« كتاب أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة »

[د. محمد الرمادي]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ

من باب تعلم الأحكام الشرعية العملية خاصة التي نحتاجها دوماً ؛ بحثتُ في منتديات « بنات مصر » فلم أجد هذا البحث فرأيت أن أفيد , وهذا الكتاب ؛ أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة من إصدارات مسجد الفردوس ؛ بقلم د. محمد الرمادي ، فارجو إدارة المنتدى بقبوله ... وإن كان فيه نفع فيثبت .

كتاب أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة

تـمـهـيـد

تعيش المرأة في شهرها أوقاتاً معلومة في عالم خاص بها دون الرجل , فلها أيام تخصها هي دون الشاب الذي في سنها , فلها أحوال لا يطلع عليها إلا المقربات منها , ثم يبدأ جسدها يستعد للقيام بدور هام سيلقى على عاتقها دون الشاب , وهو دور الحمل والولادة , فتعيش بمفردها هذه التحولات , إن لم يشاطرها زوجها ويرافقها خلال رحلة شهورية ملزمة لا مفر من ان تستوعب هي وحدها تغيراتها , ثم بعد سنوات طوال تستريح من هذا كله .

فالمرأة دون الرجل : لها أيام حيض , ثم زمن حمل , ففترة نفاس . فإذا أراد الخالق الرازق أن يوجد بعد لذة عاشتها ؛ بنكاح صحيح أو سفاح , قد لا تدرك احياناً , إن لم تتسلح بالعلم الشرعي والدنيوي , ما يليها من عملية خلق وإيجاد لكائن جديد مثلها بأحشائها , ـ وأدعي أن بعضهنَّ ـ قد لا يدركنَّ الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بأحكام الحيض و النفاس و الطهارة .

فبعد أن تعي الدنيا و العالم من حولها تفاجأ - غالباً- بما يسيل من تحتها , و لسان حالها يقول....

« دم ... يا إلهي .... ما أصابني »

فإن لم تتهيأ من قبل بشكل شرعي فقهي أو علمي بتركيبتها الأنثوية و وظيفة أعضائها ذات العلاقة , فقد يحدث لها بعض الاضطرابات .
*****
يتبع بإذنه سبحانه وتعالى ...

[د. محمد الرمادي]

ولعل الجيل الثاني الصاعد من بناتنا يحتجنَّ هذه الأحكام الشرعية , خاصة هذا الجزء الهام من أحكام الطهارة, وإن كان لديهن أمورا أخرى يطلق عليه النظافة الشخصية / العامة.

ولعله معلوم لدينا أن هناك فارق كبير بين الطهارة والنظافة , فمثلاً أنتِ نظيفة , وقت الحيض أو النفاس , ومع ذلك لست طاهرة لأداء الصلاة.


لذلك رأينا - مسجد الفردوس - أن نقدم لنسائنا المسلمات و غير مسلمات , وأخواتنا وبناتنا , هذا البحث الفقهي القائم على الشرع الإسلامي بمصدريه القرآن الكريم , تنزيل الخبير العليم , والسنة العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم , والمبني على ارآء وأقوال أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها , وأقوال من علماء المسلمين من السلف والتابعين , وأصحاب المذاهب المعتبرين عن أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة .

[د. محمد الرمادي]

والنساء ثلاث: مبتدأةٌ ومعتادةٌ ومستحاضة, ويزيد بعض أهل العلم من فقهاء المالكية والشافعية دون الحنابلة والحنفية رابعة وهي الحامل, ولكل منهن حكمها.

[د. محمد الرمادي]

وسوف نصدر هذا الكتاب على حلقات , وهذه هي الحلقة الأولى منه .
*****
وقُسِمَ هذا الكتاب, أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة , إلى الفصول التالية :




1.) تـمـهـيـد
2.) مقدمة

3.) خلق المرأة

4.) ما قيل قديماً
5.) هدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كيفية معاملة النساء:" استوصوا بالنساء خيراً "
6.) الــنَـجَـا سَــة
6. 1.) أنواع النجاسة
6. أ. ) نجاسة معنوية
6. ب. ) نجاسة حسية
6. 2.) رطوبة فرج المرأة
6. 3.) الدم
6. 4.) ما لا يعتبر نجساً
6. 4. أ. ) بدن الحائض,
6. 4. ب. ) عَرَق الحائض
6. 5. ) آثار النجاسة
6. 6. ) إزالة النجاسة
6. 7.) دم الحيض يصيب الثوب, وبقاء أثر دم الحيض على الثوب
7.) ا لــحَــدَ ث, تعريفه
7. 1. ) الحدث نوعان
7. 1. أ. ) حقيقي, و
7. 1. ب.) حكمي
7. 2. ) أنواعه
7. 2. 1. ) الحدث الأكبر
7. 2. 1. 1. ) الحدث الأكبر عند النساء أسباب منها :
7. 2. 1. .أ.) الحيض
7. 2. 1. 1.ب.) النفاس
8.) الجنابة
8. أ.) خروج المني,
8. ب.) الإيلاج
9.) مسألة هامة تنبهنا إليها أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها
10.) الغسل يجب لأمور خمسة, منها
10. 1. ) التقَاء الختانين
11.) نواقض الطهارة
12.) أحكام الدماء الخارجة من الرحم
12 .1.) معرفة أنواع الدماء الخارجة من الرحم
12. 2.) معرفة العلامات التي تدل على انتقال الطهر إلى الحيض, والحيض إلى الطهر أو إلى الاستحاضة, أو الإنتقال من الاستحاضة إلى الطهر
12 .3.) معرفة أحكام الحيض والاستحاضة, موانعهما وموجباتهم
13.) ا لـطـهـا ر ة : تعريفها
13. 1.) وهي نوعان: حقيقية وحكمية.
13 .2.) طهارة الحدث هي الوضوء والغسل أو التيمم.
13 .3. ) الطهارة الباطنة
14.) غُسْلُ المرأة
15.) ا لـحـيــض
الحيض هل نقص أو كمال بالنسبة للمرأة ؟
15. 1.) تَعْريف الحيض, لغةً, شرعاً
16.) ا لــدَ م, تعريفه: لغة, اصطلاحاً
16. 1.) لــو ن د م ا لــحــيــض,
ألوانه: 1.) السواد, 2.) الحمرة, 3.) الصفرة, 4.) الكدرة.
16. 1. 1.) الصفرة والكدرة خروجهما أيام الحيض
16. 1. 2.) خروجهما أيام الطُهر
16. 1. 3.) حكم الصفرة والكدرة بعد دم الحيض
16. 1. 4.) بعد العادة
16. 2.) صفة دم الحيض
16. 3.) مخرج الدم
17.) المبتدأة
18.) وقت الحيض
18. 1.) أقل الحيض
18. 2.) مقدار الحيض
18. 3.) أقل الحيض وأكثره
18. 4.) أقوال العلماء
18. 5.) أقل الطهر
19.) العادة : على ضربين:
19. أ.) متفقة و
19. ب.) مختلفة
19. 1.) المعتادة
19. 2.) السنن الثلاث
19. 2. 1. ) المميزة
19. 2. 2 ) المتحيرة
19. 3.) كيف تكون المرأة معتادة
19. 4.) بناء المعتادة إذا حاضت على عادتها
19. 5.) من تحيض ستا ًأو سبعاً لفقد العادة والتمييز
19. 6.) من تحيض ستا ًأو سبعاً لفقد العادة والتمييز
20.) علامة الطهر من الحيض
20. 1.) مدَّةُ الطُّهرِ بين الحيضتين
20. 2.) فيما يعرف به الطهر
21.) الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيض
21. 1.) ما يُحرمُ على الحَائضِ والنُّفساء
تشترك الحائض والنفساء مع الجنب في جميع مايحرم على الجنب من
1.) الصَّلاة,
2.) الطَّواف,
3.) مسّ المصحفِ وحمله,
4.) قراءة القرآن,
5.) المكْث في المسْجِد
6.) اعتكاف المرأة وهي حائض
ويحرم على الحائض والنفساء زيادة على ما تقدم أمور منها
1.) يحرم وطء الحائض في الفرج
حكم الصلاة والقراءة
2. ) يمنع فعل الصلاة, فرضاً كانت أو نفلاً, الحائض لا تصوم ولا تصلي وتقضي الصوم دون الصلاة
مسألة: من طهرت من الحيض بعد صلاة العصر, هل تصلي الصلاتين ؟
تحريم القراءة على الحائض والجنب, والنفساء
3.) الصَّوْم
4.) يمنع قراءة القرآن
يمنع مس المصحف
5. يمنع اللبث في المسجد, الرخصة في اجتياز الجنب في المسجد ومنعه من اللبث فيه إلا أن يتوضأ المستحاضة, ومن به سلس البول واللبث في المسجد
6. يحرم الطلاق
7. يمنع صحة الطهارة
8. يوجب الغسل عند انقطاعه
9. علم على البلوغ
10. الاعتداد بالأشهر
22.) يباح مع الحيض والنفاس أمور هي
1.) المباشرة فيما دون الفرج
2.) ذكر الله
3.) الإحرام والوقوف بعرفة وسائر أعمال الحج أو العمرة إلا الطواف بالبيت
4,) مؤاكلتها ومشاربتها
23.) كيفية معاملة المرأة حال حيضها
23. 1.) مخالطة الحائض
23. 2.) مجالسة الحائض واستخدامها
23. 3.) مُؤاكلة الحائض والشرب من سؤرها
24.) الاستمتاع بالحائض
24. 1.) الرجل يصيب من المرأة مادون الجماع
24. 2.) حكم جماع الحائض
24. 3.) تحريم غشيان الحائض
24. 4.) تحريم وطء الحائض في الفرج ومايباح منها
24. 5.) جماع الحائض
24. 5. 1. ) كفارة جماع الحائض
24. 5. 2.) تحريم الوطء قبل الغسل
25.) غسل الحائض
25. 1.) إتيان الحائض قبل الغسل
25. 2.) الغسل معناه
25. 3.) موجبات الغسل: يجب الغسل لأمور خمسة
1.) خروج المني بشهوة في النوم أو اليقظة من ذكر أو أنثى
2.) انقطاع الحيض
25. 4.) غُسْلُ المرأة
25. 5.) غسل الكتابية
25. 6.) استحباب نقض الشعر لغسل الحيض وتتبع أثر الدم فيه
25. 7.) يجوز للحائض أن تخضب يدها
26.) استمرار الدم
25. 1.) التمييز
25. 2.) التلفيق
26.) الإستحاضة
26. 1.) فمن اطبق بها الدم القسم الأول من المستحاضة
26. 2.) القسم الثاني من المستحاضة
26. 3. ) الثالث من المستحاضة
1.) تعريف الإستحاضة صطلاحا
26. 4.) من الاستحاضة
26. 5.) لاستحاضة
26. 6.) آداء المستحاضة للصلاة
26. 7.) حكم جماع المستحاضة وطؤها
26. 7.) الرخصة في جماع المستحاضة
26. 7. 1.) لاستمتاع بها
26. 8.) الطواف بالبيت
26. 9.) عدتها
26. 10.) اعتكافها
27.) دم عِرق
28.) مختصر مسألة " أحوال المستحاضة
29.) المستحاضة لها ثلاث أحوال
30.) غسل المستحاضة
30. 1.) وضوء المستحاضة لكل صلاة
30. 2.) الوضوْء
30. 3.) نواقض الوضوء
31.) للمستحاضة خمسة أحكام
32.) وطء المستحاضة
33.) أحكام الحامل, تعريفه
33. 1.) مدة الحمل
33. 2.) حيض الحامل
33. 3.) أقل مدة الحمل
34. ) النُّفاس
34. 1.) النُّفَسَاءُ
34. 2.) وقت النفساء
34. 2. 1.) مُدَّتُه
34. 2. 1. 1. ) أكثر حد النفاس عند العلماء
34. 3. ) طهر النفساء
34. 4.) وجوب الغسل من النفاس
34. 4. 1.) غسل النفاس
34. 4. 1. 1.) اغتسال المستحاضة والنفساء وصلاتها
34. 5.) سقوط الصلاة عن النفساء
34. 5. 1.) حكم الصلاة
34. 5. 2.) الصوم
34. 5. 2. 1. ) زوال العذر المبيح للفطر
35.) سن اليأس وتحديده
36.) دواء يقطع الحيض
37.) حدُّ العورة من المرأة
38.) إتيان الزوجة في دبرها
39.) ملامسة المرأة
*****
المتمم لـ شعبان 1432هــ ~ 31 يوليو 2011م

[د. محمد الرمادي]

استيضاح : من الكاتب لكل من الأختين

mishoمشتاقه للجنه

يسأل الكاتب: إن كان هناك حرج أو عدم رضا من قِبل إدارة الموقع على متابعة الكتابة في الموضوع؛ وبدون إبداء الأسباب ~

فسيتوقف الكاتب مباشرة على متابعة البحث

*****

الدكتور محمد الرمادي

[د. محمد الرمادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ

Elramady Mohammed

كتاب

" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

مقدمة
ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة في تاريخ البشرية, أقصد حوّاء عليها السلام, وغنيٌ عن التعريف أن زوج آدم [1] عليه السلام هي حوّاء عليها السلام.

وآدم, هو أوّل من سماها بذلك حين خُلقت من ضلعه من غير أن يَحُسّ عليه السلام بذلك, ولو ألِم بذلك لم يَعْطِف رجل على امرأته, فلما آنتبه قيل له: " من هذه ؟ ", قال:" امرأة ", قيل: "وما اسمها؟ ", قال : " حوّاء ", قيل:" ولِمَ سُمِّيَتْ امرأة ؟ ", قال: " لأنها من المرء أخِذت", قيل: " ولم سُمِّيَتْ حوّاء ؟ ", قال: " لأنها خُلقت من حي ". [2]
روي أن الملآئكة سألته عن ذلك لتجرب علمه وأنهم قالوا له: " أتحبها ياآدم ؟ " قال: "نعم ", قالوا لحوّاء:" أتحبينه ياحوّاء", قالت: " لا " !!!.
وفي قلبها أضعافُ مافي قلبه من حبه. قالوا: "فلو صدقت امرأةٌ في حبها لزوجها لصدقت حوّاء" [3].
ــــــــــــــــــــــ
المراجع :
[ 1.*] خلق آدم ؛ جامع الأصول 4 30, الفصل الثالث.
[2.*] تفسير القرطبي ج1 ص 301.
[3.*] المصدر السابق، مع ملاحظة أن بداية الجملة بدأت بـــ " روي ".
*****
[*] الرجاء مراجعة مقال للكاتب على موقع منتديات " بنات مصر " ؛ تحت عنوان يوم الخلق الذكوري ولحظة الخلق " الأنثوي ".

*****

[د. محمد الرمادي]

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ﴾
(آية30؛ سورة النمل 27)
« الحيض عند حواء »

قد لا نستفيد كثيراً من بحث هذه الجزيئة ؛ أي " هل اصاب أمنا حواء ما يصيب بناتها!!؟" .
بمعنى هل أمنا حواء اصابها دم الحيض في وقت معلوم !!؟
هذا ما سنجيب عليه في الجزء القادم !
*****

[د. محمد الرمادي]

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ ﴾

« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »

هذا الكتاب

" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

إهداء إلى

﴿منتديات بنات مصر ﴾

وليَّ الشرف أن تكون نسخة خاصة فقط للموقع

وهي نسخة مخرجة ومنقحة وزيدت بعض الفصول ؛ وجدتها مهمة غير موجودة في النسخة الأولى

[د. محمد الرمادي]

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ ﴾




« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »

أفضلية « حواء » :

لم يرد نص نقلي من كتاب أو سنة بأفضلية أم البشر أجمعين السيدة « حواء » ؛ فقد رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ : مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ؛ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ».
و الْكَمَالُ هُوَ التَّنَاهِي وَالتَّمَامُ ؛ كما قال السادة العلماء ، وَالْكَمَالُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى ذكره خَاصَّةً ، وَرُوِيَ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ :« خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ؛ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ». وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :« أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ؛ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ». وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ عَنْهُ: « سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ فَاطِمَةُ وَخَدِيجَةُ »
فلم يأتي ذكر في هذه النصوص لأمنا « حواء » .
ويرى القرطبي أن :" ظَاهِرُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ يَقْتَضِي أَنَّ مَرْيَمَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِ مِنْ حَوَّاءَ إِلَى آخِرِ امْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهَا السَّاعَةُ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ بَلَّغَتْهَا الْوَحْيَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّكْلِيفِ وَالْإِخْبَارِ وَالْبِشَارَةِ كَمَا بَلَّغَتْ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ ؛ وَلَا شَكَ أَنَّ أَكْمَلَ نَوْعِ الْإِنْسَانِ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ يَلِيهِمُ الْأَوْلِيَاءُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ." ويكمل القرطبي القول :" وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْكَمَالَ الْمَذْكُورَ فِي الْحَدِيثِ يَعْنِي بِهِ النُّبُوَّةَ فَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَ آسِيَةُ نَبِيَّتَيْنِ ، وَقَدْ قِيلَ بِذَلِكَ . وَالصَّحِيحُ [ عند القرطبي كما قال في تفسيره هذا بخلاف الطبري] أَنَّ مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيْهَا بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ كَمَا أَوْحَى إِلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ وَيَأْتِي بَيَانُهُ أَيْضًا فِيمَرْيَمَ ، وَأَمَّا آسِيَةُ فَلَمْ يَرِدْ مَا يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّتِهَا دِلَالَةً وَاضِحَةً بَلْ عَلَى صِدِّيقِيَّتِهَا وَفَضْلِهَا ، فَهِيَ [ أي مريم ] إِذًا نَبِيَّةٌ وَالنَّبِيُّ أَفْضَلُ مِنَ الْوَلِيِّ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ : الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مُطْلَقًا . ثُمَّ بَعْدَهَا فِي الْفَضِيلَةِ فَاطِمَةُ ثُمَّ خَدِيجَةُ ثُمَّ آسِيَةُ . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَىبْنُعُقْبَةَعَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ثُمَّ فَاطِمَةُ ثُمَّ خَدِيجَةُ ثُمَّ آسِيَةُ » ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ يَرْفَعُ الْإِشْكَالَ ".
ثم يزيد القرطبي الأمر وضوحاً فيقول :" وَقَدْ خَصَّ اللَّهُ مَرْيَمَ بِمَا لَمْ يُؤْتِهِ أَحَدًا مِنَ النِّسَاءِ " ؛ وهذا الأمر لم يحدث مع أم المبشر أجمعين « حواء » والأمر انحصر فقط مع مريم إذَ :" أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ كَلَّمَهَا وَظَهَرَ لَهَا وَنَفَخَ فِي دِرْعِهَا وَدَنَا مِنْهَا لِلنَّفْخَةِ ؛ فَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ . وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً عِنْدَمَا بُشِّرَتْ كَمَا سَأَلَ زَكَرِيَّا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْآيَةِ ؛ وَلِذَلِكَ سَمَّاهَا اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقَةً فَقَالَ : « وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ » وَقَالَ : « وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ » فَشَهِدَ لَهَا بِالصِّدِّيقِيَّةِ وَشَهِدَ لَهَا بِالتَّصْدِيقِ لِكَلِمَاتِ الْبُشْرَى وَشَهِدَ لَهَا بِالْقُنُوتِ . وَإِنَّمَا بُشِّرَ زَكَرِيَّا بِغُلَامٍ فَلَحَظَ إِلَى كِبَرِ سِنِّهِ وَعَقَامَةِ رَحِمِ امْرَأَتِهِ فَقَالَ : « أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامَ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ »، فَسَأَلَ آيَةً . وَبُشِّرَتْ مَرْيَمُ بِالْغُلَامِ فَلَحَظَتْ أَنَّهَا بِكْرٌ وَلَمْ يَمْسَسْهَا بَشَرٌ فَقِيلَ لَهَا :« كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ » فَاقْتَصَرَتْ عَلَى ذَلِكَ ، وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً مِمَّنْ يَعْلَمُ كُنْهَ هَذَا الْأَمْرِ ، وَمَنْ لِامْرَأَةٍ فِي جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ مَا لَهَا مِنْ هَذِهِ الْمَنَاقِبِ . وَلِذَلِكَ رُوِيَ أَنَّهَا سَبَقَتِ السَّابِقِينَ مَعَ الرُّسُلِ إِلَى الْجَنَّةِ؛ جَاءَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِي أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ . »
*****

[د. محمد الرمادي]

***
.......
ويخلص القرطبي في نهاية قوله إلى أن :" شَأْنُ مَرْيَمَ لَمْ تَنَلْ شَهَادَةَ اللَّهِ فِي التَّنْزِيلِ بِالصِّدِّيقِيَّةِ وَالتَّصْدِيقِ بِالْكَلِمَاتِ إِلَّا لِمَرْتَبَةٍ قَرِيبَةٍ دَانِيَةٍ . وَمَنْ قَالَ لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً قَالَ : إِنَّ رُؤْيَتَهَا لِلْمَلَكِ كَمَا رُئِيَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي صِفَةِ دَحْيَةَ الْكَلْبِيِّ حِينَ سُؤَالِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَلَمْ تَكُنِ الصَّحَابَةُ بِذَلِكَ أَنْبِيَاءَ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ."
يكمل ابن جرير الطبري البحث بقوله و :" كَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :« خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ " يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " خَيْرُ نِسَائِهَا " خَيْرُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .
ويسوق لنا الأدلة ويخبرنا عن الرواة فدليله الأول عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا بِالْعِرَاقِ يَقُولُ :« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ » .
والدليل الثاني : عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ« وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «حَسْبُكَ بِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ، وَامْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ، مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » ، قَالَ قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَوَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ »، قَالَ قَتَادَةُ : وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:"لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ مَرْيَمَ رَكِبَتِ الْإِبِلَ ، مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا " .
وعَنْ قَتَادَةَ أيضاً ، فِي قَوْلِهِ:« يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ .
كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ » .
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:.« كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ .»
حَدَّثَنَا أَبُو الْأُسُودِ الْمِصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ : أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَتْهُ : أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَنَاجَانِي ، فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ نَاجَانِي فَضَحِكْتُ ، فَسَأَلَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : لَقَدْ عَجِلْتِ ! أُخْبِرُكِ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ! ! فَتَرَكَتْنِي . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَتْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، نَاجَانِي فَقَالَ : جِبْرِيلُ كَانَ يُعَارِضُ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ ; وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا عُمِّرَ نِصْفَ عُمْرِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنَّ عِيسَى أَخِي كَانَ عُمُرُهُ عِشْرِينَ وَمِئَةِ سَنَةٍ ، وَهَذِهِ لِي سِتُّونَ ، وَأَحْسَبُنِي مَيِّتًا فِي عَامِي هَذَا ، وَإِنَّهُ لَمْ تُرْزَأَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِمِثْلِ مَا رُزِئْتِ ، وَلَا تَكُونِي دُونَ امْرَأَةٍ صَبْرًا ! قَالَتْ : فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَرْيَمَ الْبَتُولَ . فَتُوُفِّيَ عَامَهُ ذَلِكَ .[ والحديث عن ابي لهيعة وفيه مقال ]
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنْ أَبَا زِيَادٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّارَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فُضِّلَتْ خَدِيجَةُ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي ، كَمَا فُضِّلَتْ مَرْيَمُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .
***
.....