت من الطّلوع أو الغروب. وَأَقْرَأَتِ النُّجُومُ أَيْضًا : تَأَخَّرَ مَطَرُهَا .
وَأَقْرَأَتِ الرِّيَاحُ : هَبَّتْ لِأَوَانِهَا وَدَخَلَتْ فِي أَوَانِهَا .
وَأَقْرَأَ أَمْرُكَ : دَنا ؛ وَأَقْرَأَتْ حَاجَتُكَ قِيلَ : دَنَا ، وَقِيلَ : اسْتَأَخَرَ .
وَفِي الصِّحَاحِ : وَأَقْرَأَتْ حَاجَتُكَ : دَنَتْ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَعْتَمْتَ قِرَاكَ أَمْ أَقْرَأْتَهُ ، أَيْ : أَحَبَسْتَهُ وَأَخَّرْتَهُ وَأَقْرَأَ مِنْ أَهْلِهِ : دَنَا .وَأَقَرَأَ مِنْ سَفَرِهِ : رَجَعَ إلى وطنه. وَأَقْرَأْتُ مِنْ سَفَرِي ، أَيْ : انْصَرَفْتُ وأقرأَ : تَنَسَّكَ .

{

[٢.] الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: القَرْءُ بالفتح: الحيض، والجمع أقْراءٌ وقُروءٌ ؛ ويُضَمُّ القُرْءُ يُطلَق على : الحَيْض والطُّهْر [معاً] وهو ضِدٌّ ؛ وَذَلِكَ لـ أَنَّ الْقَرْءَ الْوَقْتُ . فَقَدْ يَكُونُ لِـ [وقت] الْحَيْضِ أو لـ [وقت] الطُّهْر ؛ وبه صرَّح الزَّمخشريّ وغيرُه وجَزم البَيْضاويّ بأنه هو الأصل . وعليه
فـَ الْــ ( ـقَـ ) ـرْءُ ، وَالْــ ( ـقُـ )ــرْءُ : الْحَيْضُ وَالطُّهْرُ .

{

[د. محمد الرمادي]

« القرء »
الْحَدِيثِ :[«دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ »] .
الصفحة الخامسة ؛ منتديات بنات مصر
*****
****
***
**
*

[٢.١.] الْأَقْرَاءُ : الْحِيَضُ ، وَالْأَقْرَاءُ : الْأَطْهَارُ ، أي الطُّهْر منه .
وَقَدْ أَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا ، وَأَصْلُهُ مِنْ دُنُوِّ وَقْتِ الشَّيْءِ . فـ الْقَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ .

وَالْجَمْعُ : أَقْرَاءٌ .

وَفِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ الْقَرْءَ فِي اللُّغَةِ الْجَمْعُ ، وَأَنَّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ . .

وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ : لَفَظْتُ بِهِ مَجْمُوعًا ،
وَالْقِرْدُ يَقْرِي ، أَيْ : يَجْمَعُ مَا يَأْكُلُ فِي فِيهِ ،
فَإِنَّمَا الْقَرْءُ اجْتِمَاعُ الدَّمِ فِي الرَّحِمِ وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الطُّهْرِ .

وَصَحَّ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالًا : الْأَقْرَاءُ ، وَالْقُرُوءُ : الْأَطْهَارُ .
وَحَقَّقَ هَذَا اللَّفْظَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُ الْأَعْشَى :

لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا

فَالْقُرُوءُ هُنَا الْأَطْهَارُ لَا الْحِيَضُ ؛ لِأَنَّ النِّسَاءَ إِنَّمَا يُؤْتَيْنَ فِي أَطْهَارِهِنَّ لَا فِي حَيْضِهِنَّ ، فَإِنَّمَا ضَاعَ بِغَيْبَتِهِ عَنْهُنَّ أَطْهَارُهُنَّ . وَيُقَالُ : قَرَأَتِ الْمَرْأَةُ : طَهُرَتْ ؛ وَقَرَأَتْ : حَاضَتْ .

وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ : الْقَرْءُ : الْحَيْضُ وَحُجَّتُهُمْ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :[« دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ. »] . أَيْ : أَيَّامَ حِيَضِكِ .
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ مَعًا : أَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا حَاضَتْ فَهِيَ مُقْرِئٌ .

و الرّجلُ مُقْرِئٌ : تنسّك.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَقْرَأَتِ الْحَاجَةُ إِذَا تَأَخَّرَتْ . وأقْرَأتْ: طَهُرت.

وَقَالَ الْأَخْفَشُ: أَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا حَاضَتْ وَمَا قَرَأَتْ حَيْضَةً ، أَيْ : مَا ضَمَّتْ رَحِمَهَا عَلَى حَيْضَةٍ .

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدَةً وَمَجْمُوعَةً فَالْمُفْرَدَةُ بِفَتْحِ الْقَافِ ، وَتُجْمَعُ عَلَى أَقْرَاءٍ وَقُرُوءٍ ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ يَقَعُ عَلَى الطُّهْرِ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وَأَهْلُ الْحِجَازِ ، وَيَقَعُ عَلَى الْحَيْضِ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ ، وَالْأَصْلُ فِي الْقَرْءِ الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ ، وَلِذَلِكَ وَقَعَ عَلَى الضِّدَّيْنِ ؛ لِأَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمَا وَقْتًا .

وَهَذَا الْحَدِيثُ أَرَادَ بِالْأَقْرَاءِ فِيهِ الْحِيَضَ ؛ لِأَنَّهُ أَمَرَهَا فِيهِ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ . وَأَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ ، وَهِيَ مُقْرِئٌ : حَاضَتْ وَطَهُرَتْ . وَقَرَأَتْ إِذَا رَأَتِ الدَّمَ . وَالْمُقَرَّأَةُ : الَّتِي يُنْتَظَرُ بِهَا انْقِضَاءُ أَقْرَائِهَا .

قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: دَفَعَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ إِلَى فُلَانَةٍ تُقَرِّئُهَا ، أَيْ : تُمْسِكُهَا عِنْدَهَا حَتَّى تَحِيضَ لِلِاسْتَبْرَاءِ . وَقُرِئَتِ الْمَرْأَةُ : وقد قُرِّئَتْ بالتشديد : حُبِسَتْ حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا . [ قَرَّأ المرأةَ: حبسها للاستبراء لتنقضي عِدَّتها. فهي مُقَرَّأة ].

[3.] وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ .
[4.] وَفِي التَّنْزِيلِ ﴿ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [آيَةُ ٢٢٨؛سُورَةُ:البقرة] أَرَادَ ثَلَاثَةَ أَقْرَاءٍ مِنْ قُرُوءٍ .


[5.] قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْقَرْءُ اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ وَالطُّهْرُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ جَازَ أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ حِيَضًا وَأَطْهَارًا . قَالَ : وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ بِقَوْلِهِ ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ﴾ [آيَةُ ٢٢٨؛سُورَةُ:البقرة] الْأَطْهَارَ ، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ حَائِضٌ فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلَ ، فَقَالَ [« مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ »] . وقرأت في طَبقات الخَيْضَريّ من ترجمة أَبِي عبيدٍ القاسم بن سلاَّم أنه تَناظر مع الشافعيِّ في القَرْءِ هل هو حَيضٌ أو طُهْرٌ إلى أن رجع إلى كلام الشافعيّ وهو معدودٌ من أقرانه .

:" وقال الأصمعيّ في قوله تعالى " ثلاثة قُروءٍ " قال : جاءَ هذا على غير قياس والقياس : ثلاثة أقْرُؤٍ ولا يجوز أن يقال ثلاثة فُلوسٍ إنما يقال ثلاثة أفْلُسٍ فإذا كثرت فهي الفُلوسُ ولا يقال ثلاثة رجالٍ إنما هي ثلاثة أرْجِلَة ولا يقال ثلاثة كلابٍ إنما هي ثلاثة أكْلُبٍ ."

:" قال أَبو حاتم : والنَّحويون قالوا في قول الله تعالى " ثلاثة قُروءٍ " أراد ثلاثةً من القُروءِ كذا في لسان العرب أو جمعُ الطُّهْرِ قُروءٌ وجمعُ الحَيض أقْراءٌ .

:" ( المَقْرَأة ): مكان في مسجد أو ضريح يجتمع فيه حفّاظ القرآن ليقرؤوه تبرّكاً به. ".

{

﴿ سنن الأنبياء ؛وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟

أعد هذا الملف :

? : فَخْرُ الدينِ ؛ مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــ مِصْرَ الْمَحْرُوسَةِ الْمَحْمِيَّةِ

Dr.MUHAMMADELRAMADY

حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٥ الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الأحد: ٦ جماد آخر ~ ٦ أبريل ٢٠١٤ م

[د. محمد الرمادي]

أعملُ على توضيح المسألة من جوانبها الشرعية والفقهية ؛ فهذا جانب هام من المسألة ؛ أما الناحية الطبية والجوانب الإستشارية والعلاجية فأتركها لأهل العلم والتخصص؛ لأعتقادي أن الناحية النظرية تصلح للنشر على صفحات المنتدى، أما الطب والإستشارة والعلاج فمكانه العيادات التخصصية والقائم عليها الطبيب المعالج.
تخريج الحديث

[١.] عن جابر بن عبدالله: سألت فاطمة بنت قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة فقال : عدي أيام إقرائك ، وأمرها أن تحتشي وتصلي وتغتسل لكل طهر . [ابن عدي : الكامل في الضعفاء: 2/385؛ الحديث: [فيه] جعفر بن سليمان وهو حسن الحديث ].
[٢.]عن عائشة أم المؤمنين: أنَّ فاطمةَ بنت أبي حُبَيشِ أتَتْ رسولَ اللهِ فقالت يا رسولَ اللهِ إني امرأَةٌ أستحاضُ فقالَ لها النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذاكَ عرقٌ فانظرِي أيامَ أقرائكِ فإذا جاوزتْ فاغتسِلي واستنقِي ثم توضئِي لكل صَلاةٍ. [الدارقطني : سنن الدارقطني : 1/473؛ الحديث: تفرد به عمار بن مطر وهو ضعيف ]
[٣.]عن عائشة أم المؤمنين : أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ! إني امرأة استحاض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما ذلك عرق ، فانظري أيام أقرائك ، فإذا جاوزت فاغتسلي واستدفري ثم توضئي لكل صلاة . [الدارقطني : السنن الكبرى للبيهقي : 1/346؛ الحديث: تفرد به عمار بن مطر وهو ضعيف عن أبي يوسف ]
[٤.] اقعدي أيامَ أقرائِك ودعي الصلاةَ قدر الأيامِ التي كنتِ تحيضين فيها . [ ابن حزم : المحلى : 2/165؛ الحديث: صحيح .]
[٥.] دعي الصَّلاةَ أيَّامَ أقرائِكِ [البيهقي : السنن الصغير للبيهقي : 3/151؛ الحديث: مرفوع لم يثبت إسناده ]
نفس الحديث
[٦.] دعِي الصَّلاةَ أيَّامَ أقرائِكِ [ابن الملقن : البدر المنير : 3/125 ؛ الحديث: مروي من طرق أربعة ].
[ ٧. ] سألَتْ فاطمةُ بنتُ قيسٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ المستَحاضةِ ، فقال : عدِّي أيامَ أقرائِكِ ، وأمَرها أن تحتشيَ ، وتصليَ ، وتغتسِلَ لكلِّ طُهرٍ . [البوصيري : إتحاف الخيرة المهرة : 1/405؛ الحديث: إسناده رجاله ثقات .]
[٨. ] عن فاطمة بنت أبي حبيش : أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لَها دَعي الصَّلاةَ أيَّامَ أقرائِكِ . [أحمد شاكر : عمدة التفسير : 1/276 ؛ الحديث: أشار في المقدمة إلى صحته]
[٩. ] دَعي الصلاةَ أيامَ أقرائِكِ . [محمد الأمين الشنقيطي : أضواء البيان : 1/184 ؛ الحديث: والظاهر أن بعض طرقه لا يقل عن درجة القبول ]

[د. محمد الرمادي]

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾


[ الْآيَةَ:٣٠ ؛سُورَةُ: النمل: ٢٧]

الحَدَثُ

[د. محمد الرمادي]

لغةً : ماتجدد وجوده فهو حادث ،
اصطلاحاً : هو ما يوجب الغسل أو الوضوء وينافي الطهارة.

[د. محمد الرمادي]

قَالَ الشَّافِعِيُّ :" إنَّ الْغُسْلَ وَالْوُضُوءَ مِنْ الْحَدَثِ وَالْجَنَابَةِ لَيْسَ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ نَجَسٌ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمَ مُتَعَبِّدٌ بِهِمَا " .