وزير الداخلية يعتمد الخطة النهائية لتأمين محاكمة مبارك

[الملكة كيلوباترا]

تفقد اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، صباح امس قاعة المحاضرات رقم «١» بمقر اكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، التى تشهد محاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال واللواء حبيبب العادلى و٦ من كبار مساعديه السابقين والمقرر عقدها غدا الاربعاء بالقاهرة الجديدة. وابدى الوزير بعض ملاحظاته على إجراءات التأمين والمتابعة، وبعدها عقد «عيسوى» لقاء مع عدد من مساعديه من القيادات الامنية، واعتمد خلالها الخطة النهائية لتأمين المحاكمة، والمناطق المحيطة بها، التى سيتم تنفيذها بالتنسيق مع القوات المسلحة، كما ناقش «عيسوى» جميع الضوابط والإجراءات التنظيمية المتعلقة بالتيسير على من يسمح لهم بحضور المحاكمة وفقا لما سبق ان قررته الجهات القضائية المختصة.
قال عيسوى انه توجه الى مقر الاكاديمية فى العاشرة صباحا، وان الزيارة كان هدفها الوقوف على الخطة النهائية لتأمين محاكمة الرئيس السابق، غدا الاربعاء، وانه اجرى معاينة على القاعة التى تشهد المحاكمة، وراجع جميع إجراءات التأمين مع مساعديه، واستعرض الوزير مداخل ومخارج الاكاديمية وطلب تعزيز الخدمات الامنية، وشدد على اتخاذ جميع إجراءات التأمين على البوابات العشر فى مقر اكاديمية الشرطة.
واوضح عيسوى فى تصريحات خاصة انه اعتمد الخطة النهائية للتأمين، التى يشرف عليها اللواء محسن مراد، مساعد وزير الداخلية لقطاع امن القاهرة، وان «مراد» سيكون المسؤول الاول عن عمليات التأمين فى جميع مراحلها، فى حين يقتصر تأمين مداخل ومخارج مبنى الاكاديمية على ضباط اكاديمية الشرطة المكلفين، ويشرف عليها اللواء عماد حسين، مساعد وزير الداخلية رئيس اكاديمية الشرطة، واكد «عيسوى» ان جميع قطاعات وزارة الداخلية مشتركة فى عملية تأمين المحاكمة، من امن مركزى وتشكيلات خاصة، وان القوات المسلحة سوف تشارك وزارة الداخلية فى عمليات التأمين داخل وخارج مبنى الاكاديمية.
واشار عيسوى الى انه استعرض إجراءات الدخول، وتبين انه سيكون عبر الكشوف الرسمية المعتمدة من المستشار احمد رفعت، إلا ان «عيسوى» طلب من اللواء عماد حسين، رئيس اكاديمية الشرطة، واللواء محسن مراد، مدير امن القاهرة، ان يكون الدخول بموجب «كارت» يكون مميزا للضباط، يحمل «رقما» بارزا، على ان يكون اللون «الاصفر» للمدعين بالحق المدنى و«الاخضر» للصحافة وسائر الإعلام و«الاحمر» للشهود و«الازرق» للمحامين، كما انه انهى بعض المسائل المالية المتعلقة بشركة المقاولون العرب، التى تبين انها لم تحصل على مستحقاتها المالية، وانه اجرى اتصالا بالدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وانهى هذا الامر.
ولفت عيسوى الى ان اللواء محمد نجيب، مدير امن جنوب سيناء، اعلن بالفعل «مبارك» امس بميعاد ومكان المحاكمة فى التجمع الخامس، وان هناك خطة امنية لنقله من شرم الشيخ الى مقر المحكمة لحضور الجلسة الاولى المحددة غدا الاربعاء، وان هناك تنسيقا تاما لنقل مبارك عن طريق طائرة عسكرية من مستشفى شرم الشيخ الدولى الى مقر المحكمة، وان الطائرة ستهبط داخل الاكاديمية فى «مهبط الطائرات»، وسوف تتولى سيارة اسعاف مجهزة وسيارة مدرعة واخرى من المجموعات الخاصة تأمين مبارك على مسافة ٥٠٠ متر، هى المسافة بين المهبط ومقر انعقاد المحاكمة.
وقال: «نحن فى وزارة الداخلية جهة تنفيذ، وسوف ننقل الرئيس السابق بالاشتراك مع القوات المسلحة لحضور جلسة الاربعاء، وانه لا توجد مصلحة لنا فى بقائه فى شرم الشيخ، ووضعنا جميع الإجراءات الامنية والخطط لنقله الى القاهرة، وانه عاين امس مهبط الطائرات الموجود فى مقر الاكاديمية»، واضاف: «مهبط الطائرات موجود منذ إنشاء الاكاديمية ولم يتم إعداده بشكل خاص وان وزارة الداخلية ومديرية امن جنوب سيناء والقوات المسلحة ستشترك فى عملية النقل»، وانهى «عيسوى» حديثه قائلا: «نحن لا نريد احتقانا بين الناس فى الشارع بعدم حضور مبارك».
وحصلت على تفاصيل اجتماع الوزير باللواء محسن مراد، مساعد الوزير لامن القاهرة، واللواء عماد حسين، مساعد الوزير رئيس اكاديمية الشرطة، واللواء سيد شفيق، مساعد مدير المباحث الجنائية بالامن العام، واللواء اسامة الصغير، مدير المباحث الجنائية فى القاهرة - الذى عقد امس بمقر الاكاديمية، وناقش الوزير فيه سبل تأمين المحاكمة، بالاشتراك مع القوات المسلحة لعمل تعزيزات إضافية لسيارات الترحيلات التى سوف تصحب المتهمين جمال وعلاء مبارك واللواءات حبيب العادلى وحسن عبدالرحمن واحمد رمزى وإسماعيل الشاعر وعدلى فايد، وذلك من داخل سجن المزرعة، بينما سيتم تخصيص سيارتين تنقلان اللواءين اسامة المراسى وعمر الفرماوى اللذين يحاكمان وهما مخلى سبيلهما وذلك من اجل تأمين المتهمين من لحظة تسلمهما حتى إيداعهما داخل المكان المخصص لهما فى القاعة.
وتضمن اللقاء استعراض الخطة النهائية لاصطحاب الرئيس السابق عن طريق طائرة عسكرية من مستشفى شرم الشيخ الى التجمع الخامس، حتى مهبط الطائرات باكاديمية الشرطة، ذلك المهبط الذى نزل فيها مبارك بطائرته الحربية فى عيد الشرطة ٢٠٠٥ اثناء الاحتفال، الا ان هذه المرة سيكون عبر سريره الطبى، مع سيارة اسعاف مجهزة ستتولى نقله الى مكان القاعة، وان مدرعة وسيارة مصفحة وسلاحا من القوات المسلحة ستتولى عملية التأمين، كما تضمنت الخطة الامنية اصطحاب كل متهم من سجن المزرعة فى سيارة مصفحة، وان قوات الجيش ستكون مهمتها تأمين السيارات المصفحة منذ ايداع المتهمين فيها وحتى سيرها بطريق الاوتوستراد ومنه الى التجمع الخامس حيث مقر الاكاديمية.
كما وضعت الخطة الامنية تأمينا شرطيا لهيئة المحكمة التى يترأسها المستشار احمد رفعت، كما خصصت الخطة له حارسا خاصا وهو ما حدث مع عضوى الهيئة الآخرين كنوع من إجراءات التأمين وستكون مهمة هؤلاء الحراس تأمين وسلامة هيئة المحكمة، وتم تخصيص البوابة الرئيسية لدخول هيئة المحكمة، وتخصيص باب خاص سوف يسمح بدخول المتهمين المودعين سجن المزرعة منه، بجانب تخصيص الباب رقم «٨» لدخول وسائل الإعلام والمحامين والمدعين بالحق المدنى، ومن لهم حق الحضور.
وقالت مصادر قضائية ان اللواء صلاح الشربينى، مساعد الوزير لقطاع الامن المركزى، اجتمع مع قيادات التشكيلات المختلفة فى مقر القطاع بالدراسة، وان التعليمات سيتم دعمها بعدد كبير من التشكيلات التى تتولى تأمين جميع الاماكن والابواب العشرة الى الاكاديمية، بينما تم تخصيص بوابات محددة لطلاب وضباط الاكاديمية سيسمح لهم بالدخول منها بعد إبراز تحقيق الشخصية الخاص بهم، وان مهمة تأمين البوابة الرئيسية ستكون مشتركة بين الشرطة والجيش.
وكشفت المصادر ان معظم تشكيلات الامن المركزى التى ستتولى تأمين محاكمة مبارك بها عناصر ومجموعات من القوات الخاصة وفض الشغب للامن المركزى، وان هذه القوات سيجتمع بهم اللواء صلاح الشربينى لإعداد الخطة النهائية لعملية التأمين وان هذا الاجتماع سيقتصر على مديرى وقادة التشكيلات والفرق.
وكشفت مصادر داخل شركة المقاولون العرب ان قفص الاتهام المعد داخل القاعة «١» تم تخصيص مكان به ليشغل سرير مبارك، فى حين استبعدت مصادر قضائية دخول مبارك قفص الاتهام بسريره، إلا انها اكدت حضوره الى القاعة، وفى هذه الحالة تخضع الى سلطة تقديرية للقاضى فى إيداعه قفص الاتهام، او جعله على «سريره» فى القاعة.